جزاكِ الله خيرا بدر الدجى الحبيبة :icony6:
{ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ } ق/33 " هو الرجل يذكر ذنوبه في الخلاء، فيستغفر الله منها " [ الفضيل بن عياض ] ومما يدخل في هذا المعنى أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله : " ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه " أي: من تذكره لعظمة الله ولقائه ، ونحو ذلك من المعاني التي ترد على القلب - كما أشار إلى ذلك ابن كثير http://www.s7r.net/up/uploads/390347e84d.gif من فوائد قصة موسى مع الخضر أن من ليس له صبر على صحبة العالم والعلم ، فإنه يفوته بحسب عدم صبره كثير من العلم ، ومن استعمل الصبر ولازمه، أدرك به كل أمر سعى فيه . [ ابن سعدي ] http://www.s7r.net/up/uploads/c53fc024ef.gif { فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً } طه/44 كان اللين في الأسلوب والطريقة ، ولم يكن في المضمون والعقيدة . [ صالح المغامسي ] |
جزاكن الله خيرا
http://www.s7r.net/up/uploads/c53fc024ef.gif
معنى قوله تعالى: وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ [ البقرة: 284] . وكيف نجمع بين معناها وبين الحديث الشريف الذي معناه أن الله تعالى تجاوز عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ما حدثت به أنفسها ما لم تفعله أو تتكلم به؟ الجواب: هذه الآية الكريمة قد أشكلت على كثير من الصحابة رضي الله عنهم لما نزلت، وهي قوله تعالى: لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة: 284] . شق عليهم هذا الأمر، وجاءوا للنبي صلى الله عليه وسلم وذكروا أن هذا شيء لا يطيقونه، فقال لهم صلى الله عليه وسلم : أتريدون أن تقولوا كما قال من قبلكم سمعنا وعصينا قولوا سمعنا وأطعنا فقالوا: سمعنا وأطعنا، فلما قالوها وذلت بها ألسنتهم أنزل الله بعدها قوله سبحانه: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا [البقرة: 285، 286] . فسامحهم الله وعفا سبحانه وتعالى، ونسخ ما دل عليه مضمون هذه الآية؟ وأنهم لا يؤاخذون إلا بما عملوا أو بما أصروا عليه وثبتوا عليه، وأما ما يخطر من الخطرات في النفوس والقلوب فهذا معفو عنه. ولهذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم " فزال هذا الإشكال والحمد لله، وصار المؤمن غير مؤاخذ إلا بما عمله أو قاله أو أصر عليه بقلبه عملا بقلبه كإصراره على ما يقع له من الكبر والنفاق ونحو ذلك. http://www.s7r.net/up/uploads/c53fc024ef.gif أما الخواطر والشكوك التي تعرض ثم تزول بالإيمان واليقين، فهذه لا تضر، بل هي عارضة من الشيطان ولا تضر؛ ولهذا لما قال الصحابة: يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه ما أن يخر من السماء أسهل عليه من أن ينطق به أو كما قالوا قال صلى الله عليه وسلم ذاك صريح الإيمان فتلك الوسوسة من الشيطان؟ إذا رأى من المؤمن الصدق والإخلاص وصحة الإيمان والرغبة فيما عند الله وسوس عليه بعض الشيء، وألقى في قلبه خواطر خبيثة؟ فإذا جاهدها وحاربها بالإيمان والتعوذ بالله من الشيطان سلم من شرها. ولهذا جاء في الحديث الآخر يقول عليه الصلاة والسلام: " لا يزال الناس يتساءلون حتى يقولوا هذا الله خلق كل شيء فمن خلق الله؟ فمن وجد ذلك فليقل آمنت بالله ورسله وفي لفظ: فليستعذ بالله ولينته " هذا يدلنا على أن الإنسان عرضة للوساوس الشيطانية، فإذا عرض له وساوس خبيثة وخطرات منكرة فليبتعد عنها وليقل: آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ولينته، ولا يلتفت إليها؟ فإنها باطلة ولا تضره، وهي من الخطرات التي عفا الله عنها سبحانه وتعالى. المصدر " فتاوى نور على الدرب للشيخ ابن باز رحمه الله ـ الجزء الأول ـ صفحة 37" :icon57::icon57: http://www.s7r.net/up/uploads/c53fc024ef.gif |
http://www.alnssa.com/vb/imgcache/10531.imgcache وصف الله تعالى المنافقين بقوله: {فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد} فكيف ذلك؟ السلق بالألسنة الحادّة يكون بوجوه: تارة يقول المنافقون للمؤمنين: هذا الذي جرى علينا بشؤمكم، فإنكم أنتم الذين دعوتم الناس إلى هذا الدين، وقاتلتم عليه، وخالفتموهم. فإن هذه مقالة المنافقين للمؤمنين من الصحابة. وتارة يقولون: أنتم الذين أشرتم علينا بالمقام هنا، والثبات بهذا الثغر إلى هذا الوقت، وإلاّ فلو كنا سافرنا قبل هذا لما أصابنا هذا. وتارة يقولون: أنتم - مع قلّتكم وضعفكم - تريدون أن تكسروا، وقد غركم دينكم، كما قال تعالى: {إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غرّ هؤلاء دينهم، ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم}. وتارة يقولون: أنتم مجانين، لا عقل لكم، تريدون أن تهلكوا أنفسكم والناس معكم. وتارة يقولون: أنواعاً من الكلام المؤذي الشديد. وهم مع ذلك أشحة على الخير، أي حراص على الغنيمة والمال الذي قد حصل لكم ... ))) ،،،،. ======================================== مِن الجزء الثامن والعشرون من كتاب: مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، لجامعه؛ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله[ص 457 - 458]. منقول من الأخت خديجة |
بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِه} (الإسراء84) معنى الآية: كل يعمل على ما يشاكله ويناسبه ويليق به، فالفاجر يعمل على ما يليق به، وكذلك الكافر والمنافق ومريد الدنيا وجيفتها: عامل على ما يناسبه ولا يليق به سواه، ومحب الصور: عامل على ما يناسبه ويليق به. فكل امريء يهفو إلى ما يحبه وكل امريء يصبو إلى ما يناسبه فالمريد الصدق المحب لله: يعمل ما هو اللائق به والمناسب له، فهو يعمل على شاكلة إرادته وما هو الأليق به، والمناسب لها. والنفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة، والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار، فالنفس الشريفة العلية لا ترضى بالظلم ولا بالفواحش ولا بالسرقة والخيانة؛ لأنها أكبر من ذلك وأجل، والنفس المهينة الحقيرة الخسيسة بالضد من ذلك، فكل نفس تميل إلى ما يناسبها ويشاكلها. وهذا معنى قوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِه}، أي على ما يشاكله ويناسبه، فهو يعمل على طريقته التي تناسب أخلاقه وطبيعته، وكل إنسان يجري على طريقته ومذهبه وعاداته التي ألفها وجبل عليها. فالفاجر يعمل بما يشبه طريقته من مقابلة النعم بالمعاصي والإعراض عن المنعم، والمؤمن يعمل بما يشامله من شكر المنعم ومحبته والثناء عليه، والتودد إليه والحياء منه، والمراقبة له وتعظيمه وإجلاله. التفسير القيم لابن القيم |
:icony6: بارك الله فيكى
موضوع جميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ان شاء الله استطيع المشاركه |
فى انتظارك أختى الكريمة
مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لله وَقَاراً؟! الشيخ د.عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف -حفظه الله تعالى- دعا نوح ـ عليه السـلام ـ أولُ رسول إلى أهل الأرض إلى تعظيم الله ـ عز وجل ـ فقال لقومه:{مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا}[نوح: ٣١] أي: ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته؟! كما دعا خاتم النبيين والمرسلين نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى تعظيم الله ـ تعـالى ـ وتقـديره حـق قدره، كما في حديث ابـن عـمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قرأ هذه الآية يوماً على المنبر:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}[الزمر: ٧٦]، ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول هكذا بيده يحركها، يُقْبِل بها ويُدْبِر:[ يمجِّد الربُّ نفسه: أنا الجبّار، أنا المتكبر، أنا الملك، أنا العزيز، أنا الكريم ] فرجف برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المنبر، حتى قلنا: لَيَخِرَّنَّ به (1). وإذا كان تعظيم الله ـ عز وجل ـ هو سبيل المرسلين فقد ظهر في الآونة الأخيـرة مـا ينقـض ذلك؛ إذ استفحل التطاول على ربنا ـ عز وجل ـ والانتقاص من جناب مقام نبينا الأكرم ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، والاستخفاف بالدين وشعائره وحرماته، وصارت هذه «الردة المغلَّظة» في مؤلفات وروايات ومجلات، وعبر قنوات ومواقع شبكات المعلومات. وتولّى كبر ذلك فئام من كفرة الغرب ومنافقي هذه الأمة وزنادقتها، كما نفر طائفة من المحتسِبين من أجل مدافعة هذا الفساد العريض والكفر الصريح. وفي غمرة الانفتاح وانكباب المعلومات بعُجَرها وبُجَرها، ووفرة وسائل الاتصال وكثرتها؛ فإن بعض الـمُتديِّنة والمتسنّـنة ـ فضلاً عمن دونهم ـ قد تساهلوا في اقتناء مؤلفات الزندقة والضلال، والاطلاع على روايات الكفر البواح، واعتادوا الدخول إلى مواقع إلكترونية تدعو إلى الردّة والانسلاخ من الإسلام والسنة، فأفضى بهم ذلك إلى استمراء سماع ومشاهدة الكفر والشرك والضلال، وهان عليهم التفوّه به ونشره، وتوسعوا في ذلك بدعوى الرصد والمتابعة لسبيل المجرمين. فربما حذّر بعضهم من السحر، وضمّن هذ التحذير مشاهد مصورة للكفر المغلّظ الواقع من السحرة الأفاكين وأذنابهم، مثل: كتابة المصحف بدم الحيض، وتعليق هذه الصور الشنيعة في بيوت الله تعالى! وقد يعمد البعض إلى بيان ضلال الرافضة وزندقتهم، فينـقل طعـنهم في الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ صوتاً وصورة، ومن ذلك: قذفهم أم المؤمنين عائشة الصدّيقة بنت الصدّيق ـ رضي الله عنهما ـ بما برّأها الله منه. مع أن التحذير متحقق دون الولوج في هذا المضيق، بل إن معاينة وسماع هذه المشاهد «الكفرية» في هذا السياق لا ينفك عن مفاسد متعـددة؛ إذ إن الإفراط والإدمان في سماع ومشاهدة الردة المغلّظة ـ كالاستهزاء بالله ـ تعالى ـ وسبّ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وتضليل الصحابة رضي الله عنهم، والتهكم والانتقاص من شعائر وحرمات الشرع المطهّر ـ قد يؤول بأقوام إلى ضعف الغيرة الإيمانية، ورقّة الدين، وتهوين شأن هذه النواقض، فلا يتمعّر وجهه غضباً لله ـ عز وجل ـ كما يجب، بل ربما علق القلب بشيء من ذلك الضلال، فالشُّبَهُ خطّافة، والقلوب ضعيفة؛ فواغوثاه بالله! إن الإيمــان بالله مـبـني على تعظـيم الله وإجـلاله، قال ـ سبـحانـه ـ:{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً (92) إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً}[مريم: ٨٨ -93] قال الضحـاك بن مزاحم في تفسير قوله ـ تعالى ـ:{تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ}:« يتـشـققن مـن عظـمـة الله عز وجل » (2). قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في تفسير هذه الآيات:« اقشعرت الجبال وما فيها من الأشجار، والبحار وما فيها من الحيتان، وفزعت السماوات والأرض، وجميع المخلوقات إلا الثقلين، وكادت أن تزول، وغضبت الملائكة، فاستعرت جهنم، واكفهرت الأرض حين قالوا: اتخذ الله ولداً » (3). وقـد سـار سلف الأمـة على سبيل الإجلال والتعظيم لله ـ عز وجل ـ وآياته وشعائره، فقال الإمام سفيان بن عيينة:« سمعت من جابر الجعفي (رافضي هلك سنة ٧٢١هـ) كلاماً خشيت أن يقع عليّ وعليه البيت » (4) ولما ناظر الإمام الشافعيُّ حفصاً الفردَ (أحد المتكلمين) قال الشافعي:« لقد سمعت من حفص كلاماً لا أقدر أن أحكيه » (5). وناظر الإمام أحمـد القائلـين بخَلْـق القــرآن، فكـــان مما قاله ـ رحمه الله ـ:« ما رأيت أحداً طلب الكلام واشتهاه إلا أخرجـه إلى أمر عظيـم، لقد تكلموا بكلام واحتجوا بشيءٍ مَا يقوى قلبي ولا ينطق لساني أن أحكيه.. » (6). هكذا كان سلف الأمة يتورعون عن حكاية ضلالات المتكلمين، مع أن زندقة المعاصرين أشنع وأشنع من زندقة المتكلمين بمراحل، فإن بين هاتين الزندقتين مفاوز تنقطع فيها أعناق المطي، فكيف يحلو للبعض أن يقتني كتب الردة وروايات الزندقة دون موجب شرعي؟! لقد قرر ابن القيم أن الكتب المشتملة على الكذب والبدعة يجب إتلافها وإعدامها، فلا ضمان في تحريق الكتب المضلة ومحقها (7). فماذا يقال عن كتب الكفر والردة؟! ومن طريف ما يُحكى في هذا المقام أن الأمير الصنعاني (ت ٢٨١١هـ) أصابه داء أعيا الأطباء، فجيء له بكتاب «الإنسان الكامل» لعبد الكريم الجيلي، وكتاب «المضنون به على غير أهله» لأبي حامد الغزالي (8). قال الصنعاني:« فطالعت الكتابين، ورأيت فيهما ما هو والله كفر لا يتردد فيه إيمان، فحرّقتهما، ثم جعلت أوراقهما في التنور وخُبِزَ لي على نارهما خبزٌ نضيج، وأكلته بنيّة الشفاء من ذلك الداء، فذهب ـ بحمد الله ـ ذلك الألم، ونمت الليل أو أكثره، وحمدت الله على نصرة دينه وعلى العافية » (9). ومع القناعة بأهمية معرفة سبيل المجرمين على سبيل التفصيل، واليقين بأن معرفة ذلك مما يزيد العبد إيماناً ورسوخاً، إلا أن المقصود هو مجانبة الإفراط والتوسع في ذلك، فلا يشتغل كل من هبَّ ودبَّ بحيازة علوم (الزندقة) وموادها، بل إنما يتولى ذلك عالم راسخ أو باحث ثقة ونحوهما، وبالقدر الذي تتحقق به معرفة الباطل، ومن أجل نقضه وهتكه، كما أن مخاطبة العامة وتحذيرهم من زندقةِ ورِدّةِ كُتّابٍ وحَمَلة أقلام ينبغي أن يكون بحذر وقدر، فالاسترسال بعرض باطلهم وزخرف قولهم وتزويق كلامهم قد يفضي بالعامة وأشباههم إلى انخداع وشكوك، ويوقع في جرأة ورعونة في التفوّه بهذه الضلالات. نسأل الله الثبات. {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}[آل عمران: ٨]. ========= الهوامش: 1- أخرجه أحمد: ٢/٢٧. وابن خزيمة في كتاب التوحيد، ح (٥٩). 2- أخرجه أبو الشيخ في العظمة: ١/١٤٣. 3- انظر: تفسير القرطبي: ١١/٨٥١، وتفسير ابن كثير: ٣/٦٣١. 4- أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم: ٢/٦١١. 5- أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم: ٢/٦١١. 6- الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية، لابن بطة، (ت: الوابل)، ٢/٥٥ 7- انظر: الطرق الحكمية، ص ٤٥٢. 8- هذان الكتابان حافلان بالضلال المبين والزندقة والشطح 9- مصلح اليمن محمد بن إسماعيل الصنعاني، لعبد الرحمن بعكر، ص ٩٢١. lمنقول من منتدى صناعة الحديث |
موضوع رائع ماشاااااااااء الله باءذن الله ساءشارك معكم جزيتم خيرا احبكم في الله
|
أحبك الله أختى ونحن فى انتظارك :)
__________________________________ بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِه} (الإسراء84) معنى الآية: كل يعمل على ما يشاكله ويناسبه ويليق به، فالفاجر يعمل على ما يليق به، وكذلك الكافر والمنافق ومريد الدنيا وجيفتها: عامل على ما يناسبه ولا يليق به سواه، ومحب الصور: عامل على ما يناسبه ويليق به. فكل امريء يهفو إلى ما يحبه وكل امريء يصبو إلى ما يناسبه فالمريد الصدق المحب لله: يعمل ما هو اللائق به والمناسب له، فهو يعمل على شاكلة إرادته وما هو الأليق به، والمناسب لها. والنفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة، والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار، فالنفس الشريفة العلية لا ترضى بالظلم ولا بالفواحش ولا بالسرقة والخيانة؛ لأنها أكبر من ذلك وأجل، والنفس المهينة الحقيرة الخسيسة بالضد من ذلك، فكل نفس تميل إلى ما يناسبها ويشاكلها. وهذا معنى قوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِه}، أي على ما يشاكله ويناسبه، فهو يعمل على طريقته التي تناسب أخلاقه وطبيعته، وكل إنسان يجري على طريقته ومذهبه وعاداته التي ألفها وجبل عليها. فالفاجر يعمل بما يشبه طريقته من مقابلة النعم بالمعاصي والإعراض عن المنعم، والمؤمن يعمل بما يشامله من شكر المنعم ومحبته والثناء عليه، والتودد إليه والحياء منه، والمراقبة له وتعظيمه وإجلاله. التفسير القيم لابن القيم |
..:: كُلُّ مَنْ قَامَ بِالْحَقِ فَإنَّهُ يُمْتَحَن ::.. بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِـــيمِ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُـمُ الْبَأْسَـاءُ وَالضَّـرَّاءُ وَزُلْـزِلُـواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَـى نَصْــرُ اللّـــهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ [البقرة: 214] ~ * ~ * ~ * ~ * ~ * ~ * ~ * ~ * ~ قَالَ العَلَّامـةُ المُتَفَنِنُ الشَّيخُ عَبْدُالرَّحمنِ بْنُ نَاصِرِ السِّعدي رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى عند تفسيرِ هذهِ الآيةِ: يخبر تبارك وتعالى أنه لابُدَّ أن يَمْتَحِنَ عِبَادَه بالسَّراءِ والضَّراءِ والمَشقة كما فَعَلَ بِمَنْ قبلهم، فهي سُنَّته الجارية التي لا تتغير ولا تتبدل، أنَّ مَن قام بدينه وشرعه لابُد أن يبتليه، فإن صبر على أمر الله ولم يبالِ بالمكاره الواقفة في سبيله، فهو الصادق الذي قد نال من السعادة كمالها ومن السيادة آلتها. ومن جعل فتنة الناس كعذاب الله، بأن صدته المكاره عما هو بصدده، وثنته المحن عن مقصده، فهو الكاذب في دعوى الإيمان؛ فإنه ليس الإيمان بالتحلي والتمني ومجرد الدعاوى، حتى تصدقه الأعمال أو تكذبه. فقد جرى على الأمم الأقدمين ما ذكر اللهُ عنهم: (مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء) أي: الفقر. (وَالضَّرَّاء) أي: الأمراض في أبدانهم. (وَزُلْزِلُواْ) أي: بأنواع المخاوف من التهديد بالقتل، والنفي، وأخذ الأموال، وقتل الأحبة، وأنواع المضارحتى وصلت بهم الحال وآل بهم الزلزال، إلى أن استبطأوا نصر الله مع يقينهم به؛ ولكن لشدة الأمر وضيقه قال: (الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ)، فلما كان الفرج عند الشدة، وكلما ضاق الأمر اتسع قال تعالى: (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ)، فهكذا كُلُّ مَنْ قَامَ بالحقِ فإنَّه يُمْتَحن. فكلما اشتدتْ عليه وصعبتْ، إذا صبر وثابر على ما هو عليه انقلبت المحنة في حقه منحة، والمشقات راحات، وأعقبه ذلك الانتصار على الأعداء، وشفاء ما في قلبه من الداء. وهـذه الآيـة نظير قولـه تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) [آل عمران: 142]. وقـولــه تعالى: (الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت:1-3] فعنـد الإمتحـان يُكْـرم المـرءُ، أو يُهَان. [تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المَنَّان: ص96، ط دار ابن الهيثم] |
امهال الله للكافرين ليس لغفله
الآية الكريمة : وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ 42 مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء 43 وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ 44 وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ 45 وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ إبراهيم : 46 تفسيرها : {شرح الكلمات}: {عما يعمل الظالمون}: أي المشركون من اهل مكة وغيرهم. {ليوم تشخص فيه الأبصار}: أي تنفتح فلا تغمض لشدة ما ترى من الأهوال. {مهطعين مقنعي رؤوسهم}: أي مسرعين الى الداعي الذي دعاهم الى الحشر, رافعي رؤوسهم. {وأفئدتهم هواء}: أي فارغة من العقل لشدة الخوف والفزع. {نجب دعوتك}: أي على لسان رسولك فنعبدك ونوحدك ونتبع الرسل. {ما لكم من زوال}: أي عن الدنيا الى الآخرة. {وقد مكروا مكرهم}: أي مكرت قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث أرادوا قتله او حبسه أو نفيه. {وإن كان مكرهم لتزول منه}: أي لم يكن مكرهم بالذي تزول منه الجبال فإنه تافه {الجبال}: لا قيمة له فلا تعبأ به ولا تلتفت اليه. ولا تحسبن -أيها الرسول- أن الله غافل عما يعمله الظالمون: من التكذيب بك وبغيرك من الرسل, وإيذاء المؤمنين وغير ذلك من المعاصي, إنما يؤخِّرُ عقابهم ليوم شديد ترتفع فيه عيونهم ولا تَغْمَض; مِن هول ما تراه. وفي هذا تسلية لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. يوم يقوم الظالمون من قبورهم مسرعين لإجابة الداعي رافعي رؤوسهم لا يبصرون شيئًا لهول الموقف, وقلوبهم خالية ليس فيها شيء; لكثرة الخوف والوجل من هول ما ترى. وأنذر -أيها الرسول- الناس الذين أرسلتُكَ إليهم عذاب الله يوم القيامة, وعند ذلك يقول الذين ظلموا أنفسهم بالكفر: ربنا أَمْهِلْنا إلى وقت قريب نؤمن بك ونصدق رسلك. فيقال لهم توبيخًا: ألم تقسموا في حياتكم أنه لا زوال لكم عن الحياة الدنيا إلى الآخرة, فلم تصدِّقوا بهذا البعث؟وحللتم في مساكن الكافرين السابقين الذين ظلموا أنفسهم كقوم هود وصالح, وعلمتم -بما رأيتم وأُخبرتم- ما أنزلناه بهم من الهلاك, وضربنا لكم الأمثال في القرآن, فلم تعتبروا؟وقد دبَّر المشركون الشرَّ للرسول صلى الله عليه وسلم بقتله, وعند الله مكرهم فهو محيط به, وقد عاد مكرهم عليهم, وما كان مكرهم لتزول منه الجبال ولا غيرها لضعفه ووَهَنه, ولم يضرُّوا الله شيئًا, وإنما ضرُّوا أنفسهم. ما يستفاد منها: الفوائد: 1- تأخير العذاب عن الظلمة في كل زمان ومكان لم يكن غفلة عنهم, وإنما هو تأخيرهم الى يوم القيامة او الى ان يحين الوقت المحدد لأخذهم. 2- بيان أهوال يوم القيامة وصعوبة الموقف فيه حتى يتمنى الظالمون الرجوع الى الدنيا ليؤمنوا ويطيعوا ويوحدوا ربهم في عبادته. 3- التنديد بالظلم وبيان عقاب الظالمين بذكر أحوالهم. 4- تقرير جريمة قريش في ائتمارها على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم. 5- تقوية رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمله على الصبر ليواصل دعوته الى ربه الى ان ينصرها الله تعالى وتبلغ المدى المحدد لها والأيام كانت صعبة على رسول الله وأصحابه لتكالب المشركين على أذاهم, وازدياد ظلمهم لهم فقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: {ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون} 6- لامهلة بعد مجئ العذاب (وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ) 7- (نجب دعوتك) أي نوحدك ونطيعك ونطيع رسولك, فيقال لهم: توبيخاً وتقريعاً وتكذيباً لهم (أو لم تكونوا اقسمتم) أي حلفتم (من قبل ما لكم من زوال) اي أطلبتم الآن التأخير ولم تطلبوه عندما قلتم ما لنا من زوال ولا ارتحال من الدنيا الى الآخرة. 8- (وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال) أي ولم يكن مكرهم لتزول منه الجبال فإنه تافه لا وزن ولا اعتبار فلا تحفل به أيها الرسول ولا تلتفت, فإنه لا يحدث منه شيء, وفعلاً قد خابوا فيه أشد الخيبة مصدر موقع طريق القرآن |
الساعة الآن 08:31 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .