قال الشيخ حفظه الله :
ومن اللطائف ما ذكره صاحب كتاب النبأ العظيم (1):
" روعي في تسميته قرآنا كونه متلوا بالألسن ، كما روعي في تسميته كتابا كونه مدونا بالأقلام ،
فكلتا التسميتين من تسمية شيء بالمعنى الواقع عليه ،
وفي تسميته بهذين الاسمين إشارة إلى أن من حقه العناية بحفظه في موضعين لا في موضع واحد ،
أعني أنه يجب حفظه في الصدور والسطور جميعا (أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى) ،
فلا ثقة لنا بحفظ حافظ حتى يوافق الرسم المجمع عليه من الأصحاب ،
المنقول إلينا جيلا بعد جيل على هيئته التي وضع عليها أول مرة ،
ولا ثقة لنا بكتابة كاتب حتى يوافق ما هو عند الحفاظ بالإسناد الصحيح المتواتر ( 2) " .
******************************
(1) وهو الدكتور محمد عبد الله دراز علم من أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث ، رزق الحظ الأوفر من علوم الإسلام ، كما نهل من علوم أوربا الشيء الكثير ، ولد في قرية (محلة دياي) بمحافظة كفر الشيخ عام 1894 ، وحصل على العالمية الأزهرية عام 1916م ، ونال الدكتوراه من فرنسا عام 1947م ، من مؤلفاته : التعريف بالقرآن ، الأخلاق في القرآن ، الدين ، النبأ العظيم ، توفي في مدينة لاهور بباكستان عام 1958م ، انظر فاتحة كتابه : النبأ العظيم ، قال الزركلي : فقيه متأدب ، الأعلام : 6/ 246 .
(2) النبأ العظيم ص : 12-13
|