عرض مشاركة واحدة
قديم 20-04-08, 03:25 PM   #12
أم جهاد وأحمد
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

الحكـم والإمـارة فـي العـرب

الملك باليمن‏‏
من أقدم الشعوب التي عرفت باليمن من العرب العاربة قوم سبأ، وقد عثر على ذكرهم في حفريات ‏[‏أور‏]‏ بخمس وعشرين قرنا قبل الميلاد، ويبدأ ازدهار حضارتهم ونفوذ سلطانهم وبسط سيطرتهم بأحد عشر قرنا قبل الميلاد‏.‏

الملك بالحيرة
كانت الفرس تحكم بلاد العراق وما جاورها منذ أن جمع شملهم قوروش الكبير ‏(‏557 ـ 529 ق‏.‏م ‏)‏ ولم يكن أحد يناوئهم، حتى قام الإسكندر المقدونى سنة 326 ق‏.‏ م فهزم ملكهم دارا وبددهم وخضد شوكتهم، حتى تجزأت بلادهم، وتولاها ملوك عرفوا بملوك الطوائف، وقد ظل هؤلاء الملوك يحكمون البلاد مجزأة إلى سنة 230م‏.‏ وفي عهد هؤلاء الملوك هاجر القحطانيون، واحتلوا جزءًا من ريف العراق، ثم لحقهم من هاجر من العدنانيين فزاحموهم حتى سكنوا جزءًا من الجزيرة الفراتية‏

الملك بالشام
في العهد الذي ماجت فيه العرب بهجرات القبائل سارت بطون من قضاعة إلى مشارف الشام وسكنت بها، وكانوا من بنى سُلَيْح بن حُلْوان الذين منهم بنو ضَجْعَم ابن سليح المعروفون باسم الضجاعمة، فاصطنعهم الرومان؛ ليمنعوا عرب البرية من العبث، وليكونوا عدة ضد الفرس، وولوا منهم ملكًا

الإمارة بالحجاز
ولي إسماعيل عليه السلام زعامة مكة وولاية البيت طول حياته، وتوفي وله 137 سنة، ثم ولى واحد، وقيل‏:‏ اثنان من أبنائه‏:‏ نابت ثم قَيْدار، ويقال العكس، ثم ولى أمر مكة بعدهما جدهما مُضَاض بن عمرو الجُرْهُمِىّ، فانتقلت زعامة مكة إلى جرهم، وظلت في أيديهم، وكان لأولاد إسماعيل مركز محترم؛ لما لأبيهم من بناء البيت، ولم يكن لهم من الحكم شيء‏.

بعد قيام قبيلة قريش بعد محاربتها لقبيلة خزاعة التي قامت بدورها على حساب محاربة قبيلة جرهم
عاد الحكم لقريش على يد قصي


وكان لقصى من مظاهر الرياسة والتشريف‏:‏
1 ـ رياسة دار الندوة‏:‏ ففيها كانوا يتشاورون فيما نزل بهم من جسام الأمور، وفيها كانوا يزوجون بناتهم‏.‏
2 ـ اللواء‏:‏ فكانت لا تعقد راية ولا لواء لحرب قوم من غيرهم إلا بيده أو بيد أحد أولاده، وفي هذه الدار‏.‏
3 ـ القيادة‏:‏ وهي إمارة الركب، فكانت لا تخرج ركب لأهل مكة في تجارة أو غيرها إلا تحت إمارته أو إمارة أولاده‏.‏ 4 ـ الحجابـة‏:‏ وهي حجابة الكعبة،لا يفتح بابها إلا هو، وهو الذي يلى أمر خدمتها وسدانتها‏.‏ 5 ـ سقاية الحاج‏:‏ وهي أنهم كانوا يملأون للحجاج حياضًا من الماء، يحلونها بشيء من التمر والزبيب، فيشرب الناس منها إذا وردوا مكة‏.‏
6 ـ رفادة الحاج‏:‏ وهي طعام كان يصنع للحاج على طريقة الضيافة، وكان قصى فرض على قريش خرجًا تخرجه في الموسم من أموالها إلى قصى، فيصنع به طعامًا للحاج، يأكله من لم يكن له سعة ولا زاد‏.‏


الحكم في سائر العرب
مع هجرات القبائل القحطانية والعدنانية، واقتسامها البلاد العربية فيما بينها:
- فما كان من هذه القبائل بالقرب من الحيرة كانت تبعًا لملك العرب بالحيرة
- وما كان منها في بادية الشام كانت تبعًا للغساسنة ، إلا أن هذه التبعية كانت اسمية لا فعلية،
- وأما ما كان منها في البوادى في داخل الجزيرة فكانت حرة مطلقة‏.‏
والحقيقة أن هذه القبائل كانت تختار لأنفسها رؤساء يسودونها، وأن القبيلة كانت حكومة مصغرة، أساس كيانها السياسى الوحدة العصبية، والمنافع المتبادلة في حماية الأرض ودفع العدوان عنها‏.‏


الحالة السياسية
الأقطار الثلاثة التي كانت مجاورة للأجانب كانت حالتها السياسية في تضعضع وانحطاط لا مزيد عليه‏.‏فقد كان الناس بين سادة وعبيد، أو حكام ومحكومين، فالسادة ـ ولاسيما الأجانب ـ كان لهم كل الغُنْم، والعبيد عليهم كل الغُرْم
وأما القبائل المجاورة لهذه الأقطار فكانوا مذبذبين تتقاذفهم الأهواء والأغراض، مرة يدخلون في أهل العراق، ومرة يدخلون في أهل الشام‏.‏
وكانت أحوال القبائل داخل الجزيرة مفككة الأوصال، تغلب عليها المنازعات القبلية والاختلافات العنصرية والدينية ،ولم يكن لهم ملك يدعم استقلالهم، أو مرجع يرجعون إليه، ويعتمدون عليه وقت الشدائد‏.‏
وأما حكومة الحجاز فقد كانت تنظر إليها العرب نظرة تقدير واحترام، ويرونها قادة وسَدَنة المركز الدينى، وكانت تلك الحكومة في الحقيقة خليطًا من الصدارة الدنيوية والحكومية والزعامة الدينية،ولكن هذه الحكومة كانت ضعيفة لا تقدر على حمل العبء ‏.‏




توقيع أم جهاد وأحمد
اللهم ارزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل

التعديل الأخير تم بواسطة أم جهاد وأحمد ; 20-04-08 الساعة 03:28 PM
أم جهاد وأحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس