عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-08, 04:26 AM   #317
دعاء عبد الله
~نشيطة~
Icon188 فوائد الدرس الثامن عشر

الدرس الثامن عشر

معنى أداة التعريف ـ ال ـ في القرآن

الفوائد المطلوبة:


*** اذكري أشهر المعاني للأدوات التالية: مع ذكر الأمثلة لكل معنى:

1- " أداة التعريف " ال

الـ تكون للتعريف عهدية مثل ما جاءت في قول الله سبحانه وتعالى ﴿ ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ﴾
فالفيل هنا معروف أنه الفيل الذي جاءوا به ليهدم الكعبة فأنزل الله على هؤلاء مع فيلهم الطير الأبابيل التي رمتهم بحجارة من سجيل فالمراد هنا من هذا المثال هو قوله سبحانه وتعالى ﴿ الفيل ﴾ قال هنا عهدية عائدة إلى ذاك الفيل المعهود عند السامع.
وتكون جنسية مثل قوله تعالى ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ أي رب العالمين من أولهم إلى أخرهم كذلك في الآية الثانية ﴿ قل أعوذ برب الناس﴾ أي برب كل الناس فهذه جنسية تفيد الاستغراق.
وتكون للماهية مثل ﴿ وجعلنا من الماء كل شيء حي ﴾ وهي تسمى عند بعض أهل اللغة جنسية ولكنها جنسية لا تفيد الاستغراق وإنما جنسية تدل على الماهية لان ال في كلمة (الماء) هنا هذه ال جنسية تفيد الماهية أي ماهية الماء فالمراد هنا أن الماء أياً كان هذا الماء قد جعله الله سبحانه وتعالى حياة لهذه المخلوقات.


2 – قد "إذا جاءت مع فعل ماض أو مضارع"

قد، تكون مع الماضي للتحقيق والتقريب ، مثل قوله تعالى ﴿ قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ﴾ فقد هنا سبقت الفعل الماضي فتدل على التحقيق وتدل على معنى آخر في كثير من المواطن وهو التقريب أي أن السماع قد تحقق وأيضاً أن هذا السماع من قرب و ﴿ قد أفلح من زكاها ﴾
وتكون مع المضارع فإنها تارة تفيد التكثير وتارة تفيد التقليل ، وهي في القرآن الكريم في ثمانية مواضع كلها عند التحقيق للتكثير منها ﴿ قد يعلم ما أنتم عليه ﴾ يعني الإخبار بأن الله عزيز مطلع وأن هذا الاطلاع صفته الكثرة والاطلاع الكامل وقوله تعالى ﴿ لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم ﴾ ومثال حالة التقليل عندما نقول قد يجود البخيل، فالمراد هنا التقليل لأن البخيل الأصل فيه أنه لا يجود ولكن لما جاد هنا أخبرت أنه قد يجود، قد يجود البخيل.


3 – اللام الجارة

اللام الجارة المكسورة التي تجر ما بعدها أصل معانيها الاختصاص وهو معنى لا يكاد يفارقها وهو مهم جداً وله أثر في فهم دلالة الآيات في مسائل العقيدة ومسائل الفقه وغيرهما من أمور الدين ومن الأمثلة ﴿ إنما الصدقات للفقراء ﴾ معناها أن الصدقات يختص بها الفقراء لأن اللام هنا جاءت للاختصاص على أصل معناها وتأتي للسيرورة مثل قوله تعالى ﴿ ولذلك خلقهم ﴾ وتأتي للعلة مثل ﴿ ولقد يسرنا القرآن للذكر ﴾ أي الحكمة والعلة تيسير هذا القرآن للذكر وتأتي للصلة مثل قوله تعالى ﴿ وإذ قال ربك للملائكة ﴾أي أنها تصل بين شيئين بمعنى أنه قال سبحانه وتعالى موصلاً هذا الكلام للملائكة، كما تقول أنت سجدت لله هذه اللام في سجدت لله لام الصلة أي سجدت موصلاً سجودي لله فهذه تكون بين المعاني

4 - ما الاسمية

ما الاسمية تأتي على نوعين تكون شرطية وموصولة مثل قوله تعالى ﴿وما تفعلوا من خير ﴾ فهي شرطية ولها دلالة ظاهرة ، وتكون ما موصولة مثل قوله تعالى ﴿ فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ﴾ وما الشرطية وما الموصولة من ألفاظ العموم في القرآن ، وتكون استفهامية مثل قوله تعالى ﴿الحاقة () ما الحاقة ﴾ وتكون تعجبية مثل قوله ﴿ فما أصبرهم على النار ﴾


*** وضحي كيفية الوصول إلى معرفة دلالة كل من حروف المعاني الآتية:

1 – "ال" في قوله تعالى ( ومن شر النفاثات في العقد () ومن شر حاسدٍ إذا حسد )


لكي تصل إلى دلالة الحرف في كتاب الله سبحانه وتعالى بدءً إذا وقفت على حرف وأشكل عليك فعندئذ بإمكانك أن ترجع إلى بيان دلالة هذا الحرف وما له من المعاني وتقف على أشهر المعاني بعد ذلك إن أردت زيادة في الاطلاع على دلالة هذا الحرف بإمكانك أن ترجع إلى كتاب معجم حروف المعاني انظر إلى ما ذكر ثم ارجع إلى كلام السلف رحمهم الله وكلام المحققين من المفسرين ودلالة حرف المعنى الذي ذكره هذا المؤلف إما أنه يوافق ما ذكروه وإما أن يخالف ما ذكروه فإن وافق ما ذكروه فما اختاره صواب وإن خالف ما ذكروه فما ذكره ليس بصواب ، بعد ذلك تستطيع أن تختار القول الراجح فيما سبق بدلالة هذا الحرف وهذا لن تفعله في كل حروف ولكن قد تحتاج شيء من التحقيق مع بعض الحروف.
1 – "ال" في قوله تعالى ( ومن شر النفاثات في العقد () ومن شر حاسدٍ إذا حسد )

فمثلاً في قوله تعالى ( ومن شر النفاثات في العقد () ومن شر حاسدٍ إذا حسد ) جاءت ال مع النفاثات ولم تأتي مع حاسدٍ أي جاءت مع السحر ولم تأتي مع الحسد؟
فقد ميز الله عزّ وجلّ فيها بين طائفتين من أنواع الشرور نوع من الشر ذكر فيه ال ونوع من الشر لم يذكر فيه ال
لان السحر باختلاف أنواعه وأشكاله وأغراضه شراً كله فجاءت ال لتفيد الاستغراق والشمول حتى تحقق الاستعاذة منه كله، أما الحسد فمنه المذموم ومنه الممدوح وهو الغبطة، فلم تأتي ال معه حتى لا تشمل الاستعاذة أيضاً ما هو ممدوح منه فإن ذلك لا يستعاذ منه بل يتطلب العبد حضوره وحصوله ، فانظر إلى التفريق الذي جاء في هذه السورة فهنا يتبين لك أن ربك سبحانه وتعالى أراد أن يخبرك أنك يجب عليك أن تستعيذ من شر السحر كله أوله وآخره ولا تظن أن هناك شيئا من السحر فيه خير أما بالنسبة للحسد فاستعذ منه وهذا الأصل فيه أنه شر ولكن لا تستعذ منه استعاذة كاملة مستغرقة لكل أنواعه لأن منه ما هو خير وهو قليل ويسير


2 – "في " عند قوله عز وجل ( ولأصلبنكم في جذوع النخل )

في عند قوله تعالى ﴿ ولأصلبنكم في جذوع النخل ﴾ قال تعالى في ولم يقل على مع أن الظاهر إرادة التصليب والتعليق، وتجد في كثير من كتب التفسير أن في هنا بمعنى على وهذا جزء من المعنى وليس تفسير لكامل المعنى
لأن الله تعالى لو أراده لقال على ولم يقل في وإنما المراد أن فرعون من شدة غيظه عليهم هددهم بأنه سيصلبنهم تصليباً شديداً حتى كأنهم من شدة التصليب ستحفر أجسادهم في وسط الجذوع كما لو أدخلت مسمار في جدار فحرف في دل على العلو مع الظرفية وهذا المعنى لا يؤديه حرف على كما هو ظاهر.
ولام القسم واقعة في جواب القسم تقدير الكلام والله لأصلبنكم وهذا التصليب لن يكون تصليباً عادياً معتاداً لأنه من شدة التصليب ستحفر أجسادهم في هذه الجذوع التي صلبها عليهم تصليباً شديداً


1 – " السين" في قوله تعالى ﴿ سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا ﴾

السين في قوله تعالى ﴿ سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا ﴾ السين الأولى أتت هنا للدلالة على المستقبل القريب أي أن إبراهيم عليه السلام وعد أباه أنه سيستغفر له في الزمن القريب لأن السين للتنفس ولإعطاء شيء من الأمد القريب أما بالنسبة لسوف فإنها تدل على التنفيس البعيد ولو قال سوف أستغفر لك ربي لدل على زمن أبعد وهو خلاف مراد إبراهيم عليه السلام الذي بلغ من إحسانه من أبيه وحرصه على هدايته رغم ما ما لقيه منه من وعيد وطرد وتهديد وغير ذلك، فهذه السين إشارة للدلالة على هذا الكمال الخلقي منه عليه الصلاة والسلام

4 – " الفاء " في قوله سبحانه تعالى﴿ إنا أعطيناك الكوثر () فصل لربك وانحر ﴾

الفاء في قوله سبحانه وتعالى﴿ إنا أعطيناك الكوثر () فصل لربك وانحر ﴾ هذه الفاء من الممكن أن تكون سببية فبسبب ما أعطيناك ﴿ فصل لربك وانحر ﴾ ، ممكن تكون أيضاً فصيحة أي تفصح عن شيء محذوف فبما أعطيناك ﴿ فصل لربك وانحر ﴾ لكن أقربها إلى الذهن هو أن تكون سببية لأن المفروض هنا ﴿ إنا أعطيناك الكوثر ﴾ فبسبب ما أعطيناك وأنعمنا عليك ﴿ فصل لربك وانحر ﴾ فبسبب هذا بسبب ما أوليناك من النعم عندئذ صلى لله عزّ وجلّ وانحر له سبحانه وتعالى .
دعاء عبد الله غير متواجد حالياً