عرض مشاركة واحدة
قديم 28-11-08, 03:37 AM   #282
دعاء عبد الله
~نشيطة~
Icon188

[CENTER] الدرس الرابع عشر


المرحلة الأولى من المراحل السبعة لطالب فهم القرآن



الفوائدالمطلوبة:




***ما هو مفهوم مصطلح التأويل عند المتقدمين والمتأخرين من أهل العلم؟
مصطلح تأويل القران عند المتقدمين رحمهم الله تعني التفسير ، بمعني ما يؤول إليه الكلام أو ما يؤول إليه حقيقة الكلام ،وهذا هو مرادهم رحمهم الله من كلمه التأويل في عموم كلامهم سواء كان هذا في كتب التفسير أو في غيرها من الكتب الأخرى ، أما كلمه التأويل عند من المتأخرين من أهل العلم فتعني صرف اللفظ عن ظاهره إلي معناً آخر بقرينه دلت علي ذلك .



***وضحي المرحلة الأولى لطالب فهم القرآن ؟
المرحلة الأولى : إدراك المعانى اللغوية التى تحتملها لغة العرب للكلمات الواردة فى الآية ثم تحديد المعنى أو المعانى اللغوية المرادة فى الآية نفسها لان كلمات القرآن العظيم من جهة الوضوح و عدمه يمكن جعلها على ثلاث مراتب ،
المرتبة الأولى : كلمات مشهورة واضحة المعنى و الدلالة مثل : الناس ، الشمس ، البحر ، السمع ، اليتيم .
المرتبة الثانية : كلمات متداولة ، واضحة المعنى الظاهر ، لكن من يتأمل معنى هذه الكلمات فى كتب التفسير و دواوين اللغة سيجد أنها تنطوى على عدد من المعانى البديعة التى لم تخطر له على بال
و هى معانى يحتملها السياق والكثير منها قد جاء التصريح بها أو التلميح عنها من السلف الصالح فى كتب التفسير بالمأثور ، لكن لعدم ورود احتمال هذه المعانى اصاب فى خاطره ، فإن الناظر فى تفسير السلف لا يتأمل هذه المعانى فى كلامهم ، بل قد يستنكر على المحققين من المتأخرين الخوض فى هذه المسائل و من جهل شيئا عاداه ، و من أمثلة هذه الكلمات : تأزهم ، حرثكم ، و شددنا أسرهم ، فأجاءها المخاض ،كورت ، كشطت ، كالدهان ، الصمد ، التغابن ، رفرف ، عبقرى ، أحقابا ، صبيا ، واقع ، جمالت صفر ، عتيا ،



***ما المقصود بكلمة أز في الآية الكريمة:﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً﴾؟
معنى الأز في أصل اللغة هو الدفع بشدة وقوة لكن نفهم كلمة تؤزهم في كتاب الله عزّ وجلّ أكثر عند الرجوع إلى معناها في كتب التفسير باللغة والتفسير بالمأثور سنجد أن كلمة أز لها معاني أخرى إلى جانب دلالتها على القوة والشدة في لغة العرب فنجدها تطلق على الامتلاء الشديد ،فيقال في لغة العرب المجلس أز أزيزاً أو يقال امتلأ المجلس امتلاءً،
وتدل على الاختلاط ، فيقال في لغة العرب أز الناس بعضهم ببعض ، أي اختلطوا فيما بينهم فأصبح بينهم مرج وهرج ومداخلة واختلطوا فيما بينهم ، واختلط الزيت بالماء.
وتدل على شيء من الاضطراب والحركة، فيقال أز القدر بالماء بمعنى أن هذا القدر لما غلا فيه الماء بدأ يتحرك ويضطرب .
لو تأملت هذه المعاني في لغة العرب لوجدت أنها منطبقة على الكافرين في أز الشياطين لهم فالشياطين تأتي إلى هؤلاء الكافرين فتؤزهم ، أولاً تخالطهم وتمتزج معهم فتكون كأنهم وهم في جسد واحد ، الشياطين مع الكافرين أصبحوا كالشيء الواحد ثم إنها خالطتهم مخالطة شديدة فملئت أجسادهم ونفختها بالشر وبمعصية الله عزّ وجلّ ،بل وملئتهم قوة على تجاوز أوامر الله عزّ وجلّ وارتكاب نواهيه فأصبح مع هذا كله اضطراب وحركة في معصية الله سبحانه وتعالى ،
وكان في بادئ الأمر المعني في كلمة ﴿ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً ﴾ فيه شيء من الظهور ولكن بعد ذلك عندما تأملنا كلمة الأز في لغة العرب ، وفي كلام المفسرين والسلف رضوان الله عليهم أجمعين أدركنا ما أراده ربنا سبحانه وتعالى من معاني هذه الآية.



***لماذا يقصر الفهم عند بعض الناس لكل المقصود من تفسير السلف؟
يقصر الفهم عند بعض الناس لكل المقصود من تفسير السلف لأنهم عندما نظروا في كلام السلف رحمهم الله لم يكن عندهم من الآلة و لم يكن عندهم من الأداة ما يفهم به كلام السلف فضلا عن أن يفهم كلام الرب سبحانه و تعالى ، لكن بدءا لن تستطيعوا أن يأخذوا هذه الآلات ، و لا أن يحصلوا على هذه الأدوات ، حتى يقر في نفسهم أن العيب فيهم لا في السلف ، و أن النقص في فهمهم لا في ما جاء عن السلف ، إذا تبين ذلك و أستقر في نفسهم عندئذ تكون بداية الطريق ، فيأتي بعد ذلك مداومة النظر في كتب السلف يعين بشكل واضح علي فهم كلامهم ، ويدرأ المرء عن وصمة الاستهانة بكلام السلف في التفسير لأنه سيدرك حينها أن العطب في فهمه ، لا في كلامهم وانه وان فهم بعضها فهو لم يُحط بكل ما قصدوه من المعاني بجهله بأساليب العرب في كلامها فإذا استقر ذلك عنده فلن يجرأ علي مخالفتهم في غير مسائل الإجماع حتى يفهم التفسير ومغزاه ومبناه ويعرف أصولهم وقواعدهم في الاستنباط ثم إن بدا له بعد ذلك أن يجتهد فليجتهد.

[/CENTER]
دعاء عبد الله غير متواجد حالياً