عرض مشاركة واحدة
قديم 30-11-08, 06:46 PM   #287
خادمة الذكر الحكيم
|نتعلم لنعمل|
a الدرس الخامس عشر-تابع المرحلة الأولى من المراحل السبعة....-

تم بحمد لله الإستماع للدرس الخامس عشر

وهذه الفوائد المطلوبة :

***اذكري كلام المفسرين رحمهم الله في دلالة الكلمات التالية :
-﴿ إذا الشمس كُوِّرَتْ)

التكوير في أصل اللغة هو جعل الشئ مكورا أي مدورا ولذا لما نقف على كلام السلف رحمهم الله وعلى كلام أهل العلم في تفسير هذه الآية يقولون : إن الشمس والنجوم والقمر تلف وتكور كما تلف العمامة, ولفظة كورت في اللغة لها معنيين وهذان المعنيين ثابتين وظاهرين في كلام أهل العلم فالتكوير يدل على التدوير ويدل على الإضمحلال أي اضمحلال النور وذهاب الضوء والسطوع فيوم القيامة تلف الشمس والقمر وينطفئ ما فيهما من نور .

- (وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ﴾

انكدرت لغة : السقوط بشدة ويدل على الإضمحلال وذهاب النور شيئا فشيئا فيذهب نور النجوم شيئا فشيئا وهذا يدل على أن الكون بعد أمر الله بالنفخة العظيمة والتي تتبعها نفخة الموت يصبح الكون كله من أوله إلى آخرة مظلما لا نور فيه فيبقى نور الله جل في علاه ولما سأل الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم أين يكون الناس حين تبدل الأرض غير الأرض ؟؟ فقال : في الظلمة دون الجسر.


-(وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ﴾

الكشط جاء تفسيره مما يفسر القرآن بالقرآن في قوله تعالى "يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب"
كيف ذلك؟؟كانوا في القديم يأتون في الجلد ويطون فيها الكتب فهكذا تطوى السماء على جهة تليق بجلاله وعظمته وبين لنا صفة هذا الطي بقوله"كشطت" أي أزيلت كما يزال الجلد من ظهر الكتب فالله يكشط السماء ويزيلها من على هذاالكون ويطويها, وهذه المرحلة من آواخر المراحل التي تمر بها السماء يوم القيامة.

-﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾

عندما ننظر في لغة العرب يقول لك الصمد هو الذي لا جوف له وهذا أصل الكلمة كما قال ابن عباس وغيره من المفسرين أن الصمد الذي لا جوف له والذي لا جوف له لا يحتاج لغيره ولا يحتاج إلى غذاء ولا إلى إخراج فالصمديه أن الله لا يحتاج إلى أحد من خلقه وهو مستغن عنهم جميعا ولكن الخلق كلهم من أولهم لاآخرهم يحتاجون إلى أن يصمدوا لله عز وجل فغذا استقر ذلك في القلب فسنستغني عن كل الخلق ونتعلق فقط بالله عز وجل لأنه لا يجوز التعلق والتوكل والتوجه غلا بالهه عز وجل.


-﴿ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ﴾

مثلا أن يشتري شخص شيئا رخيصا بثمن غالي جدا أو أن يبيع شيئا غاليا بسعر رخيص هذا هو الغبن أي أن الذين ضيعوا حدود وحقوق الله يشعرون بغبن شديد لذا سمى الله عز وجل هذا اليوم بيوم التغابن لذلك يبحث كل إنسان يوم القيامة عن إنسان ظلمه هو في الدنيا فيتمنى أن يكون قد سبه أحد أو ظلمه أحد أو اعتدى عليه أحد فيريد أن يغبنه ويأخذ من حسناته فمثلا رجل كان يصلي ولكنه كان يظلم فيأتي كل من ظلمهم ليأخذو من حسناته حتى لايكاد يبقى من حسناته شئ وسميت سورة التغابن بهذا الإسم لأجل هذا الأمر وسيحصل لهم غبن شديد لأنهم قصروا بحق الله عز وجل.


-﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ﴾

عندمت ننظر في كلام المفسرين في تفسير هذه الآية كابن عباس وغيره يقول لك أن الرفرف هي البساتين , الرفرف هي أطراف القصور , الرفرف هي الحدائق لكن الرفرف في أصل اللغة تدل على نوع من التدلي أي أن هناك شئ يكون طرف لشئ آخر فمثلا البيت له رفرفة أي لها شئ متدلي والرفرف : يكون في أطراف شئ أصلي يكون له ,فهم متكئين على أطراف وهذه الأطراف تارة تكون أطراف قصور ؟أي بساتين وتارة تكون أطراف حدائق قال ابن عباس هي البساتين وقال غيره هو أطراف الأشجار أو أطراف البسط فذكر الرفرف ليدل على ما هو أعظم منه فإذا كان هذا الطرف فما بالنا بالأصل.


-﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ ﴾

الزينة في كتاب الله عز وجل تارة تدل على الزينة الظاهرة وتارة تدل على الزينة الباطنة فالله نهى المرأة أن تبدي زينتها وابن مسعود لما نظر إلى تفسير هذه الآية اختلف عليه هل المقصود الزينة الظاهرة أم الزينة الباطنة وهي الوجه والكفين؟؟؟(الزينة الظاهرة ما يكون ظاهر من الجسد فالمرأة تغطي جسدها كاملا وعندما تخرج يبقى منها مظهرها الخارجي الذي يبين أنها طويلة أو قصيرة أو غير ذلك)....فنظر إلى الآيات الأخرى التي ورد فيها لفظة الزينة , فهي في جميع الآيات دلت على ان المقصود بالزينة هنا الزينة الظاهرة فمثلا قوله تعالى " المال والبنون زينة الحياة الدنيا" هنا المال والبنون زينة ظاهرة فالمقصود هنا أن المرأة نهيت عن ابداء الزينة إلا ما ظهر منها أي مايظهر منها بعد التستر الكامل وهو مظهرها الخارجي.


***كيف يصل طالب العلم إلى فهم دلالة الكلمة؟

إن معرفة دلالة الكلمة يكون بعرض الكلمات التي تتدبر آياتها على المراتب الثلاث السابقة ومعرفة درجتها من الوضوح والغموض فعندما نمر بكلمة من القرآن فيها غموض وتوحي أن البحث فيها يفيد بمعرفة دلالتها بشكل واضح فعندها نرجع الى المصادر التي تساعد في بيان دلالة هذه الكلمة ونحتاج لفهم المعنى شبه التام إلى ثلاثة مصادر وهي :

-جامع البيان في تأويل القرآن لابن جرير وإلا فتفسير ابن كثير
-تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور
-لسان العرب لابن منظور
-القاموس المحيط للفيروز ابادي

والإستفادة من هذه المصادر يكون بما يلي : عندما نمر على كلمة في كتاب الله على الصفة السابقة فإننا نعود أولا إلى تفسير ابن جرير أو ابن كثير مع تفسير تحرير التنوير وسندي بأن المفسرين بالمأثور يأتون بكلام السلف في بيان المراد من الكلمة فدقق النظر فيه ثم انظر في تفسير تحرير التنوير فقد يذكر من المعاني ما يوضح كلام السلف وينبه إلى ما كان خافيا منه وقد يضيف معان صحيحة لم تأت صريحة فيما سبق , ففهم دلالة الكلمة مهم لفهم تفسير الآيات.
خادمة الذكر الحكيم غير متواجد حالياً