نكمل بحول الله وقوته :
عقد النية على العمل به :
لأن العلم إنما يُطلب للعمل به فإن عملت به كان حجة لكِ وإن لم تفعلي كان حجة عليكِ :
و ما أحسن قول الفضيل بن عياض رحمه الله : (لا يزال العالم جاهلاً حتى يعمل بعلمه فإذا عمل به صار عالماً).
وهذا كلام دقيق؛ لأنه إذا كان عنده علم ولكنه لا يعمل بهذا العلم فهو جاهل؛
لأنه ليس بينه وبين الجاهل فرق إذا كان عنده علم ولكنه لا يعمل به، فلا يكون العالم عالماً حقًّا إلا إذا عمل بما علم .
ثم إن العمل إضافة إلى أنه حجة للإنسان فهو أيضاً من أسباب ثبات العلم وبقائه .......
ولهذا تجد الذي يعمل بعلمه، يستحضر علمه، أما الذي لا يعمل بعلمه فسرعان ما يضيع علمه،
قال بعض السلف : (كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به ) .
أضف إلى هذا ما قاله بعض أهل العلم : (من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم، ومن لم يعمل بما علم أوشك الله أن يسلبه ما علم)
فهذا أول الآداب وأعظمها وكان عند سلفنا في العصور المباركة أمراً بدهياً تعارف عليه الكبار والصغار حتى النساء والأمهات.
هذا سفيان الثوري تقول له أمه: اذهب، فاطلب العلم حتى أعولك بمغزلي، فإذا كتبت عدة عشرة أحاديث، فانظر هل تجد في نفسك زيادة- تعني في الخير _ فاتبعه، وإلا فلا تتعن.
وقال الحسن: كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث أن يرى ذلك في تخشعه وزهده ولسانه وبصره.
عن مالك بن دينار قال : إن العبد إذا طلب العلم للعمل كسره علمه وإذا طلبه لغير ذلك ازداد به فجوراً أو فخراً .
من كتاب اقتضاء العلم العمل للبغدادي
*************************
نشره وتعليمه :
اقتداء بسنة النبي عليه الصلاة والسلام فما مات عليه الصلاة والسلام حتى علم الناس كل شيء، روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي ذر رضي الله عنه قال: لقد تركنا محمد عليه الصلاة والسلام وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا ذكر لنا عنه علمًا.
لكن لا تتكلفي ما لا تعلمين
**************
هذا والله اعلم
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.
اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك.
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً، اللهم أعدنا إلى رحابك، وخذ بنواصينا يا رب إلى طاعتك ورضوانك.
يا ابن آدم أحبب ما شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه، كن كما شئت فكما تدين تدان.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
التعديل الأخير تم بواسطة أم كلثوم ; 20-07-08 الساعة 08:39 PM
سبب آخر: إضافة مرجع
|