عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-08, 02:23 PM   #332
حاجة
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 31-03-2008
المشاركات: 263
حاجة is on a distinguished road
افتراضي

*** ما معنى التضمين؟وما هي فائدته ؟ومن يقول به من النحاة؟
التضمين: كلمة تدور في كتب اللغة بين العروضين و الادباء و النحاة و البيانيين و لكل طائفة من هؤلاء معنى خاص يفسرون به التضمين. التعريف الذي يعنينا هو اشراب فعل بمعنى فعل آخر ليدل الفعل الاول على معناه الاصلي و على المعنى الذي دل عليه السياق. و للتضمين غرض بلاغي لطيف و هو الجمع بين معنيين بأخصر أسلوب و ذلك بذكر فعل و ذكر حرف جر يستعمل مع فعل آخر فنكسب بذلك معنيين, معنى الفعل الاول و معنى الفعل الثاني. إذن فائدته الايجاز و الاختصار.

يقول بالتضمين الخليل الفراهيدي, سيبوية, البصريون, ابن قيم و جمهور من المفسرين كالطبري و القرطبي و ابو مسعود.
و هناك من انكره مثل الكوفييون و جعلوا ان الحرف هو الذي يتنقل في المعنى بمعنى ان (في) قد تحل محل (على) كما في تفسيرهم للآية (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ).

*** ما هي شروط استعماله حسب المجمع اللغوي في القاهرة؟
اولا: تحقيق المناسبة بين الفعلين.
ثانيا: وجود قرينة تدل على ملاحظة الفعل الآخر, و يؤمن معها اللبس.
ثالثا: ملاءمة التضمين للذوق العربي.

***ما هو وجه التضمين في الأفعال التالية:
1- ﴿ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرً﴾

الفعل يشرب يتعدى عادة بحرف الجر (من) نقول شربت من العين (للدلالة على الشرب فقط).
أما للدلالة على الارتواء فنقول (ارتويت بـالماء)
فالباء هنا جاءت للدلالة على الفعل المحذوف المتعدي بها و هو (الارتواء).
فاصل الجملة (عينا يشرب منها و يرتوي بها عباد الله)
فحذف الفعل (يرتوي) و اداة الجر (منها) فاصبحت الآية (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرً﴾ و ذلك دون الاخلال من معنى الآية بل على العكس اعطتها بلاغة و ايجاز و اصبح وقعها على السمع اجمل. و لو قيل (عينا يشرب منها) لدل على الشرب فقط لا على الارتواء.

2- ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾
الفعل يرد متعدي بنفسه لا يحتاج الى حرف جر يعديه. و لما جاء هنا (فيه) و (ب) في ظلم, كان لا بد ان نبحث عن السبب.
فيه هنا تفيد الظرفية أي بمعنى في البيت الحرام. فالجملة كانت (و من يرد في البيت الحرام الحادا)
حرف الباء دل على الفعل المحذوف المتعدي به المناسب للسياق في هذه الآية و هو (هم) أي (و من يهم بالبيت الحرام الحادا نذقه من عذاب أليم) فجمعت كلتا الجملتين في آية واحدة (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) بليغة و موجزة.
و من فهم هذه الآية قال الفقهاء انه مجرد الهم باقتراف المعاصي في البيت الحرام تكتب السيئة.


3- ﴿ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ﴾
الفعل نصر يتعدى بحرف الجر (على) عادة و ليس (من) فلما جاءت من هنا؟
من دلت على الفعل المحذوف المتعدي بها المناسب لهذا السياق و هو (انتقم)
فالله تعالى لم ينصر نوح عليه السلام فقط بل و انتقم من قومه بأن اغرقهم جميعا.


4-﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرً﴾
الفعل أكل متعدي بنفسه لا يحتاج الى حرف جر يتعدى به. فلما جاءت (الى) معه دلت على الفعل المحذوف الذي يتعدى بها و يناسب السياق في هذه الآية و هو (الجمع و الضم). أي (و لا تأكلوا و لا تضموا و لا تجمعوا أموالهم الى أموالكم) فحذفت الافعال و دل عليها حرف الجر المتعدي بها (الى) و اصبحت (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ) لتفيد معنى النهي عن ليس فقط أكل مال اليتيم بل الضرر به حتى لو كان مجرد ان تجمعه لتضر بماله.


5-﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
يخالفون فعل متعدي بنفسه.
جاءت (عن) للدلالة على الفعل المحذوف المتعدي بها المناسب لهذا السياق و هو (الاعراض) فكان اصل الجملة (فليحذر الذين يخالفون أمره حال كونهم معرضين أن تصيبهم فتنة) فحذف الفعل و اصبحت الآية (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ) لتدل على ان المخالف الغير معارض لا يشكله هذا الخطاب.
حاجة غير متواجد حالياً