السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,
تم الاستماع بفضل الله الى الدرس السابع و فيما يلى الفوائد
المرحلة الاولى التى يجب على المسلم العامى أن يسير عليها حتى يؤثر فيه القران كما أثر فى الصحابة الكرا م هى تحديد (بأىِ القران يبدأ)
و المقصود فى هذا المقام ليس مقام القراءة التى يلتزم بها يوميا كورد ثابت له فى قراءة و تلاوة ايات الله و لكن المقصو هنا مقام (تدبر الايات ) فلابد اولا ان يحدد المسلم الذى يريد ان يؤثر فيه القرأن (اىِ السور يبدا بها )
و فى هذا الشان يتبع الكيفية التى نزل بها القرأن و يتتبعها ما هى اوائل السور التى نزلت و يتبع سنة النبى صلى الله عليه و سلم و طريقة الصحابة فى تدبر ايات الله .
ما ينبغى ان يبدأ به هى السور القصار فيبدا بتدبرها و فهم معانيها و تلاوتها و هو خاليا بين يدى الله ليلا قبل ان ينتقل للسور الطوال .
الفائدة الثانية :
الاستدلال عن شدة حب الصحابة للقران
عن عائشة رضى الله عنها فى الصحيحان قالت:
كان رجل يقرا فى الناس يصلى بهم فكان كلما صل ختم بسورة قل هو الله احد فجاءو إلى رسول الله فذكروا له ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم سلوه لاى شىء يفعل ذلك فقال انها صفة الرحمن احب ان اقرأها فقال له النبى مبشرا اخبروه ان الله يحبه .
ثبت فى مسند الامام احمد ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سورة ثلاثون ايه شفعت لصاحبها حتى غفر له (تبارك الذى خلق الموت و الحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا )
معنى صاحبها انه كان خليلا لها يتلوها و يتاملها فى كل حين يرددها دوما و يقف على معانيها و يحبها و يأنس بها
مما سبق يتضح لنا مدى حرص الصحابه ان يكونوا من احباب كتاب الله و عنايتهم الفائقة بكتاب الله و حرصهم ان يكونوا من اهل القران و يكون لهم شفيعا يوم القيامة
ما المقصود بقولة الإمام البخاري رحمه الله فيصحيحه :( العالم الرباني العالم الرباني هو الذي يربي الناس لصغار العلم قبل كباره )؟
المقصود بقول البخارى رحمه الله:
اولا العالم الربانى: و هو الذى يدعو الناس الى الهداية و يمد اليهم يد العون لانتشالهم من ظلمات الضلال الى نور الايمان .
صغار العلم : هى المسائل الظاهرة الواضحة الجلية المتررة كثيرا فى كتاب الله و سنه النبى صلى الله عليه و سلم
كبار العلم : هى المسائل الدقيقة العظيمة الفقهية او نحوها مما يحتاج الى فهم و ادراك و اليات خاصة لا تتوافر لعامة المسلمين من غير ذوى التخصص لكى يفهموها و يدركوها ادراكا تاما
و يقصد البخارى رحمه الله ان العلماء الربانيين هم من يبداون بصغار العلم و ما يتضمنه من امور بسيطة و عظيمة يسهل ادراكها بواسطة عوام المسلمين كمرحلة اولى و لا يأتون الناس بالمسائل المعضلة العميقة بدأ و هى ما يطلق عليه كبار العلم و هو يحتاج الى متخصص و ذو معرفة واسعة , بل لكل مقام مقال .
الفائدة الرابعة :
الفوائد المستنبطة من قول ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها اول ما نزل من القرأن سور من المفصل .
ام المؤمنين عائشة تسرد و تحكى واقع كان من كتاب الله فى تنزله على رسول الله صلى الله عليه و سلم فهى تدون حقيقة .
الفائدة المستنبطة ان اول ما نبدأ به فى تدبر ايات الله هى ايات النزول الاولى فى مكة و ما بها من ذكر الجنة و النار و ايات وعد وعيد و دعوة لتوحيد الله سبحانه و نفى الشرك عنه سبحانه و ايات تدعو للتفكر فى ربوبيته و استحقاقه للعبادة دون غيره , حتى اذا ما تدبر المسلم و فهم و وعى هذة الايت الصغار القصار العظام و استقرت اصول الدين فى قلبه انتقل بعدها الى السور الطوال التى نزلت متضمنة الاوامرو الاحكام و الفرائض كالحج , الجهاد , المواريث و غيرها مما يحتاج الى خلفية يقينيه غيمانية مستقرة تستجيب فورا لهذة الاوامر و النواهى فور تنزيلها و هذه الخلفية الصلبة لا تتأنى الا بتدبر ضغار و قصار السور .
و قد ذكرت رضى الله عنها انه اذا تنزلت على صحابة رسول الله اولا لا تقربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر , و لكن ما ان استقر الايما فى قلوبهم و اليقين فى افئدتهم من تتدبر ايات الذكر الصغار حتى تلقفوا اوامر الله بالانصياع التام بقول سمعنا و اطعنا .