عرض مشاركة واحدة
قديم 21-12-08, 12:16 AM   #350
حاجة
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 31-03-2008
المشاركات: 263
حاجة is on a distinguished road
افتراضي أجوبة الدرس الـ22 بداية المرحلة الرابعة - دلالة السياق

***أين تكمن أهمية دلالة السياق في فهم الآيات ؟ ومن نص عليها من أهل العلم؟
يكمن في انه اذا غاب عنا فإننا سنفقد شيء عظيم في فهم الآية. لانه الآية لم تأت هكذا منفردة (مقطوعة/مبتورة) إنما جاءت في سياق محدد لغرض معين. فالآية عبارة عن حلقة في سلسلة إذا انقطعت أحدى الحلقات ينخرم المعنى و يضعف كثيرا. فلمعرفة معنى و دلالة أي آية لابد ان يفهم اولا السياق الذي وردت به. فمثلا آية مثل (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) لو اخذناها لوحدها لفهمنا انها للتكريم. أما اذا اخذنها ضمن السياق الذي وردت فيه فسنفهم انها جاءت للتهكم و التوبيخ.

و تكمن دلالة السياق في أنها اما تخصص العام أو تقيد المطلق و في مقابل ذلك تطلق المقيد أو تعمم الخاص أ, ايضا ترجح عند اختلاف المفسرين. و لو ان طالب العلم تفرغ لها لجمع شيئا كثيرا.


***ما دلالة السياق في قوله تعالى :
-في سورة النازعات: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾ مع باقي آيات السورة؟

سورة النازعات افتتحت بالقسم بالملائكة الموكلة بنزع الارواح و السبح بها و تدبير امورها و هذا القسم جاء مناسب لسياق الايات فالسورة جاءت في ذكر البعث و النفخة الاولى و الثانية و المكذبين بكل هذا من كفار قريش و ختمت بآيات تتناسب مع آيات البداية و هي قيام الساعة و حال من آمن و حال من كفر و في المنتصف لمحة من قصة موسى (عليه السلام) و تكذيب فرعون له. بعث الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه و سلم و طلب منه ان يبلغ انه هناك حياة بعد الموت و نشور و حساب و نفخة اولى و ثانية. و قال لرسوله ان كذبوك قومك فدعهم لانه مصيرهم سيكون مثل مصير فرعون و قومه, فرعون لم يكذب بالبعث فقط بل تمادى الى ان قال (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) فكان جزاءه ان (فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى) ثم قال لقوم قريش مذكرا لهم (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى). ثم ذكرت السورة بعض الآيات الكونية الدالة على الخالق الواحد و على قوته فسبحانه من استطاع ان يخلق كل هذا الكون و استطاع ان يقضي على فرعون الطاغية لن يعجزه ان يعيد الخلق مرة اخرى فلماذا انتم متعجبون من ذلك (يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ * أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً)؟؟
إذن فقصة موسى عليه السلام مع فرعون (او بالاحرى هذه اللمحة من القصة) جاءت مناسبة جدا مع السياق ففيها تذكرة و عظة لقريش و لكل من يخشى.


-في سورة الصف ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ مع باقي آيات السورة؟

سورة الصف من أوائل السور التي نزلت في الجهاد. و نزلت في أوائل العام الثاني للهجرة قبل معركة بدر الكبرى. و هي تتكلم عن الجهاد و وضرورة توحيد صف المسلمين فيه. و من اسباب نزولها ( أخرج الترمذي والحاكم وصححه والدارمي عن عبد الله بن سَلام قال: قعدنا نفراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتذاكرنا، فقلنا: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملناه، فأنزل الله: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ* يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ} فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ختمها). و جاءت لمحة من قصة موسى عليه السلام مع قومه, و هي ما حصل في سورة المائدة حين طلب منهم ان يدخلوا الارض المقدسة فرفضوا بمنتهى قلة الادب و المروءة و قالوا له "قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَهُنَا قَاعِدُونَ", جاءت هذه اللمحة لتنبه المسلمين إلّا يقعوا في نفس الغلط مع نبيهم و جاءت بمثابتة الاعداد لهم لمعركة بدر. و هذا ما حصل حين قال الصحابي (الْمِقْدَاد بْن الْأَسْوَد : أَمَا وَاَللَّه لَا نَكُون كَالْمَلَأِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل إِذَا قَالُوا لِنَبِيِّهِمْ" اِذْهَبْ أَنْتَ وَرَبّك فَقَاتِلَا إِنَّا هَهُنَا قَاعِدُونَ " وَلَكِنْ اِذْهَبْ أَنْتَ وَرَبّك فَقَاتِلَا إِنَّا مَعَكُمَا مُقَاتِلُونَ فَلَمَّا سَمِعَهَا أَصْحَاب رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَتَابَعُوا عَلَى ذَلِكَ وَهَذَا إِنْ كَانَ مَحْفُوظًا يَوْم الْحُدَيْبِيَة فَيَحْتَمِل أَنَّهُ كَرَّرَ هَذِهِ الْمَقَالَة يَوْمئِذٍ كَمَا قَالَهُ يَوْم بَدْر).
فإذن هذه اللمحة جاءت مناسبة للسياق جدا و فيها اعداد و تنبيه للمسلمين خصوصا و انه قبل هذا حصلت بعض الغزوات الصغيرة التي كان جيشها من المهاجرين فقط.



و لو اخذنا هذه الآية لوحدها لفهمنا انه موسى عليه السلام يشتكي لله من قومه عموما. و لكن عندما اخذناها مع السياق اتضح لنا امورات كثيرة.




***ماالمراد بالخنس في قول الله تعالى : ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾؟
ما هو القول المرجح مع توضيح سبب ترجيحه؟


جاء في تفسير كلمة الخنس انه النجوم أو الكواكب و ما شابه (فهي تارة ظاهرة لنا و تارة تختفي)
أو البقر الوحشي و الضباع و ما شابه (لانها تختفي طلبا للراحة ثم تعود)
و قيل الكناسة.

تخنس اي تختفي و تكنس اي تظهر.

و لكن ارجح الاقوال هو القول الاول (النجوم أو الكواكب) لانه لو نظرنا الى السياق لرأينا انه جاء ذكر (الشمس, النجوم, السماء, الليل, الصبح) و هذه الاشياء تتناسب مع ذكر (الكواكب و ما شابه)

التعديل الأخير تم بواسطة حاجة ; 21-12-08 الساعة 12:19 AM
حاجة غير متواجد حالياً