عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-07, 03:06 PM   #2
أم هنا
طالبة دورة تجويد
 
تاريخ التسجيل: 09-01-2007
المشاركات: 18
أم هنا is on a distinguished road
افتراضي ثمرات العلم " الجزء الثانى "

ما هى مصادر العلم ؟
تلقى العلم يكون عن مصادره التى هى عن الله عزوجل من كتابه وعن رسوله صلى الله عليه وسلم من صحيح السنة ، أما العلماء فوظيفتهم البلاغ ببيان الحق وعدم كتمانه وبيان التوحيد وضده من الشرك وبيان ما يقرب الناس من الجنة ويبعدهم عن النار وبيان الحلال والحرام .
وكما قال تعالى :"إن عليك إلا البلاغ ".

والعلم يؤخذ عن أهله ، فالعالم يشرح للناس كلام الله وكلام رسوله لذا فالشأن فى الطريقة التى يؤخذ بها معنى القرآن والسنة لذا قال ابن القيم :
والجهل داء قاتل وشفاؤه *** أمران فى التركيب متفقان
نص من القرآن أو من سنة *** وطبيب ذاك العالم الربانى
فالنبى صلى الله عليه وسلم ذم من لم يأخذ العلم عن أهله كما ذم الخوارج فالعلم الذى يستقل به العبد قد يكون فيه من البلاء ما لاتؤمن العاقبة معه .
فاجعل العلم أعظم ما تسعى إليه وسترى ثمراته فى نفسك وأيضا فى غيرك إن حملته بحق .

والعلماء فى أنواع ثمارهم لا يتساوون وكذا طلبة العلم وصحابة النبى الذين هم من العلماء لم يتساووا فى أثرالعلم على الناس جميعا فمنهم من كان له أعظم الأثر ومنهم من كان أقل أثرا وإن كانوا جميعا لهم أثر فى الناس عظيم ، فمنهم من كان نفعه قاصراً على العبد فى نفسه ومنها ما هو متعد.

ثمرات العلم :

الخشية:
قال تعالى :"إنما يخشى الله من عباده العلماء "
فيكون طالب العلم ذا خشية من الله أى خوف مع عدم اضطراب وهذا هو خوف الأنبياء والملائكة ، وكلما زاد العلم زادت الخشية .

إلاخلاص :

فالعلم النافع يقود إلى إلاخلاص فمن علم التوحيد وحافظ عليه وتمسك به فهو دائما يلاحقه فى نيته وفى نبذ الشرك بأنواعه وكيفية إلاخلاص فى كل التصرفات مع أهلك ، مع والديك ، فى عملك .. يكون القصد دائما وجه الله تعالى ، ونرى عند ذكر الله عز وجل الأمر لعباده ببر الوالدين ذكر بالاخلاص فقال :"ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا ربكم أعلم بما فى نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا "
فبعد أن ذكر الأمر ذكر بأنه "إن تكونوا صالحين " أى قلوبكم ونياتكم صالحة وأعمالكم الظاهرة صالحة "فإنه كان للأوابين غفورا"الذين يرجعون إليه بالاستغفار لما يكون منهم من تقصير فيغفر لهم لأنه سبحانه واسع المغفرة .
فهذا من عظيم ما يثمر العلم من الثمرات النافعة فهو يلاحقك دائما بالاخلاص فى كل عمل فى بر الوالدين .. فىالجهاد .. فى الدعوة إلى الله .

العمل :
فمن ثمرات العلم النافع أنه لابد أن يورث صاحبه العمل حتى لايكون داخلا فى قوله تعالى :
"أتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب "
والعلم إن وجد من صاحبه العمل وإلا ارتحل عنه كما قال تعالى :
"ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا "
فهو يورث لهم الخيرية والثبات ... تثبيتا فى إلايمان والمعلومات فنرى من علمائنا الكثير من العمل الصالح مما ثبت العلم فى صدورهم ونفع الناس بهم وهذا من فضل الله عليهم .

الصلاح :
فأعظم الثمرات الصلاح ، ومعنى الصلاح هو القيام بحقوق الله وحقوق العباد التى نص عليها القرآن أو جاءت بها السنة و من العلماء .
فحق الله أعظمه حق التوحيد ، فلا تجد صالحا زاهدا فى التوحيد لأن العقيدة بالخصوص تنسى وتأتى الشواغل عنها فيقع العبد فى ضدها وهو لايعلم فعليك الاهتمام بصلاح قلبك ، فى إخلاصك لله وتوكلك عليه وإلانابةإليه وخشيته ومحبته والخوف منه والرجاء وحسن الظن به والتواضع وعدم الكبر وتحقير النفس فى ذات الله فلابد ان تفتش عن عمل قلبك وتوليه اهتماما كثيرا حيث يغفل عنه الكثير من الناس ، وكلما ازددت معرفة بحق الله ازددت حرصا على توحيده وازددت خوفا من الشرك وأنواعه .
كما قال ابراهيم عليه السلام :"واجنبنى وبنى أن نعبد الأصنام ".
فإذا قمت بحق توحيد الله فأصلح عمل جوارحك من إتيان الفرائض وترك المحرمات والقيام بالأعمال الواجبات والمندوبات وقم بحقوق العباد من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وأصلح فى كافة شؤونك معهم .

الاقتداء بأهل العلم :
ولذا كان السلف يظنون خيرا بطالب العلم إذا كان يصاحب الأشياخ ويظنون به شرا إذا كان يصاحب الأحداث وذلك لأن مصاحبة الأشياخ تقتضى الاقتداء بهم ويرى منهم العلم ومعانى التنزيل وكيف يتعامل مع الأشياء وكما يقال .. فكل خير فى اتباع من سلف وكل شر فى اتباع من خلف .
فالعلم يتوارثه العلماء هديا وسمتا ودلا ويقتدى بهم بما ليس فى الكتب .
وعلى العكس فإن من يهجر أهل العلم أو ينال منهم أو يستهزىء بهم ويظن أن الخير ليس عندهم فهذا لم يؤت ثمار العلم النافع .

التحلى بالأخلاق الفاضلة:

فالعلم النافع يورث حملته الخلق الجميل والنعت الفاضل فى القول والعمل ويجعلهم أحق الناس اقتداءاً بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حينما مدحه ربه فى كتابه وقال له :"وإنك لعلى خلق عظيم "فهو يورث صاحبه عفة اللسان والعفو والحلم والتواضع .
فلا تجد طالب علم متكبرا يرد الحق ويغمط الناس ، ولا تجده مختالا يفتخر على الناس بنسبه أو يرى نفسه أعظم من الآخرين ،ولاتجده حاسدا أو يحقر أخاه المسلم
فكلما زاد العبد فى العلم رسوخا وتحققا بالعلم كلما كان أكثر حلما وتواضعا واناة وعفوا وكان له نصيب من كل خصال الخير .

هذا والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

التعديل الأخير تم بواسطة مسلمة لله ; 10-01-07 الساعة 05:26 AM
أم هنا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس