فهنا مرجع الضمير قرابة إلى عشرين اسم ظاهر بقوله تعالى ( أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما )(الأحزاب 135) عن عشرين كلمة المذكورة قبله ، وربما يؤتى مكان الضمير بالاسم الظاهر وهو ما يسمى ( الإظهار في موضع الإضمار ) .
وله فوائد كثيرة ، تظهر بحسب السياق منها :
الأصل أن يؤتى في مكان الضمير بالضمير ،
ولكن قد يخالف بأن يؤتى بالاسم الظاهر في مكان الضمير .
الأصل أن يؤتى في مكان الضمير بالضمير لماذا ؟
لأنه1_ أبين للمعنى 2_وأخصر للفظ ،
ولهذا ناب الضمير بقوله تعالى ( أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما )(الأحزاب 135) فكلمة له نابت عن عشرين كلمة المذكورة قبله ، وربما يؤتى مكان الضمير بالاسم الظاهر وهو ما يسمى ( الإظهار في موضع الإضمار ) .
وله فوائد كثيرة ، تظهر بحسب السياق منها :
مثال : ذهب محمد إلى منزل محمد وأخذ من كتب محمد
بدل أن يقول ذهب محمد إلى منزله وأخذ من كتبه
فيتبعها بضمائر ويتبعها بأسماء ظاهرة
لماذا الإظهار في موقع الإضمار .قال له فوائد
1- الحكم على مرجعه بما يقتضيه الاسم الظاهر .
يعني الاسم الظاهر له فائدة من ذكره وله حكم من هذا الذكر
2- بيان علة الحكم .
وهو أن العله ما دل عليه الاسم الظاهر
3- عموم الحكم لكل متصف بما يقتضيه الاسم الظاهر .
4_ تنبيه لأن السياق يقتضي الاضمار هو الأصل والإظهار ينبه القارئ
وهذا يسمى الاضهار في موضع الإضمار
مثال :
مثال ذلك قوله تعالى : ( من كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ)(البقرة: الآية 98) ولم يقل فإن الله عدو له ،
فأفاد هذا الإظهار :
1- الحكم بالكفر على من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل .
2- إن الله عدو لهم بكفرهم .
3- أن كل كافر فالله عدو له .
4_ أن يجري مجرى السياق .
مثال آخر : قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) (الأعراف:170) ولم يقل أنا لا نضيع أجرهم ،
لم يقل أجرهم وإنما جعل الإضهار في موضع الإظمار
فأفاد ثلاثة أمور :
1- الحكم بالإصلاح للذين يمسكون الكتاب . ويقيمون الصلاة .
2- أن الله آجرهم لإصلاحهم .
3- أن كل مصلح وله أجر غير مضاع عند الله تعالى .
وقد يتعين الإظهار ، (يعني يكون الأظهار متعين لابد منه ) كما لو تقدم الضمير مرجعان ،
يصلح عوده إلى كل منهما ( إذا كان عندنا مرجعان للضمير لا واحد فهنا يتعين أن يظهر )
والمراد أحدهما مثل : اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم وبطانة ولاة أمورهم ، إذ لو قيل : وبطانتهم ، لأوهم أن يكون المراد بطانة المسلمين .
مثال عن ما سبق :
ذهب محمد وخالد إلى بيته .
هنا بيت من محمد أو خالد ؟
فقال هنا يتعين الضمير
ذهب محمد وخالد إلى بيت خالد فهنا يتعين الإظهار ليعلم بيت من
حتى لا يكون فيه جهل ببيت من ذهبوا إليه .
وهنا نفس المثال اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم (وقال )
وبطانة ولاة أمورهم ( ولم يقل وبطانتهم ) ، إذ لو قيل : وبطانتهم ،
لأوهم أن يكون المراد بطانة المسلمين
(اللهم أصلح للمسلمين ) هذا المرجع الاول
(وولاة امورهم) المرجع الثاني
( وبطانة ولاة أمورهم )
هذا أظهر في موضع الاضمار
لأنه لوقال وبطانتهم لفهم أنها بطانة المسلمين وليست بطانة ولاة الأمور
فتعين أن يذكر ولاة أمورهم حتى لا يلتبس الامر .
قاعدة ( إذا خيف الالتباس يحول الكلام إلى ما فيه التباس )
هذا كان الضمير المتصل .
::إذا ضبطت القواعد فهذا يعتبر مكسب من هذا الدرس ::