عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-08, 11:44 PM   #313
حاجة
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 31-03-2008
المشاركات: 263
حاجة is on a distinguished road
افتراضي الدرس الـ15 - تابع المرحلة الاولى من المراحل الـ7 لطالب فهم القرآن

***اذكري كلام المفسرين رحمهم الله في دلالة الكلمات التالية :
-﴿ إذا الشمس كُوِّرَتْ *وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ﴾
التكوير: هو جعل الشيء مكورا اي مدورا. و السلف قالوا اي تلف كما تلف العمامة. و عند اهل اللغة التكوير له معنايين, فهو يدل على اللف و الضم و التدوير, و ايضا يدل على اضمحلال النور في الشيء المكور و الانطفاء و ذهاب النور و السطوع.
فبعد نفخة الصعق يصبح الكون كله مظلم شديد لا نور فيه. كما اخبر الرسول صلى الله عليه و سلم في الحديث:
كنت قائما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . فجاء حبر من أحبار اليهود فقال : السلام عليك يا محمد ! فدفعته دفعة كاد يصرع منها . فقال : لم تدفعني ؟ فقلت : ألا تقول يا رسول الله ! فقال اليهودي : إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي " فقال اليهودي : جئت أسألك . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " أينفعك شيء إن حدثتك ؟ " قال : أسمع بأذني . فنكت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعود معه . فقال " سل " فقال اليهودي : أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هم في الظلمة دون الجسر " قال : فمن أول الناس إجازة ؟ قال " فقراء المهاجرين " قال اليهودي : فما تحفتهم حين يدخلون الجنة ؟ قال " زيادة كبد النون " قال : فما غذاؤهم على إثرها ؟ قال " ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها " قال : فما شرابهم عليه ؟ قال " من عين فيها تسمى سلسبيلا " قال : صدقت . قال : وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض . إلا نبي أو رجل أو رجلان . قال " ينفعك إن حدثتك ؟ " قال : أسمع بأذني . قال جئت أسألك عن الولد ؟ قال " ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر . فإذا اجتمعا ، فعلا مني الرجل مني المرأة ، أذكرا بإذن الله . وإذا علا مني المرأة مني الرجل ، آنثا بإذن الله " قال اليهودي : لقد صدقت . وإنك لنبي . ثم انصرف فذهب . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه . وما لي علم بشيء منه . حتى أتاني الله به " . وفي رواية : كنت قاعدا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال : زائدة كبد النون . وقال : أذكر وآنث . ولم يقل : أذكرا وآنثا .
الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 315
خلاصة الدرجة: صحيح


-(وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ﴾
الكشط: أي قشعت و أزيلت كما يزال جلد البعير عن لحمه و هذا هو معنى الكشط و السلخ (يستعمل كلمة الكشط بدل السلخ مع البعير لرقة جلده). فالله سبحانه و تعالى يكشط السماء عن وجه هذا الكون فيطويها (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ). و هذه آخر مرحلة لما يحدث للسماء, لانه في البداية تمر بحالة الانفطار (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ) ثم الانشقاق ( إِذَا السَّمَاء اِنْشَقَّتْ) ثم يحصل انها تملئ بالفتحات (وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا) التي تدخل منها الملائكة كالابواب (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا) ثم يحدث الطي (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ)

-﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾
الصمد: هو الذي لا جوف له فلا يحتاج الى غذاء أو اخراج و لا يحتاج الى أحد مطلقا بل الكل محتاجون اليه و يقصدونه في الحوائج على الدوام.

-﴿ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ﴾
الغبن معناه النقص. يقال غبنه غبنا أي أخذ الشيء منه بدون قيمته. و سمي يوم القيامة بيوم التغابن لانه يظهر فيه غبن الكافر بترك الإيمان, و غبن المؤمن يتقصيره في الأحسان.

-﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ﴾
الرفرف هو الشيء الذي يكون في أطراف شيء أصلي هو تابع له. فالرفرف يكون طرف لشيء آخر. (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ) يعني متكئين على أطرف القصور التي تارة قد تعني البساتين و الحدائق وتارة قد تعني الارائك و تارة قد تعني الاشجار و الله اعلم. وذكر الطرف ليدلك على عظمة الاصل (القصر نفسه).
** هذه الآية الكريمة وردت في سورة الرحمن, و قد تحدثت السورة أولا عن جزاء (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) و ذكرت أن لهم (مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ) ثم قالت (وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ) و ذكرت أن لهم (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ), فبمقارنة جزاء الفئة الاولى بالفئة الثانية يتضح لنا انه الفئة الاولى لها من الحظ الاوفى من الجزاء, و لعل هذا أحد الاسباب انه الفئة الاولى متكئين على فرش بطائنها من استبرق (فما بالنا بالوجه) في حين الفئة الثانية فقط ذكر انهم متكئين على رفرف. و الله اعلم.


-﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ ﴾
الزينة هنا هل المقصود بها الزينة الظاهرة ام الباطنة؟ فابن مسعود رجحها على انها الزينة الظاهرة. و ذلك بتتبع كلمة الزينة في القرآن حيث وردت كلمة (زينة) 11 مرة و جاءت مشتقاتها مثل (زين, ازينت, زينتكم, زينته, زينتها, زينتهن) عدة مرات و كلها تدل على المعنى الظاهري. (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ), (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا), (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً).....الخ
فالمرأة مأمورة ان تستتر بالحجاب و لكن يبقى المظهر الخارجي أي الصفات مثل قصيرة, طويلة, سمينة, ضعيفة ممكن ان يحدد و هذا ليس المطلوب منها أخفائه لانه يشق عليها.

***كيف يصل طالب العلم إلى فهم دلالة الكلمة؟
يكون بعرض الكلمات التي تتدبر آياتها على المراتب الثلاثة السابقة و معرفة درجتها من الغموض أو الوضوح. فإن كان فيها شيء من الغموض أو توحي ان البحث في معناها يفيد فهم دلالتها اكثر فعندئذ نرجع الى المصادر لفهم دلالتها فهما شبه تام (لانه الفهم المطلق لا يكون لاحد).
المصادر:
1- (جامع البيان في تأويل القرآن) لابن جرير أو تفسير ابن كثير.
2- (تفسير التحرير و التنوير) للطاهر بن عاشور.
3- (لسان العرب) لابن منظور أو القاموس المحيط للفيروز ابادي.


و يكون بالرجوع أولا الى تفسير جامع البيان أو ابن كثير ثم تفسير التحرير الذي قد يذكر من المعاني ما يوضح به كلام السلف و ما كان غائبا عنا و قد يضيف من المعاني الصحيحة ما لم يذكر في حينه (لانها كانت واضحة لديهم). ثم اذا اقتضى الامر نرجع الى لسان العرب للمزيد من الفهم. لانه فهم معنى الكلمة عامل اساسي في فهم معنى الاية.
حاجة غير متواجد حالياً