|
تفريغ من بداية الدرس19 إلى الدقيقة السادسة عشر وتسع عشرة ثانية
:icony6: تفريغ من بداية الدرس التاسع عشر إلى الدقيقة السادسة عشر وتسع عشرة ثانية :icony6: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أيها الأحبة حياكم الله مرة أخرى في مجلس من مجالس الجنة أسأل الله عز وجل كما جمعنا وإياكم في مثل هذه المجالس المباركة أن يجمعنا جميعاً ومن يستمع إلينا في الفردوس الأعلى من الجنة . كنا في الحديث عن المرحلة الثانية المتعلقة بحروف المعاني وقد سمعنا قرأنا أمثلة على حروف المعاني وعلى أثرها في فهم كتاب الله عز وجل وفي هذه الحلقة نواصل ما كنا بدأناه في ضرب هذه الأمثلة وإن كان هناك من سؤال قبل أن ننتقل إلى بقية الأمثلة أرجو ذلك هل لكم سؤال ؟ أرجو أن يكون الكلام واضح إذن تفضل يا عبد السلام اقرأ . بسم الله الرحمن الرحيم . المثال الرابع قوله تعالى ( وهزي إليك بجذع النخلة ) في سورة مريم ، الهز تحريك الشيء وفعله يتعدى بنفسه فنقول هز الرمح أو الشجرة ونحو ذلك وفي هذه الآية عداه بـ "إلى" ليضمن الهز معنى الإدناء والإمالة والتقعيد من فاعل الهز وهي مريم عليها السلام وفي هذا مزيد كرامة لمريم عليها السلام . أحسنت بارك الله فيك، الآن كتبتم الآية اكتبوا الآية ( وهزي إليك بجذع النخلة ) أصل الهز في لغة العرب هو تحريك الشيء وهذا الفعل في اللغة لا يحتاج إلى حرف يتعدى به فأنت تقول لأحد تأمر أحداً فتقول هُزَ الرمح أو تقول هززت الشجرة ونحو ذلك من الكلمات والعبارات لا تحتاج أن تعدي هذا الفعل بحرف فلا تقول هززت إلى الشجرة أو هُزَ إلى الرمح ونحو ذلك لكن هذه الآية الكريمة عدي فيها هذا الفعل لقول سبحانه وتعالى( وهزي إليك بجذع النخلة ) فما سر ذلك وما سببه؟ اقرأ يا عبد السلام : بيان ذلك أن المنصوص عليه في الآية أنها لجاءت إلى جذع النخلة لا إلى نخلة كاملة ومع هذا أمرت أن تهز الجذع وتميله نحوها ومن كرامة الله لها أن الجذع لم يستجيب لهزها فقط بل وسيميل نحوها إجابة لجذبها لها بيديها الضعيفتين غاية الضعف وهذا أبلغ في الإعجاز وأدل على قدرة العزيز الوهاب جل وعلا ثم جاءت الباء في(بجذع النخلة ) وهي للإلصاق لتؤكد عليها أن تمكن يديها من الجزع حال هزها غاية ما تستطيع من التمكن وهذا أمر لها بفعل كل ما في وسعها من الأسباب الدنيوية. نعم هذا هو ما يبين لك بعض أسرار هذه الآية الكريمة الله سبحانه وتعالى يقول فيها( وهزي إليك بجذع النخلة ) كما ذكرنا سابقاً الهز لا يحتاج إلى حرف يتعدى به ولكنها عُدِيَت هنا بالباء لقوله سبحانه وتعالى( وهزي إليك بجذع النخلة ) هذه الباء كما ذكرنا أن من معانيها الإلصاق فالمقصود هنا أن تتمسك بهذه الشجرة تمسكاً قوياً شديداً جداً بحيث أنها عندما تمسك بها يكون هذا المسك مسكاً قوياً شديداً متمكناً منها فهذه من جهة الباء ودلالتها على الإلصاق وأيضاً جاء حرف إلى( وهزي إليك بجذع النخلة ) ليكون هذا الهز فيه جر وجذب إليها فيه هز وجر وجذب إليها طيب هذا الجزع وهو جزع فيما يظهر كما قاله جماعة من السلف رحمهم الله أنه مجرد جزع لا نخلة كاملة لأن الله عز وجل إنما ذكر جذع نخلة( وهزي إليك بجذع النخلة ) ولم يقل وهزي إليك النخلة وإنما ذكر جذع النخلة قد يقال بأنه ذكر الآن بعض ما يهز من أجل أنه هو المقصود بالمسك والجذب يعني ذكر شيئاً وأراد الكل ذكر البعض وأرد الكل قد يقال هذا وهذا له وجه صحيح في العربية ولكن ظاهر اللفظ ولا مانع من البقاء على ظاهر اللفظ لأنه ليس هناك ما يمنع منه أبداً ظاهر اللفظ إنها إنما هزت جذع نخلة وجذع النخلة لا يكون معه رأس فيها ثمرة وفيه جذوع ونحو ذلك وإنما هو جذع مجرد فقط يعني صلب هذه الشجرة وهذا الجذع فيه ما فيه من أنواع اليبس قد يكون ميتاً أصلاً ليس بحي إذا كان جذعاً مجرداً ليس نخلة كاملة فعندئذٍ أمر الله سبحانه وتعالى هذه المرأة الضعيفة التي هي في حال المخاض أمرها أن تهز جذع النخلة وأن يكون هذا الهز في حال كونها ممسكة إمساكاً قوياً شديداً بهذا الجذع وأيضاً كذلك أن تجذب هذا الجذع إليها هذه الأوامر لهذه المرأة الضعيفة في مثل هذا الحال هل هي أوامر مجردة من وقوع الأثر والاستجابة من هذا الجذع لهذه المرأة الضعيفة أبداً فالله عز وجل لم يأمرها بهذه الأوامر إلا لكي ترى قدرة الله سبحانه وتعالى وهي في مثل هذه الحالة الضعيفة في مثل هذه الحالة التي لا تستطيعه معها المرأة أن تفعل أدنى شيء فكيف بأن تهز جذع نخلة كاملة لكنه بدأاً أمر من أجل أن نتعلم نحن جميعاً أن المطلوب والمأمور به في شرع الله سبحانه وتعالى أن تفعل ما تستطيع ما تقدر عليه تفعله ما لا تستطيع فلست مطالباً به ولا يطلب منك ولا تؤمر أن تتكلفه أبداً وإنما تفعل ما تستطيعه من الأمور ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) فالآن هي أمرت أن تفعل ما تستطيع فإذا فعلت ألم يحصل الأثر بلى سيحصل الأثر ألم يحصل ما تتطلبه ما تقصده سيحصل لها لأن الأمر جاء من الله عز وجل وهذه الأوامر ليست عبثاً وإنما هي جاءت من الله سبحانه وتعالى لترى هذه المرأة الضعيفة الصالحة قدرة الله سبحانه وتعالى الكاملة في إنقاذها وفي فعل ما لا يمكن أن يحدث لولا أن الله سبحانه وتعالى قدره ويسره لهذه المرأة إذاً فالقضية في قدرة بالله سبحانه وتعالى أراد أن يظهرها لهذه المرأة الضعيفة أمرها بأوامر فطبقت هذه الأوامر فحصل ما أمر به هذا الجذع من الاستجابة لهذه المرأة الضعيفة ( وهزي إليك ) يدنو إليك ( بجزع النخلة ) هذه كلها أوامر جاءت في حال يكون فيها الإنسان في غاية الضعف فإذا حصل للعبد في هذه الحياة الدنيا شيء من ذلك من حال المسكنة حال الضعف حال قلة الناصر حال الفقر الشديد حال بعد الأحبة والأخوة فإنه عندئذٍ ماذا يفعل الواجب عليك أيها العبد أن تفعل كما فعلت هذه المرأة الصالحة أن تفعل كل سبب تستطيعه من أجل درء هذا البلاء الذي حل بك تفعل ما تستطيع ولا تدخر شيئاً أبداً افعل كل ما تستطيع مما له سبب في دفع هذا البلاء الذي حل بك عندئذٍ سيتولى بقية الأمر ربنا سبحانه وتعالى سيتولى الله عز وجل بقية الأمر وسيدرأ عنك ما تخشى سواء كان في الحياة الدنيا أو كان في الحياة الأخرى . نعم اقرأ المثال الخامس : المثال الخامس قوله تعالى ( ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوع ) اللام المفردة لها معاني كثيرة جداً وأصل معانيها الاختصاص قال أبو السعود في تفسيره لهذه الآية أي يسقطون على وجوههم سجداً تعظيماً لأمر الله تعالى أو شكراً لإنجاز ما وعد به في تلك الكتب من بعثته وتخصيص الأذقان بالذكر للدلالة على كمال التذلل إذ حين إذاً يتحقق الخرور عليها وإثار اللام للدلالة على اختصاص الخرور بها كما في قولك فخر سريعاً لليدين وللفم الذقن معروف والمقصود به هنا الوجه. الذقن معروف أليس الذقن معروف ، معروف عند الجميع هذا هو الذقن ، الذقن معروف الله سبحانه وتعالى يصف هؤلاء أنهم( يخرون للأذقان ) سبحان الله هل الخرور يكون للأذقان أم يكون على الجبهه؟ الأصل يكون على الجبهة وعلى الأنف فلما سبحانه وتعالى ترك الجبهة هنا ولم يذكرها ترك الأنف لم يذكره هنا وإنما ذكر الذقن فكيف يكون الخرور للذقن هذا أمر يحتاج إلى وقفة ( ويخرون للأذقان ) كيف يخرون للأذقان؟ كيف يكون هذا تأمل معي هذه الآية ، نعم أكمل : الذقن معروف والمقصود به هنا الوجه كله كما قاله ابن عباس وقتادة وإنما خصت الأذقان بالذكر للدلالة على كمال التذلل وهذا ليس مقصودنا هنا وإنما المقصود أن ذكر اللام هنا عوضاً عن على في قوله : ( للأذقان ) للدلالة على معنيين. أحسنت بارك الله فيك لماذا ليس مقصودنا هنا؟ لأن الكلام عن الذقن هذا تابع لأي مرحلة ، للمرحلة الأولى أو الثانية تابع للمرحلة الأولى لأن الأولى الكلام فيها عن ماذا عن دلالة الكلمات وأما هذه المرحلة الثانية الكلام فيها عن دلالة حروف المعاني إذان الأولى الكلام فيها عن دلالة الكلمات ونحن الآن نتكلم عن دلالة حروف المعاني فليس لها علاقة هنا لما خص ذكر الذقن في الآية ولم يذكر الوجه كاملاً هذا ليس محله هنا وإنما محله في المرحلة الأولى عندما تتأمل الكلمات ترجع كلمة الذقن في اللغة وماذا تعني ولما خص الذقن هنا في هذه الآية وترك الكلام عن الوجه كاملاً ولم فسر ابن عباس وقتادة وغيرهم من أئمة أهل التفسير فسروا الأذقان هنا بالوجوه لما فسروه بهذا ليس هذا موطنه لأن الكلام هنا عن حروف المعاني فالكلام هنا عن قوله سبحانه وتعالى( يخرون للأذقان ) عن اللام هنا( يخرون للأذقان ) الأصل أن يكون الخرور هل هو للأذقان أم على الأذقان؟ يكون على الأذقان لأن يخر عليها لا يخر لها وإنما يخر عليها ولذا جاء هنا حرف اللام عن حرف على لدلالة معينة ستذكر لكن حتى لا أشوش عليك الذهن سأذكر لك لما ذكرت الأذقان هنا ولم تذكر الوجوه مع أن هذا ليس في هذه المرحلة وإنما هو في المرحلة الأولى؟ سر ذلك أيها المبارك أن الخرور عندما يكون للأذقان يكون أشد ما يكون خضوعا وخنوعاً وذلً ومسكنة لله سبحانه وتعالى كيف هذا؟ أنت قد تخر على جبهتك على أنفك لكن هذا الخرور وإن وقع إلا أن بالنسبة للأذقان لا تصل إلى الأرض وهذا هو الأصل تأمل هيئتك وأنت ساجد إذا سجدت ما الذي يصل إلى الأرض وما الذي لا يصل ما الذي يمس الأرض وما الذي لا يمسها الذي يمس الأرض هو الجبهة والأنف هل بالنسبة للذقن يمس الأرض ؟ لا لا يمس الأرض فإذا خر الانسان خروراً في تعظيم لله سبحانه وتعالى أي فيه تعظيم كامل لله عز وجل فإن هذا الخرور سيكون معه أيضا ماذا ؟ خرور للأذقان إذا وصل الذقن إلى الأرض فما حال الجبهة ما حال الأنف من باب إيش من باب أولى أليس من باب أولى بل إن الخرور عليها سيكون عظيماً جداً بمعنى إنك تخر للأرض خروراً فيه تعيظماً كاملاً لله سبحانه وتعالى فيه إجلالاً لله فيه خوفاً من الله فيه خنوع فيه مسكنه كاملة تامة لربك سبحانه وتعالى هذا الخرور إذا كان للأذقان فإنه يكون أتم وأعظم وأكمل من أن لو كان للوجوه أو للجباه والأنف واضح الكلام تمام ، فلم تذكر الجبهة والأنف هنا من أجل أن الخرور على الأذقان أو للأذقان هو أبلغ فعندما ذكر الأبلغ هنا لم يحتاج إلى ذكر ما هو أقل منه في الدلالة على الخضوع والخشية لله سبحانه وتعالى بقي الآن عندنا مسألة وهي محل الكلام هنا فيما يتعلق لما ذكر حرف اللام ولم يذكر حرف على في هذا الموطن نعم . وإنما المقصود أن ذكر اللام هنا عوضاً عن على في قوله ( للأذقان ) للدلالة على معنيين معنى على وهو الاستعلاء لأن الخرور وقع عليها ومعنى الاختصاص أي اختصاصها بالخرور وخصت هذه الأعضاء بالذكر مع أن اليدين والقدمين تخران أيضاً لأنها هي المقصود الأعظم من الخرور لأن كمال الذل والخضوع إنما يكون بها. أحسنت يا بارك الله فيك حرف اللام هنا هذه اللام لها دلالة في لغة العرب وهذه الدلالة هنا ما هي ؟ هي ماذا ؟ هي للاختصاص وكأنه خص الأذقان بالخرور على الأرض لما جاء لام الاختصاص هنا ولم تأتي على؟ لأن على لو جاءت هنا لدلت على الاستعلاء المجرد دلت على أنك جعلت هذا الذقن مستعلياً على الأرض يعني لامس الأرض مستعلياً عليها في خرورك وسجودك لله سبحانه وتعالى ولكن لم تأتي على هذه ولو أنها هي التي جاءت في هذا الموطن لم تأتي بمعنى جديد لم تأتي بمعنى كامل يبين شدة ما وقع لهذا العبد من الخرور وشدة ما وقع له من خشية الله سبحانه وتعالى وإن كان الكلام الآن عن أئمة في دين الله عز وجل مع عباد الله سبحانه وتعالى عندهم كمال خضوع وكمال خشية وكمال خوف لربنا سبحانه وتعالى أثنى الله عليهم في هذه الآية ( ويخرون للأذقان ) فأثنى عليهم بهذا الخرور فخرورهم ليس كخرور غيرهم من الناس يعني سقوطهم على الأرض في سجودهم لله سبحانه وتعالى ليس كسجود غيرهم وإنما لهم سجود خاص يدل على كمال التعظيم يعني لهم كمال سجود هذا السجود في صفته يدل على عظيم تعظيمهم لله سبحانه وتعالى فلذا ذكر السجود على هذا النحو ( ويخرون للأذقان ) أي أنهم خصوا هذه الأذقان بالسجود فسجد مع الوجه سجد أيضاً الذقن سجد مع الجبهة والأنف أيضاً كذلك الذقن فكان الخرور على أكمل ما يكون في توجه العبد لله سبحانه وتعالى حال سجوده وسقوطه على الأرض طالباً التقرب إلى الله سبحانه وتعالى واضح الكلام هذا هو المقصود من هذه الحروف التي جاءت في هذه الآية والتي من قبلها نعم أكمل يا عبد السلام . :icony6::icony6::icony6: |
:icony6: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :icony6: أخواتي الغاليات أنا سعيدة أن النت لم يفصل عندي حتى الآن ولذا قمت بتفريغ هذه الكمية الكبيرة لأنه عندما يفصل لن أعرف لو أن أحد الأخوات لم تستطع تفريغ الجزء المخصص عليها وأحببت ألا نعرض مشرفتنا أم أسماء وصهيب أو أم الشهداء للتفريغ عنا لذا باقي على مجموعتنا تفريغ أربع وعشرون دقيقة ونصف فعلى من ستقوم بأداء واجبها تجاه تفريغ الدرس أن ترسل أنها ستقوم بالتفريغ من الدقيقة كذا إلى الدقيقة كذا حتي لا تقوم أختان بتفريغ مدة معينة مرتين أسرعن يا فضليات في تفريغهن حتى لا تتأخر مجموعتنا :icony6: أعانكن الله وجعله في ميزان حسناتكن :icony6: |
:icony6: تم سماع الدرس 19 بفضل الله عز وجل :icony6: |
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
الحمد لله على عودة منتدانا فلم اكن استطيع ان ادخله امس و الذي قبله. تم بحمد الله الاستماع الى الدروس: 17 الدرجة الاولى من الدرجات المختصة بحروف المعاني 18 معنى اداة التعريف -ال- في القرآن 19 معاني الفاظ القرآن و سأجيب عن اسئلة الفوائد الان (ان شاء الله). جزاك الله خيرا اختي دعاء على التفريغ بإذن الله سأقوم بالتفريغ من حيث انتهيت الى الدقيقة 30.33 اي حوالي 14 دقيقة كتعويض عن عدم تفريغي للمرة السابقة. و هكذا يتبقى 9 دقائق تقريبا ارجو من الاخوات الباقيات تقاسمها بينهم جزاكم الله خيرا جميعا و أحسن اليكم (طالبات و مشرفات) |
الدرس الـ17 - الدرجة الأولى من الدرجات المختصة بحروف المعاني
***وضحي الدرجة الأولى فيما يتعلق بدرجات حروف المعاني؟ مع ذكر أمثلة ودلالة كل حرف؟
إدراك المعاني المشهورة لكل حرف: على :الاستعلاء من: المجاورة ب: الالصاق, السببية, القسم, التبعيض في: الظرفية ال: عهدية أو جنسية و لكل منهما معنى عن: المجاوزة. ***ما هي الدرجة الثانية من درجات حروف المعاني؟ اعط أمثلة من كتاب الله عز وجل مع التوضيح. إدراك المعاني للحروف بحسب السياق و موقعها من الآية: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ: اللام في (الحمد) و (العالمين) جنسية افادت الاستغراق. و معناها (كل) حمد لله الذي ربى العالمين. فإذا صلح استبدال (ال) بـ(كل) و لم تخل بالمعنى فإذن اللام جنسية تفيد الاستغراق. مثل آخر: فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ: الفاء هنا فصيحة لانها افصحت عن الشيء. فالذي يدع اليتم و لا يحض على طعام المسكين و يمنع الماعون و يرآئي في الصلاة فهو من الذين يكذبون بيوم الدين. فالفاء هنا افصحت عن شرط مقدر. فعلينا ان ننتبه للسياق جيدا فحرف مثل الفاء ليس له معنى مشهور لانه قد يأتي للعطف أو السببية أو للاستئناف, او للافصاح. لذا لا بد ان ننتبه جيدا لنستنتج المعنى *** ما هي الدرجة الثالثة من درجات فهم حروف المعاني؟ التحقيق عن اختلاف اقوال المحققين في المضائق لكي يحمل الكلام على افصح الوجوه بلاغة و حكما و إحكاما. مثل تعاقب الواو و الفاء في مطلع سورة النازعات و المرسلات. ***كيف وضح أهل العلم الفرق بين العطف بالواو والفاء في قوله تعالى﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ﴾ وضح ابن القيم رحمه الله و أحسن اليه: ان النازعات هي الملائكة التي تنزع ارواح الكافرين. النزع كلمة تدل على الشدة و الاخذ بقوة. غرقا اي تغرق في نزع ارواح الكافرين من اطراف اجسادهم. فأرواح الكافرين حينما رأت الملائكة غارت في اطراف اجسادهم لهول ما ينتظرها من العذاب فيأتي ملك الموت و الملائكة فينتزعون هذه الروح الكافرة كما ينتزع الصوف المبلول من الشوك (اي بشدة و قوة) كما دل على ذلك الحديث: عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحدوا فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأن على أكتافنا فلق الصخر وعلى رؤوسنا الطير قال فأرم قليلا والإرمام السكوت فلما رفع رأسه قال إن المؤمن إذا كان في قبل من الآخرة ودبر من الدنيا وحضر الموت نزلت عليه ملائكة من السماء معهم كفن من الجنة وحنوط من الجنة فجلسوا منه مد البصر وجاء ملك الموت وجلس عند رأسه ثم قال اخرجي أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى رحمة الله ورضوانه فتسيل نفسه كما تقطر القطرة من السقاء فإذا خرجت نفسه صلى عليه كل شيء بين السماء والأرض إلا الثقلين ثم يصعد به إلى السماء فيفتح له ويستغفر له مقربوها إلى السماء الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة إلى العرش مقربو كل سماء فإذا انتهى إلى العرش كتب كتابه في عليين فيقول الرب عز وجل ردوا عبدي إلى مضجعه فإني وعدته أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فيرد إلى مضجعه فيأتيه منكر ونكير يثيران الأرض بأنيابهما ويلحفان الأرض بأشعارهما فيجلسانه ثم يقال له يا هذا من ربك فيقول ربي الله قال يقولان صدقت ثم يقال له ما دينك فيقول الإسلام فيقولان صدقت ثم يقال له من نبيك فيقول محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقولان صدقت ثم يفسح له في قبره مد بصره ويأتيه حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب فيقول له جزاك الله خير إن كنت لسريعا في طاعة الله بطيئا عن معصية الله فيقول وأنت فجزاك الله خيرا وإن الكافر إذا كان في دبر من الدنيا وقبل من الآخرة وحضره الموت نزلت عليه ملائكة من السماء معهم كفن من نار فجلسوا منه مد البصر وجاء ملك الموت وجلس عند رأسه ثم قال اخرجي أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى غضب الله وسخطه فتتفرق روحه في جسده كراهية أن تخرج لما ترى وتعاين فيستخرجها كما يستخرج السفود من الصوف المبلول فإذا خرجت نفسه لعنه كل شيء بين السماء والأرض إلا الثقلين ثم يصعد به إلى السماء قال فتغلق دونه فيقول الرب تبارك وتعالى ردوا عبدي إلى مضجعه فإني وعدتهم أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى قال فيرد إلى مضجعه فيأتيه منكر ونكير يثيران الأرض بأنيابهما ويلحفان الأرض بأشعارهما أصواتهما كالرعد القاصف فيجلسانه ثم يقولان يا هذا من ربك فيقول لا أدري فيناد من جانب القبر مناد لا دريت فيضربانه بمرزبة من حديد لو اجتمع عليها ما بين الخافقين لم يقلوها يشتعل منها قبره نارا ويضيق قبره حتى تختلف أضلاعه ويأتيه قبيح الوجه منتن الريح قبيح الثياب فيقول جزاك الله شرا فوالله ما علمت إن كنت لبطيئا عن طاعة الله سريعا في معصية الله فيقول وأنت فجزاك الله شرا من أنت قال فيقول أنا عملك الخبيث ثم يفتح له باب من نار فينظر إلى مقعده منها حتى تقوم الساعة الراوي: البراء بن عازب المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند عمر - الصفحة أو الرقم: 2/500 خلاصة الدرجة: إسناده صحيح و الناشطات هي الملائكة التي تنزع ارواح المؤمنين. فكما ذكر في الحديث اعلاه ان روح المؤمن تخرج كما تسيل قطرة الماء بسهولة و يسر. فروح المؤمن تنشط للخروج حين ترى ملك الموت لانها مشتاقة الى ربها و الى نعيمه. السابحات: هل الملائكة بعد ان قبضت ارواح المؤمنين و الكافرين سبحوا بها الى السماء (ايضا كما ورد في الحديث اعلاه). اما ارواح المؤمنين فتفتح ابواب السماء و أما ارواح الكافرين فلا تفتح لهم ابواب السماء و لا يدخلون الجنة (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ). إذن لدينا ملائكة موكلة بقبض الارواح و الصعود بها الى السماء, فالآيات الاولى الثلاثة تتحدث عن نفس الملائكة من حيث الجنس و النوع و لهذا جاء العطف باستخدام حرف (الواو). فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا: هذه ملائكة اخرى موكلة يأخذ الارواح من الملائكة السابقة و التسبيق في تنعيم ارواح المؤمنين (من فتح ابواب الجنة لها), و التسبيق بالتنكل بأرواح الكافرين و تعذيبها (بفتح باب النار لها). فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا: هذا نوع ثالث من الملائكة يدبر امور هذه الأرواح بعد ان تستقر في مستقرها. و لهذا جاء العطف بالفاء مغايرا لما كان قبلها من الملائكة المسابقة. و جاء العطف بالفاء في (فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا) مغايرا لنوع الملائكة التي تولت نزع الارواح. |
الدرس الـ18 - معنى أداة التعريف ـ ال ـ في القرآن
*** اذكري أشهر المعاني للادوات التالية: مع ذكر الأمثلة لكل معنى:
1-أداة التعريف" ال". ال تأتي (عهدية) مثل (بِأَصْحَابِ الْفِيلِ) اي عائدة الى ذلك الفيل عند السامع. ال تأتي (جنسية) مثل (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) أي كل الناس. ال تأتي (ماهية) مثل (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) و هنا (ال) تسمى جنسية دلت على الماهية أي ماهية الماء أيا كان جعله الله حياة للمخلوقات. -"قد" إذا جاءت مع فعل ماض أو مضارع . قد تاتي مع الفعل الماضي للتحقيقة و التقريت مثل (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا) أي ان هذا السماع قد تم من قرب. أما مع الفعل المضارع فهي تارة تفيد التكثير و تارة تفيد التقليل, مثل (قد يجود البخيل) فهذا يفهم منه التقليل لانه البخيل عادة لا ينفق. و (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا) هذا للتكثير لانه الكلام هنا عن الله العليم الخبير عالم الغيب و الشهادة. و قد جاءت (قد) في 8 مواضع مع الفعل المضارع في القرآن الكريم في 7 منها دلت على التكثير إلا في موضع واحد يحتمل المعنيين معا. - اللام الجارة. اللام الجارة أصل معانيها الاختصاص و هو معنى لا يكاد يفارقها مثل (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ) أي يختص بها الفقراء. و ايضا تأتي اللام الجارة للصيرورة مثل (وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ). و ايضا تأتي للدلالة على العلة (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) أي العلة من الانزال هو الذكر. و ايضا تأتي للصلة (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ) أي تصل بين شيئين. أي قال ربك تبارك و تعالى للملائكة. و مثل (سجدت لله) اي سجدت موصلا سجودي لله. -ما الاسمية تعرب حسب موقعها من الاعراب فقد تكون مبتدأ أو خبر. و تكون شرطية مثل: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ). أو موصولة عامة بمعنى الذي مثل: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ) أي عموم النساء غير المحرمات. و تكون استفهامية مثل: (مَا الْقَارِعَةُ). او تعجبية مثل: ( فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ). *** وضحي كيفية الوصول إلى معرفة دلالة كل من حروف المعاني الآتية: 1- "ال" في قوله تعالى ? وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ? اللام في النفاثات جنسية مستغرقة للدلالة على كل انواع السحر. لانه السحر كله شر و يستخدم فيما يضر. أما الحسد فاكثره مضر إلا قليل كما جاء في الحديث: لا حسد إلا في اثنين : رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله حكمة فهو يعمل بها ويعلمها الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أبو نعيم - المصدر: حلية الأولياء - الصفحة أو الرقم: 7/419 خلاصة الدرجة: صحيح ثابت من حديث إسماعيل أي هناك استثناء قليل من الحسد هو جيد و مطلوب و لهذا لم تأتي (ال) قبل كلمة (حاسد). 2- "في" عند قوله تعالى ? وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ? لو تأملنا في هذه الايات الكريمة من سورة (طه) لدلنا السياق على حنق فرعون و توعده بالعذاب الشديد للسحرة المؤمنين حتى انه قال (وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى). و لننظر لأفعال وردت في هذه الاية الكريمة مثل (فَلَأُقَطِّعَنَّ ,وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ, وَلَتَعْلَمُنَّ) ففيها اللامات الموطئة للقسم و النون التوكيد الثقيلة, ففرعون يتوعد السحرة باشد العذاب و هذا الاسلوب جاء مناسب للسياق. ثم نأتي للحرف (في) جذوع النخل و نتسائل لماذا لم يقول (على) إذا كانت (في) كما قال بعض المفسرين بمعنى (على)؟ الجواب كلمة (في) ابلغ هنا للدلالة على شدة التصليب بحيث انه اجسادهم ستحفر في جذوع النخل و ليس مجرد (على) النخل. ففرعون سيصلبهم صلبا شديدا قويا مؤلما من شدة غيظه و سخطه (وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ). فلو وردت الآية بصيغة (و لأصلبنكم "على" جذوع النخل) لاختل المعنى. 3- "السين" في قوله تعالى ? سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حفيا) تدل على المستقبل القريب. اي انه سيدنا إبراهيم عليه السلام وعد أباه أنه سيستغفر له قريبا (و هذا قبل ان ينهاه ربه عن الاستغفار للكفار). و لم يستخدم سوف لانها تدل على التسويف و التأخير. و هنا يبدو لنا إحسان سيدنا ابراهيم عليه السلام مع والده رغم فظاظة و الده معه وتهديده بالرجم إياه (قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا" 4- "الفاء" في قوله سبحانه وتعالى ? إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ? الفاء هنا سببية أي بسبب ما اعطيناك صل لربك و انحر له سبحانه و تعالى. و ممكن تكون فصيحة أي تفصح عن شيء محذوف. أي فبما أعطيناك فصل لربك و انحر. و لكن السببية افضل للتفسير. |
