الدرس الثالث - كيف نبني بيتا في أرض القرآن
الفوائد المطلوبة:
ما هي اللبنة الأولى لتشييد بيت في أرض القرآن؟ وضحي ذلك مع ذكر الدليل من كتاب الله عز وجل.
-اللبنة هو هي طلب العلم النافع و دليله انه اول آيات نزلت على نبي الرحمة هي (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ). و تكررت فيها كلمة اقرأ مرتين و كلمة علم مرتين في أول 5 آيات مما يفيد أهمية العلم في تحقيق ما يتمناه من يريد العيش في ظلال القرآن.
-دليل طلب العلم النافع هو (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) أي استعن باسم ربك الذي خلق الكون في طلب العلم. و هل من يستعين باسم الله يطلب غير العلم المفيد!!
-من يستعين بالله في طلب العلم النافع فإن الله كريم و سيفيض عليه أنواعا من العلوم النافعة الكثيرة.
ما هي اللبنة الثانية لذلك البناء؟مع التوضيح.
-اللبنة الثانية الدعوة و تبليغ العلم النافع و دليله ما جاء في سورة المدثر: "يَا أَيّهَا الْمُدَّثِّر * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ"
-يَا أَيّهَا الْمُدَّثِّر: المدثر هو المتلحف بغطاء يلمه اليه خائفا من أمرا ما. و في هذا الخطاب شيء من العتاب لانه لا يليق بإمة محمد صلى الله عليه و سلم ان تتدثر و تتخبأ خلف اللحاف و تترك أمر الدعوة.
-قُمْ فَأَنْذِرْ: قدم القيام على الانذار لانه من يريد أن ينذر بأمر الله عليه ان يفعله و هو القيام و الاستعداد لا الجلوس و الاضطجاع.
-وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ: على الداعية ان يوقن أنه لا اكبر و لا اعظم و لا اجل من الله سبحانه و تعالى و متى استقر هذا في قلبه استطاع ان يبلغ من غير خوف لانه الناس لن يتركوه, فالداعية سيحاول ان يحول بين الناس و بين انفسهم الامارة بالسوء و شهواتهم و ضلالهم و شركه.
-وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ: على الداعية ان يطهر نفسه قبل ان يطهر الناس و ذلك كي لا يقدح الناس في دعوته.
-عليه ان يطهر نفسه من كل انواع سوء الخلق من غيبة و نميمة و حقد و بغض و ....الخ. فهذه الطهارة المعنوية. و عليه كذلك ان يطهر نفسه طهارة حسية و هي طهارة الثوب من القاذورات و طهارة البدن من الاوساخ و الروائح الكريهة. فالداعية يجب ان يكون نظيفا من اين ما نظرت اليه.
-وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ: على الداعية أن يبتعد ابتعادا كليا عن عبادة الاوثان أو ما يوقعه في الشرك.
ما هي اللبنة الثالثة لذلك البناء الجميل مع التوضيح؟
اللبنة الثالثة هي العبادة المحضة عبادة صلاة قيام الليل و دليله ما أنزل على نبينا صلى الله عليه و سلم في سورة المزمّل: "يَا أَيّهَا الْمُزَّمِّل * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا".
-بعد ان يحصل الداعية العلم النافع و يبدأ بالانذار و تبليغ العلم النافع ستواجهه مصاعب شتى من شيطان الانس و الجن (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا). و كما قال رسولنا الكريم ( قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ؛ يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة
الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2398
خلاصة الدرجة: حسن صحيح).
-فقد طلب الله من نبيه الكريم ان يقوم بهذه العبادة لانه يظهر فيها الاخلاص لله تعالى فهي صلاة سرية بين العبد و ربه لا يعلم فيها احد و لا يراه فيها احد و القرآن يتلى فيها على مهل و بتدبر.
-فمن أراد ان يسلك طريق الانبياء و الصحابة و التابعين في الدعوة الى الله عليه بالعبادة المحضة (السرية بين الانسان و ربه) يحتاط بها ليبلغ الدعوة من غير تعب و لا كد و انقطاع فهي زاده في الدعوة.
-إما من اراد ان يسير في طريق الدعوة المجردة فقط, أو تحصيل العلم المجرد فقط, فلن يسير على خطى الانبياء (صلاة الله و سلامه عليهم) لانه لا يملك الزاد.
لماذا أمر الله عزّ وجلّ نبيه بقيام الليل في أوائل النبوة قبل الأمر بباقي العبادات؟
-و ذلك لانه بحاجة الى الزاد لتبليغ الدعوة و الزاد هنا هو قيام الليل بالصلاة. خصوصا في أول الدعوة كان الرسول صلى عليه و سلم اشد ما يحتاج الى زاد يعينه على مواجهة المصاعب التي سيلاقيها.
-لكي يهيء الرسول صلى الله عليه و سلم الى التكاليف الجديدة الثقيلة التي ستتنزل عليه فيما بعد (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا).
|