تم بحمد الله ومنته الإستماع للشريط الثالث
"كيف نبني بيتا في أرض القرآن" |
فوائد الدرس الثالث
***ما هي اللبنة الأولى لتشييد بيت في أرض القرآن؟ وضحي ذلك مع ذكر الدليل من كتاب الله عز وجل.
العلــــــــــم : بدليل قوله تعالى في كتابه العزيز " {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق } إلى قوله : { علم الإنسان ما لم يعلم }" فكانت هذه الأيات أول ما نزل على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لتشييد بناء هذه الأمة , وقوله (إقرأ) المقصود هنا تحصيل العلم لأن القراءة وسيلة لتحصيل العلم فأعظم قاعدة في هذه الأمة هي العلم , وقال "باسم ربك" فالباء هنا للإستعانة أي أن الله أمر نبيه أن يستعين بالله في طلب العلم النافع وتحصيله , فأول ما ينبغي للمؤمن أن يبدأ بطلب العلم فبدون العلم لا يستطيع أن يبني بيتا من القرآن. وقد كررت كلمة إقرأ في الآيات مرتين وكذلك كلمة علم مرتين , وذلك دليل صريح على أهمية العلم في الوصول إلى بيت على أرض القرآن وحتى نعيش في ظلال القرآن , فمتى استعان المؤمن بالله تعالى على العلم فإن الله كريم وسيفيض عليه أنواعا من العلوم النافعة والمفيدة في الدنيا والآخرة. ***ما هي اللبنة الثانية لذلك البناء؟مع التوضيح. الدعـــــــوة إلى الله وتبليغ العلم وأوامر الله جل في علاه وقد تبين ذلك في ثاني سورة نزلت على النبي الكريم وهي سورة المدثر , قال تعالى " {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}. يا أيها المدثر : هنا عتاب لطيف للنبي صلى الله عليه وسلم الذي تنزل عليه الوحي فشق عليه الأمر في بدايته , فكان الأمر ليس بالسهل , فكان هذا الخطاب بمثابة تنبيه بأنه ليس لمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته بأن يدثرون ويختبأون ويتركون الدعوة . قم فأنذر : قال له قم لأن هذا الخطاب لا يصلح وأنت جالس لأن من أراد أن يبلغ دعوة الله يجب أن يكون واقفا مستعدا لذلك. وربك فكبر : يجب على المؤمن أن يعرف أن الله أكبر وأعظم وأجل من كل شئ وأنه محيط بكل شئ , فبذلك التكبير والإيمان سيبعد الناس عن شهواتهم وعن نفسهم الأمارة بالسوء , فيعلم أن الله معه فلا يخاف من أحد , فيجب أن يكون التعلق أولا وآخرا بالله . وثيابك فطهر : ذلك مبدأ لكل داعية بأن يبدأ بنفسة فيطهرها من الشرك ومن كل شئ دنس ونجس , ويطهرها من كل الأخلاق الذميمة كالغيبة والنميمة وغير ذلك من كل ما هو سيء , وذلك حتى يتبعه الناس ولا يقدحوا به , وإضافة إلى ذلك يجب عليه أن يلتمس الطهارة في بدنه وثوبه من كل ماهو سيء , فيكون نظيفا من داخله وخارجه , أين ما نظرنا إليه نظيفا. والرجز فاهجر : وهنا دعوة لهجر كل ماكان من القبح والبعد عن عبادة الأصنام والأوثان. ***ما هي اللبنة الثالثة لذلك البناء الجميل مع التوضيح؟ العبــــــــــــــــــادة : وهنا متمثلة بالعبادة المحضة وهي قيام الليل قال تعالى " يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً * " فبعد الحصول على العلم ومن ثم الدعوة هناك مشاكل ومصاعب لا حد لها سيواجهها الداعية , قال النبي صلى الله عليه وسلم "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل , يبتلى المرء على قدر دينه , فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء" فالمؤمن الداعية يحتاج إلى زاد يستعين به على ذلك الطريق الذي يحتف بالمصاعب وذلك الزاد هو عبادة الله وطاعته ومن هذه العبادات قيام الليل, فهذه عبادة سرية بين العبد وربه تعينه على مصاعب الدعوة إلى الله , فبالتزامه بالعبادة يستطيع أن يستمر في الدعوة بدون انقطاع ولا تعب حتى يسير على نهج الأنبياء , فيجب على الداعية أن يجمع بين اللبنات الثلاث العلم والدعوة والعبادة حتى تكتمل دعوته ويكون على نهج النبي صلى الله عليه وسلم. ***لماذا أمر الله عزّ وجلّ نبيه بقيام الليل في أوائل النبوة قبل الأمر بباقي العبادات؟ لأنه سيتحمل حملا ثقيلا ويواجه مصاعبا كثيرة في طريق الدعوة , فيحتاج بذلك إلى زاد وغذاء يعينه على مواجهة تلك المصاعب , فكان ذلك الزاد هو قيام الليل , قال تعالى "إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً " "والحمد لله رب العالميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن" و0ر0دو0ر0دو0ر0دو0ر0دو0ر0دو0ر0دو0ر0دو0ر0دو0ر0دو0ر0دو0ر0د |
1 مرفق
تم بحمد الله تفريغ باقي الشريط الثالث ..في المرفق ..اللهم تقبل من الجميع ..عذرا ..لأول مرة أرفق ملف وبدون مساعدة ..إذا كانت الكتابة من اليسار أرجو تحويلها من اليمين إلى اليسار ..بروركتم .
|
1 مرفق
أو أن أجرب نقل الدرس من الوورد مباشرة..
|
تفريغ الشريط الثالث من الدقيقة الأولى حتى الثامنة
بسم الله الرحمن الرحيم
تفريغ الدرس الثالث """ كيف نبني بيتا على أرض القرآن""" من الدقيقة الأولى إلى آخر الدقيقة الثامنة الحمد لله رب العالمين , والحمد لله الرحمن الرحيم , والحمد لله مالك يوم الدين , والحمد لله الذي إياه نعبد وبه وعليه وحده نستعين , ثم أصلي وأسلم على حبيبنا ونبينا ومصطفى ربنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين , وسلم تسليما كثيرا. تكلمنا في الحلقة السابقة عن الحياة في ضوء القرآن , ثم عن العيش مع القرآن , وكيف يكون الإنسان عائشاً مع كتاب ربه سبحانه وتعالى , ونريد الآن أن ننتقل إلى الهدف الثالث , وهو هدف مهم جدا , بل هو من الأهداف التي كانت هذه الدروس من أجلها , وكان المقصود من إقامتها أن نستطيع أن نبني بيتا في أرض القرآن . الهدف الثالث هو : نريد أن نبني بيتا في أرض القرآن , هذه العبارة المقصود منها أن يكون لنا حياة وعيش وبناء في رياض كتاب الله سبحانه وتعالى , كيف يكون هذا ؟ نعم أيها المؤمن , حياتك من الممكن من أولها إلى آخرها , من حين أن تستيقظ في الصباح الباكر إلى أن تنام , بل من بعد أن تنام وإلى أن تستيقظ من نومك , من الممكن جدا أن تكون مع القرآن من أولها إلى آخرها , لــم ؟ وكيـــــف ؟ إذا بنيت بيتك على أرض القرآن , وإذا استعنت في بناء هذا البيت بالقرآن , وإذا أخذت في بناء هذا البيت بأدوات تستلهمها من القرآن , نريد هذا كله , نعم نريد أن تكون الأرض من كتاب الله عز وجل , قطعة من نور هذا القرآن الذي أنزله الله عز وجل على هذه الأرض , ونريد أيضا عندما نهمُ في البناء ونشرع في تشييَد هذا البيت المبارك , نريد أيظا أن نستعين على هذا البناء وفي تشييَده بكتاب الله عز وجل , فقواعده كلها من أولها إلى آخرها , من الممكن جدا أيَها المؤمن أن نأخذها من القرآن , وكذلك إذا أردنا أن نأخذ شيئاً مما يتعلق بهذا البناء و ولنضرب مثلا على ذلك ؛ بأحجاره وطوبه , بمناطه أي بالخلطة وكذلك ما يتعلق بدهانه , بزخارفه , بتذويقاته , كلها من أولها على آخرها , أيها المؤمن من الممكن أن تكون من كتاب الله عز وجل . نعـــــم , تخيلوا هذا البيت قد بني في أرض القرآن , وقد شيَِد من القرآن , وقد جمَل وحسن من القرآن أيضا وهذا من الممكن , كيــــف ؟؟ هذا الذي نريد في الهدف الثالث أن نطمع إليه , ثم من خلال الوسائل المقررة في هذه الدروس أن نصل إليه , أريدك أن تطمع في هذا , وأن تعلم أنه من الممكن تماما أن تشيَد بناءا كاملا تاما رفيعا شريفا منيفا جميلا حسنا أبيضا , ولكنه من القرآن . كيف هذا ؟ سنأتي بإذن الله فيما نستقبل من الدروس . ولكن دعني أضرب لك أمثلة أيها المؤمن أيها المبارك , يا قارئ القرآن , دعني أضرب لك أمثلة لهذا البناء , جاءت من كتاب الله عز وجل , بل كان القرآن هو الذي يهدي محمدا صلى الله عليه وسلم في تشييَد بناء هذه الأمة من أولها إلى آخرها . نحن لا نستطيع أن نشيَد بناء لأمة محمد صلَى الله عليه وسلم من أولها على آخرها , فإنما كان هذا على يده صلوات ربي وسلامه عليه , ولكن من الممكن أن نساهم في تجديد بناء الأمَة , من الممكن أن نساهم في إصلاح الخلل والخطأ الذي يوجد حينا في بعض جدران ومنافذ بنيان هذه الأمَة , في هذا الجدار في هذا البنيَان العظيم هناك ولا شك أمور لا نرتضيها , ولا نفرح بها ونتمنى أن تزول , هناك أنواع من الأعطاب , أنواع من الخلل , أنواع من الكسور , أنواع من الشروخ في هذا الجدار العظيم , في جدار هذا البنيان المشيَد لأمَة محمد صلَى الله عليه وسلم , إذا أردنا أن نساهم في تصحيح وفي تقويم هذا البنيان , عندئذٍ يجب أن نكون أداة صحيحة سليمة في القدرة على تصحيح الأخطاء , وهذا لا يكون إلا من كتاب الله عز وجل , نأخذ أمثلة لننظر كيف ساهم هذا القرآن بل كيف أمر هذا القرآن نبي الهدى صلَى الله عليه وسلم بتشييد هذا البنيان . خذ أول قاعدة أمر بها القرآن , في توجيهه الخطاب لمحمد صلَى الله عليه وسلم , وأريد منك أن تكون منفتح الذهن جداً في تصور هذه الحقائق , في تصور هذه الأوامر من القرآن , حينما تنزلت على خير البشر صلَى الله عليه وسلم , محمد صلوات ربي وسلامه عليه , لما تنزَل عليه القرآن , كان قبله كما ذكرنا لك , "ووجدك ضالا فهدى" , بعيدا عن نور القرآن , لما تنزل عليه القرآن أمره بأن يبدأ في تشييَد هذا البنيان العظيم , بنيان أمة محمد صلَى الله عليه وسلم . فما هي الأوامر الأولى التي جاءت من القرآن على هذا النبي الكريم لتشييد هذا البنيان ، ما هي ؟؟ أنظر إلى أول سورة تنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم وهي تعتبر اللبنة الأولى في تشييَد هذا البنيان , نعم هي اللبنة الأولى في تشييَد هذا البنيان العظيم الذي هو أعظم بناء شيده نبي صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين , لكل نبيَ بنيان , لكل نبي أمَة , دعاهم إلى الحق منهم من أجاب ومنهم من رد ورفض , وأمة محمد صلى الله عليه وسلم دعاها نبيها فاستجاب منها أمم وبقيت أيظا أمم لم تجب , فمن أجاب بيًن لهم صلى الله عليه وسلم هذا البنيان العظيم , فما هي اللبنة الأولى التي وضعها القرآن لتشييَد بنيان محمد صلَى الله عليه وسلم , هي أول سورة تنزلت على هذا النبَي الكريم , ما هي أول سورة ؟ سورة العلق. نعلم جميعا أن سورة العلق هي أول سورة تنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم على الصحيح من أقوال أهل العلم لنقرأ أوائل سورة العلق , لندرك كيف كانت أول لبنة في هذا البنيان العظيم قال تعالى "{ اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم *الذي علم بالقلم *علم الإنسان مالم يعلم } (العلق:1-5) . أنظر أيها المؤمن أيَها المبارك , يا من استمعت إلى هذه الآيات العظيمات , أنظر إلى أوائل الأوامر التي جاءت في هذه السورة , ولك أن تتخيل أن هذه أول آية استمعها محمد صلى الله عليه وسلم , وكأنها أول آية أيضا تستمع إليها أنت من كتاب الله عز وجل , لو كنت قبل ذلك لم تستمع إلى شيء من كتاب الله مطلقا ,أبدا ثم استمع إلى آية فإلى ماذا ستستمع ؟؟ ستستمع إلى قول الجبار سبحانه وتعالى " اقرأ باسم ربك الذي خلق ..................... عذرا طبعته على الوورد ومن ثم نقلته إلى المنتدى لأني لم أعرف كيفية إرفاقه بملف |
سبحان الله حصل خطأ أني أنا وأم الخطاب فرغنا نفس الجزء من الشريط ...... وقد لا نستطيع أن نفرغ الباقي
ونريد همة إحدى الأخوات بتفريغ الجزء الثاني من الشريط أي من عند الدقيقة التاسعة وبارك الله في جهودكن....... لأن الأخت حاجة فرغت الجزء الثالث والأخت عفاف فرغت ما بعده....بارك الله في همتكن |
مهم مهم مهم في تفريغ الدرس الثالث
سبحان الله قدر الله و ما شاء فعل....ألان فقط انتبهت يا اخت خادمة الذكر الحكيم انه حتى أنا و الاخت عفاف قد اخذنا ادوار غير ادوارنا في التفريغ (انا من جعلت اختي عفاف تخطئ :rolleyes1:) ارجو المعذرة.
المهم هذه الاجزاء قد فرغت: من (1-8) خادمة الذكر الحكيم من (24-32) حاجة من (32-40) عفاف بقيت جزئين فقط غير مفرغة و المطلوب من الاخوات الباقيات من يفرغها: من (8-16) من (16-24 ) و الافضل من تقوم بتفريغ اي جزء ان تكتب انها ستفرغه قبل ان تبدأ منعا للبس. يا الله يا أخوات الهمة معنا في التفريغ خصوصا و أنه الجمعة ليس عندنا محاضرة لنسمعها. |
السلام عليكم ورحمة الله
أخواتي بإذن الله تعالى أقوم بتفريغ الجزءمن (8-16) وجزاكم الله خيرا |
تفريغ الدرس الثالث كامل
تفريغ الدرس الثالث كامل كيف نبني بيتا في ارض القران قال الشيخ الحمد لله رب العلمين والحمد لله الرحمن الرحيم والحمد لله مالك يوم الدين والحمد لله الذي إياه نعبد وبه وعليه وحده نستعين ثم أصلي واسلم على حبيبنا ونبينا ومصطفى ربنا محمد صلي الله عليه وسلم وعلى أله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . تكلمنا في الحلقة السابقة عن الحياة في ضوء القرآن ثم عن العيش مع القرآن وكيف يكون الإنسان عائشا مع كتاب ربه سبحانه وتعالى ونريد الآن أن ننتقل إلى الهدف الثالث وهو هدف مهم جدا بل هو من الأهداف التي كانت هذه الدروس من اجلها وكان المقصود من إقامتها أن نستطيع أن نبني بيتا في أرض القرآن الهدف الثالث هو نريد أن نبني بيتا في أرض القرآن هذه العبارة المقصود منها أن يكون لنا حياة وعيشا وبناء في رياض كتاب الله سبحانه وتعالى كيف يكون هذا نعم أيها المؤمن حياتك من الممكن من أولها إلى أخرها من حين أن تستيقظ في الصباح الباكر إلى أن تنام بل من بعد أن تنام وإلى أن تستيقظ من نومك من الممكن جدا أن تكون مع القران من أولها إلى أخرها لما وكيف إذا بنيت بيتك على ارض القران وإذ استعنت في بناء هذا البيت بالقران وإذ أخذت في بناء هذا البيت بأدوات تستلهمها من القران نريد هذا كله نريد أن تكون الأرض من كتاب الله عز وجل قطعة من نور هذا القران الذي انزله الله عز وجل على هذه الأرض ونريد أيضا عندما نهم في البناء ونشرع في تشييد هذا البيت المبارك نريد أيضا أن نستعين على هذا البناء وفي تشييده بكتاب الله عز وجل فقواعده كلها من أولها إلى أخرها من الممكن جدا أيها المؤمن أن نأخذها من القران وكذلك إذا أردنا أن نأخذ شيئا مما يتعلق بهذا البناء ولنضرب مثلا على ذلك بأحجاره وطوبه بملاطه أي بالخلطة وكذلك ما يتعلق بدهانه بزخارفه بتزويقاته كلها من أولها إلى أخرها أيها المؤمن الممكن أن تكون من كتاب الله عز وجل نعم تصور هذا البيت قد بني في أرض القرآن وقد شيد من القران وقد جمل وحسن من القرآن أيضا وهذا من الممكن كيف ؟ هذا الذي نريد في الهدف الثالث أن نطمع إليه ثم من خلال الوسائل المقررة في هذه الدروس أن نصل إليه أريدك أن تطمع في هذا وأن تعلم أنه من الممكن تماما أن تشيد بناءا كاملا تاما رفيعا شريفا جميلا حسنا ابيضا ولكنه من القرآن كيف هذا سنأتي به بإذن الله فيما نستكمل من الدروس ولكن دعني اضرب لك أمثلة أيها المؤمن أيها المبارك يا قارئ القران دعني اضرب لك أمثلة لهذا البناء جاء في كتاب الله عز وجل بل كان القران هو الذي يهدي محمد صلى الله عليه وسلم في تشييد بناء هذه الأمة من أولها إلى أخرها نحن لا نستطيع أن نشيد بناء لأمة محمد صلى الله عليه وسلم من أولها إلى أخرها إنما كان هذا على يده صلوات ربي وسلامه عليه لكن من الممكن أن نساهم في تجديد بناء الأمة من الممكن أن نساهم في إصلاح الخلل والخطأ الذي يوجد حينا في بعض جدران ومنافذ بنيان هذه الأمة في هذا البنيان العظيم هناك ولا شك أمور لا نرتضيها ولا نفرح بها ونتمنى أن تزول هناك أنواع من الإعطاب أنواع من الخلل أنواع من الكسور أنواع من الشروخ في هذا الجدار العظيم في جدار هذا البنيان المشيد في بنيان أمة محمد صلى الله عليه وسلم إذا أردنا أن نساهم في تصحيح وفي تقويم هذا البنيان عند إذ يجب أن نكون أداة صحيحة سليمة في الوقوف على تصحيح الأخطاء وهذا لا يكون إلا من كتاب الله عز وجل نأخذ أمثلة لننظر كيف ساهم هذا القرآن بل كيف أمر هذا القرآن نبي الهدي صلى الله عليه وسلم لتشييد هذا البنيان خذ أول قاعدة أمر بها القران في توجهه الخطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم وأريد منك أن تكون متفتح الذهن جدا في تصور هذه الأوامر من القرآن حينما تنزلت على خير البشر صلى الله عليه وسلم محمد صلوات ربي وسلامه عليه لما تنزل عليه القران كان قبله كما ذكرنا لك (ووجدك ضالا فهدى) بعيدا عن نور القرآن لما تنزل عليه القرآن أمره أن يبدأ في تشييد هذا البنيان العظيم بنيان أمة محمد صلى الله عليه وسلم فما هي الأوامر الأولى التي جاءت من القرآن على هذا النبي الكريم لتشييد هذا البنيان ما هي ؟ انظر إلي أول سورة تنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم وهي تعتبر اللبنة الأولى في تشييد هذا البنيان العظيم الذي هو أعظم بناء شيده نبي صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين لكل نبي بنيان لكل نبي أمة دعاهم إلى الحق منهم من أجاب ومنهم من رد ورفض وأمة محمد صلى الله عليه وسلم دعاها نبيها فاستجاب منها امم وبقي أيضا أمم لم تجب ومن أجب بين لهم صلى الله عليه وسلم هذا البنيان العظيم فما هي اللبنة الأولي التي وضعها القرآن لتشييد بنيان أمة محمد صلى الله عليه وسلم هي أول سورة تنزلت على هذا النبي الكريم :هي سورة العلق نعلم جميعا أن سورة العلق هي أول سورة تنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم على الصحيح من أقوال أهل العلم لنقرأ أوائل سورة العلق لندرك كيف كانت أول لبنه في هذا البنيان العظيم (اقرأ باسم ربك الذي خلق()خلق الإنسان من علق()اقرأ وربك الأكرم()الذي علم بالقلم()علم الإنسان ما لم يعلم) أنظر أيها المؤمن أيها المبارك يا من استمعت إلى هذه الآيات العظيمات وانظر إلى أوائل الأوامر التي جاءت في هذه السورة ولك أن تتخيل أن هذه أول أية سمعها محمد صلى الله عليه وسلم وكأنها أول أيه تستمع أليها أنت من كتاب الله عز وجل لو كنت قبل ذلك لم تستمع إلى شيء من كتاب الله مطلقا ثم استمعت إلى أية إلى ماذا ستستمع ، ستستمع إلى قول الجبار سبحانه اقرأ باسم ربك الذي خلق فما هو أول أمر أمر به محمد صلى الله عليه وسلم ، أمر باقرأ والمقصود هنا بالنسبة لاقرأ أتحصيل العلم لان القراءة وسيلة لتحصيل العلم فأول ما أمر به محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن وهو أول لبنة وضعت في تشييد هذا البنيان العظيم تشييد بناء أمة محمد صلى الله عليه وسلم هو العلم فأعظم قاعدة وأكبر ما عندنا في هذه الأمة هو ما يتعلق بمسألة العلم وإذا جاء الأمر أولا فيها أقرأ باسم ربك الذي خلق اقرأ أي حصل العلم وأي علم أي العلم النافع كيف أدركنا أنه العلم النافع لا غيرة أدركناه بقولة سبحانه وتعالى بعده مباشره أقرأ باسم ربك الذي خلق الباء هذه تسمى باء الاستعانة باسم ربك الذي خلق فأمر أن يستعين بإسم الذي خلق أي باسم الله عز وجل على ماذا على تحصيل العلم والذي يستعين باسم الله سبحانه وتعالى العظيم على تحصيل العلم حيث يحصل علم ليس له نفع هل سيحصل علم ليس له جدوى ليس من وراءه فائدة لا وانما سيحصل العلم الذى له فائدة عظيمة وجدوى كبيرة سواء كان ذلك في الدنيا أو في الأخرة ولذا هكذا كان بداية تشييد هذا البنيان العظيم فأول ما ينبغي لكل من أراد أن يبني بيتا عظيما جميلا حسنا في هذه الحياة الدنيا من كتاب الله أول ما ينبغي عليه أن يبدأ بالعلم وبدون العلم لن يستطيع أن يبني بيتا على طريقة وهدى وخطى وأثر هذا النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه نعم لا يمكن وهذا مثال نضرب لك الآن كيف نبني بيتا من القرآن فهذا هو المثل الأول إذا أردت أن تبني بيتا من القرآن عماده هو كتاب الله عز وجل ولا يكون بنيانا حسنا ------- خطأ في صوت الشريط من الدقيقة الثانية عشر وعشر ثواني إلى الدقيقة الثانية عشر وستة وخمسين ثانية --------- أن تشيد بناء في أرض القرآن فلابد لك بهذا العلم نعم أيها المؤمن لابد لك أن تبدأ بالعلم ولذا انظر إلى هذا التكرار العجيب إلى تكرار الله سبحانه وتعالي لمسألة العلم في هذه الآيات التي هي أول ما تنزل ، وأنا لا أريد أن ينقطع ذهنك عن تصور المسألة كما هي النبي صلى الله عليه وسلم ما كان استمع أية قبل ذلك مطلقا ما استمع إلى كلام الله سبحانه وتعالى هذا هو أدب ، ما تنزلت عليه ولا آية ما استمع إلى شيء أبدا وينزل عليه مباشرة أول ما ينزل اقرأ باسم ربك الذي خلق أي تعلم العلم الذي يكون فيه الاستعانة بالله سبحانه وتعالي علم يكون نافع لك في دنياك وأخراك اقرأ باسم ربك الذي خلق ثم ماذا (خلق الإنسان من علق) بيان القدرة الإلهية العظيم ثم ماذا بعدها (اقرأ وربك الأكرم) عاد لمسألة القراءة وربك الأكرم أي إذا استعنت بالله عز وجل فإن كرم الله سبحانه وتعالى سيفيض عليك أنواع من العلوم النافعة الكثيرة فإذا استعنت بالله فبكرم الله سبحانه وتعالى سيكون سببا في تناول أنواع من العلوم كثيرة لا حصر لها ببركة هذا القرآن العظيم وببركة الاستعانة بالله سبحانه وتعالي ولذا قال بن القيم رحمة الله كلمة عظيمة جليلة قال من فعل طاعة من الطاعات ولم يجد لهذه الطاعة أثر في قلبه وفي نفسه فليراجع نفسه فإن الله كريم شوف العبارة فإن الله كريم ، إذا فعلت طاعة وكنت مخلصا فيها ومقبلا على الله عز وجل فإنه لابد أن يثيبك الله سبحانه وتعالى أمر أخر وطاعة أخرى ولذة ثالثة وطاعة رابعة لان الله كريم ، فهنا من أقبل على العلم مستعينا بالله فإن الله كريم (اقرأ وربك الأكرم) أي لا تخشى أن الله سيتخلى عنك سيبخل عليك لا سيمن عليك لا وإنما سيكرمك إذا أقبلت عليه وتعلمت العلم النافع مستعينا به سبحانه وتعالى (اقرأ وربك الأكرم()الذي علم بالقلم ) شوف كرر أيضا مرة ثانية مسألة العلم فكلمة القراءة مرتين وكلمة العلم مرتين فمسألة العلم والقراءة تكررت أربع مرات وهي أوائل ما تنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهذا يفيدك أهمية العلم في تحقيق ما تتمناه من العيش في رياض القرآن (اقرأ باسم ربك الذي خلق()خلق الإنسان من علق()اقرأ وربك الأكرم()الذي علم بالقلم()علم الإنسان ما لم يعلم( وأعظم ما علم الله الإنسان هو القرآن وهذه حقيقة إذا أردت أن تعيش في أرض القرآن وأن تشييد بناءك في ضوء القرآن فلا بد أن يكون بدأ بالعلم وسيأتي الكلام عن هذا تفصيلا بإذن الله سبحانه وتعالى ولكن أردت أن أضرب لك مثلا إذا أخذنا فإن القرآن لما تنزل على محمد صلى الله عليه وسلم أراد منه أن يدرك هذه الحقيقة العظيمة وأنه لا يمكن أن يبني بناء مستقيما مشيدا عظيما إلا بالعلم ولذا نزلت السورة بداية ، بعد ذلك ننتقل إلى رسالة أخري وهي مهمة جدا في هذا الأمر ، ما السورة التي تنزلت بعد سورة العلق وأنا الآن أعيد واكرر أن مقصودي كيف نبني بيتا في أرض القرآن فإذا أردت أن تبني بيتا في أرض القرآن لابد من العلم وبدون العلم أنت لا تستطيع ولن تستطيع ولن يستطيع أحد من الناس أن يبني بيتا في أرض القرآن ، ما هي السورة الثانية التي تنزلت بعد سورة العلق ؟ هي سورة المدثر على خلاف بين المفسرين ولكن جمهور المفسرين على أن السورة الثانية التي تنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم هي سورة المدثر من يقرأ لنا أوائل سورة المدثر حتى نقف على الحقيقة الكبرى الثانية في هذا الأمر الجليل ؟ أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ، بسم الله الرحمن الرحيم ( ياأيها المدثر () قم فأنذر () وربك فكبر () وثيابك فطهّر () والرّجز فاهجر () ولا تمنن تستكثر () ولربك فاصبر ) أحسنت وبارك الله فيك ونفع الله بك أنظر إلى ثاني سورة تنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم وأنا لا أريد أن أبدأ أن تنقطع حبال أوصالك في الكلام والتفكر مع هذه الآيات لان هذا الامر إذا انقطع لن تستفيد شيء نريد أن نعيش وكأن هذه السورة لم يتنزل قبلها الا سورة واحدة هي سورة العلق فأمرت بالعلم قبلا والان تأمر بأمر في أخر وهو ما يتعلق ، لما تعلمت يجب عليك بعد ذلك وينبغي لك أيها المؤمن أن تنطلق في الدعوة إلى الله عز وجل أن تنطلق في أرض الله الواسعة فتبلغ دين الله عز وجل وتبلغ ما أمرك الله به سبحانه وتعالي وانت تتبع نهج الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم في أمرهم الناس ونهيهم الناس أمرهم بما أمر الله به ونهيهم عما نهى الله عنه ، ( ياأيها المدثر) كيف ( ياأيها المدثر)؟ هل الإدثار هو أن يأخذ الإنسان لحاف فيلتحف به ويجمع نفسه عليه فيدثر ، يلتحف بهذا اللحاف وكأنه خائف من شيء أو قد جاءه شيء أرده فعندئذ يدثر بهذا خوفا مما قد أحاط به فجاء الخطاب من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم في أوائل ما تنزل ( ياأيها المدثر) لم يأتي الخطاب يا محمد ولا ياأيها الرسول وإنما جاء ( ياأيها المدثر) ، فاصل قصير أيها الأحبة ثم نعود إلى الكلام عن سورة المدثر ، الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله ، مرحبا بكم أيها الإخوة الأحبة مرة أخرى ، ونحن نتكلم عن سورة المدثر في كيفية أن هذه السورة كانت هي اللبنة الثانية في بناء هذه الأمة العظيمة التي شيد محمد صلى الله عليه وسلم وكان الراعي في هذا البنيان هو القرآن العظيم فتنزلت هذه السورة على هذا النبي العظيم ليبدأ في تشييد هذا البنيات الكبير الهائل الذي هو أعظم بنيان مر على مر تاريخ البشرية ، ولم يمر على تاريخ البشرية أعظم من هذا البنيات ويستحيل هذا في كل الوجوه وعلى كل الأصعدة فإذا ( ياأيها المدثر) هي اللبنة الثانية التي تنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم ماذا فيها من الأوامر ؟ وما الذي جاء فيها حتى تكون بهذه المنزلة العظيمة أن تكون ثاني سورة تنزلت عليه صلوات ربي وسلامه عليه ، استمع إلى هذه السورة واستمع مع فهم آياتها ستلحظ أن هناك شيء تنزلت من أجله فالله عز وجل يقول في أولها ياأيها المدثر () قم فأنذر) وصفة المدثر هنا كأنما جاءت لذكر عتاب يسير من الله عز وجل إلى هذا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي تنزل عليه الوحي العظيم فشق عليه الأمر في بدايته مشقة كبيرة جدا ولك أن تتصور أن إنسان من البشر بلحمة وعظامه ودمه يتنزل عليه أمر من جبار السموات والارض ويوصل هذا الأمر جبريل عليه السلام وهو أعظم ملائكة الله سبحانه وتعالى والأمر شديد وليس بالهين ولذا لما تنزلت هذه الآيات وتدثر النبي صلى الله عليه وسلم تنزلت عليه مباشر لا لست أنت يا محمد ولا أنتم أيضا يا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم وعلى أتباعه ، لستم أنتم الذين تتدثرون وتختبئون خلف اللحاف وتتركون دعوة الناس لا أنتم تخرجون تبلغون رسالات الله سبحانه وتعالى كما أمركم الله عز وجل ولذا جاء هذا الوصف فيه عتاب يسير ( ياأيها المدثر) هذه الصفة ليست لك ولا تناسبك انت الذى يناسبك (قم فأنذر) ولك انت أن تتأمل كلمة قم قبل فأنذر لا يكون الإنذار وانت جالس لا وانما الانذار ينبغي أن يكون وانت قائم واقف مستعد لتبليغ دعوة الله عز وجل ولذا قبل الانذار أمره بالقيام فقال (قم فأنذر () وربك فكبر) هو الان يريد أن ينذر فما علاقة وربك فكبر ؟ العلاقة هنا أيها المؤمن أن الذي لا يعلم أن الله أكبر من كل شيء وأن الله أعظم من كل شيء وأن الله أجل من كل شيء وأن الله رفيق بكل شيء ، لا يمكن أن يبلغ رسالات الله سبحانه وتعالى لان الخلق لن يتركوه ، انت تريد أن تسد بين ضلال الناس بين شهواتهم بين لذاتهم بين ظلمهم بين طغيانهم بين كل ما هم فيه من المعاصي والشرور التي يرغب فيها الشيطان تريد أن تجعل سدا منيعا وفاصلا عظيما بين هؤلاء الناس وبين هذه الشهوات التى ملئت قلوبهم و لذا ستواجه معضلة كبيرة جدا, و هي ماذا هي هناك طواغيت في الأرض, و هناك ناس سيصدونك عن هذه الدعوة, و يجابهونك مجابهة شديدة, فإن لم تكن مكبرا لله عز و جل معظما لشأنه سبحانه و تعالى لن تستطيع أن تصمد في مسيرك لهذه الدعوة و في تبليغك لرسالات الله و إذا قال (وربك فكبر) ليكن الله أكير من كل شيء في قلبك, ليكن الله أعظم من كل شيء في قلبك, ليكن الله أجل من كل شيء في قلبك لا تخف أحد فالله معك. لا تنتظر من أحد عطاء و الله معك لا تنتظر من أحد رجاء و الله عز و جل هو الذي معك لا تنتظر من أحد حماية و الله عز و جل هو حاميك و لا تنتظر من أحد يعينك و الله عز و جل هو المعين سبحانه و تعالى و هذا هو معناه ان التعلق الكامل بالله و لا يعني ان تترك السنن الكونية التي أمرك الله عز و جل بها لا و لكن التعلق أولا و بدأ إنما يكون بالكبير المتعال يسبحانه و تعالى و لذا قال (وربك فكبر وثيابك فطَهر) أنظر الى هذا الأمر الجميل للداعية في مبدأ حياته الدعوية. (وثيابك فطَهر) و الثياب هنا ليس المقصود بها الملابس هذه و فقط, لا, و إنما الثياب شاملة لكل ما يحيط بالإنسان، بمعنى أنه أمره ثوبك و الثياب فطهر, جاءت عند أنواع المفسرين بأنواع عديدة منهم من يقول و ثيابك أي طهر نفسك من الشرك هذا كلام جملة من المفسرين, منهم من يقول و ثيابك فطهر أي طهر لسانك من بذيء الكلام , ومنهم من يقول و ثيابك فطهر أي طهر قلبك من الغش و الحقد و الحسد و نحو ذلك, ومنهم من يقول و ثيابك فطهر أي طهر ملابسك من القاذورات و النجاسات و نحو ذلك و منهم و منهم و منهم من يقول و كل هذا صحيح فالواجب على الداعية إذا أراد إن يقوم فيبلغ رسالات الله فالواجب عليه ان يطهر نفسه قبل أن ينتقل الى تطهير الخلق من بعد ذلك إذا أراد أن يطهر الناس فيجب عليه أن يبدأ يتطهير نفسه من الأنجاس. يطهرها من كل دنس، يطهرها من كل نجس فلا يبقي في داخله شيء من هذه الأنجاس فلا يبقي على ظاهره شيء من هذه الأنجاس، هذا لابد قبل ان ينتقل الى الدعوة لله عز وجل، أما إذا دخل في سبيل الدعوة و هو إلى الآن متلطخا بهذه النجاسات, متلبسا بهذه القاذورات, لن يستطيع أن يبلغ, و لن يقبل منه الناس و إن بلغ و لذا كان الواجب على الداعية أن يطهر نفسه قبل إن ينتقل إلى تطهير غيره و ثيابك فطهر يجب أن تطهر نفسك بدأ من الشرك, من التعلق بغير الله, من الظن بالله ظن السوء من صرف عبادة إلى غير الله سبحانه و تعالى من دعاء غير الله, من الذبح لغير الله, من الطواف بغير الكعبة من و من أشياء كثيرة جدا يجب أن تطهر نفسك أيضا من الكذب من الغش من الحسد من الحقد من السب من اللعن من الشتم من أنواع الكلام السيئ البذيء. يجب أن تطهر نفسك أيها المؤمن أيضا من ثناء الخلا، الفحش, الغيبة النميمة و أنواع كثيرة جدا من أنواع ما حرم الله عز و جل عليك و من أنواع ما هي من سيء الأخلاق. يجب عليك أن تطهر ملابسك, بدنك تطهره من القاذورات والنجاسات الداعية يجب أن يكون نظيفا حتى في بدنه, نظيفا حتى في شعره و هيئته, نظيفا حتى في ما أمره الله عز و جل في سنن الفطرة, نظيفا حتى في ملابسه الداعية لا يجب أن تكون ملابسه متسخة, قذرة و نحو ذلك عليها نجاسات عليها قاذورات لا إنما كله من أوله إلى آخره إن نظرت إليه من الداخل فإذا هو ابيض نظيف وإن نظرت إليه من الجانب فإذا هو ابيض نظيف و إن نظرت إليه من الجانب الآخر فإذا هو أبيض نظيف , فإذا نظرت إليه من أمامه من خلفه من تحته من فوقه من كل جهاته إذا هو كالمرآة في نظافته من كل شيء لا يجد عليه أحد مدخلا أبدا فإن أراد أن يقدح في دعوته لن يستطيع إلا بالكذب و البهتان إما أن يجد عليه مدخلا فلن يجد و لذا أمر الله نبيه صلى الله عليه و سلم في بداية الدعوة أن يكون كذلك. (وثيابك فطَهر) ثم (والرجز فاهجر) كل من كان من قبيل الرجس كل ما كان من قبيل القبح و السوء هذه التماثيل هذه الأصنام هذه الأحجار هذا التعظيم لهذه المخلوقات الضعيفة التي لا تنفع و لا تدفع لا ينبغي أن يكون في قلب المؤمن وفي قلب المسلم أدنى تعظيم لهذه الأحجار التي يصنع الإنسان منها بيده أشكال و ألوانا من المخلوقات ثم يعظمها و يقدسها و يجلها و قد تقع في قلبه في محل عظيم . (والرجز فاهجر) أي ابتعد عنه ابتعادا كاملا هذه الأوامر في الدعوة في بدايته و أنا أعيد و أكد أن هذا مثل ليس هذا تفسير للسورة لا و إنما هذا مثل أذكره لك الآن لتعلم كيف من أراد أن يشيد بناء القرآن على أرض القرآن بأدوات القرآن هذه هي طريقة القرآن ثاني سورة ثاني لبنة في هذا البناء هي سورة المدثر تنزلت لمن أراد أن يبلغ دين الله عز و جل كيف يكون حاله كيف يجب أن يكون وصفه كيف يجب أن يكون باطنه و ظاهره . بعد ذلك انتقل إلى المثال الثالث وإن كان الكلام عن سورة المدثر حقيقة ينبغي أن يكون طويلا وينبغي أيضا أن يكون جميلا وينبغي كذلك أن يكون مبسوطا لان في هذه السورة من أنواع العبر و العظات ما الله به عليم ولكن نرجئ هذا بإذن الله عز وجل إلى حلقات أخرى أو إلى درس آخر من الممكن أن يتكلم فيه الإنسان ويعرض فيه بعض بدائع هذه السورة العظيمة. المثل الثالث الذي معنا و الذي بني من خلاله هذا القرآن هذه الأمة المحمدية على يد محمد صلى الله عليه وسلم هي سورة المزمل شوف هذه السور تعتبر من قصار السور من جزء تبارك و عمّ سور يقرأها الناس كثيرا و يعرفها عموم المسلمين و هي التي شيدت هذا البناء العظيم فما الأمر الذي جاء في هذه السورة؟ و بماذا تكلمت هذه السورة؟ عن ماذا كانت تتحدث هي تتحدث عن البناء الثالث, عن اللبنة الثالثة وعن القاعدة العظيمة التي لابد من وجودها إذا أراد الإنسان أيضا مرة رابعة و خامسة و سادسة إذا أراد الإنسان أن يبني بيتا في أرض القرآن. نريد من يقرأ لنا أوائل سورة المزمل حتى نتكلم عن اللبنة الثالثة كمثل من أمثلة هذا البناء العظيم: "يا أَيها المزمل () قم الليل إِلا قليلا() نصفه أو انقص منه قليلا() أَو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا () إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا" أحسنت وبارك الله فيك ونفع الله بك هذه اللبنة الثالثة من هذا البنيان العظيم جاءت حين تنزلت عليه صلى الله عليه وسلم لتدله على أمر يستعين به على هذه الحياة بكل أمورها ألان نبينا صلي الله عليه وسلم أمر بالعلم وحصل العلم الذي استعان على تحصيله بالله عز وجل ، وهذا كان في سورةالعلق وهذه هي اللبنة الأولى اللبنة الثالثة هي هذه السورة العظيمة التي أمر فيها النبي صلى الله عليه وسلم بـ ( ياأيها المزمل قم الليل إلا قليلا ) قيام الليل عبارة عن ماذا؟ قيام الليل عبارة عن عبادة فهو بدأ أمر بالعلم حتى يسير في طريقه وهو مبصر ثم ثانيا أمر بماذا ؟ بتبليغ هذا العلم فإذا سار في طريق تبليغ العلم فعندئذ ستواجهه صعوبات كثيرة في هذا الطريق ، هذا الطريق طريق شائك طريق صعب طريق فيه عسر طريق ستواجهك امامك مصاعب لا حد لها ولا نهاية لأولها ولا آخرها ، ولذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت عنه أنه قال (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل , يبتلى المرء على قدر دينه ، فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء ) فإذن أنظر لتربية القرآن لمحمد صلى الله عليه وسلم أمر بالعلم ثم أمر بالدعوة فإذا أراد أن يبلغ الدعوة ستواجهه صعوبات كبيرة وعظيمة جدا فهو بحاجة إلى زاد يستعين به على هذا الطريق وبحاجة إلى أمور تغذي هذا الجسد وتغذي هذا الروح في هذا الطريق العظيم الطويل الذي يحتف به ما يحتف من أنواع الصعوبات ما هو هذا الغذاء وما هو هذا الزاد ؟ هو زاد العبادة هو غذاء طاعة الرب سبحانه وتعالى التي من أعظمها أن تصف قدميك في آخر الليل لله سبحانه وتعالى والناس لا يرونك ولا أحد يعلم عنك فتصف هاتين القدمين ثم تكبر قائلا الله أكبر وتشرع في صلاة الليل بينك وبين خالقك لا يعلم عنك أحد من الناس أبدا هذا الزاد هذا الغذاء هذا هو الذي يكفل لك أن تسير في طريق الدعوة ويكفل لك أن تسير في طريق العلم من دون أن تنقطع ومن دون أن تتعب ومن دون أن يعتريك ما يعتريك في أثناء الطريق فتترك الطريق وتذهب يمنة ويسرة تاركا طريق الأنبياء عليهم من الله أفضل الصلاة وأتم التسليم نعم لم هذا أيها المؤمن؟ لم هذا أيها المبارك ؟ لأنك الأن ستسير على هذا الطريق الذي ذكرت لك أنه فيه عسر وأنت بحاجة إلى زاد في سيرك على هذا الطريق هذا الزاد ليس من الطعام والشراب وإنما هو من طاعة الله سبحانه وتعالى وبالأخص من أنوع الطاعة طاعة واحدة وهي ما يسمى بالعبادة التي يطلق عليها عند اصطلاح بعض أهل العلم ( العبادة المحضة ) لأن العبادة الواسعة في مفهومها الشامل تشمل كل أنواع الطاعات والعبادات من دون إستثناء ولكن المراد هنا هو الطاعة المحضة أو العبادة المحضة التي يكون فيها سر بينك وبين خالقك سبحنه وتعالى أنت بحاجة الآن أن تقوم الليل ولذا أمر الله عز وجل نبيه بقيام الليل في أوائل الدعوة قبل الأمر بالصيام صيام رمضان تأخر إنما جاء في الهجرة قبل الأمر بالزكاة قبل الأمر بالحج قبل النهي عن شرب الخمر قبل النهي عن الزنا قبل النهي عن أنواع الشرور الكثيرة جدا التي جاء بها الله عز وجل وتنزلت على نبيه صلوات ربي وسلامه عليه تأمل كل هذه الشرور , لم ينهى عنها إلا متأخرا وكل هذه الأمور العظيمة التي هي أركان الدين لم يؤمر بها أيضا إلا متأخرا قياسا بالأمر بقيام الليل لم هذا؟ لأنك يا أخي المؤمن يا أخي المبارك عندما تريد أن تسير إلى الله عز وجل في طريق الدعوة بحاجة إلى غذاء بحاجة إلى زاد هذا الزاد لا يمكن أن يكون من إلا نوع واحد وهو من عبادة محضة التي تصلك مباشرة مع خفاء بالله سبحانه وحده ولذا من سلك هذا الطريق واحتاط لنفسه بهذه العبادات أستطاع أن يسير من دون تعب ولا كد ولا انقطاع . أما من أراد أن يشغل نفسه من أوله يومه إلى آخره بالدعوة المجردة مثلا أو لطلب العلم المجرد مثلا فإنه لن يستطيع أن يصل إلى درب الأنبياء ولن يسلك طريقهم ولن يصل مواصلهم ولن يبلغ شأوهم أبدا لأنهم إنما بلغوا هم هذه المنازل وكذلك بلغ أتباعهم من الصحابة والسلف الصالح هذه المنازل بزاد بطعام بشراب هذا الزاد وهذا الطعام وهذا الشراب هو العبادة المحضة التي تكون سرا بينك وبين الله عز وجل والتي جاء الأمر فيها في هذه السورة ذاكرا وهي اللبنة الثالثة في بناء في تشييد هذا البناء العظيم ولذا جاء الأمر بالعبادة المحضة هنا (ياأيّها المزّمّل ()قم الّيل إلا قليلا () نصفه أو انقص منه قليلا () أو زد عليه ورتل القرءان ترتيلا ) شوف ترتيلا القرآن ما يقرأ في هذه الساعات العظيمة في أخر الليل قرأه هكذا ؟وإنما يرتل (ورتل القرآن ترتيلا ) لم هذا كله ؟ قال الله عز وجل( إنا) تدل على التعليل لما قبلها ما علة هذا كله قال الله عز وجل (إنا سنلقي ) تأمل كلمة الإلقاء والإلقاء لا يكون إلا في شيء فيه شده فيه قوه قال (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ) صفته أنه ثقيل كبير عظيم شديد يحتاج أن تستعد له وأن تتهيأ له كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الثابت في الصحيح (إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق )والرفق هو أن تستعين في مسيرك في طلب العلم وتستعين في مسيرك إلى الدعوة تستعين بالعبادة التي بينك وبين الله عز وجل قيام الليل قيام خاص بينك وبين الله سبحانه وتعالي لا يدري عنها أحد أمور خاصة لا يدري عنها إلا الله سبحانه وتعالي أسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجعلني وإياكم جميعا من أهل القرآن وخاصته اللهم إنا نسألك الفقه في الدين وأن تعلمنا التأويل اللهم إنا نسألك الفقه في الدين وأن تعلمنا التأويل اللهم إنا نسألك الفقه في الدين وأن تعلمنا التأويل اللهم اجمعنا جميعا في الفردوس الأعلى من الجنة اللهم اجمعنا جميعا في الفردوس الأعلى من الجنة يا ذا الجلال والإكرام اللهم في جوار ورفقة حبيبك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم أقف إلى هذا الحد ونواصل بإذن الله في الحلقات القادمة وصلوات ربي وسلامه على أشرف خلقه وعلى أتباعه وعلى أله وأصحابه وأنا معهم برحمته وجوده وكرمه . |
تفريغ الدرس الثالث كامل
1 مرفق
:icony6:تم بحمد الله وعونه وتوفيقه سماع الدرس الثالث وتفريغه :icony6:
فقمت بعرضه مرة كمشاركة ومر في ملف ليتسنى للجميع الفائدة والله المعين من قبل ومن بعد :icony6: |
الساعة الآن 12:51 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .