الحياة في ضوء القران
القران هو حياة للقلوب فهو مثل الروح للبدن .فهو كلام الله العظيم انزله أعظم ملك إلى أعظم رسول ومن ثم إلى أعظم امة .
سبب تسمية الدورة [روائع البيان في تفسير القران ))
لان القران بديع رائع عظيم لأنه كلام الرحمن.
الهدف من هذه الدورة :
**أولا -هو أن ندرك مفهوم الحياة في القران فلقد تم توضيح مفهوم الحياة الدنيا والآخرة في القران ومابين هذه الحياتين من مايسمى بالبرزخ .
**ثانيا- كيف نعيش مع القران هي أمنية لكل مسلم أن يعيش مع القران في كل أموره ومع كل الناس وان يكون مصحف يمشي على الأرض وكل ذلك يسير لانحتاج إلا يحتاج إلى قلب مستعد لدخول نور القران
**ثالثا-نريد في النهاية أن نبني بيت في ارض القران فكل مايحويه هذا الدار من القران . لنحقق ذلك لابد أن ندرك أن الأمر جليل والمكسب عظيم في الدارين .
ماسبب عدم إدراك الكثير من الناس أهمية العيش في ظلال القران :
** عدم إدراك من يخاطب القران هل الخطاب موجه إلى ((المؤمنين أم الكافرين أم الملحدين أم أنواع من الناس غير ذلكم مزيج من ذلك يمتازون بالطغيان غلبهم الهوى والشهوة )). لابد أن ندرك معاني الخطاب ولمن يوجه وان نحدد الخطاب لمن ؟
لمن سيوجه الخطاب في هذه الدورة المباركة )) الخطة العامة للدورة )):
** المستوى الأول :سيكون الخطاب في بداية لعموم المسلمين الذين يهتموا بالعلم الشرعي ولمن أراد أن يفهم كتاب الله ويتلذذ بقراته فلابد أولا أن ندرك طبيعة الخطاب ثم ننتقل إلى القواعد الخمس التي تسمى (كبرى ) يدركها من يريد أن يعيش مع القران ومن يريد أن يبني بيتا في ارض القران
وعموم المسلمين لهم حق على طلبة العلم بان يبينوا لهم مافي كتاب الله من نواهي وأوامر وإعجاز وسوف يكون ذلك كله على مراحل ثلاث
** ثم المستوى الثاني الخطاب لطلبة العلم كيف يدركوا معاني كتاب الله حتى لا يقرءوه من غير إدراكا للمعنى . لذا لابد أن نعظم القران ونستشعر وجه الإعجاز فيه فالقران معجز في كل الأحوال فقصار السور فيه ربت نبينا محمد عليه الصلاة والسلام
قال تعالى (( فوجدك ضالا فهدى )) انتقل بها نبينا محمد نقلة لا مثيل له في كل أموره فلقد خاطب حبيبه انه وجده ضالا
>>ولقد اختار الله هذه الكلمة ليبين لنا انه إذا كان هذا حال نبيكم فكيف بكم انتم إذا ابتعدتم عن كتاب الله<<
كان ضالا قبل القران ثم هداه الله إلى القران الذي فيه الهداية الكاملة رغم انه عليه الصلاة والسلام لم يسجد لوثن أو صنم بالتالي نستشعر هنا أننا بدون كلام الله في ضلالة ولا هداية بدون القران .
إذا أدركنا المستوى الأول ننتقل إلى الدرجة الأخرى العظيمة التي لاينالها إلا أولياء الله وهي (( المراحل السبعة لطالب القران))
بعد إدراكها سنجد الفرق الشاسع بين القراءتين قبل وبعد استشعار عظمة القران . و هذه هي الخطة العامة التي سوف نسير عليها في دورتنا .
الأهداف :
لماذا نوضح الأهداف :
لأنه عند إدراك الهدف سوف تصعد الهمم .
تفصيل الأهداف :
الهدف الأول /توضيح مفهوم الحياة في القران.
تكرر ذكر الدنيا والآخرة في القران 111 مرة .
الهدف من تساوي الذكرين في القران وذلك سر من أسرار الكتاب العظيم ((ليبين للمسلم مع أن الدنيا حقيرة فانية لابد من العناية بها لأننا مكلفين بها وان الآخرة حياة أعظم الدنيا )).
فعندما نقرا 111 آية عن الحياة الدنيا نجدها شاملة لكل تفاصيلها الدقيقة وشؤونها وعن التعامل مع الناس جميعا من كفار وغيرهم .
كذلك جاءت الآيات التي تتعلق بالآخرة وبين عظم الجزاء فيها وانه قد تكرر ذكر الحال من بعث الأرواح إلى أن ينقسم الناس إلى فريقين ولقد أطال القران الحديث عنها والسبب أن الحديث عنها عظيم وذلك في جزء عم وتبارك تشير معظم آيات هذه الجزأين لليوم الآخر والحديث فيها قليل عن الجنة والنار والسبب سوف نتحدث عنه لاحقا .
فلابد أن ننتبه إلى الآيات التي تم تكريرها في القران , والحديث عن الحياتين كثير في القران وذكر لها وصفين الدنيا حياة فانية وزائلة والآخرة البقاء والاستقرار والثبوت .
إذا لماذا وصفت الآخرة بأنها باقية خالدة ابد الدهر والدنيا فانية إذا قورنت بالآخرة ؟؟
السر في ذلك الدنيا متاع والمتاع له مدة بالتالي أمر الدنيا يسير وأمر الآخرة عظيم الدنيا دار عمل والآخرة جزاء وإذا كانت الدنيا متاع فنعمل في هذه الدنيا القصيرة فهذه الحقيقة إذا استقرت في نفوسنا فان لها أمر عظيم فمثلا عند التفكر في مانجده للقيام وقت صلاة الفجر ولكم مانعانيه لن يستمر طول الدهر فقط فترة ثم ينقضي إلى الثواب الذي لاينتهي .
هذه الحقائق أراد القران أن تستقر في قلوبنا فمن سعد بالدنيا لايصلي , يأكل الحرام ويستلذ بالدنيا فهذا متع نفسه بالحياة اليسيرة الفانية أما نحن لا فلن يوجد شي من الندم والحسرة في البعد عن نواهي الله لأننا ننظر إلى الحياة السرمدية .
قول الأنبياء لأقوامهم (( ياقومي إنما هذه الحياة الدنيا متاع وان الآخرة هي دار القرار .)) هذه الحقيقة التي تكررت في القران لو استقرت في قلوبنا هانت علينا الدنيا بكل ملذاتها وعظمت في قلوبنا الآخرة .
فعندما نظر النبي عليه السلام إلى هذه الحقائق العظيمة في أمر الدنيا والآخرة جاءت الأحاديث العظيمة قال عليه السلام (( لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ماسقا كافر شربة ماء. ))
يخاطب في هذا الحديث المؤمنين ويبين لغير المؤمنين هذه الحقيقة فهذا الأمر أخذه النبي من الآيات التي تكلمت عن الحياة الدنيا وأنها هباء ويسيره كل الدنيا لاتعادل عند الله جناح بعوضة فهي لا تستحق شي في ميزان الله بالتالي لو كانت تعدل جناح بعوضة ماسقا الكافر شربة الماء فالدنيا هينة يسيرة لايُنظر إليها بل يُنظر إلى الآخرة ,
قال النبي عليه السلام (( لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم .)) تزول الدنيا بكل ما فيها من أولها إلى آخرها ذلك أهون عند الله من دم مسلم واحد فهو أعظم عند الله من الدنيا وما فيها
فهذا يجعلنا نعتز أننا مسلمين وأننا أغلى عند الله من الدنيا بما فيها كما قال عن ابن عمر عندما مر بالكعبة وقال ((( إن حرمتك عند الله عظيمة ولكن حرمة المؤمن أعظم عند الله منك))
فلابد أن ندرك ذلك حتى نعرف نعمة الله علينا أن جعلنا مسلمين وجزاء هذه النعمة تكون بان نقبل على كتاب الله فهما ودراسة وتدبرا .

تم بحمد الله وفضله ,,
