عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-08, 07:43 PM   #328
حاجة
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 31-03-2008
المشاركات: 263
حاجة is on a distinguished road
افتراضي الدرس -19- معاني الألفاظ في القرآن الكريم

الفوائد المطلوبة:
*** بيني بعض أسرار الآيات الكريمة التالية:
1-﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ فيما يخص معنى كلمة الهز وسبب تعديتها بحرف الباء؟

الهز: هو تحريك الشيء. و هذا الفعل هو فعل غير متعدي أي لا يحتاج ان يتعدى بحرف. لكن في هذه الآية الكريمة جاء متعديا بحرف الباء للدلالة على الالصاق أي لتلصق مريم عليها السلام يديها بجذع النخلة حال هزها غاية ما تستطيع من التمكن. أي تتمسك بالشجرة تمسكا قويا شديدا متمكنا, و جاء حرف (الى) في كلمة (إليك) ليكون في هذا الهز جر و جذب إليها. هذه الأوامر من الله تعالى لمريم رضى الله عنها و هي في حالة مخاض و ضعف و هذا فيه الاخذ الاسباب و فعل ما في وسعنا من الاسباب الدنيوية فالسماء لا تمطر ذهبا و لا فضة. تماما كما أمر الله تعالى نبيه موسى عليه السلام بضرب البحر بالعصا ليفلق البحر, فهل كانت ضربة موسى هي التي فلقت البحر؟ بالطبع لا و لكن ليعلمنا الله تعالى الاخذ بالاسباب و السعي في الدنيا.


2-﴿ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعً﴾ وسبب اختصاص الأذقان بالخرور بدل الوجوه ودلالة حرف اللام .
اللام المفردة لها معاني كثيرة و اصل معانيها الاختصاص.
الذقن معروف و قال ابن عباس رضي الله عنهما المقصود هنا الوجه. و إنما خصت الاذقان بالذكر للدلالة على كمال التذلل. فذكر اللام هنا دل على اثنين:
- الاستعلاء لانه الخرور وقع عليها (اي الاذقان).
- الاختصاص اي اختصاصها بالخرور مع انه اليدين و القدمين ايضا تخر لكن ان ذكر خرور الاذقان دل ذلك على خرور الاعضاء البقية. فعادة عندما نسجد يلامس الانف و الجبهة و القدمين و اليدين الارض و لكن الاذقان لا تلامس الارض و لكن اذا ذكر انه الاذقان قد لامست الارض في السجود فما شأن بقية أعضاء السجود؟ من البديهي انها ايضا لامست الارض. هنا في هذه الآية يثني الله على سجود (الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) لانه سجود فيه كمال التعظيم لله تعالى. فلو وردت الآية بصيغة (يخرون (على) اذقانهم) لاختل المعنى لانه (على) ستفيد الاستعلاء اي ان اذقان الذين أوتوا العلم تلامس الارض مستعليا عليها, و بهذا لم تأت (على) بمعنى جديد, اما حين وردت (للأذقان) فأفادت معنى كمال السجود و الخنوع لله تعالى و أتت متناسقة مع ثناء الله تعالى لهم (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا).


3-﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ ودلالة كل من لام الجر و ل ; التعريف في كلمة ;لِلْجَبِين; كما ذكره بن عباس رضي الله عنه.
وتله: اي تلاه تلا يوصل جبينه لأرض. أي صرعه على وجهه و أوصل كل الجبين للأرض (ي طرفاه) فلكل انسان جبينان أيمن و أيسر و بينهما الجبهة. و ذلك لكي لا يرى سيدنا ابراهيم عيني ابنه اسماعيل عليه السلام فيرق قلبه و يتراجع عن ذبحه. و الشروع بذبح اسماعيل بهذه الطريقة كانت من اختيار سيدنا ابراهيم عليه السلام (فهو لم يؤمر بالذبح بهذه الطريقة). و في اختياره لهذه الطريقة دليل على كمال الايمان و الاحسان و الشفقة و الرأفة.
فـ(اللام) هنا دلت على الاستعلاء أي استعلاء وجه اسماعيل عليه السلام على الارض. و الـ(ال) دلت على استغراق كل الجبين من طرفه الايمن الى الايسر (مرورا بالجبهة) الى الارض. و من كل الـ(ل) و الـ( ال) نستنتج انه الذبح كان بهيئة كب وجه اسماعيل عليه السلام على الارض.


***لما عدي فعل ;مرَّ ; في قوله تعالى ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾ بعلى ؟
ولما عدي في قوله تعالى ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾بالباء ؟


( يَمُرُّونَ عَلَيْهَا). على تفيد الاستعلاء. و هي تختلف عن (عن) قولك (بعد خالد عنا) يختلف عن قولك (بعد عليه). فمعنى (بعد خالد عنا) أنه ابتعد بشخصه عنا, و لكن (بعد عليه) ففيه معنى المشقة عليه. قال تعالى (وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ) فقد يكون الشيء بعيدا عنك و ليس بعيدا عليك. فإذن (يمرون عليها) معناه المشركين يمرون على آيات الله الدالة على الوحدانية و لكن لا يتدبرونها فهم معرضون عنها و يجدون مشقة في تدبرها (ربما بسبب انه الله قد ختم على قلوبهم و سمعهم و ابصارهم بسبب كفرهم و تعنتهم) و الله اعلم هذا مجرد استنتاج مني. فهم يمرون بقرب المؤمنين و يسخرون منهم.

@@@(بهم) الباء تفيد الملاصقة. و الالصاق حقيقي و مجازي فمن الالصاق الحقيقي قولنا (أمسكت بمحمد) اي قبضت على شيء من جسمه. و من التوسع في الالصاق قولنا (مررت به) أي الصقت مروري بمكان يقرب منه (و ليس على معنى اني الصقت نفسي به في مروري). و قول الله تعالى ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾ معناه مرورالكفار يكون قريبا من المؤمنين.

@@@نقلا عن كتاب (معاني النحو) للدكتور فاضل السامرائي.


بحث (اختياري):
1-دلالة حرف الباء في قوله تعالى ﴿ السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ﴾ وفي قوله تعالى ﴿ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ﴾

﴿ السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ﴾ الباء هنا سببية. و هاء الضمير هناك من فسرها: السماء منفطرة بسبب ذلك اليوم لهوله. وقيل : " به " أي بالأمر أي السماء منفطر بما يجعل الولدان شيبا . وقيل : منفطر بالله , أي بأمره (هذا اللي فهمته من تفسير القرطبي رحمه الله و الله أعلم).

﴿ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ﴾ هنا (بالغمام) ليس بمعنى (على) المجاورة و الله اعلم, لانه هناك فرقا بين قولك (انشقت التربة عن النبتة) و (انشقت التربة بالنبتة) فمعنى الاول, انها انكشفت عن النبتة, و معنى الثاني انها انشقت بسببها, قال تعالى (يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا) أي تنكشف عنهم فإنهم كانوا تحتها فتشقق عنهم, و ليس ذلك معنى (تشقق بهم), تقول: (انشقت به الارض) و (انشقت عنه الارض) فانشقت عنه اذا كان تحتها, وانشقت به به اذا كان عليها. فقولك (تشقق السماء عن الغمام) معناه: أن الغمام كان داخلا في السماء, و كانت السماء تغطيه و تحجبه, أما قولك (انشقت به السماء) فمعناه أن الغمام عليها و تتشقق بوجوده و المعنى و الله أعلم أنها تشقق ممتلئة بالغمام - و ذهب الزمخشري الى انها بمنزلتها في شققت السنام بالشفرة على أن الغمام جعل كالالة التي يشق بها.

2-دلالة حرف على في قوله تعالى ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ﴾
لعلك مشرفتنا الحبيبة تقصدين تأويل (في) الظرفية؟؟ لانه لا يوجد على!!

هذا ما جاء في تفسير القرطبي:(قال ابن عباس : أأمنتم عذاب من في السماء إن عصيتموه . وقيل : تقديره أأمنتم من في السماء قدرته وسلطانه وعرشه ومملكته . وخص السماء وإن عم ملكه تنبيها على أن الإله الذي تنفذ قدرته في السماء لا من يعظمونه في الأرض . وقيل : هو إشارة إلى الملائكة . وقيل : إلى جبريل وهو الملك الموكل بالعذاب . قلت : ويحتمل أن يكون المعنى : أأمنتم خالق من في السماء أن يخسف بكم الأرض كما خسفها بقارون )
الشيخ جزاه الله اوضح انه (من في السماء) هو الله تعالى سبحانه. لذا استبعد ما جاء في تفسير القرطبي من انه اشارة الى الملائكة أو جبريل. و تبقى بقية الاحتمالات واردة. و الله اعلم.
حاجة غير متواجد حالياً