الدرس -19- معاني الألفاظ في القرآن الكريم
الفوائد المطلوبة:
*** بيني بعض أسرار الآيات الكريمة التالية: 1-﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ فيما يخص معنى كلمة الهز وسبب تعديتها بحرف الباء؟ الهز: هو تحريك الشيء. و هذا الفعل هو فعل غير متعدي أي لا يحتاج ان يتعدى بحرف. لكن في هذه الآية الكريمة جاء متعديا بحرف الباء للدلالة على الالصاق أي لتلصق مريم عليها السلام يديها بجذع النخلة حال هزها غاية ما تستطيع من التمكن. أي تتمسك بالشجرة تمسكا قويا شديدا متمكنا, و جاء حرف (الى) في كلمة (إليك) ليكون في هذا الهز جر و جذب إليها. هذه الأوامر من الله تعالى لمريم رضى الله عنها و هي في حالة مخاض و ضعف و هذا فيه الاخذ الاسباب و فعل ما في وسعنا من الاسباب الدنيوية فالسماء لا تمطر ذهبا و لا فضة. تماما كما أمر الله تعالى نبيه موسى عليه السلام بضرب البحر بالعصا ليفلق البحر, فهل كانت ضربة موسى هي التي فلقت البحر؟ بالطبع لا و لكن ليعلمنا الله تعالى الاخذ بالاسباب و السعي في الدنيا. 2-﴿ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعً﴾ وسبب اختصاص الأذقان بالخرور بدل الوجوه ودلالة حرف اللام . اللام المفردة لها معاني كثيرة و اصل معانيها الاختصاص. الذقن معروف و قال ابن عباس رضي الله عنهما المقصود هنا الوجه. و إنما خصت الاذقان بالذكر للدلالة على كمال التذلل. فذكر اللام هنا دل على اثنين: - الاستعلاء لانه الخرور وقع عليها (اي الاذقان). - الاختصاص اي اختصاصها بالخرور مع انه اليدين و القدمين ايضا تخر لكن ان ذكر خرور الاذقان دل ذلك على خرور الاعضاء البقية. فعادة عندما نسجد يلامس الانف و الجبهة و القدمين و اليدين الارض و لكن الاذقان لا تلامس الارض و لكن اذا ذكر انه الاذقان قد لامست الارض في السجود فما شأن بقية أعضاء السجود؟ من البديهي انها ايضا لامست الارض. هنا في هذه الآية يثني الله على سجود (الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) لانه سجود فيه كمال التعظيم لله تعالى. فلو وردت الآية بصيغة (يخرون (على) اذقانهم) لاختل المعنى لانه (على) ستفيد الاستعلاء اي ان اذقان الذين أوتوا العلم تلامس الارض مستعليا عليها, و بهذا لم تأت (على) بمعنى جديد, اما حين وردت (للأذقان) فأفادت معنى كمال السجود و الخنوع لله تعالى و أتت متناسقة مع ثناء الله تعالى لهم (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا). 3-﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ ودلالة كل من لام الجر و ل ; التعريف في كلمة ;لِلْجَبِين; كما ذكره بن عباس رضي الله عنه. وتله: اي تلاه تلا يوصل جبينه لأرض. أي صرعه على وجهه و أوصل كل الجبين للأرض (ي طرفاه) فلكل انسان جبينان أيمن و أيسر و بينهما الجبهة. و ذلك لكي لا يرى سيدنا ابراهيم عيني ابنه اسماعيل عليه السلام فيرق قلبه و يتراجع عن ذبحه. و الشروع بذبح اسماعيل بهذه الطريقة كانت من اختيار سيدنا ابراهيم عليه السلام (فهو لم يؤمر بالذبح بهذه الطريقة). و في اختياره لهذه الطريقة دليل على كمال الايمان و الاحسان و الشفقة و الرأفة. فـ(اللام) هنا دلت على الاستعلاء أي استعلاء وجه اسماعيل عليه السلام على الارض. و الـ(ال) دلت على استغراق كل الجبين من طرفه الايمن الى الايسر (مرورا بالجبهة) الى الارض. و من كل الـ(ل) و الـ( ال) نستنتج انه الذبح كان بهيئة كب وجه اسماعيل عليه السلام على الارض. ***لما عدي فعل ;مرَّ ; في قوله تعالى ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾ بعلى ؟ ولما عدي في قوله تعالى ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾بالباء ؟ ( يَمُرُّونَ عَلَيْهَا). على تفيد الاستعلاء. و هي تختلف عن (عن) قولك (بعد خالد عنا) يختلف عن قولك (بعد عليه). فمعنى (بعد خالد عنا) أنه ابتعد بشخصه عنا, و لكن (بعد عليه) ففيه معنى المشقة عليه. قال تعالى (وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ) فقد يكون الشيء بعيدا عنك و ليس بعيدا عليك. فإذن (يمرون عليها) معناه المشركين يمرون على آيات الله الدالة على الوحدانية و لكن لا يتدبرونها فهم معرضون عنها و يجدون مشقة في تدبرها (ربما بسبب انه الله قد ختم على قلوبهم و سمعهم و ابصارهم بسبب كفرهم و تعنتهم) و الله اعلم هذا مجرد استنتاج مني. فهم يمرون بقرب المؤمنين و يسخرون منهم. @@@(بهم) الباء تفيد الملاصقة. و الالصاق حقيقي و مجازي فمن الالصاق الحقيقي قولنا (أمسكت بمحمد) اي قبضت على شيء من جسمه. و من التوسع في الالصاق قولنا (مررت به) أي الصقت مروري بمكان يقرب منه (و ليس على معنى اني الصقت نفسي به في مروري). و قول الله تعالى ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾ معناه مرورالكفار يكون قريبا من المؤمنين. @@@نقلا عن كتاب (معاني النحو) للدكتور فاضل السامرائي. بحث (اختياري): 1-دلالة حرف الباء في قوله تعالى ﴿ السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ﴾ وفي قوله تعالى ﴿ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ﴾ ﴿ السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ﴾ الباء هنا سببية. و هاء الضمير هناك من فسرها: السماء منفطرة بسبب ذلك اليوم لهوله. وقيل : " به " أي بالأمر أي السماء منفطر بما يجعل الولدان شيبا . وقيل : منفطر بالله , أي بأمره (هذا اللي فهمته من تفسير القرطبي رحمه الله و الله أعلم). ﴿ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ﴾ هنا (بالغمام) ليس بمعنى (على) المجاورة و الله اعلم, لانه هناك فرقا بين قولك (انشقت التربة عن النبتة) و (انشقت التربة بالنبتة) فمعنى الاول, انها انكشفت عن النبتة, و معنى الثاني انها انشقت بسببها, قال تعالى (يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا) أي تنكشف عنهم فإنهم كانوا تحتها فتشقق عنهم, و ليس ذلك معنى (تشقق بهم), تقول: (انشقت به الارض) و (انشقت عنه الارض) فانشقت عنه اذا كان تحتها, وانشقت به به اذا كان عليها. فقولك (تشقق السماء عن الغمام) معناه: أن الغمام كان داخلا في السماء, و كانت السماء تغطيه و تحجبه, أما قولك (انشقت به السماء) فمعناه أن الغمام عليها و تتشقق بوجوده و المعنى و الله أعلم أنها تشقق ممتلئة بالغمام - و ذهب الزمخشري الى انها بمنزلتها في شققت السنام بالشفرة على أن الغمام جعل كالالة التي يشق بها. 2-دلالة حرف على في قوله تعالى ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ﴾ لعلك مشرفتنا الحبيبة تقصدين تأويل (في) الظرفية؟؟ لانه لا يوجد على!! هذا ما جاء في تفسير القرطبي:(قال ابن عباس : أأمنتم عذاب من في السماء إن عصيتموه . وقيل : تقديره أأمنتم من في السماء قدرته وسلطانه وعرشه ومملكته . وخص السماء وإن عم ملكه تنبيها على أن الإله الذي تنفذ قدرته في السماء لا من يعظمونه في الأرض . وقيل : هو إشارة إلى الملائكة . وقيل : إلى جبريل وهو الملك الموكل بالعذاب . قلت : ويحتمل أن يكون المعنى : أأمنتم خالق من في السماء أن يخسف بكم الأرض كما خسفها بقارون ) الشيخ جزاه الله اوضح انه (من في السماء) هو الله تعالى سبحانه. لذا استبعد ما جاء في تفسير القرطبي من انه اشارة الى الملائكة أو جبريل. و تبقى بقية الاحتمالات واردة. و الله اعلم. |
أن شاء الله اضع التفريغ (ان لم يكن اليوم فغدا بإذن الله بتوقيت مكة).
|
تفريغ الدرس الـ19 من الدقيقة 19.30 الى الدقيقة 30.33
و مثله (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) في سورة الصافات, فاللام هنا عوضا عن على للدلالة على المعنيين السابقين الذين هما الاستعلاء و الاختصاص. و المعنى إن ابراهيم عليه السلام صرع ابنه اسماعيل عليه السلام على الارض كما يفهم من السياق. و خص الجبين و هما جانبين الرأس من الامام و بينهما الجبهة بالذكر هنا, ليبين ان هناك صرعا خاصا بها واقعا عليها. فابراهيم عليه السلام و حتى لا ينظر الى وجه ابنه حال ذبحه فيقع منه رحمة له فيتردد جعل وجه اسماعيل عليه السلام جهة الارض حال ارادته ذبحه و هذا ليس بتكلف و لا تقول بل هو الذي دلت عليه الآية بكلماتها و أدواتها و سياقها. لذا صرح جماعة من السلف بأن هذه هي الهيئة التي اراد بها ابراهيم عليه السلام ان يذبح اسماعيل عليه السلام منهم ابن قتادة و مجاهد و غيرهم . أحسنت يا بارك الله فيك. انظر الى هذه الآية و تأمل معي أيها المبارك, تأمل معي عظيم فهم صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم كلام ربهم, و قبل ذلك ساحكي لك حكاية فيما يتعلق بفهم هذه الآية: الله عز و جل يقول هنا في هذه الآية (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) الكلام هنا عن من؟ عن ابراهيم عليه السلام و ابنه اسماعيل عليهما السلام. فلما اسلما أي ابراهيم و اسماعيل عليهما السلام وتل ابراهيم عليه السلام اينه اسماعيل تله للجبين, اذا ذهبت للتفسير بالمأثور انظر مثلا الى تفسير جرير رحمه الله فتقف على هذه الآية لتقرأ تفسير ابن عباس لهذه الآية فيقول لك ان ابراهيم الخليل (انا اشرح لك كلام ابن عباس) يقول ان ابراهيم عليه السلام لما اراد ان يذبح ابنه, لم يذبحه على الصفة المعهودة, (الصفة المعهودة ان يوضع الانسان او كما تريد ان تذبح بهيمة أو نحوه ذلك أن تضعها على الجنب أليس كذلك؟ نعم) على جنب من الجانبين ثم تقوم بالذبح. ابراهيم الخليل عليه السلام لما اراد ان يذبح ابنه اسماعيل عليه السلام لما هم بالذبح لم يفعل هذا لم يجعل ابنه على جنب من الجانبين ابدا لا جنبه الايمن و لا الايسر و انما فعل صفة اخرى. ما هذه هي هذه الصفة؟ أنه جعل وجه ابنه اسماعيل الى الارض ثم لما اراد الذبح أخذ بهذه السكين و أدخلها من تحت حلق اسماعيل و هم بالذبح على هذه الصفة. فوجه اسماعيل عليه السلام على هذه الصفة و ابراهيم الخليل يذبح على هذه الصفة. ابن عباس لما ذكر هذا الكلام من اين اتى به؟ كثير من طلبة العلم و من الناس من يقرأ هذه الآية يظنون أن هذا الوصف لهذه العملية قضية ان يذبح ابراهيم ابنه اسماعيل على هذه الوضعية هو مما اخذه ابن عباس من بني اسرائيل و هذا ليس بصحيح,
هذه الآية التي وصف الله بها إسلام ابراهيم الخليل و كذلك ابنه اسماعيل لله عز وجل في هذا الامر العظيم. ذكر هذه الصفة, و ذكرت لك ان ابن عباس و من معه في مدرسته كابن قتادة و مجاهد و غيرهم من الأئمة فسروا هذه الآية فجعلوا ذبح أو ارادة ذبح ابراهيم الخليل لابنه اسماعيل على صفة محددة وهي ان ابراهيم الخليل جعل ابنه اسماعيل على جهة يكون فيها الوجه متجها الى الارض و أراد ان يذبحه على هذه الصفة. هذا الكلام من ابن عباس و من وافقهم على هذا الامر لم يأتي من كتب بني اسرائيل ولم يأخذه عن صحف تقدمت من الكتب السابقة تصف ما جرى بين ابراهيم الخليل و بين ابنه اسماعيل عليهما السلام ابدا و انما اخذه من هذه الآية و هذا الذي اريدك ان تنتبه له عندما لا تفهم كلام ابن عباس أو كلام اين مسعود أو كلام أحد الأئمة من أهل العلم في هذا الباب لا تجنح كثيرا الى ان تقول هذا من تفسير أو من ما أخذ من الاسرائليات أو هذا من ما نقل عن الصحف السابقة من الكتب التي تقدمت امة محمد صلى الله عليه و سلم. أبدا لا تجنح الى هذا. فإنهم رحمهم الله و إن اخذوا شيئا من ما لا يخالف شيئا من ما نحن عليه من ديننا إلا انهم لم يكثروا من هذا ابدا و عندما تنظر في تفسيرهم رحمهم الله كتفسير الدرر المنثور أو تفسير اين جرير أو تفسير اين كثير أو البغوي أو في غير ذلك من التفاسير أكثر ما نقل عنهم انه تفسير مما فهموه من كلام الله عز و جل لم يأخذوه عن بني اسرائيل أو غيرهم و إنما فهموه من الكلام العربي المبين الذي جاء في كلام الله عز وجل. فلا تجنح كثيرا الى قول ان هذا اخذ عن بني اسرائيل لاء لم يؤخذ عن بني اسرائيل و إنما اخذ من كتاب الله و لكن المسأله أنك لم تفقه ما فقهوه هم من القرآن و لم تفهم ما فهموه هم من القرآن و لم تدرك من كلمات القرآن و دلالتها و من حروف المعاني و دلالتها ما ادركوه هم. الذين اخذوا القرآن و استمعوا اليه و فهموه و هم أصحاب لغة يتكلمون بلسان عربي بين واضح لا لبس فيه فلما تقرأ هذه الآية (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) أولا ابراهيم عليه السلام أمر بماذا؟ بالذبح المجرد أليس كذلك؟ قال تعالى (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ) هل أمر ان يذبح على صفة معينة؟ لاء. إنما أمر ان يذبح. ما كيفية الصفة؟ لم يحدد له الله عز وجل هذه الصفة. هذا النبي الكريم الذي وصفه الله تعالى (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) أبراهيم كان فيه من الرحمة و كان فيه من الشفقة و كان فيه الحلم و كان فيه من التؤده و الرفق بالناس شيء لا يوصف و هذا من كمال و عظمة هذا النبي. و لذا كان هو افضل الانبياء بعد نبيا محمد صلى الله عليه و سلم. و لذا كان نبينا يكثر من ذكر ابراهيم الخليل و الثناء عليه بل ان الله تعالى هو الذي تولى الثناء عليه في كثير من المواطن. هذا النبي أمر بالذبح و لم يؤمر بكيفية معينه للذبح فقد خيره الله عز وجل في ذلك فاختار صفة ينفذ فيها الامر الذي جاء من الله عز وجل و ايضا يجمع فيها بين استجابته لامر الله و بين رحمته لابنه التي جعلها الله عز وجل في قلبه فجمع بين الامرين و هذا من كمال تنفيذ اوامر الله سبحانه و تعالى بأنه نفذ الامرين فهو مأمور ان يرحم ابنه و أن يشفق عليه و أن يكون لطيفا به مراعيا لجميع أحواله و مأمورا ايضا بإن لا يرتكب شيء يكون فيه أثر على نفسه و يكون فيه بقية فكر تتعلق بأمر من أوامر الله عز وجل فجمع بين هذا كله بين الرحمة التي جعلها الله في قلبه بل التي أمر الله عز وجل نبيه ابراهيم و أمر غيره ايضا بان تكون في قلوب الآباء على الابناء هذه الرحمة الفطرية المغروسة بين الابن و ابيه, هذه موجودة و باقية و هي شرعية و فطرة كونية لم يبعدها ابراهيم و لم يزلها لما استمع الى امر الله تعالى بل نفذ الامرين جميعا. أما الامر الاول فهو انه سيذبح و لن يرده شيء عن ان يقدم ابنه قربانا لله سبحانه و تعالى استجابة لامره لن يرده شيء عن ذلك و لكنه يجمع مع ذلك بأي شيء؟ يجمع الرحمة, و اللطف و الشفقة بهذا الابن و بنفسه ايضا في حاله مع ابنه, فجاء على هذه الصفة بأن رمى ابراهيم ابنه اسماعيل على الارض تله تلا قويا شديدا حتى لا يفكر و لا يتردد, وتله و التل لا يكون إلا بشدة فلما أسلما أي الجميع أسلم لله عز وجل. و أريدك ان تتخيل هذا الموقف أيها المؤمن مسألة ليست بالهينة فليست القضية ذبيحة تذبحها و تقدمها لله عز و جل, تشتريها بمبلغ من المال ثم..., القضية هي تصور عندك ابنك و هو من أحب الناس إليك و ما جاءك إلا بعد تعب و جهد و زمن و تحبه محبة شديدة جدا بل ترى الدنيا كلها فيه, هذا الابن ابن صالح, تقي, بر بأبيه, ابن قد جمع الله عز وجل فيه مما يجعل ابيه متعلقا فيه شديد التعلق, شديد المحبة له. و لذا قال ابن القيم رحمه الله في كلامه عن هذه الاية و في تفسيرها ان ربنا الله سبحانه و تعالى لعله اطلع على تعلق ابراهيم الخليل بهذا الابن و شدة محبته له فأراد ان يخلص محبة الله عز و جل التي في قلب ابراهيم الخليل لربه سبحانه و تعالى فلا يخالطها شيء حتى و إن كانت محبة العبد لابنه. و هذا الذي جرى لنبينا محمد صلى الله عليه و سلم مع من؟ مع ابنه ابراهيم. عليهم جميعا افضل الصلاة و افضل التسليم. فكذلك ابراهيم مع ابنه اسماعيل فأمره هذا الامر فاستجاب لله سبحانه و تعالى لكنه جعل وجه ابنه اسماعيل الى الارض, جعل هاتين العينين اللتين قد ينظران الى ابراهيم الخليل و هو يقدم على ذبح ابنه اسماعيل في هذه الحال الشديدة مع الاسلام الكامل لله تعالى في هذا الموقف العظيم و السكين بيد ابراهيم الخليل و هو يقدم على ذبح هذا الابن الكريم, البر الرحيم بل هو نبي من انبياء الله عز وجل يقدم على هذا الذبح فجعل وجهه الى الارض و أخذ السكين يريد ان يذبح و قد استجاب جميعا و اسلما لله تعالى (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيم). هذه الصفة الكاملة هي التي أشار اليها ابن عباس و مجاهد و قتادة و دلت عليها الآية في حرف من حروف المعنى ((فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) أي ان التل كان من جهة الجبين و هذا التل هو الذي أوصل هذا الرأس الى الارض و التل كان من جهة الجبين. فتله للجبين اي تله تلا يوصل به جبينه الى الارض, فوصل الجبين الى الارض. و الجبين هنا (الـ) هذه جنسية بمعنى أنه اوصل كل الجبين. فإذا اوصل كل الجبين معنى انه أوصل الطرفين هذا و ذاك أوصلها جميعا الى الارض. لم يوصل طرفا واحدا دون طرف إنما أوصل الطرفين جميعا الى الله سبحانه و تعالى أوصلهما طاعة لله قربانا الى الله فجعلهما يماسان الارض هكذا من جهة حتى لا ينظر هو الى عين ابنه اسماعيل حال الذبح. فلم يأمره الله سبحانه و تعالى بذلك فلما القسوة و لما الجفاء لم يأمره الله سبحانه و تعالى أن يضع عينيه بعيني ابنه اسماعيل حال ذبحه ابدا لم يأمره بذلك إنما أمره بالذبح مطلقا. و هذا هو كمال الايمان و كمال البقين و كمال الرحمة و كمال الشفقة التي يحبها الله سبحانه و تعالى في عبده حين تنفذ الاوامر الاخرى التي جاءتك من الل سبحانه و تعالى بأن تكون شفيقا و رحيما بالناس من أولهم الى آخرهم فأنت عندما تريد أن تنكر منكرا أو تنفذ أمرا تأمر و تنهى و قلبك مليء بالرحمة مليء بالشفقة مليء بالرأفة على هؤلاء الناس الذين تريد انت ان تخرجهم من الظلمات التي تعيشون فيها الى النور الذي اراد الله عز وجل ان يهدي الخلق إليه. هذا هو بعض ما يتعلق بهذه الآية. و لكني اردت الاشارة فقط الى حرفين من حروف المعنى في هذه الآية و هو أولا (اللام الموصلة) هذه و (أل الجنسية) في قوله (لـ الجبين). هل الكلام واضح؟ اقرأ يا عبد السلام. |
السلام عليكم و رجمة الله
تم بحمد الله الاستماع الى الدرس العشرون التضمين. و سأبدأ بتدوين اجوبة الفوائد الآن بإذن الله. |
*** ما معنى التضمين؟وما هي فائدته ؟ومن يقول به من النحاة؟
التضمين: كلمة تدور في كتب اللغة بين العروضين و الادباء و النحاة و البيانيين و لكل طائفة من هؤلاء معنى خاص يفسرون به التضمين. التعريف الذي يعنينا هو اشراب فعل بمعنى فعل آخر ليدل الفعل الاول على معناه الاصلي و على المعنى الذي دل عليه السياق. و للتضمين غرض بلاغي لطيف و هو الجمع بين معنيين بأخصر أسلوب و ذلك بذكر فعل و ذكر حرف جر يستعمل مع فعل آخر فنكسب بذلك معنيين, معنى الفعل الاول و معنى الفعل الثاني. إذن فائدته الايجاز و الاختصار. يقول بالتضمين الخليل الفراهيدي, سيبوية, البصريون, ابن قيم و جمهور من المفسرين كالطبري و القرطبي و ابو مسعود. و هناك من انكره مثل الكوفييون و جعلوا ان الحرف هو الذي يتنقل في المعنى بمعنى ان (في) قد تحل محل (على) كما في تفسيرهم للآية (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ). *** ما هي شروط استعماله حسب المجمع اللغوي في القاهرة؟ اولا: تحقيق المناسبة بين الفعلين. ثانيا: وجود قرينة تدل على ملاحظة الفعل الآخر, و يؤمن معها اللبس. ثالثا: ملاءمة التضمين للذوق العربي. ***ما هو وجه التضمين في الأفعال التالية: 1- ﴿ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرً﴾ الفعل يشرب يتعدى عادة بحرف الجر (من) نقول شربت من العين (للدلالة على الشرب فقط). أما للدلالة على الارتواء فنقول (ارتويت بـالماء) فالباء هنا جاءت للدلالة على الفعل المحذوف المتعدي بها و هو (الارتواء). فاصل الجملة (عينا يشرب منها و يرتوي بها عباد الله) فحذف الفعل (يرتوي) و اداة الجر (منها) فاصبحت الآية (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرً﴾ و ذلك دون الاخلال من معنى الآية بل على العكس اعطتها بلاغة و ايجاز و اصبح وقعها على السمع اجمل. و لو قيل (عينا يشرب منها) لدل على الشرب فقط لا على الارتواء. 2- ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ الفعل يرد متعدي بنفسه لا يحتاج الى حرف جر يعديه. و لما جاء هنا (فيه) و (ب) في ظلم, كان لا بد ان نبحث عن السبب. فيه هنا تفيد الظرفية أي بمعنى في البيت الحرام. فالجملة كانت (و من يرد في البيت الحرام الحادا) حرف الباء دل على الفعل المحذوف المتعدي به المناسب للسياق في هذه الآية و هو (هم) أي (و من يهم بالبيت الحرام الحادا نذقه من عذاب أليم) فجمعت كلتا الجملتين في آية واحدة (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) بليغة و موجزة. و من فهم هذه الآية قال الفقهاء انه مجرد الهم باقتراف المعاصي في البيت الحرام تكتب السيئة. 3- ﴿ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ الفعل نصر يتعدى بحرف الجر (على) عادة و ليس (من) فلما جاءت من هنا؟ من دلت على الفعل المحذوف المتعدي بها المناسب لهذا السياق و هو (انتقم) فالله تعالى لم ينصر نوح عليه السلام فقط بل و انتقم من قومه بأن اغرقهم جميعا. 4-﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرً﴾ الفعل أكل متعدي بنفسه لا يحتاج الى حرف جر يتعدى به. فلما جاءت (الى) معه دلت على الفعل المحذوف الذي يتعدى بها و يناسب السياق في هذه الآية و هو (الجمع و الضم). أي (و لا تأكلوا و لا تضموا و لا تجمعوا أموالهم الى أموالكم) فحذفت الافعال و دل عليها حرف الجر المتعدي بها (الى) و اصبحت (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ) لتفيد معنى النهي عن ليس فقط أكل مال اليتيم بل الضرر به حتى لو كان مجرد ان تجمعه لتضر بماله. 5-﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ يخالفون فعل متعدي بنفسه. جاءت (عن) للدلالة على الفعل المحذوف المتعدي بها المناسب لهذا السياق و هو (الاعراض) فكان اصل الجملة (فليحذر الذين يخالفون أمره حال كونهم معرضين أن تصيبهم فتنة) فحذف الفعل و اصبحت الآية (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ) لتدل على ان المخالف الغير معارض لا يشكله هذا الخطاب. |
اجابة اسئلة الدرس 19
[بيني بعض أسرار الآيات الكريمة التالية:
1-﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ فيما يخص معنى كلمة الهز وسبب تعديتها بحرف الباء؟ ]الهز تحريك الشيء وفعله يتعدى بنفسه لكن هنا عداه بالى ليتضمن معنى الامالة والتقريب لفاعل الهز وفيه زيادو كرامة لمريم فالجذع لم يهتز فقط بل مال واقترب اليها رغم ضعف يديها وعداه بالباء التي تفيد الالصاق لتؤكد عليها تمكين يديها من الجذع حال هزها وهذا امر بفعل كل ما يستطاع من الاسباب الدنيوية -﴿ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعً﴾ وسبب اختصاص الأذقان بالخرور بدل الوجوه ودلالة حرف اللام . اللام المفردة لها معان كثيرة واصل معناها الاختصاص اي يسقطون على وجوههم سجدا تعظيما لامر الله او شكرا وتخصيص الاذقان بالذكر للدلالة على كمال الذل وذكر اللام لاختصاص التذلل بها فالمقصود به الوجه كامنلا لقول ابن عباس وقتادة 3-﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ ودلالة كل من لام الجر و"ال" التعريف في كلمة "لِلْجَبِين " كما ذكره بن عباس رضي الله عنه. هنا تضمنت اللام معنى على ليدل على الاستعلاء والاختصاص معا وخص الجبين بالذكر وهو جانب الوجه ليبين طريقة ذبح ابراهيم لابنه فهو جعل وجه ابنه للسفل وجعل جانب وجهه يلي جهته ليجمع بين الاستجابة لله والرحمة بابنه وال في الجبين جنسية اي كل الجبين يلي ابراهيم اما باقي الاسئلة فما زلت ابحث فيها وتلحق باذن الله |
