الموضوع
:
~ وقـفة تأمــل .. آيــة وفــائــدة ~
عرض مشاركة واحدة
12-11-08, 09:57 AM
#
34
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
تاريخ التسجيل: 28-08-2007
المشاركات: 6,555
(وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ) !!
آهٍ للمرائي من يوم {
وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ
}[العاديات :10] و هي النيات.
فأفيقوا من سكركم ، و توبوا من زللكم ؛ و استقيموا على الجادة، {
أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ في جَنْبِ اللهِ
} [الزمر : 56]) انتهى
صدق ابن الجوزي رحمه الله ، فهو يتكلم عن حال أهل زمانه ، فمابالك لو رآى أهل زماننا؟!
ثمّ إنّ إخلاص العمل لله وحده لا شريك له صعبٌ و النيّة شديدة المعالجة ، و يعتريها ما يعتريها ، لكن {و
اللَذِينَ جَاهَدوا فِينَا لَنَهدِيَهُم سُبُلَنَا وَ إِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ
}[العنكبوت 69].
و هذا سفيان الثوري -رحمه الله- على ورعه وجلالة قدره يقول : (ما عالجت شيئًا أشدُّ عليَّ من نيتي ).
فإذا كان هذا الإمام الثوري ؛ فما بالك نحن؟!
قال صلى الله عليه و سلم : (إنّما الأعمال بالنيات و إنّما لكل امرىء ما نوى). [متفق عليه]
فالنية الصالحة الخالصة من الشرك ركن العمل و أساسه ، و إذا تخلّلها خلل أو دخن ؛ فإن العمل يعتريه من الخلل و الدخن بقدر ما يعتري النيّة.
و قديمًا قيل :
و البيتُ لا يُبتنى إلاّ بأعمدةٍ ... و لا عماد إذا لم تُبن أركان
لكن مع ذلك لا يفترنّ الواحد منا و لا ييأسنَّ من مجاهدة نفسه ؛ و ليقرأ ما ذكره أهل العلم عن أنفسهم ؛ فهذا الدار قطني أمير المؤمنين في الحديث ، يقول رحمه الله (طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا الله) .
فإذا جاهد الواحد منّا نفسه و كابد ومع ذلك خاف على عمله من الرياء و الشرك الخفي ؛ فماذا عليه أن يفعل ؟، و ماذا عساه أن يقول؟
فعن أبي علي رجل من بني كاهل قال : خطبنا أبو موسى الأشعري فقال :
يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقام إليه عبد الله بن حزن وقيس بن المضارب فقال : والله لتخرجن مما قلت أو لنأتين عمر مأذونا لنا أو غير مأذون فقال : بل أخرج مما قلت خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال :
يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقال له من شاء الله أن يقول وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله قال قولوا : ( اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه)
[رواه الإمام أحمد (2/809) و صححه المحدّث الألباني في صحيح الجامع (3/233) رقم (3731)].
و سُئل العلامة المحدث النجمى
السؤال : أعمل أعمالًا في الخفاء و أقصد بها وجه الله تعالى و أشعر بالسعادة عندما أقوم بها و لكن أحيانًا يدخل علي أحد النّاس عند تأديتي لهذه الأعمال فيوسوس لي الشيطان إنّما أنا أعمل ذلك من أجل الناس حتى تكلموا علي ، مع أني في قرارة نفسي متأكدة بأني ما أريد بها إلا وجه الله .. فما حكم ما أعمل؟
الجواب: إذا كانت نيتك وقت البدء لله فأنت على نيتك مالم تتغير ، و يستحب أن تقولي :
( اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم) .. وبالله التوفيق.
فتح الرب الودود
في
الفتاوى و الرسائل و الردود ج1 ص 98.
فاللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم ؛
وأستغفرك لما لا أعلم ؛
و الحمد لله ربّ العالمين.
من منوقع المسجد النبوى
توقيع
مروة عاشور
إذا انحدرت في مستنقع التنازلات في دينك
فلا تتهجم على الثابتين بأنهم متشددون . .
بل أبصر موضع قدميك
لتعرف أنك تخوض في الوحل
مروة عاشور
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها مروة عاشور