غالياتي
اسمحن لي أن أضيف بعض الفوائد الخاصة بالحديث الأول
وذلك لأهميته ولتمام الفائدة
فالعلم صيد والكتابة قيده
الفائدة الأولى
يستحسن الابتداء بهذا الحديث عند التصنيف.
قال ابن رجب في الجامع:
وبه صدر البخاري كتابه الصحيح وأقامه مقام الخطبة له إشارة منه إلى أن كل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل لاثمرة له في الدنيا ولا في الآخرة ولهذا قال عبد الرحمن بن مهدي لو صنفت كتابا في الأبواب لجعلت حديث عمر بن الخطاب في الأعمال بالنيات في كل باب وعنه أنه قال من أراد أن يصنف كتابا فليبدأ بحديث الأعمال بالنيات(انتهى كلامه). وبه صدر النووي أربعينيته و به أبتدأ الحافظ المقدسي كنابه المبارك عمدة الاحكام
الفائدة الثانية
اقتصر في جواب هذا الشرط (فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ) على إعادته بلفظه لأن:
أ- حصول ما نواه بهجرته نهاية المطلوب في الدنيا.
ب- الهجرة إلى الله ورسوله واحدة لا تعدد فيها فلذلك أعاد الجواب فيها بلفظ الشرط.(مختصر من جامع العلوم).
اقتصر في جواب الشرط الثاني على قوله" فَهِجْرَتُهُ إلَى مَا هَاجَرَ إلَيْهِ" لانه:
أ-حقير لما طلبه من أمر الدنيا واستهانة به حيث لم يذكر بلفظه.
ب- والهجرة لأمور الدنيا لا تنحصر فقد يهاجر الإنسان لطلب دنيا مباحة تارة ومحرمة تارة وأفراد ما يقصد بالهجرة من أمور الدنيا لا تنحصر فلذلك قال فهجرته إلى ما هاجر إليه يعني كائنا ما كان. (مختصر من جامع العلوم).
الفائدة الثالثة
جعل الإسلام جزاء الفعل ثواباً وعقاباً مرتبطاً بالنية ارتباطاً وثيقاً وجعلها شرطاً لقبول العمل، فمن الناس من يصنع المعروف ويسدي الجميل استمالة للقلوب، ومنهم من يصنعه مكافأة للإحسان، ومنهم من يصنعه لطلب سمعة وشهرة، لكن الإسلام لا يعتد بكل ذلك ولا يقبله من العبد إلا إذا صلحت نيته وكان عمله خالصاً لوجه الله تعالى، ولهذا قال : { إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه }
التعديل الأخير تم بواسطة أم رحمة ; 27-05-08 الساعة 11:28 PM
|