اجابة اسئلة الدرس 20
*** ما معنى التضمين؟وما هي فائدته ؟ومن يقول به من النحاة؟
هواشراب الفعل معنى فعل اخر ليدل الفعل الاول على معناه الاصلي وعلى المعنى الذي دل عليه السياق اما فائدتهفهي اعطاء نوع من الفصاحة والبلاغة والبيان وكذلك الايجاز والاختصار وممن قال به:الخليل وسيبويه وتبعهم البصريون ونصره ابن جني *** ما هي شروط استعماله حسب المجمع اللغوي في القاهرة؟ 1 تحقيق المناسبة بين الفعلين التي تسمى العلاقة 2وجود قرينة تدل على المعنى الملحوظ مع الامن من اللبس 3ملائمة التضمين للذوق العربي ***ما هو وجه التضمين في الأفعال التالية: 1- ﴿ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرً﴾ تضمن حرف الباء معنى يروى فيكون المعنى عينا يشرب منها ويروى بها عباد الله 2- ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ فعل يرد يتعدى بنفسه لكن هنا تعدى بالباء فتضمن معنى الهم فالتقدير :ومن يرد فيه الحادا ويهم بالحاد بظلم 3- ﴿ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ فعل نصرناه الاصل ان يتعدى على لكن هنا تعدى بمن فتضمن معنى انتقمنا فالتقدير:ونصرناه على القوم وانتقمنا من القوم 4-﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرً﴾ الاصل في فعل الاكل الا يتعدى لكن هنا تعدى بالى فتضمن معنى الضم والجمع فالتقدير ولا تاكلوا وتضموا وتجمعوا اموالهم الى اموالكم 5-﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ فعل المخالفة الاصل ان لا يتعدى لكنه هنا تعدى بعن فتضمن معنى الاعراض فالتقدير الذين يخالفون ويعرضون عن امره |
تفريغ تكملة الدرس 19
الشيخ: اقرا ياعبد السلام
الطالب:وهذه امثلة اخرى ادعها للقارئ الكريم المثال السادس:قوله تعالى:"ءأمنتم من في السماء "اتفق ائمة السلف على ان الذي في السماء هو الله جل في علاه الشيخ:نعم وهذا بلا خلاف بينهم ان الذي في السماء هو الله سبحانه وتعالى وهذه عقيدة ليست عقيدة اهل السنة والجماعة فقط ولكن هذه عقيدة المسلمينمن اولهم الى اخرهم حتى دخلت فيهم البدع الله سبحانه وتعالى هو جل وعلا هو على السماء ولا يكون سبحانه وتعالى الا على هذه الصفة جل في علاه فالعلو المطلق له سبحانه وتعالى علو ذات وعلو قهر وكل انواع العلو ثابتة له سبحانه وتعالى ولا ينكر ذلك الا من فسدت فطرته الا من فسدت فطرته هو الذي ينكر هذا العلو ينكر هذا العلو فتارة يقول ان الله في كل مكان اعاذنا الله سبحانه وتعالى من مثل هذا القول او يقول ان الله سبحانه وتعالى لا يوجد في هذا الكون ليس في علو ولا في سفل ولا في يمين ولا في شمال ونحو ذلك مما يقوله بعض اهل الفلسفة فالله سبحانه وتعالى قد اثبت له العلو المطلق في اكثر من ثلاثمائة اية في كتاب الله وفي السنة احاديث كثيرة جدا في هذا الباب بل ان في ما ترى من احوال المخلوقين حتى من غير الانسان يثبت علو الله سبحانه وتعالى وانت تنظر الى المخلوقات الى البهائم اذا ارادت ان تجار وان تبتهل الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء وان تتضرع اليه جل وعلا في امر من الامور انما هي ان ترفع راسها الى السماء وقد شوهد ذلك مرارا في القديم والحديث اذا ارادت ان تستسقي لها الله سبحانه وتعالى فانها تستسقيه بان ترفع عينيها وذراعيها الى العلي الكبير سبحانه وتعالى هذه حقيقة ثابتة في الفطرة بل انها عقيدة ثابتة في قلب الانسان لا يستطيع احد ان ينكرها مطلقا عندما تريد ان تدعو الله سبحانه وعنالى اين تتجه؟اين تتجه في دعائك الى ربك سبحانه وتعالى (انقطاع)او تتجه الى الشمال او الى الامام او الى الاسفل او الى الخلف اين تتجه اذا اردت ان تدعو الله عز وجل ؟اين؟اين تذهب؟ليس لك الا الله واين الله؟الله في العلو المطلق سبحانه وتعالى هذه عقيدة ثابتة وهي ثابتة عند المسلمين جميعا عند الصغار والكبار وقد سالت طفلا في الخامسة من عمره كنت معه فقلت اذا اردت ان تدعو الله ايش تقول؟ قال :اقول:يا رب قلت :ليش تروح فوق قال:ربي فوق والله في الخامسة من عمره سالت اخر في السادسة من عمره قلت:حبيبي اذا اردت ان تدعو الله عز وجل كيف تدعوه ؟قال:اقول كده يارب قلت:اذا قلت يارب ادخل ابوي وامي الجنة ايش تقول؟قال:اقوليارب ادخل ابوي وامي الجنة قلت:ليش كده؟قال:ادعو ربي انا قلت:سبحان الله اخي هذه عقيدة مغروسة في الفطر تريد ان تنكرها لاجل فلسفة وكلام فارغ دعوا هذا عنا جميعا ايها المسلمون دعوا عنا هذا الكلام الفارغ الذي لا معنى له في ان ينكر الانسان علو الله سبحانه وتعالى هذه جريمة من اعظم الجرائم ولذا حصل لبعض هؤلاء المبتدعة بعض هؤلاء الفسقة الفجرة في حق ربهم سبحانه وتعالى عندما اراد ان يسبح ربه وان يقدس ربه كما سمع من بشر المريسي وهو ساجد يدعو ربه يقول سبحان ربي الاسفل اعوذ بالله يقول هكذا سمع وهو يدعو في سجوده فيقول :سبحان ربي الاسفل لانه لايريد ان يثبت العلو الذي اثبته الله عز وجل لنفسه هكذا يصل عقل الانسان لمثل هذا الحد الادنى في عدم تعظيمه لله سبحانه وتعالى ينزل الامر من الله عز وجل بتسبيحه سبحانه وتعالى بانه الاعلى ويامرك في حال سجودك في ادنى موطن وادنى موضع تكون فيه انت في حال ان يصل هذا الراس بما فيه من الجبهة والانف بل حتى الذقن يصل الى الارض فيقول :سبحان ربي الاعلى تنزه الرب في هذا الموطن بانه الان في موطن انت في موطن تحتاج فيه ان تثبت علو ربك سبحانه وتعالى الذي فوق عرشه جل وعلا ثم يقول هذا الخسيس هذا الفاجر :سبحان ربي الاسفل وكل مؤمن بل ان رسولنا صلى الله عليه وسلم ومن تبعه باحسان الى يومنا هذا لا يقولون الا سبحان ربي الاعلى هذه العقيدة ايها المؤمن لا اريد ان ندخل في كلام المنطق الطويل في هذه القضية لكن في الفطرة التي غرسها الله عزوجل في قلبك اياك اياك ان تتعرض لهذه الفطرة بشيء يفسدها بشيء يكدرها فان ربك سبحانه وتعالى هو العلي المتعال جل في علاه استوى على عرشه وهو يقضي بين خلقه وهو مستو استواء يليق بجلاله وعظمته سبحانه وتعالى كيف؟الله اعلم تريد ان اصف لك استواء الرب كيف يكون هذا ؟كيف يكون هذا؟ من الذي يعلم ذات الرب سبحانه وتعالى وكيفية هذه الذات حتى يستطيع ان يصف استواءه جل وعلا على عرشه لا تدري ولكن نعلم ما معنى الاستواء فنثبت هذا يقينا وحقا طاعة لله عز وجل في كتابه وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته واتباعا لاجماع المسلمين اجماعا يقينيا قطعيا في هذه المسائل اسال الله عزوجل ان يهديني واياكم للتي هي اقوم نعم اخي الطالب:لكنهم اتفقوا ايضا على ان السماء على أي تاويل كانت لا يمكن ان تكون ظرفا للكبير المتعال سبحانه وتعالى الشيخ:نعم الطالب:اذن ما المراد ب في في هذه الاية قيل:بمعنى على وهذا حق ولكن بقي في معناهابقية فتامل الشيخ:نعم اكملهذه امثلة للاذهان يعني الانسان يفكر فيها ويتاملها وينظر في كلام اهل العلم نعم الطالب:المثال السابع :قوله تعالى "ويوم تشقق السماء بالغمام "في سورة الفرقان المثال الثامن:قوله تعالى "السماء منفطر به"في سورة لبمزمل الشيخ:نعم هذه الحروف الباء في بالغمام الباء في السماء منفطر به لها دلالة تاملها راجع كتب التفسير ستجد كلاما يبين لك المعنى ويوضح لك المراد نعم الطالب:المثال التاسع:الفعل مر ومروا ويمرون ونحو ذلك في كتاب الله تعالى تارة يتعدى بالباء وتارة يتعدى بعلى كما في قوله تعالى "وكاين من اية في السموات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون"في سورة يوسف مع قوله تعالى "واذا مروا بهم يتغامزون"فلم عدي في الاية الاولى بعلى ولم عدي في الاية الثانية بالباء الشيخ :نعم هذه المغايرة لابد ان تنتبه لها هذه المغايرة لابد ان تنتبه لها تارة يتعدى فعل مر بعلى وتارة يتعدى بالباء فلم؟لم يتعدى مرة في القران بعلى ومرة يتعدى بالباء هذا لسر وحكمة ممكن ان تطلع على كتب التفسير وعلى ما ذكرنا لك من الكتب المعينة في حروف المعاني وستجد ان هناك فرق في الدلالة السياق كان يناسب هنا ان ياتي حرف الباء وهناك في السياق ما يجع المناسب في هذا الموطن ان ياتي حرف على على تدل على الاستعلاء والباء تدل على الملاصقة فتارة المرور يناسب ان يكون بملاصقة وتارة المرور يناسب ان يكون بعلو وهذا من اعجاز كتاب الله سبحانه وتعالى الطالب:التغاير بين العطف بالواو والفاء في اوائل سورتي المرسلات والنازعات الشيخ:نعم سبق الكلام عن سورة النازعات وبالنسبة لسورة المرسلات تاملها انت بنفسك وستجد باذن الله ما يثلج صدرك نعم ننتقل بعد ذلك الى قضية لها علاقة بحروف المعاني نعرض لها سريعا وهي ما يسمى بالتضمين وهي ما يسمى بالتضمين هذا المصطلح التضمين مصطلح له علاقة بحروف المعاني له علاقة قوية جدا بحروف المعاني لابد ان نعرض له عرضا سريعا حتى يتضح لك الامر بشكل اتم واكمل فنعرض لمصطلح التضمين الوارد عند البيانيين وعند النحاة بل وعند المفسرين فنعرض لهذا المصطلح ونبين المقصود منه ونذكر لك امثلة يسيره عليك ثم بعد ذلك ننتقل باذن من الله سبحانه وتعالى واعانته الى المرحلة الثالثة نعم الطالب:التضمين:كلمة تدور في كتب اللغة بين العروبيين والادباء والنحويين والبيانيين ولكل طائفة من هؤلاء معنى خاص يفسرون به التضمين والذي يهمنا من هؤلاء هم طائفة البيانيين وكذلك بعض النحاة فالتضمين الذي نقصده هنا هو:اشراب الفعل معنى فعل اخر ليدل الفعل الاول على معناه الاصلي وعلى المعنى الذي دل عليه السياق الشيخ:نعم اعد التعريف وانتبهوا له اعد التعريف ما التضمين الذي نريده في هذا الموطن ؟ما التضمين الذي نريده في هذا الموطن؟نعم الطالب:فالتضمين الذي نقصده هنا هو اشراب الفعل معنى فعل اخر ليدل الفعل الاول على معناه الاصلي وعلى المعنى الذي دل عليه السياق الشيخ:نعم هذا التعريف سنقف عليه طويلا باذن الله عز وجل في حلقة قادمة اسال الله عزوجل لي ولكم علما نافعا وعملا صالحا اللهم انا نسالك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تجعلنا من اهل الفقه في الدين ومن اهل التاويل اللهم انا نسالك الفقه في الدين وان تعلمنا التاويل وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم |
تابع اجوبة الدرس 19
بالنسبة لاية "وكاين من اية في السموات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون "استخدم حرف على ليدل على هياتهم عند المرور على الايات وهي هيئة العلو الاستكبار والاعراض لا هيئة التفكر والذل لخالقها ام اية "واذا مروا بهم يتغامزون "اختار الباء للدلالة على معنى الالصاق اي ان الكفار كانوا قريبين جدا من المؤمنين اثناء غمزهم وقد اقتربوا منهم زيادة في اغاظتهم مما يدل على شدة ايذائهم لهم
اما اية :"السماء منفطر به"فالباء تتضمن معنى الالصاق اي ان انفطارها ملتصق بيوم القيامة وتتضمن معنى السببية اي بسبب الغيوم والسحاب تتشقق السماء وذلك لنزول الرب تعالى لانه تعالى ينزل في سحاب "هل ينطرون الا ان ياتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة" اما اية "ويوم تشقق السماء بالغمام"فكذلك كسابقتها سببية وللالصاق اما اية "اامنتم من في السماء " فتلحق باذن الله |
السلام عليكم
تم بحمد الله الاستماع الى الدرس الـ21 بداية المرحلة الثالثة. و سأبدأ بتدوين الاجوبة الان ان شاء الله. |
ردا على السؤال السابق (أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) لماذا جاءت (في الظرفية) للدلالة على (على)؟ أجاب الشيخ انه هذه الـ(في) هي بمعنى (على) و لا خلاف في ذلك للدلالة على العلو أما تأويلها فقال للدلالة على امرين معا و هما أولا الاشارة الى علو الله سبحانه و تعالى (بمعنى على) و ثانيا للدلالة على جنود الله سبحانه و تعالى في السماء (بمعنى في الظرفية) و قال الشيخ هذا رأيه و اجتهاده يحتمل الخطأ او الصواب (جزاه الله خيرا).
** ماهي المرحلة الثالثة لطالب فهم القرآن ؟ هي معرفة دلالة الجملة الواحدة و ما يتعلق بها ثم دلالة الجمل التي تتكون منها الآية. الجمل لها أثر في معرفة الترجيح و إدراك اكمل المعاني و أتم أوجه التفسير عند الكلام عن كتاب الله عز و جل. لذلك لا بد لطالب العلم من الالمام بالقواعد و النحو و البلاغة و بالاخص علم المعاني و البديع. ** عددي أنواع الجمل في القرآن الكريم ؟ مع ذكر دلالة كل نوع ؟ تنقسم الجمل في لغة العرب نظرا لعدة اعتبارات و ما يهمنا هنا هو الاعتبار الذي له علاقة بعلم المعاني و ماله أثر في تفسير القرآن العظيم: 1- الجملة الاسمية و دلالتها 2- الجملة الفعلية و دلالتها 3- الجملة الحالية 4- الجملة المعترضة الجملة التفسيرية. و قال الشيخ سيركز على الجملة الاسمية و الفعلية. - الجملة الاسمية و دلالتها: هي كل جملة صدرها يتكون من اسم (مبتدأ و خبر), فكل جملة صدرها اسم تدل على اللزوم و الدوام و الاستمرار. مثلا (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) الحمد: مبتدأ, لله جار و مجرور. هذا من ناحية النحو و من ناحية علم المعاني هذه جملة اسمية دلت على دوام الحمد لله أي ان الحمد صفة ملازمة لا تنفك عنه سبحانه و تعالى بأي وجه من الاوجه. و في نفس المعنى (اللَّهُ الصَّمَدُ), (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ). - الحملة الفعلية: هي ما يبدأ بفعل و تدل على الحدوث و التجدد. مثلا (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ) فجملة (خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ) هي فعلية لانها تبدا بفعل امر (خذ) و الفاعل ضمير مستتر تقديره (انت يا يحيى). فهي اذن جملة فعلية دلت على أمر الله تعالى لنبيه يحيى عليه السلام ان يأخذ الكتاب (بقوة). اي أمر يحتاج الى التجدد و ذلك لانه لا يمكن ليحيى عليه السلام ان يأخذ الكتاب بقوة في كل أحيانه فهو بشر و هو لم يؤمر بذلك إنما أمر ان يأخذ الكتاب بقوة و يتابع هذا الاخذ مرة بعد مرة و حين بعد حين. ففي الحديث الصحيح في صحيح مسلم (حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد وأبو الربيع العتكي جميعا عن حماد قال يحيى أخبرنا حماد بن زيد عن ثابت عن أبي بردة عن الأغر المزني وكانت له صحبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة ) و في رواية أخرى 70 مرة. يغان بمعنى يغفل أو يحصل له شيء قليل من الفتور عن الذكر. كأنه غبار قليل يقع على القلب فيصبح كالغشاء الرقيق عليه. فيستغفر رسول الله صلى الله عليه و سلم من ذلك 70 أو 100 مرة و هو افضل خلق الله. فإذا كان هذا ما يحصل لرسولنا الكريم فيحيى عليه السلام ايضا لن يكون في استطاعته ملازمة الاخذ بالقوة طوال الوقت لهذا جاءت الجملة فعلية للدلالة على تجديد النية و الاخذ بالقوة. ** وضحي الفرق بين : 1- دلالة الجملة الفعلية في قوله تعالى : ( يٰيَحْيَىٰ خُذِ ٱلْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ) ؟ قد تم شرح الآية و لماذا جاءت فعليه في السؤال السابق. 2- دلالة الجملة الاسمية في قوله تعالى : ( وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ) ؟ الجملة اسمية فيها سلام و أمان و تنزيه من الله سبحانه و تعالى لنبيه يحيى عليه السلام في 3 مواطن (الولادة, الموت, البعث). و بما انه هذا السلام كان من الله تعالى فهو إذن ثابت و ملازم و لا ينفك عن يحيى عليه السلام بأي حال من الاحوال. و لهذا أتت الجملة اسمية للدلالة على الثبات و الملازمة. |
اجابة الدرس 21
** ماهي المرحلة الثالثة لطالب فهم القرآن ؟
هي معرفة دلالة الجملة الواحدة وما يتعلق بها ثم دلالة الجمل التي تتكون منها الاية فالجمل لها اثر في ترجيح المعنى ومعرفة المعاني ** عددي أنواع الجمل في القرآن الكريم ؟ مع ذكر دلالة كل نوع ؟ 1 جملة اسمية :وتدل على الثبوت والاستمرار واللزوم مثل:"الحمد لله رب العالمين 2 جملة فعلية:وتدل على التجدد والحدوث مثل"يايحيى خذ الكتاب بقوة" وهناك:الجملة الخبرية والحالية والابتدائية الاعتراضية والتفسيرية وهناك جمل لها محل من الاعراب وجمل لامحل لها من الاعراب وهناك شبه جملة " ** وضحي الفرق بين : 1- دلالة الجملة الفعلية في قوله تعالى : ( يٰيَحْيَىٰ خُذِ ٱلْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ) ؟ الاخذ في هذه الاية وصف بالقوة وهذا امر يحتاج الى تجدد في الاخذ ويتضح ذلك في حديث "انه ليغان على قلبي فاستغفر الله سبعين مرة"فالمراد ان يتابع هذا الاخذ مرة بعد مرة لانه لايمكن ان ياخذه دائما لانه فوق قدرة الانسان فاذا كان النبي محمد لايستطيع الدوام عليه حتى انه يفتر احيانا فغيره اولى 2- دلالة الجملة الاسمية في قوله تعالى : ( وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ) ؟ ان تسليم الله له دائم وهو عبارة عن تنزيه وتخلية وهي ثابتة له فدلت على الثبوت والاستمرار ليبين ان تسليمه له دائم لذا اتى بالجملة الاسمية |
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اختي الحبيبة دعاء ارجو ان تكوني بخير يظهر انه النت فصل عندك مرة اخرى. الله ييسر لك و تستطعين ان تؤدي الامتحان القادم. بقية الاخوات النشطات اشراقة نور و خادمة الذكر الحكيم ارجو ان تكونوا بخير جميعا و ان يتسير لكم تكملة الواجبات و الدخول بالامتحان. رب يوفق الجميع. |
فوائد الدرس الثامن عشر
*** اذكري أشهر المعاني للادوات التالية: مع ذكر الأمثلة لكل معنى:
1_أداة التعريف" ال". : عهدية مثل ما جاءت في قول الله تعالى ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴾ , جنسية مثل قوله تعالى ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ , للماهية مثل ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾. 2_" قد" إذا جاءت مع فعل ماض أو مضارع : تكون مع الماضي للتحقيق والتقريب مثل قوله تعالى ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا ﴾ , وتكون مع المضارع للتقليل أو التكثيرمثل قوله تعالى ﴿ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْه ﴾ 3_اللام الجارة : أصل معانيها الاختصاص وهو معنى لا يكاد يفارقها مثل ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ ﴾ , وتأتي للسيرورة مثل قوله تعالى ﴿ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾ , وتأتي للعلة مثل ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ ﴾ , وتأتي للصلة مثل قوله تعالى ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ ﴾ 4_ما الاسمية : تكون شرطية وموصولة تفيدان العموم مثل قوله تعالى ﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ ﴾ , وتكون استفهامية مثل قوله تعالى ﴿الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ ﴾ , وتكون تعجبية مثل قوله ﴿ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ﴾ . *** وضحي كيفية الوصول إلى معرفة دلالة كل من حروف المعاني الآتية: 1_"ال" في قوله تعالى " وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ"؟ ال هنا جنسية استغراقية أي أن نوعها للجنس ودلالتها وفائدتها في علم البلاغة هي الاستغراق أي أنه لما كان السحر باختلاف أنواعه وأشكاله وأغراضه شراً كله جاءت ال هذه مفيدة للاستغراق والشمول حتى تحقق الاستعاذة منه كله، أما الحسد فمنه المذموم ومنه الممدوح وهو الغبطة، فلم تأتي ال معه حتى لا تشمل الاستعاذة أيضاً ما هو ممدوح منه فإن ذلك لا يستعاذ منه بل يتطلب العبد حضوره وحصوله. 2_"في" عند قوله تعالى" وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ "؟ لام القسم واقعة في جواب القسم تقدير الكلام والله لأصلبنكم , والمعنى المراد أن فرعون من شدة غيظه عليهم هددهم بأنه سيصلبنهم تصليباً شديداً حتى كأنهم من شدة التصليب ستحفر أجسادهم في وسط الجذوع كما لو أدخلت مسمار في جدار فحرف في دل على العلو مع الظرفية وهذا المعنى لا يؤديه حرف على كما هو ظاهر , وجاءت في هنا للدلالة على معنى للظرفية مناسبٌ هنا ومعنى الاستعلاء باقي لم يذهب فحروف المعاني التي لها معنى أصلي لا تذهب المعنى الأصلي بل المعنى الأصلي يبقى ولكن هناك معنى زائد جاء ليضاف إلى المعنى الأصلي 3_"السين" في قوله تعالى " سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حفيا"؟ السين الأولى أتت هنا للدلالة على المستقبل القريب أي أن إبراهيم عليه السلام وعد أباه أنه سيستغفر له في الزمن القريب ولو قال سوف أستغفر لك ربي لدل على زمن أبعد وهو خلاف مراد إبراهيم عليه السلام الذي بلغ من إحسانه من أبيه وحرصه على هدايته ما بلغ من شدة ما لقيه منه من وعيد وطرد وتهديد وغير ذلك، فهذه السين إشارة إلى نوع من الكمالات الخلقية التي اختص الله بها هذا النبي الكريم ومن وُفق من عبادة الصالحين 4_"الفاء" في قوله سبحانه وتعالى " إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ "؟ سببية فبسبب ما أعطيناك وأنعمنا عليك وبسبب ما أوليناك من النعم عندئذ صلى لله عزّ وجلّ وانحر له سبحانه وتعالى. :icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6: |
فوائد الدرس التاسع عشر
*** بيني بعض أسرار الآيات الكريمة التالية:
1-﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ فيما يخص معنى كلمة الهز وسبب تعديتها بحرف الباء؟ الهز تحريك الشيء وفعله يتعدى لنفسه فنقول هز الرمح أو الشجرة ونحو ذلك , وسبب التعدية بيان ذلك أن المنصوص عليه في الآية أنها جاءت إلى جذع نخلة لا إلى نخلة كاملة ومع هذا أمرت أن تهز الجذع وتميله نحوها ومن كرامة الله لها أن الجذع لم يستجيب لهزها فقط بل وسيميل نحوها إجابة لجذبها لها بيديها الضعيفتين غاية الضعف وهذا أبلغ في الإعجاز وأدل على قدرة العزيز الوهاب جل وعلا ثم جاءت الباء في ﴿ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ وهي للإلصاق لتؤكد عليها أن تمكن يديها من الجزع حال هزها غاية ما تستطيع من التمكن وهذا أمر لها بفعل كل ما في وسعها من الأسباب الدنيوية. 2-﴿ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعً﴾ وسبب اختصاص الأذقان بالخرور بدل الوجوه ودلالة حرف اللام . اللام المفردة لها معاني كثيرة جداً وأصل معانيها الاستفاضة قال ابو السعود في تفسيره لهذه الآية اي يسقطون على وجوههم سجداً تعظيماً لأمر الله تعالى أو شكراً لإنجاز ما وعد به في تلك الكتب من بعثته وتخصيص الأذقان بالذكر للدلالة على كمال التذلل إذ حينها يتحقق الخرور عليها و اللام للدلالة على الخرور بها كما في قولك فخر سريعاً لليدين وللفم الذقن معروف والمقصود به هنا الوجه , والخرور عندما يكون للأذقان يكون أشد ما يكون خضوعا وخنوعاً وذلة ومسكنة لله سبحانه وتعالى , وذكرت اللام هنا عوضاً عن على في قوله ﴿لِلْأَذْقَانِ﴾ للدلالة على معنين معنى على وهو الاستعلاء لأن الخرور وقع عليها ومعنى الاختصاص أي اختصاصها بالخرور وخصت هذه الأعضاء بالذكر مع أن اليدين والقدمين تخران أيضاً لأنها هي المقصود الأعظم من الخرور لأن كمال الذل والخضوع إنما يكون بها. 3-﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ ودلالة كل من لام الجر و"ال" التعريف في كلمة "لِلْجَبِين " كما ذكره بن عباس رضي الله عنه. فاللام هنا عوضاً عن على للدلالة عن الاستعلاء والاختصاص ,والمعنى أن إبراهيم عليه السلام صرع ابنه اسماعيل عليه السلام على الأرض كما يفهم من السياق وخص الجبين وهما جانبين الرأس من الأمام وبينهم الجبهة بالذكر هنا ليبين أن هناك صرعاً خاصاً بها واقعاً عليها فإبراهيم عليه السلام حتى لا ينظر في وجه ابنه حال ذبحه فيقع منه رحمة له فيتردد جعل وجه اسماعيل عليه السلام جهة الأرض حال إرادته ذبحه , وتفسير ابن عباس لهذه الآية يقول إن ابراهيم الخليل عليه السلام لما أراد أن يذبح ابنه لم يذبحه على الصفة المعهودة وهي أن يوضع هذا الانسان على جنب من الجانبين ثم تقوم بالذبح.... ابراهيم الخليل عليه السلام لما أراد أن يذبح ابنه اسماعيل عليه السلام لما هم بالذبح لم يفعل هذا لم يجعل ابنه اسماعيل على جنب من الجانبين أبداً لا جنبه الأيمن ولا على كذلك جنبه الأيسر وإنما فعل صفة أخرى ما هي هذه الصفة؟ أنه جعل وجه ابنه اسماعيل عليه السلام إلى الأرض ثم لما أراد الذبح أخذ هذه السكين فأدخلها من تحت حلق ابنه اسماعيل عليه السلام وهم بالذبح على هذه الصفة ***لما عدي فعل "مرَّ" في قوله تعالى ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾ بعلى ؟ ولما عدي في قوله تعالى ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾ بالباء ؟ لأن هناك فرق في الدلالة فالسياق كان يناسب هنا أن يأتي حرف الباء وهناك في السياق ما يجعل المناسب في هذا الموطن أن يأتي حرف على التي تدل على الاستعلاء وباء تدل على الملاصقة فتارة المرور يناسب أن يكون بملاصقة وتارة المرور يناسب أن يكون بعلو وهذا من إعجاز كتاب الله سبحانه وتعالى. |
فوائد الدرس العشرون
*** ما معنى التضمين؟وما هي فائدته ؟ومن يقول به من النحاة؟
التضمين: كلمة تدور في كتب اللغة بين العروبيين والأدباء والنحويين والبيانيين ولكل طائفة من هؤلاء معنى خاص يفسرون به التضمين والذي يهمنا من هؤلاء هم طائفة البيانيين وكذلك بعض النحاة فالتضمين الذي نقصده هنا هو إشراب الفعل معنى فعل آخر ليدل الفعل الأول على معناه الأصلي وعلى المعنى الذي دل عليه السياق وهذا التضمين لايقول به كل النحاة وإنما يقول به الخليل وسيبويه وتبعهم على ذلك البصريون ونصره بن جني في الخصائص وابن القيم في بدائع الفوائد وبه يقول جمهور المفسرين وعلى رأسهم بن جرير الطبري وأبو السعود والقرطبي وغيرهم كثير يقول بن جني في الخصائص ولو جمع التضمين لجاء منه كتاب يكون منه أوراقاً ويقول أيضاً ووجدت في اللغة من هذا الفن شيئاً كثيراً لا يكاد يحاط به ولعله لو جمع أكثره لا جميعه لجاء كتاباً ضخماً ثم قال فإنه فصل من العربية حسن لطيف *** ما هي شروط استعماله حسب المجمع اللغوي في القاهرة؟ 1_ تحقيق المناسبة بين الفعلين والتي تسمى العلاقة . 2_ وجود قرينة تدل على المعنى الملحوظ مع الأمن من اللبس. 3_ ملائمة التضمين للذوق العربي. ***ما هو وجه التضمين في الأفعال التالية: 1- ﴿ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرً﴾ عادة فعل يشرب أن يعدى بمن وقد عدي هنا بحرف الباء والسر في ذلك بتضمين فعل يشرب بفعل يروى فيكون المعنى عيناً يشرب منها ويروى بها عباد الله فجاءت الآية في أتم أساليب البلاغة والإيجاز لأن المقصود ليس شربهم فقط بل يشربوا ويرووا لذا عديت بالباء ولو قال يروى فقط بدل الشرب لما دلت على لذة الشرب. 2- ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ فالآية هنا عدت فعل يرد بـ فيه وهو حرف جر ليضمن فعل الإرادة معنى مناسباً لحرف الجر وهو فعل الهم كما ذكره ابن القيم رحمه الله في زاد الميعاد فيكون المعنى ومن يرد أن يلحد في البيت الحرام أو يهم فيه بهم ظلم وسوء وإلحاد فإن الله سيذيقه من العذاب الأليم. 3- ﴿ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ الأصل في نصر أن يتعدى بعلى فيقال نصرت فلان على فلان ونصرت المحسنين على الكافرين فالآية هنا عدت فعل نصر بلفظ من لتضمين نصرناه بمعنى انتقمنا له فيكون المعنى انتقمنا من الذين كفروا بأن نصرناه عليهم . 4-﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرً﴾ الأصل في فعل أكل أن يتعدى بنفسه فتقول أكلت كذا وكذا فالآية هنا عدت فعل الأكل بحرف إلى لتضمين الأكل معنى الجمع والضم فيكون المعنى ولا تأكلوا أموالهم ولا تجمعوها وتضموها إلى أموالكم حال كون هذا الضم فيه من الإضرار ما في أكل أموالهم بالباطل إذ ليس النهي عن مجرد الأكل فقط وإنما النهي عن أي ضرر وإضرار بأموال الأيتام حتى لو لم يكن أكلاً وهذا المعنى دلت عليه كلمة إلى 5-﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ الأصل تعديته بنفسه وقد عدي بعن لتضمن مخالفة معى الإعراض أي يخالفون حال كونهم معرضين . |
فوائد الدرس الواحد والعشرون
** ماهي المرحلة الثالثة لطالب فهم القرآن ؟
معرفة دلالة الجملة الواحدة وما يتعلق بها ثم دلالة الجمل التي تتكون منها الآية تمهيد الجمل لها أثر في معرفة الترجيح وإدراك أكمل المعاني وأتم أوجه التفسير عند الكلام عن كتاب الله ** عددي أنواع الجمل في القرآن الكريم ؟ مع ذكر دلالة كل نوع ؟ 1_جملة إسمية :تدل على الدوام واللزوم والاستمرار مثال قوله تعالى "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" 2_وجملة فعلية :فتدل على الحدوث والتجدد مثل قوله تعالى "وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً" 3_ وشبه الجملة والجملة المعترِضة والجملة التفسيرية ** وضحي الفرق بين : 1- دلالة الجملة الفعلية في قوله تعالى : ( يٰيَحْيَىٰ خُذِ ٱلْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ) ؟ وجه الدلالة الأخذ الذي أمر به يحيى وصف أنه يكون بقوة( خذ ) فعل أمر وهذا الأخذ يحتاج إلى تجدد في الأخذ وهذا يتبين في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه : (إنه ليغان على قلبي فأستغفر الله سبعين مرة) وفعل الأمر هنا دل على التجدد والحدوث معنى هذا الكلام أن الله عز وجل أمر نبيه يحيى أن يأخذ هذا الكتاب بقوة ويتابع هذا الأخذ مرة بعد مرة لأنه لن يستطيع أن يستديم أخذ الكتاب , فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو خير البشر يخشى أن يغان على قلبه فغيره من الأنبياء من باب أولى. 2- دلالة الجملة الاسمية في قوله تعالى : ( وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ) ؟ أي سلمه وهو عبارة عن تنزيه وتخلية وهي ثابتة له فدلت على الاستمرار والثبوت فكانت جملة إسمية |
ما شاء الله...همة واجتهاد ...
أخواتي الهميمات أم الخطاب حاجة خادمة الذكر الحكيم لك واحدة منكن سبعة لآلئ لاستماعكن للدروس :الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين والواحد والعشرين http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif وسبعة لآلئ أخرى لتدوين الفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif أسأل الله أن تكون لكنَّ في الجنة وأضعافها إن شاء الله تعالى... وبهذا تكنَّ قد أنهيتنَّ فوائد المرحلة الثالثة.. بارك الله في الجميع..... |
بارك الله فيك أختي الحبيبة دعاء عبد الله
لك أربعة لآلئ لاستماعكِ للدروس :الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر والثامن عشر http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif وأربعة لآلئ أخرى لتدوين الفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif بقي لك تدوين فوائد الدرس التاسع عشر والعشرين والواحد والعشرين كي تنهي فوائد المرحلة الثالثة.. نعلم أنكِ وإشراقة النور ما حبسكما إلا العذر في انتظاركما........بارك الله فيكما وسدد خطاكما... |
فوائد الدرس 22
***أين تكمن أهمية دلالة السياق في فهم الآيات ؟ ومن نص عليها من أهل العلم؟
تكمن في تبيين المعنى العام للاية ووادراك المعنى المراد منها والكامل وذلك بتخصيص العام وتقييد المطلق واطلاق المقيد وتعميم الخاص والترجيح عند اختلاف المفسرين ***ما دلالة السياق في قوله تعالى : -في سورة النازعات: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾ مع باقي آيات السورة؟ ان سورة النازعات من اةولخا الى اخرها تتكلم عن النزع والموت وما بعده واحداث يوم القيامة ثم تكذيب كفار مكة للنبي محمد بشان الساعة ثم جاءت هذه الاية خلالها اشارة الى ان قوم محمد ان كذبوا البعث واصروا فجزاؤهم سيكون كجزاء قوم موسى لما كذبوا رسولهم بدليل قوله"فاخذه الله نكال الاخرة والاولى "والنكال اصله الرجوع والمراد العقوبة المسببة لرجوع غيره عن سلوكه واعتباره -في سورة الصف ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ مع باقي آيات السورة؟ ان سورة الصف من اولها لاخرها في الجهاد ولكن ادرج قول موسى خلالها اشارة الى قول موسى في سورة المائدة "ياقوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم .....الى قوله"يا موسى انا لن ندخلها ابدا ما داموا فيها فاذهب انت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون" فاشارت الى نوع من اذى قوم موسى له وهو التخلي عنه في اشد المواضع هو بحجة لهم وهو الجهاد فاراد تذكير امة محمد الا يقولوا كما قال قوم موسى له بدليل قوله"لم تقولون مالا تفعلون" ***ماالمراد بالخنس في قول الله تعالى : ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾؟ ما هو القول المرجح مع توضيح سبب ترجيحه؟ القول الاول:البقر الوحشي والظباء في البراري تخنس عند رؤية الانسان فالخنس هو اللاختباء والاختفاء مع التاخر والكنس عودته الى اماكنها ومكان مبيتها وهو قول مجاهد وابراهيم النخعي القول الثاني والراجح :انها الكواكب والنجوم تجري تارة وتختفي تارة وهو قول ابن عباس وعلي وسبب ترجيحه هو دلالة السياق فالايات قبلها ذكرت النجوم والكواكب والشمس فكان ما يناسبها احوال الكواكب الاخرى |
السلام عليكم
تم بحمد الله الاستماع الى الدرس الـ22 بداية المرحلة الرابعة. و سأجيب على اسئلة الفوائد الان ان شاء الله. أختي الحبيبة ام اسماء بارك الله فيك و في مجهودك معنا. |
السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله تم الإستماع للدرس 15،16،17،18،19،20،21 |
أجوبة الدرس الـ22 بداية المرحلة الرابعة - دلالة السياق
***أين تكمن أهمية دلالة السياق في فهم الآيات ؟ ومن نص عليها من أهل العلم؟
يكمن في انه اذا غاب عنا فإننا سنفقد شيء عظيم في فهم الآية. لانه الآية لم تأت هكذا منفردة (مقطوعة/مبتورة) إنما جاءت في سياق محدد لغرض معين. فالآية عبارة عن حلقة في سلسلة إذا انقطعت أحدى الحلقات ينخرم المعنى و يضعف كثيرا. فلمعرفة معنى و دلالة أي آية لابد ان يفهم اولا السياق الذي وردت به. فمثلا آية مثل (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) لو اخذناها لوحدها لفهمنا انها للتكريم. أما اذا اخذنها ضمن السياق الذي وردت فيه فسنفهم انها جاءت للتهكم و التوبيخ. و تكمن دلالة السياق في أنها اما تخصص العام أو تقيد المطلق و في مقابل ذلك تطلق المقيد أو تعمم الخاص أ, ايضا ترجح عند اختلاف المفسرين. و لو ان طالب العلم تفرغ لها لجمع شيئا كثيرا. ***ما دلالة السياق في قوله تعالى : -في سورة النازعات: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾ مع باقي آيات السورة؟ سورة النازعات افتتحت بالقسم بالملائكة الموكلة بنزع الارواح و السبح بها و تدبير امورها و هذا القسم جاء مناسب لسياق الايات فالسورة جاءت في ذكر البعث و النفخة الاولى و الثانية و المكذبين بكل هذا من كفار قريش و ختمت بآيات تتناسب مع آيات البداية و هي قيام الساعة و حال من آمن و حال من كفر و في المنتصف لمحة من قصة موسى (عليه السلام) و تكذيب فرعون له. بعث الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه و سلم و طلب منه ان يبلغ انه هناك حياة بعد الموت و نشور و حساب و نفخة اولى و ثانية. و قال لرسوله ان كذبوك قومك فدعهم لانه مصيرهم سيكون مثل مصير فرعون و قومه, فرعون لم يكذب بالبعث فقط بل تمادى الى ان قال (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) فكان جزاءه ان (فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى) ثم قال لقوم قريش مذكرا لهم (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى). ثم ذكرت السورة بعض الآيات الكونية الدالة على الخالق الواحد و على قوته فسبحانه من استطاع ان يخلق كل هذا الكون و استطاع ان يقضي على فرعون الطاغية لن يعجزه ان يعيد الخلق مرة اخرى فلماذا انتم متعجبون من ذلك (يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ * أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً)؟؟ إذن فقصة موسى عليه السلام مع فرعون (او بالاحرى هذه اللمحة من القصة) جاءت مناسبة جدا مع السياق ففيها تذكرة و عظة لقريش و لكل من يخشى. -في سورة الصف ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ مع باقي آيات السورة؟ سورة الصف من أوائل السور التي نزلت في الجهاد. و نزلت في أوائل العام الثاني للهجرة قبل معركة بدر الكبرى. و هي تتكلم عن الجهاد و وضرورة توحيد صف المسلمين فيه. و من اسباب نزولها ( أخرج الترمذي والحاكم وصححه والدارمي عن عبد الله بن سَلام قال: قعدنا نفراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتذاكرنا، فقلنا: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملناه، فأنزل الله: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ* يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ} فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ختمها). و جاءت لمحة من قصة موسى عليه السلام مع قومه, و هي ما حصل في سورة المائدة حين طلب منهم ان يدخلوا الارض المقدسة فرفضوا بمنتهى قلة الادب و المروءة و قالوا له "قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَهُنَا قَاعِدُونَ", جاءت هذه اللمحة لتنبه المسلمين إلّا يقعوا في نفس الغلط مع نبيهم و جاءت بمثابتة الاعداد لهم لمعركة بدر. و هذا ما حصل حين قال الصحابي (الْمِقْدَاد بْن الْأَسْوَد : أَمَا وَاَللَّه لَا نَكُون كَالْمَلَأِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل إِذَا قَالُوا لِنَبِيِّهِمْ" اِذْهَبْ أَنْتَ وَرَبّك فَقَاتِلَا إِنَّا هَهُنَا قَاعِدُونَ " وَلَكِنْ اِذْهَبْ أَنْتَ وَرَبّك فَقَاتِلَا إِنَّا مَعَكُمَا مُقَاتِلُونَ فَلَمَّا سَمِعَهَا أَصْحَاب رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَتَابَعُوا عَلَى ذَلِكَ وَهَذَا إِنْ كَانَ مَحْفُوظًا يَوْم الْحُدَيْبِيَة فَيَحْتَمِل أَنَّهُ كَرَّرَ هَذِهِ الْمَقَالَة يَوْمئِذٍ كَمَا قَالَهُ يَوْم بَدْر). فإذن هذه اللمحة جاءت مناسبة للسياق جدا و فيها اعداد و تنبيه للمسلمين خصوصا و انه قبل هذا حصلت بعض الغزوات الصغيرة التي كان جيشها من المهاجرين فقط. و لو اخذنا هذه الآية لوحدها لفهمنا انه موسى عليه السلام يشتكي لله من قومه عموما. و لكن عندما اخذناها مع السياق اتضح لنا امورات كثيرة. ***ماالمراد بالخنس في قول الله تعالى : ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾؟ ما هو القول المرجح مع توضيح سبب ترجيحه؟ جاء في تفسير كلمة الخنس انه النجوم أو الكواكب و ما شابه (فهي تارة ظاهرة لنا و تارة تختفي) أو البقر الوحشي و الضباع و ما شابه (لانها تختفي طلبا للراحة ثم تعود) و قيل الكناسة. تخنس اي تختفي و تكنس اي تظهر. و لكن ارجح الاقوال هو القول الاول (النجوم أو الكواكب) لانه لو نظرنا الى السياق لرأينا انه جاء ذكر (الشمس, النجوم, السماء, الليل, الصبح) و هذه الاشياء تتناسب مع ذكر (الكواكب و ما شابه) |
حمدا لله على السلام اختي اشراقة نور :icony6:
|
بارك الله فيك أختنا الحبيبة أم أسماء وصهيب وجزآك خيراً على التماسك العذر لي في تأخري في ذكر الفوائد فقد تركت جهاز الكمبيوتر الخاص بي في المنزل القديم ويسر لي ربي أن لا يستطيع زوجي فصل التليفون لنقله للمنزل الجديد وجئت اليوم إلى المنزل القديم فاستطعت بتوفيق الله وفضله أن أكون معكن في امتحان هذه المرحلة بارك الله فيكِ أختي الحبيبة حاجة على متابعتك لى ودعائك وجزآك خيراً :icony6::icony6::icony6: |
تم الإستماع قبل الإمتحان إلى الدرس 20 ، 21 على جهاز زوجي حيث أخذت معي هذه الدروس على أسطوانة فجزاه الله عني خيراً وسأقوم بتنزيل الأسئلة التي على الدروس الآن للإجابة عليها :icony6::icony6::icony6: |
فوائد الدرس التاسع عشر
[CENTER]فوائد الدرس التاسع عشر:
معاني الألفاظ في القرآن الكريم *** بيني بعض أسرار الآيات الكريمة التالية: 1-﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ فيما يخص معنى كلمة الهز وسبب تعديتها بحرف الباء؟ الهز هو تحريك الشيء وهذا الفعل في اللغة لا يحتاج إلى حرف يتعدى به وفي هذه الآية عدي فيها ، فقال سبحانه وتعالى( وهزي إليك بجذع النخلة ) ومن معاني الباء الإلصاق فالمقصود هنا أن تتمسك بهذه الشجرة تمسكاً قوياً شديداً جداً بحيث أنها عندما تمسك بها يكون هذا المسك قوياً متمكناً ، وجاء حرف إلى( وهزي إليك بجذع النخلة ) ليكون هذا الهز فيه جر وجذب إليها وهذا الجزع كما قاله جماعة من السلف رحمهم الله أنه مجرد جزع لا نخلة كاملة لأن الله عز وجل إنما ذكر جذع نخلة ولم يقل وهزي إليك النخلة قد يقال بأنه ذكر الآن بعض ما يهز من أجل أنه هو المقصود بالمسك والجذب يعني ذكر البعض وأرد الكل وهذا له وجه صحيح في العربية ولكن ظاهر اللفظ إنها إنما هزت جذع نخلة وجذع النخلة لا يكون معه رأس فيها ثمرة وفيه جذوع ونحو ذلك وإنما هو جذع مجرد فعندئذٍ أمر الله سبحانه وتعالى هذه المرأة الضعيفة أن تهز جذع النخلة وأن تجذب هذا الجذع إليها هذه الأوامر لهذه المرأة الضعيفة لكي ترى قدرة الله سبحانه وتعالى وهي في مثل هذه الحالة الضعيفة ومن أجل أن نتعلم نحن جميعاً أن المطلوب والمأمور به في شرع الله سبحانه وتعالى أن تفعل ما تستطيع 2-﴿ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعً﴾ وسبب اختصاص الأذقان بالخرور بدل الوجوه ودلالة حرف اللام . اختص الله سبحانه وتعالى اللأذقان بالخرور لان الخرورعندما يكون للأذقان يكون أشد ما يكون خضوعا وذلً ومسكنة لله لأن الخرور للأذقان هو أبلغ فعندما ذكر الأبلغ هنا لم يحتاج إلى ذكر ما هو أقل منه في الدلالة على الخضوع والخشية لله سبحانه وتعالى ، والذقن المقصود به هنا الوجه كله كما قال ابن عباس وقتادة وإنما خصت الأذقان بالذكر للدلالة على كمال التذلل ، وذكر اللام هنا عوضاً عن على في قوله : ( للأذقان ) للدلالة على معنيين معنى على وهو الاستعلاء لأن الخرور وقع عليها ومعنى الاختصاص أي اختصاصها بالخرور وخصت هذه الأعضاء بالذكر مع أن اليدين والقدمين تخران أيضاً لأنها هي المقصود الأعظم من الخرور لأن كمال الذل والخضوع إنما يكون بها. 3-﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ ودلالة كل من لام الجر و ال التعريف في كلمة ;لِلْجَبِين كما ذكره بن عباس رضي الله عنه. اللام هنا عوضاً عن على للدلالة عن معنيين معنى الاستعلاء ومعنى الاختصاص ، والمعنى كما فسره ابن عباس إن إبراهيم الخليل عليه السلام لما أراد أن يذبح ابنه لم يذبحه على الصفة المعهودة وهي أن ضعه على جنب من الجانبين وإنما جعل وجه ابنه إسماعيل عليه السلام إلى الأرض ثم لما أراد الذبح أخذ هذه السكين فأدخلها من تحت حلق ابنه إسماعيل عليه السلام وهم بالذبح على هذه الصفة وكان إبراهيم الخليل عليه السلام به رحمة وشفقة وقد أمر بالذبح ولم يؤمر بكيفية معينة للذبح فاختار صفة ينفذ فيها الأمر الذي جاء من الله عز وجل ويجمع بين استجابته لأمر الله وبين رحمته لابنه التي جعلها الله عز وجل في قلبه فجمع بين الأمرين وهذا من كمال تنفيذ أوامر الله سبحانه وتعالى ، فجاء على هذه الصفة بأن رمى إبراهيم ابنه إسماعيل على الأرض تله تلاً قوياً شديداً حتى لا يفكر ولا يتردد في فتله والتل لا يكون إلا بقوة وشدة ﴿ فلمَّا أسلما وتله للجبين ﴾ هذه الصفة دلت عليها الآية في حرف من حروف المعنى أي أن التل كان من جهة الجبين وهذا التل هو الذي أوصل هذه الرأس إلى الأرض والتل كان من جهة الجبين أي تله تلاً يوصل جبينه إلى الأرض و"ال" هذه في الجبين " جنسية بمعنى أنه أوصل كل الجبين ومعناه أنه أوصل طرفي الجبين هذا جميعاً إلى الأرض أوصلهما طاعة وقرباناً إلى الله فجعلهما يماسان الأرض ***لما عدي فعل مرَّ في قوله تعالى ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾ بعلى ؟ ولما عدي في قوله تعالى ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾بالباء ؟ الفعل مرَّ في كتاب الله تعالى تارة يتعدى بالباء وتارة يتعدى بـ "على " كما في قوله تعالى: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾ تعدى هنا بـ " على" لتفيد الاستعلاء ومع قوله تعالى : ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾ تعدى هنا بـ الباء لتفيد الملاصقة وهناك فرق في دلالة السياق كان يناسب هنا أن يأتي بحرف الباء وهناك في السياق أن يأتي بحرف "على" ، وذلك حسب المناسب في هذا الموطن أن يأتي حرف على تدل الاستعلاء وباء تدل على الملاصقة فتارة المرور يناسب أن يكون بملاصقة وتارة المرور يناسب أن يكون بعلو وهذا من إعجاز كتاب الله سبحانه وتعالى. :icony6::icony6::icony6:[/CENTER] |
فوائد الدرس العشرون
فوائد الدرس العشرون التضمين الفوائد المطلوبة: *** ما معنى التضمين؟وما هي فائدته ؟ومن يقول به من النحاة؟ التضمين كلمة تدور في كتب اللغة بين العروبيين والأدباء والنحويين والبيانيين ولكل طائفة من هؤلاء معنى خاص يفسرون به التضمين والذي يهمنا من هؤلاء هم طائفة البيانيين وكذلك بعض النحاة فالتضمين الذي نقصده هنا هو إشراب الفعل معنى فعل آخر ليدل الفعل الأول على معناه الأصلى وعلى المعنى الذي دل عليه السياق وفائدته هي أنه يدل على معنين أو أكثر مع تضمين معنى الفعل الأصلي فيعطي نوعاً من البلاغة والفصاحة والبيان زيادة عن ما كان في الأصل يقول به من النحاة الخليل وسيبويه وتبعهم على ذلك البصريون ونصره بن الجني في الخصائص وبن القيم في بدائع الفوائد *** ما هي شروط استعماله حسب المجمع اللغوي في القاهرة؟ استعمال التضمين المجمع اللغوي في القاهرة بثلاث شروط الشرط الأول: تحقيق المناسبة بين الفعلين والتي تسمى العلاقة . الشرط الثاني: وجود قرينة تدل على المعنى الملحوظ مع الأمن من اللبس. الشرط الثالث: ملائمة التضمين للذوق العربي. ***ما هو وجه التضمين في الأفعال التالية: 1- ﴿ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرً﴾ الفعل يشرب يتعدى بحرف (من) للدلالة على الشرب ولكن هنا جاءت الباء في الآية ﴿ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرً﴾ بدل حرف من لتضمين فعل يشرب بفعل آخر هو يروى حتى يعطي معنى أن عيناً يشرب منها ويروى بها عباد الله فجاء المقصود يشربوا ويرووا 2- ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ أصل فعل الإرادة يتعدى بنفسه ولا يحتاج إلى فعل حتى يعديه فتقول أردت كذا وكذا وأراد فلان كذا وكذا من غير حاجة إلى فعل يعديه إلى مفعوله ، وعدّيَ في الآية الفعل يُردْ بالباء ليُضَمَّنَ بفعل آخر هو "الهم" أو الإرادة حتى يكون يكون المعنى هو فمن يرد أن يهم في البيت بظلم وإلحاد فإن الله سيذيقه من العذاب الأليم 3- ﴿ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ الأصل في نصر أن يتعدى بعلى فيقال نصرت فلان على فلان ونصرت المحسنين على الكافرين فالآية هنا عدت فعل نصر بلفظ من لتضمين نصرناه بمعنى انتقمنا له فيكون المعنى انتقمنا من الذين كفروا بأن نصرناه عليهم 4-﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرً﴾ الأصل في فعل أكل أن يتعدى بنفسه فتقول أكلت كذا وكذا فالآية هنا عدت فعل الأكل بحرف إلى لتضمين الأكل معنى الجمع والضم فيكون المعنى ولا تأكلوا أموالهم ولا تجمعوها وتضموها إلى أموالكم حال كون هذا الضم فيه من الإضرار ما في أكل أموالهم بالباطل إذا ليس النهي عن مجرد الأكل فقط وإنما النهي عن أي ضرر وإضرار بأموال الأيتام حتى لو لم يكن أكلاً وهذا المعنى دلت عليه كلمة إلى . 5-﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ ( يُخَالِفُونَ عَنْ )الأصل في الفعل يخالفون تعديته بنفسه وقد عدي بعن لتضمن مخالفة مع الإعراض أي يخالفون حال كونهم معرضين . :icony6::icony6::icony6: |
فوائد الدرس الحادي والعشرون
فوائد الدرس الحادي والعشرون بداية المرحلة الثالثة الفوائد المطلوبة : ** ماهي المرحلة الثالثة لطالب فهم القرآن ؟ المرحلة الثالثة معرفة دلالة الجملة الواحدة وما يتعلق بها ثم دلالة الجمل التي تتكون منها الآية تمهيد الجمل لها أثر في معرفة الترجيح وإدراك أكمل المعاني وأتم أوجه التفسير عند الكلام عن كتاب الله عز وجل ولذلك فلا بد أن يكون طالب العلم عارفاً بكثير من قواعد النحو واللغة و(كلمة غير مفهومة) معاني الجمل التي تدل عليها في علم البلاغة وفي الأخص علم المعاني والبديع . ** عددي أنواع الجمل في القرآن الكريم ؟ مع ذكر دلالة كل نوع ؟ الجملة تنقسم في لغة العرب إلى اعتبارات اعتبار محلها من الإعراب اعتبار الجمل ليس لها محل من الإعراب وهناك تقسيم آخر للجمل جملة إسمية وجملة فعلية وجملة وشبه الجملة فشبه الجملية إما أن ظرفية أو جار ومجرور وإنما المهم من جهة التفسير ما له علاقة بعلم المعاني مما له أثر في تفسير القرآن الكريم وهذه الجمل هي الجملة الإسمية ودلالتها الجملة الفعلية ودلالتها الجملة الحالية الجملة المعترضة الجملة التفسيرية الجملة الإسمية لها دلالة في علم المعاني فتدل على الدوام واللزوم والاستمرار. الجملة الفعلية دلالتها في علم المعاني تدل على معنى مغاير للمعنى الأول فتدل على الحدوث والتجدد ** وضحي الفرق بين : 1- دلالة الجملة الفعلية في قوله تعالى : ( يٰيَحْيَىٰ خُذِ ٱلْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ) ؟ 2- دلالة الجملة الاسمية في قوله تعالى : ( وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ) ؟ الله سبحانه وتعالى يقول لنبيه يحيى عليه السلام ﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ﴾ الآن هذه الجملة الفعلية التي أمر بها يحيى فعل الأمر هذا دل على شيء هذه الدلالة هي دلالة التجدد والحدوث معنى هذا الكلام أن الله عز وجل أمر نبيه يحيى أن يأخذ هذا الكتاب بقوة ويتابع هذا الأخذ مرة بعد مرة وحيناً بعد حيناً ولكن أخذ الكتاب بقوة والاستمرار على ذلك وهذا اللزوم الدائم والتام لا يمكن أن يكون من بشر أن المؤمن في أحيان يرتفع وفي أحيان يضعف قليلاً يأتيه فيحتاج بعد ذلك إلى تجدد إلى أن يزيل هذا الغان فهذا هو المراد هنا ﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ﴾ ونحن مأمورون أن نأخذ الكتاب بقوة وجاء الأمر هنا بالجملة الفعلية ليبين لك أنك بحاجة دائمة إلى التجديد إلى الإحداث إلى إحداث إيمان بعد أن يضعف وإذا خالط الناس سينقص إيمانك ولو حشرت نفسك في صومعة من الصوامع وأخذت تتعبد إلى الله سبحانه وتعالى قد لا ينقص الأمر الروحاني الذي في قلبك ولكن الإيمان سينقص كثيراً لأن المأمور به بالنسبة لك أن تخالط الناس وأن تصبر على آذاهم في سبيل الله عز وجل فتعيد لنفسك النشاط بالتجدد والإحداث التي دلت عليه هذه الجملة الفعلية . بالنسبة للجملة الإسمية التي تلتها مباشرة ﴿ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّ﴾. فدلالة الجملة الإسمية هنا جاءت الدلالة على الاستمرار على اللزوم على الدوام كيف كان هذا الآن هذا السلام الذي منح ليحيى عليه السلام ممن كان من الله سبحانه وتعالى وهي صفة ثابتة دائمة لا تنفك عنه ﴿ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ﴾ حين ولد جاءه السلام ﴿ وَيَوْمَ يَمُوتُ﴾ كذلك حين موته فهو أيضاً متصف بهذه الصفة ﴿ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّ﴾. فهذه المواطن الثلاث والتي تتضمن حياة الإنسان من أولها إلى آخرها يولد ثم يموت ثم يحيا الحياة الأخرى الكاملة السرمدية هذه المواطن الثلاث تكون حياته كلها من أولها إلى آخرها فالسلام عليه ثابت في كل هذه المواطن فلا يناسب هنا أن تأتي الجملة الفعلية التي تدل على الحدوث والتجدد وإنما صفة ثابتة لازمة يناسبها الجملة الإسمية ولذا كانت التي قبلها جملة فعلية وهنا جاءت الجملة جملة إسمية واقرن هذا بذاك في آيات كثيرة من كتاب الله عز وجل :icony6::icony6::icony6: |
إلحاقا بالسؤال الاول من الدرس الـ22
***أين تكمن أهمية دلالة السياق في فهم الآيات ؟ ومن نص عليها من أهل العلم؟
آسفة نسيت الرد على الجزء الثاني من السؤال :) نص عليه عدد كبير جدا من أهل العلم منهم: مسلم و سليمان و صالح بن كيسان و ابن جرير و ابن عطية صاحب كتاب (محرر الوجيز) و القرطبي و ابن تيمية و غيرهم الكثير من العلماء الاجلاء. |
أختي دعاء مبارك عليك المسكن الجديد تعمريه بالايمان ان شاء الله. و0ر0د
|
مبارك عليك المسكن الجديد
أختي الحبيبة دعاء عبد الله وجزاك الله خيرا وزوجك على الحرص على التفقه في دين الله لك ثلاثة لآلئ لاستماعكِ للدرس التاسع عشر والعشرين والواحد والعشرين http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif وثلاثة لآلئ لتدوين الفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif أسأل الله أن تكون لكِ في الجنة وأضعافها إن شاء الله تعالى... وبهذا تكوني قد أنهيتِ دروس المرحلة الثالثة.. بارك الله فيكِ ونفعك بما سطرتِ ونفع بكِ..... |
تم بحمد الله الاستماع الى الدرس 23 و سأدون الفوائد الان ان شاء الله
|
الساعة الآن 07:38 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .