فوائد الدرس 22
تم سماع الدرس 22 فوائد الدرس 22 بداية المرحلة الرابعة ـ دلالة السياق الفوائد المطلوبة: ***أين تكمن أهمية دلالة السياق في فهم الآيات ؟ ومن نص عليها من أهل العلم؟ دلالة السياق من الدلالات المهمة التي يكاد يطبق أهل التفسير على اعتبارها فإذا غاب عنك هذا المعنى فافهم أنك قد فقد شيئاً عظيماً في فهم دلالة السياق المؤثرة جداً على معنى هذه الآية التي تنظر فيها فإذا نظرت في آية من الآيات لابد وأن تنظر فيما قبلها وما بعدها حتى تتبين المعنى الكامل لهذه الآية في ضمن الآيات جميعاً فإن الآية هذه لم تأتي منفردة وقد نص على أهمية دلالة السياق وعلى اعتباره من أهم الدلالات التي ينبغي للمفسر أن يعتبرها جماعة من أهل العلم منهم مسلم بن يسار فقال إذا حدثت عن الله فقف حتى تنظر ما قبله وما بعده ، وذكره ابن كثير ومن التابعين سليمان بن يسار ممن صرح بذلك السياق والأخذ بها وممن قال ذلك أيضاً صالح بن كيسان الإمام المشهور ومنهم ابن جرير والعز بن عبد السلام وابن عطية والقرطبي رحمه الله في تفسير وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمه الله خصوصاً في كتاب التبيان في أقسام القرآن وهو من أفضل كتبه رحمه الله وكذلك أبو السعود في تفسيره وابن كثير والزركشي وابن الجوزي والكلبي والآلوسي والشوكاني وصديق حسن خان وغيرهم من أهل العلم. ***ما دلالة السياق في قوله تعالى : -في سورة النازعات: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾ مع باقي آيات السورة؟ حينما تقرأ هذه القصة في كتاب الله جل وعلا فإنك تعجب من موضعها فالسورة كلها من أولها لآخرها في النزع والموت ثم ما بعد الموت ثم الراجفة ثم الرادفة والحافرة ثم في قيام الطامة الكبرى والمعنى الذي دل عليه السياق هو أن الله عز وجل لما ذكر تكذيب كفار أهل مكة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عنهم أنهم قالوا: ﴿ يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ *أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً *قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ *فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ *فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ *هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ﴾ فلما ذكر تكذيبهم فعاد الرب سبحانه وتعالى لإثبات حقيقة البعث ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن قصة موسى فقال ﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ *فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ﴾ ما جزاء هؤلاء المكذبين قال: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى﴾ فالرابط بينهما هنا أن هؤلاء المكذبين إذا استمروا على تكذيبهم فاتركهم ودعهم وذكرهم إن أرادوا أن يتذكروا بشيء قد سبق من أحوال الأمم السابقة وهو ما جرى مع موسى وقومه ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى﴾ يا محمد صلى الله عليه وسلم إن أنكر هؤلاء وكفروا وردوا ما أخبرت به ولم يؤمنوا بهذه المعجزة العظيمة التي جاءت مع محمد صلى الله عليه وسلم لا تقترف لهم كثيراً فهو تذكير لما جرى مع موسى وقومه والذي جرى مع موسى وقومه قص الله عز وجل في هذه السورة وتأمل ما قص لأن قصة موسى واسعة طويلة مكررة في كتاب الله عز وجل لم يذكر منها الله سبحانه وتعالى في هذا الموطن إلا ما يناسب هذه السورة وفقط وهو ما جرى مع موسى وقومه ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾ . إلى آخر هذه الآيات وهو ذكر جزاء هؤلاء الكافرين المعاندين الذين أبوا دعوة موسى عليه السلام ذكر الله خبرهم بدءاً ثم ذكر جزاءهم ذكر خبرهم في تكذيبهم ثم ذكر جزاءهم وكأنه يشير إلى هؤلاء القوم إنكم إذا كذبتهم وأنكرتم الحافرة والساهرة فإن جزاءكم سيكون كجزاء قوم موسى حين كذبوا موسى عليه السلام . ويدل على ذلك قوله جل وعلا: ﴿ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى﴾ . وذلك لأن كلمة النكال إنما تطلق في اللغة على التعذيب والتأديب الذي يكون فيه عبرة للغير وعظة لمن جاء بعده تهديداً لهم بأنهم إن كذبوا محمداً كما كذب فرعون وقومه موسى عليه السلام فإن مصيرهم كمصير أولئك هذا هو المعنى الذي دل عليه السياق وهو معنى زائد عن دلالة الآيات بمفردها ولكن السياق دل على هذا المعنى بوضوح وهذا النوع من الدلالة هو من الدلالة عن أمر زائد على دلالة اللفظ وهذا أحد أنواع دلالات السياق أن يدل السياق على شيء جديد لم يدل عليه اللفظ . -في سورة الصف ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ مع باقي آيات السورة؟ من المعروف أن سورة الصف من أولها إلى آخرها في الجهاد فقص الله تعالى قصة موسى عليه السلام فعند تأمل قوله تعالى : ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي﴾ تجد في هذا إشارة إلى قصة موسى عليه السلام في سورة المائد قوله تعالى: ﴿ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ﴾. إلى قوله : ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَ﴾ . ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ﴾ . فأشارت الآيات إلى نوع من أذى قوم موسى له وهو التخلي عنه في موضع الجهاد حيث خذلوه في اشد المواقف الذي هو في أشد حاجة إليهم فلما ذكرت الآية هذه القصة من موسى وقومه أرادت أن تذكر امة محمد أن لا يقولوا له كما قال قوم موسى له ﴿ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ ﴾. وإنما يقولا له قولاً يليق بمقامه صلى الله عليه وسلم فكان هذا كان أن تنيه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا الأمر وإلى هذا التحذير والوعيد الشديد الذي حصل ووقع لبني إسرائيل بسبب معصيتهم لنبيهم موسى عليه السلام فاستجابوا لأمر محمد صلى الله عليه وسلم وقاموا إلى داعي الجهاد وقالوا كلمات عظيمة جليلة ما زال التاريخ يحفظها في مقابل مقولة أولئك القوم لنبيهم قبحهم الله. والسبب في نزول سورة الصف أن عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان منهم عبد الله بن سلام رضي الله عنه جلسوا مجلساً في المدينة فقالوا لنسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل العمل فلما اجتمعوا على هذا فسألوه فأنزل الله عز وجل الأمر بالجهاد فلما علموا أن الذي فرض عليهم الجهاد كأنهم شعروا بأنهم قد استعجلوا أمراً كان لهم فيه أناه فهم الآن يشعرون بأنهم لم يستعدوا استعداداً كاملاً للجهاد فترددوا في الأمر وتلكئوا بعد أن كانوا هم السبب في طلب أفضل العمل وفي سبب فرضية الجهاد على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنزلت عليهم هذه الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ قبل السؤال وقبل الفرض كان الأمر فيه سعة لما سألتهم ونزل الفرض اختلف الأمر فليس لكم الآن أن تنكصوا وتتراجعوا قد فرض الجهاد ﴿ كَبُرَ مَقْتً﴾ المقت هو الغضب ﴿ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ . إذن هذا الكلام من مبدأه إلى نهايته في الجهاد وفي النكول عن الجهاد بعد فرضيته وهذا الذي حذر الله منه عز وجل قوم محمد صلى الله عليه وسلم ممن آمنوا به أن يقعوا في ما وقع فيه قوم موسى بعد أن آمنوا به عليه السلام واضح بين الآن كيف جاءت هذه القصة في هذا السياق في هذه السورة . ***ماالمراد بالخنس في قول الله تعالى : ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾؟ ما هو القول المرجح مع توضيح سبب ترجيحه؟ اختلف السلف رحمهم الله تعالى في المراد بقول الله تعالى : ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾في سورة التكوير فمنهم من قال هي الكواكب والنجوم جاء ذلك عن علي وابن عباس رضي الله عنهما واختاره جماعة من السلف ثانياً: قالوا المراد بالخنس والجواري الكنس البقر الوحشي والضباع التي تكون في الصحاري والبراري فإنها تخنس إذا رأت الانسان والخنوس هو الاختباء والاختفاء مع تأخر والكنس أي أنها تكنس وتعود أي أنها ترجع إلى أماكنها التي تسمى الكناسة والكناسة تطلق على المكان الذي يخفى فيه الشيء يختبيء فيه الانسان يختبيء فيه الحيوان يخفى فيه أي أمر كان لحاجة من الحاجات وجاء ذلك عن جماعة من السلف مجاهد وإبراهيم النخعي ومن المرجحات التي ترجح القول الأول دلالة السياق فإن السورة من أولها جاءت بذكر الكواكب والنجوم والسماء فكان أولى بالذكر بعد هذه الكواكب هو ما يناسبها من أحوال بقية الكواكب الأخرى لذلك كان أظهر في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾ هي الكواكب التي تخنس وتختفي وتتأخر حيناً وتجري في حين آخر في وقت الليل ثم تكنس فتبيت قليلاً في مكان لا يعلمه إلا الله عز وجل ثم تعود. :icony6::icony6::icony6: |
تم سماع الدرس 23 بفضل الله عز وجل
|
فوائد الدرس 23
فوائد الدرس 23 تابع الأمثلة على المرحلة الرابعة الفوائد المطلوبة: *** وضحي المعنى الذي دل عليه السياق في الآيات التالية مع ذكر نوع دلالة السياق في كل منها: -﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ جاءت الشريعة المطهرة لسد منافذ الشيطان وبإغلاقها بل وبإحكام الإغلاق من كل وجه فقد أمرتك هذه الشريعة بأن تتحلى بمكارم الأخلاق الكاملة في أوائل دعوتك للناس حتى تُقبل منك هذه الدعوة ومن ذلك ما جاء في هذه السورة وهذه السورة تنزل في أوائل ما نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم فتخاطبه أرايت الذي يكذب بالدين ومحمد صلى الله عليه وسلم إنما جاء لإخراج الناس من تكذيبهم بيوم الدين لأجل أن يصدقوا بيوم الدين هذا هو الأمر الأهم الذي بعث من أجله صلوات ربي وسلام عليه ثم بعد ذلك أرأيت الذي يكذب بيوم الدين في آخر الآيات ويمنعون الماعون، والرابط بين التكذيب بالدين وبين منع الماعون، أن تمنع شيئاً لا تحتاجه وليس لك فيه كبير حاجة الآن فتمنعها من ذلك بدون سبب فيأتي الله عزّ وجلّ ليصف أن الذي يكذب بيوم الدين أن من أوصافه أنه يمنع الماعون، هذا كله تحذير من هذه الأوصاف التي لا ينبغي أبداً أن يتحلى بها إنسان كائناً من كان فضلا عن مسلم فضلا عن داعية. إذا فهذه السورة أيها المبارك عندما تتأمل فيها وتنظر تجد أن القضية ليست بالهينة أبداً أنها تأمرك أمراً واضحاً جلياً بما يتعلق بمكارم الأخلاق مع الناس جميعاً انظر إلى أمر عجيب جداً أن هذا كله مأخوذ من هذه السورة لن نفهمه من قوله سبحانه وتعالى ﴿ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ﴾ ولا من قوله سبحانه وتعالى ﴿ وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴾ ولا من قوله سبحانه وتعالى ﴿وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾ لا، إنما فهمناه من مجموع السورة من السياق الذي جاء فيه الأمر بهذه الأشياء في هذه السورة القصيرة لأن مبدأها كان بقوله سبحانه وتعالى ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ﴾ ودلالة السياق أن هذه الصفات ليست من صفات أهل الإيمان بل هي من صفات الكافرين المكذبين، فلا يمكن أن يكون مؤمناً كامل الإيمان وهو يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين، فدلالة السياق هي التي تظهر المعني الكلي فسورة الماعون تحث على الأخلاق والصفات التي يجب أن يتحلى بها المؤمنون؛ لأن الله جعل البراءة منها من صفات المؤمنين والذي يقع فيها فيه صفة من صفات الذي يكذب بيوم الدين وهذا المعني المترابط لا تفهمه إلا بالربط بين معاني الآيات من أولها إلى آخرها. -﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾ قال تعالى في آخر آية الديّن ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾[البقرة:282]. الرابط بين هاتين الجملتين هي الواو والواو في لغة العرب ما يسمى بدلالة الاقتران والالتزام وهي من أنواع دلالة السياق فهذه الواو دلت على وجود اقتران والتزام بين التقوى والعلم هذه الواو هي وإن كانت عاطفة لكن هذا العطف ليس عطفاً مجرداً وإنما عطف قرن بين تقوى الله وبين العلم فدل هذا السياق بهذا الاقتران على أنه لمن أراد أن يطلب العلم لابد له من تقوى الله سبحانه وتعالى هذه الدلالة وكثير من النحاة بل كثير من البلاغيين ينكرون هذه الدلالة لا يقولون بها وإنما يقول بها جماعة من المحققين وممن يعني ذكر هذا المعنى في هذه الآية شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله وهو من أئمة هذا الفن، أكمل القراءة لآخر المثال ثم نوضح الأمر أكثر وأكثر بإذن الله تعالى. فآية الدين اشتملت على مسائل يجب على الإنسان تعلمها وخُتمت الآية بقوله تعالى ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾ فدلت الآية على أن هذا العلم يحتاج إلى تقوى فهذه الواو لا تدل على ذلك بل التي دلت على معنى الشرط هي دلالة السياق. وآية الدين تتكلم عن المعاملات، عن كتابة الدين وعن المرأة إذا شهدت، وكذلك إذا احتيج إلى كتابة، الآية وهذه المسائل غالباً ما يكون فيها إشكال بين الناس، هذه المشاكل التي تتعلق بمعاملات الناس تحتاج حتى تدرك أحكامها بشكل واضح جلي لأن المشكلة فيها ليست في إدراك الأحكام الكلية ثم بعد ذلك تكون قادراً على الحكم بين الناس لكن إذا دخلت للفصل بين الناس عندئذ تحتاج إلى أشياء كثيرة جداً تحتاج إلى فهم واقعة المتخاصمين قبل أن تأخذ هذه الواقعة ثم تعرضها على الكتاب والسنة وعلى أقوال أهل العلم، تحتاج منك إلى ممارسة للعلم وممارسة لأحوال الناس علم بأحوال الناس أيضاً كذلك وعلم بالأحكام الشرعية وعلم بتنزيل هذه الأحكام على أحوال الناس على واقعهم ولابد وأن يكون معه علم يصحبه تقوى، فربط الله عزّ وجلّ بين التقوى هنا التي تكون سبباً في تحصيل العلم الذي تعرف به هذه المسائل العظيمة من أولها إلى آخرها وهذه الدلالة التي أخذها أهل العلم من أنه لابد من أجل العلم النافع أن يكون هناك تقوى أخذوها من دلالة السياق لأن هذه الواو لما قرنت بينهما جمعت بين التقوى والعلم في سياق واحد فعلم أنه لزوماً من أجل العلم أن يكون هناك تقوى والمقصود بالعلم هنا هو العلم النافع *** ما الحكمة من التقديم والتأخير في السياق في الآيات التالية: -﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ إلى قوله تعالى ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ﴾؟ التقديم والتأخير في السياق له حكمة مثال قصة موسى عندما أمر قومه أن يذبحوا بقرة فجاءت هذه في أول السورة ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً﴾ وكان المتبادر أن يأتي بأول القصة الواردة في قوله تعالى ﴿وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ﴾ والسر في ذلك والله أعلم أن المقصود من ذكر هذه القصة هو ذكر إعراض اليهود قبحهم الله عن تنفيذ أوامر الله عزّ وجلّ وليس المقصود من إيرادها ذكر حادثة القتل ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ﴾ وهذا تلحظه بيناً في قصة أصحاب الكهف وفى سورة الأنفال في موقعة بدر. وهذه القصة سيقت من أجل بيان شدة إعراض اليهود عن أمر الله عزّ وجلّ فكان المناسب إذا كان هذا هو المقصود وليس المقصود هو ذكر القصة وذكر الحكايات وإنما المقصود أخذ العبرة منها ولذا ما كان موطناً لأخذ العبرة يذكر في أوائل الكلام في أوائل القصة حتى ما تشغلك القصة عن المقصود لو ذُكرت القصة هكذا بترتيبها الزمني قد تنشغل بالمقصود عن الحادثة وما جرت عليه وكيف فعل موسى معهم وكيف فعلوا هم، وهل هذا الرجل الذي ضرب بجزء من البقرة التي ذبحوها بالفعل رجعت له الحياة ثم ماذا قال ومن اتهم قد تنشغل بهذا وهذا ليس هو المقصود بل المقصود هنا أن تنتبه للحكمة والغاية والهدف الذي من أجله سيقت هذه القصة وهو بيان شدة إعراض هؤلاء اليهود عن أمر الله سبحانه وتعالى ولذا جاء الكلام في أولها في مبدأها في قول موسى عليه السلام ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ﴾ قالوا ﴿ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً ﴾ قبحهم الله وهذا هو المقصود هنا ولذا سورة البقرة لو تأملت سورة البقرة جاءت لتبين لأهل الإسلام كيف يتعاملون مع هؤلاء اليهود. -﴿ يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾ وفيو فيما يتعلق بسورة الأنفال في قصة موقعة بدر وما جرى فيها تجد هذا بينا ﴿ يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ﴾ فبدءاً كان الكلام هل هو عن قصة بدر وما جرى وكيف خرجوا وكيف وقع القتال لا وإنما جاء الكلام في سورة الأنفال عن موقعة بدر كل ذلك جاء تبعاً للكلام عن الأنفال لأن هذا هو المقصود من تنزل السورة بدءاً الكلام عن الأنفال وما حكم الله عزّ وجلّ فيه وكيف يكون حال الناس فيه ولأن بعض الصحابة تكلموا في هذه المسألة يريدون الغنائم كما كانت توزع عليهم الغنائم وكما كانوا يريدون أن توزع الغنائم فطلبوا أمراً ليس لهم فأنزل الله عزّ وجلّ ﴿ يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾ فجاء الكلام في يسألونك عن الأنفال لأنها هي المقصود الأعظم من تنزل هذه السورة العظيمة في الكلام عن ما يتعلق بحقوق الخلق وبحق الرب سبحانه وتعالى وفى تقسيم الرب سبحانه وتعالى للحقوق بين الخلائق ثم جاء بعد ذلك ما يتعلق بموقعة بدر وهذا الذي ينبغي أن تنتبه له فيما يتعلق بالنظر في قصص القرآن. -﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ﴾ فتجد أن الله سبحانه وتعالى ذكر القصة على وجه لم تترتب معه ترتيباً زمنياً واضحاً محدداً في جزء عمّ عندما تتأمل في سورة عبس كيف ذكرها الله عزّ وجلّ في مبدأها ماذا ؟ ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ﴾ وأول حدث وقع في هذه القصة هو أنه جاء الأعمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دخل عليه وقال: علمني مما علمك الله، فأعرض عنه صلوات ربي وسلامه عليه وكان منشغلاً بصناديد قريش يعلمهم، ثم جاء مرة ثانية فألح على النبي صلى الله عليه وسلم علمني مما علمك الله فأعرض عنه ثم جاء ثالثة علمني مما علمك الله فزجره النبي صلى الله عليه وسلم قليلاً، نهره قليلاً صلوات ربي وسلامه عليه وهذه السورة لم تنزل على هذا النحو فلم يبدأ من أولها وإنما بدأ من منتصفها هذا العبوس الذي وقع منه صلوات ربي وسلامه عليه وقع في منتصف القصة فأخذ الله عزّ وجلّ هذه الحادثة وذكرها في أول السورة وهذا من دلالة السياق و عبس وتولى في مبدأ القصة لأن هذه السورة حين تنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم لم تتنزل من أجل أن تحكي لنا حكاية وتروي لنا قصة وإنما تنزلت لتبين أمراً عظيماً جليلاً مأخوذًا ومستفادًا من هذه القصة أن الداعية إذا أقبل إليه من أراد أن يتعلم دين الله عزّ وجلّ شريفاً كان أو وضيعاً أيا كان حالة فإنه الأولى بأن يعلم كائناً من كان غيره لأنه إذا أقبل فحقه عليك أيها الداعية أن تقبل عليه ولا أن تنشغل بغيره فإذا انشغلت بغيره مهما كان هذا الغير فإنك قد خالفت المنهج الذي ارتضاه الله عزّ وجلّ وأمر به محمد صلى الله عليه وسلم بل وعُاتِبَ محمد صلى الله عليه وسلم على حادثة وقعت في هذا الأمر وفى هذا الشأن هو التنبيه والتربية فالذي حدث هو العبوس وهو موطن القصة وهو المراد فذكر في أولها :icony6::icony6::icony6: |
بارك الله فيك دعاء عبد الله
تستحقين لؤلؤتين لاستماعكِ الدرسين :الثاني والعشرين والثالث والعشرينhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif ولؤلؤتين لتدوين الفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif واصلي... بارك الله فيك ... |
:icony6: وفيكِ بارك الله يا أم أسماء وصهيب وجزاكي خيراً :icony6: :icony6: تم بفضل الله سماع الدرس 24 :icony6: |
فوائد الدرس الرابع والعشرون
:icony6: الدرس الرابع والعشرون :icony6: بداية المرحلة الخامسة (موضوع السورة) الفوائد المطلوبة: *** وضحي بما فضُل أبو بكر على سائر الصحابة؟ فضل أبو بكر رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين بشيء وقر في قلبه ***اذكري شيئا من مناقب أويس القرني و سعيد بن المسيب؟ ولماذا فضل أويس القرني على سعيد بن المسيب؟ مناقب أويس القرني، هو أفضل التابعين بالنص من رسول الله صلى الله عليه وسلم الرسول صلى الله عليه وسلم أما مناقب سعيد بن المسيب فهو عالم وفقيه وقد أخذ الفقه عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أجلة التابعين وكان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر وكانت الصلاة لا تفوته أبداً بل تكبيرة الإحرام لم تفوته أربعين عاماً مع الإمام وكان يقول لم أرى ظهر مصلي قط إنما كان يصلى في الصف الأول لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلم من الله سبحانه وتعالى أخبرنا بأن أفضل التابعين أويس القرني. ، ومع أن أويس لم يكن فقيهاً أبداً ولم يكن يفتي الناس ولم يكن يعلم الناس في مجالس الذكر ولم يكن أيضاً كذلك ممن اختص في هذا الباب أو طلب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن أيضاً ممن أخذ عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في فتاويهم في مسائلهم في أقضيتهم كما فعل سعيد بن المسيب إنما كان رحمه الله ورضى عنه وألحقنا به كان تميز بأمر واحد وهو فيما يتعلق بأعمال القلوب يعني اهتمامه بعمل القلب هذا الذي فيه توقير عظيم لله سبحانه وتعالى وفيه تعزير لله وفيه أيضا كذلك تعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه تعزير لرسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر الذي قر في قلب أويس القرني هو الذي جعل أويس أفضل التابعين ***ما هي المرحلة الخامسة من مراحل فهم القرآن؟وما هو المقصود منها؟وما دليل ذلك؟ المرحلة الخامسة من مراحل فهم القرآن هي فهم موضوع السورة وهو الذي أنزلت السورة من أجله أو هو الموضوع الذي تدور عليه آيات سورة ما، هذا هو المقصود بموضوع السورة أو مقصود السورة والدليل على ذلك هو الاستقراء والتتبع لطريقة الأئمة في تفسير كتاب الله ***ماهي الأسباب في قلة الكلام حول موضوع السورة؟ وهذا العلم أي علم موضوع السورة لم يطرأ كثيراً في كتب التفسير لا المتقدمين ولا المتأخرين ولهذا أسباب أولاً أن فيه نوع من الجرأة على تفسير كتاب الله جلّ وعلا ولهذا أنكره جماعة من أهل العلم من المتأخرين وكان هذا الإنكار ردة فعل لتكلف الناس ذكر مقصد السورة فيها تكلف وبعد. ثانياً أن كثيراً من كتب التفسير إنما تناولت تفسير كتاب الله جلّ وعلا من خلال مدرسة تفسير الآية والكلمات كما هو حال مدرسة أهل الأثر وأهل الرأي أما الربط بين الآيات فلم يفيد له أحد من الأئمة كتاباًَ في التفسير ممن تقدم وهذه هي الأسباب في قلة الكلام حول موضوع السورة ***وضحي آراء أهل العلم فيما يخص موضوع السورة؟ اختلف العلماء في هذا العلم على ثلاثة أقوال : القول الأول: لا تناسب بين السورة والآيات مطلقاً أو غالباً وهو قول جماعة من المتأخرين منهم الشوكاني في فتح القدير. القول الثاني: أنه ما من آية أو سورة إلا ولها موضوع خاص بها وما من آية إلا ولها مناسبة بينها وبين الآية التي قبلها وهذا هو القول الذي نصره برهان الدين إبراهيم بن عمر البقاعي المتوفي سنة خمس وثمانين وثمانمائة في كتابه - نظم الدرر في تناسب الآيات والسور- واختاره السيوطي وغيره. القول الثالث: أن ما من سورة في الأغلب إلا ولها موضوع تدور عليها وكذلك الآيات فالآية في الأعم الأغلب تكون متصلة بما قبلها وما بعدها، لكن لابد لمن أراد أن يخوض في هذه المسالك من أمرين الأمر الأول أن يكتفي بما ظهر له من الموضوع وتناسب الآيات من دون تكلف ولا تنطع على خلاف ما جري من البقاعي رحمه الله. الأمر الثاني أن يكون الخائض في هذه المسالك عالماً لأقوال السلف في تفسير الآيات والسور التي يريد أن يستنبط لها مناسبة أو موضوعاً معيناً وأن يكون مطلعاًَ عارفاً بعلوم البلاغة بفروعها الثلاثة البيان، البديع ، المعاني. إذاًَ لا مانع من الخوض في هذا المسلك على هذا القول الثالث، ولكن أولاً هذا الاستنباط وهذا يعني الاستنتاج من هذا الترابط لا يكون في كل كتاب الله سبحانه وتعالى قد لا يظهر لك في كثير من المواطن إنما قد يكون أغلب أو قد يظهر لك في كثير من المواطن أيضاً ولكنه لا يكون عاماً في كل السور هذا الأمر الأول. الأمر الثاني: هناك أمور لابد أن تنتبه لها أنه ما كان ظاهراً بيناً حتى مقبولاً عند السامع مقبولاً عندك أنت، مقبولاً عند أهل العلم، عند طلبة العلم عند السامعين لمثل هذا الكلام بدون تكلف فهذا هو الحق وهذا هو الصواب أما ما كان فيه تكلف وتلحظ أنك تحتاج إلى كثير من المقدمات والتوطئة حتى يقبل منك هذا الكلام فهذا لا داعي له، في الكلام عن مقاصد السور وعن موضوع السور، وإنما خذ الكلام السهل اليسير الواضح الجلي وهذا القول الثالث هو القول الأقرب وهي طريقة العربي في تفسيره فقد ذكر أنه ألف كتاباً كبيراً في ذلك ومنهم الرازي في تفسيره والطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير وقرره أيضاً الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن ويستخدمها شيخ الإسلام بن تيميه وتلميذه ابن القيم وجماعة من المحققين من أهل العلم. :icony6::icony6: |
:icony6: تم بفضل الله سماع الدرس 25 :icony6:
|
فوائد الدرس الخامس والعشرون
الدرس الخامس والعشرون تابع المرحلة الخامسة الفوائد المطلوبة: ***اذكري المقصود العام للسور التالية: -الفاتحة سورة الفاتحة فإن مقصودها أن تجمع علوم القرآن بحيث تكون كالمقدمة لكتاب الله جلّ وعلا والفاتحة لجميع مقاصده وأغراضه ولذا أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحمد لله رب العالمين أم القرآن وأم الكتاب، والسبع المثاني) . وأم القرآن معناها التي تجمع معاني القرآن، الأم في أصلها إنما سميت هذه التسمية في لغة العرب أم بمعني أنها تجمع جامع، تجمع ما يتعلق بشيء من الأشياء فهذه السورة سميت أم القرآن لأنها جامعة لجميع معاني القرآن فهي أفضل السور فسورة الفاتحة هي أعظم سور القرآن وإنما كانت كذلك لأنها جمعت مقاصد القرآن كله من أوله إلى آخره وسميت فاتحة لإفتتاح القرآن العظيم بها وأن من مقاصدها ومن موضوعها أنها جمعت علوم القرآن من أولها إلى آخرها فمن أراد علم القرآن فلينظر في سورة الفاتحة يجد أن أصول علوم كتاب الله عزّ وجلّ قد جمعت فيها، مثال آخر. -البقرة مقصد سورة البقرة والغرض منها يدور حول موضوعين الموضوع الأول فيما يتعلق بالضرورات الخمس وهي حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ المال، وحفظ العرض وهذا هو المقصد الأكبر ، والموضوع الثاني فيما يتعلق بمعاملة اليهود الذين هم من أهل الكتاب وعن ما في قلوبهم من الحقد والبغضاء لأهل الإيمان وما يجب على المسلمين تجاه هؤلاء اليهود -ءال عمران سورة آل عمران هي تتمة للضرورات الخمس ففضح للعدو الثاني وهم النصارى، فضلاً من أن اسم السورة هو سورة آل عمران، فهي تتحدث عن آل عمران وهم من أصل هذه الطائفة وهم النصارى فآل عمران ومريم عليها السلام والكلام عن هذه العائلة المباركة ثم ما حصل بعد ذلك من مولد عيسى عليه السلام ثم نزول الإنجيل وهكذا هذا كله عائد إلى ما يتعلق بدين النصارى. -النساء سورة النساء هي تتمة للضرورات الخمس وأضافت مقصودين أضافت فضح المنافقين والكلام عن أحكام النساء . -المائدة سورة المائدة ذكر شيخ الإسلام أنها تدور حول الحلال والحرام وبيان الأحكام وحتى القصص التي وردت في هذه السورة لم تأتي للعظة والعبرة وإنما جاءت لاستنباط الأحكام ولم يمكن لهم فهم ذلك أو استنباطه إلا بعد فهم موضوع السورة وأنها نزلت للأحكام. ولذا قالت عائشة إن ما نزل في سورة المائدة محكم وليس بمنسوخ، وهذا مما أخبرت عنه عائشة رضي الله عنها وعن أبيها -الكهف سورة الكهف فهي نزلت لتدور حول الابتلاء وبيان أنواعه تارة يكون بالنعم كذي القرنين وأيضاً قصة صاحب الجنتين ، وتارة يكون بالنقم كفتية الكهف وبيان ثمرته. كذلك حتى في آخرها في قصة يأجوج ومأجوج وما يتعلق بأخبارهم هذا كله من الابتلاء الذي يبتلي الله به عزّ وجلّ في هذه الحياة الدنيا فإذا من أولها إلى آخرها -العنكبوت سورة العنكبوت تدور حول الفتنة بشتى أنواعها وصنوفها وسورة العنكبوت من أولها إلى آخرها مع تنوع المواضيع التي تكلمت عنها ومع تنوع الآيات والأخبار التي جاءت في هذه السورة إلا أن موضوع الابتلاء من أول السورة إلى آخرها تجد أنه ظاهر بين واضح - الصف وسورة الصف نزلت لتدور حول الجهاد. -الإخلاص وسورة الإخلاص نزلت لتحقيق التوحيد . -الفلق وسورة الفلق نزلت حول إزالة الشرور الظاهرة وكيفية التعوذ منها فكما أن الله جعل النهار يسبق الليل قادر أن يفلق هذه الشرور الظاهرة ويخرج منها الخيرة -الناس سورة الناس تدور حول إزالة الشرور الباطنة وكيفية التعوذ منها وهذه الشرور الباطنة النافذة الاستعاذة برب الناس ملك الناس كلهم ***وضحي الوسائل الثلاث التي يمكن أن نصل من خلالها إلى ما يتعلق بمقصود السورة مع ذكر أمثلة لذلك. الوسائل الثلاث التي يمكن أن نصل من خلالها إلى ما يتعلق بمقصود السورة أولاُ : أن ينص العلماء من أهل التحقيق على أن مقصود السورة كذا كما نصوا على أن مقصود سورة الإخلاص هو العلم الخبري بوحيد الأسماء والصفات وتوحيد الربوبية وأن سورة الكافرون مقصودها هو بيان التوحيد العملي الطلبي وهو المسمى بتوحيد الألوهية. كذلك نصوا أن سورة النحل نزلت في النعم وشكرها، وامتنان الله بها على عبادة. ثانيا :ً أن يكون موضوع السورة ظاهراً من اسمها أو من أولها أو بهما معاً مثل سورة القيامة من اسمها ومن مطلعها فمقصود السورة هو الكلام عن يوم القيامة لكن عندما تصل إلى قوله تعالى ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾. فتقول ما علاقة هذه الآيات بموضع السورة ومقصدها، فنقول هذه الآيات لابد لها من رابط بما قبلها وفى هذا إشارة إلى أن مثل هذه السورة لا ينبغي لأي عبد أن يمر عليها مروراً من دون أن يتذكر في هذا اليوم وهو يوم القيامة الذي ورد ذكره في هذه السورة . ثالثاً الاستقراء، والاستقراء يكون نافعاً عند الأصوليين إن كان كاملاً أو أغلبياً أما الاستقراء الجزئي فلا عبرة به وهذا مثله كما في سورة الصف وهذه السورة نزلت في الجهاد بالسيف والسنان كذلك سورة الماعون بالاستقراء أنها جاءت لمكارم الأخلاق الواجب على المؤمن التحلي بها ومن انتقص شيئاً منها فقد ترك شيئاً من واجبات الدين ومن اتصف بالصفات التي نهت عنها فقد اتصف بصفات الذين يكذبون بيوم الدين. :icony6::icony6::icony6: |
:icony6: تم بفضل الله عز وجل سماع الدرس 26 :icony6:
|
ما شاء الله ..فوائد طيبة وهمة عالية
تستحقين أربعة لآلئ لاستماعك الدروس :الثاني والعشرين والثالث والعشرين و الرابع والعشرين والخامس والعشرين http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif وأربعة لآلئ لتدوين الفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif بقي لك أربعة دروس وتكملين الدورة بإذن الله تعالى تابعي ...بارك الله فيك. |
الساعة الآن 09:38 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .