ملتقى طالبات العلم

ملتقى طالبات العلم (https://www.t-elm.net/moltaqa/index.php)
-   دورات رياض الجنة (انتهت) (https://www.t-elm.net/moltaqa/forumdisplay.php?f=104)
-   -   مجموعة خادمات القرآن (https://www.t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=19865)

حاجة 22-12-08 02:59 PM

فوائد الدرس الـ23 - تابع الامثلة على المرحلة الرابعة
 
*** وضحي المعنى الذي دل عليه السياق في الآيات التالية مع ذكر نوع دلالة السياق في كل منها:
﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾

هذه السورة من أوائل السور المكية التي نزلت على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم. بدأت بذكر أمر عظيم جدا و هو تكذيب الكافرين بيوم الدين و انتهت بأمر (قد يبدو تافها للبعض) و هو الامتناع عن الماعون (و هو ما يتعاوره الناس بينهم من اشياء) فما الرابط بينهم؟
الانسان المؤمن من يوقن بيوم الدين لا يمتنع عن مساعدة الناس و تقديم الخير سواء كان صغيرا أم كبيرا لانه يتطلع الى الثواب عند الله في يوم الدين.
هذه السورة تدعو الى مكارم الاخلاق (كشأن كثير من السور المكية) فهي بدات بالحث على التصديق باليوم الآخر (بمعنى آخر عبادة الله الواحد الاحد) و ثم الاحسان الى الناس. و هذا ما نراه في أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم:
أتيت النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فصعد في النظر وصوب فقلت : إلام تدعو وعم تنهى ؟ قال : لا شيء إلا الله والرحم قال : أتتني رسالة من ربي فضقت بها ذرعا ورويت أن الناس يكذبونني فقيل لي : لتفعلن أو ليفعلن بك .
الراوي: مالك بن نضلة الجشمي المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1106
خلاصة الدرجة: صحيح

- و أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ثنا العباس بن عبد العظيم ثنا النضر بن محمد ثنا عكرمة بن عمار ثنا شداد بن عبد الله أبو عمار و يحيى بن أبي كثير عن أبي أمامة قال : ( فذكر دخوله على النبي صلى الله عليه و سلم بمكة قال : فقلت له : ما أنت ، قال : أدعى نبياً ، فقلت : و ما نبي ، قال : أرسلني الله تبارك و تعالى ، فقلت : بأي شىء أرسلك ، فقال : أرسلني بصلة الأرحام و كسر الأوثان ، و أن يوحد لا يشرك به شيئاً ، قلت له : فمن معك ، قال : حر و عبد قال : و معه يومئذ أبو بكر و بلال ممن آمن به ، و ذكر الحديث . رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن جعفر عن النضر بن محمد).

فمن سياق آيات سورة الماعون فهمنا انه من لا يريد ان يكون من المكذبين بيوم الدين عليه ان يلتزم بمكارم الاخلاق و يكون سباقا في تقديم الخير الى جانب التوحيد و الاخلاص في العبادة.


-﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾
هذه العبارة جاءت في نهاية آية الدين في سورة البقرة. هذه الاية الطويلة اشتملت على احكام الدين و ما الذين يجب ان يتخذه الكاتب أو القاضي من اجراءات عند توثيق الدين و سماع الشهود و متى لا يحتاج الامر الى شهود و هكذا مضت الاية في وضع احكام و ضوابط للدين. من ينفذ هذا الامر يحتاج الى ان يكون له معرفة بالامور الشرعية و معرفة بأمور الناس و أحوالهم. أي هو بحاجة الى العلم النافع الذي يتأتى من تحصيل العلم و تقوى الله. على الرغم من انه لا يوجد اداة شرط في العبارة "وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ" فالواو هنا عاطفة لكن من سياق الآية فهمنا انه لابد من تقوى الله لتحصيل هذا العلم و هناك من أهل العلم يسمي هذه الواو العاطفة بواو الاقتران (اي قرنت بين العلم و تقوى الله) فهناك حالة اقتران و التزام بين العلم و التقوى في هذه العبارة من الآية.


*** ما الحكمة من التقديم والتأخير في السياق في الآيات التالية:
-﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ إلى قوله تعالى ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ﴾؟
هذه الآية جاءت في مطلع قصة البقرة مع موسى عليه السلام. ثم جاءت بداية القصة في نهاية الآيات و ذلك لانه المقصود هو جذب النظر الى المقصود الاول من سرد القصة و هو بيان شدة تعنت بين اسرائيل و رفضهم الانصياع و اعراضهم عن اوامر الله سبحانه و تعالى.


-﴿ يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾
لانه الغرض كان بيان حكم الانفال لانه الصحابة رضوان الله عليهم اختلفوا فيه و ارادوا ان يوزع عليهم كما كانت توزع الغنائم فنزلت السورة بما هو اهم شيء و هو بيان حكم الانفال ثم جاءت آيات معركة بدر تبعا لذكر الانفال.


-﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ﴾
جاءت من غير ترتيب القصة لانه الله تعالى أراد فيها ان يركز على الصفة التي يجب ان يلتزم بها كل داعية و هي الاقبال على من جاء يطلب العلم كائنا من يكون. فمن جاء يسعى لطلب العلم هو أولى من غيره بوقت الداعية و جهده.

حاجة 22-12-08 03:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دعاء عبد الله (المشاركة 170479)
"فوائد الدرس الحادي والعشرون

ب ﴿ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّ﴾﴿ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّ
:icony6::icony6::icony6:

:ohmy: يا ليت أحد يخبرني ما السبب في كتابة (حيا) من غير ألف فقد رأيتها في اكثر من مكان في صفحة رياض الجنة من غير ألف!! من أين نسختموها؟ هل هناك قراءة أخرى من غير ألف؟ ارجو تنويري. جزاكم الله

عفاف 22-12-08 06:03 PM

إعتذر ..عن الإكمال معكن ..واللهم لاتحرمنا خير ماعندك...
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخياتي الحبيبات..
كنت قد وعدت بإكمال الدرب معكن ..ولكن قدر الله وماشاء فعل ..
حاولت والحمد لله على كل حال ..والسبب الرئيسي في ذلك هو أن جلوسي لفترة حل الواجب ..والمشاركات .يسبب لي آلاما شديدة في الكتف والرقبة ..والركبة ..مما يجعلني ..أعاني لفترة ..والحمد لله على كل حال ..
لكنني سأكتفي بقراءة الدروس المفرغة ..والتركيز معكن في الفوائد ..فأنا إستفدت جدا جدا في بداية الرحلة معكن..والحمد لله على كل حال ..فالدورة رائعة وكلماتي لاتفيها حقها ..بارك الله في الشيخ الفاضل ..وجزاه الله عنا خير الجزاء ..
(((((اللهم لاتحرمنا خير ماعندك بسوء ماعندنا ..))))

أخياتي المشرفات العزيزات بارك الله فيكن وجزاكن الله خير الجزاء على حرصكن على التواصل مع الغائبات والحاضرات ..وأكرر إعتذاري على عدم مواصلة الدرب معكن ..واكتفي بقراءة ماتكتبه الأخوات بارك الله فيهن ورزقهن القبول والإخلاص ..وسددكم جميييييييييييعا .دعواتكن لي..

ام الخطاب 22-12-08 08:01 PM

فوائد الدرس 23

*** وضحي المعنى الذي دل عليه السياق في الآيات التالية مع ذكر نوع دلالة السياق في كل منها:

-﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾
ان هذه السورة تدل على ان هذه الصفات ليست من صفات اهل الايمان بل من صفات الكفار ودلالة السياق هي التي تظهر المعنى الكلي فسورة الماعون تحض على الاخلاق والصفات التي يجب على المؤمنين التحلي به لان الله جعل البراءة منها من صفات المؤمنين والاتصاف بها من صفات الكفار وهذا يفهم من ترابط الايات من اولها الى اخرها


-﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾
الرابط بين الجملتين هو الواو وهي لا تاتي ابدا بمعنى الشرطية لكنها دلت هنا على وجود اقتران والتزام بين التقوى والعلم وهو من دلالات السياق مما يدل على اشتراط التقوى للعلم وخاصة في المسائل التي فيها لبس واشكال كاحكام الدين


*** ما الحكمة من التقديم والتأخير في السياق في الآيات التالية:

-﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ إلى قوله تعالى ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ﴾؟
التنبيه على اعراض اليهود عن تنفيذ اوامر الله وهو المقصود من ذكر القصة لذا قدم اعراضهم على بداية القصة


-﴿ يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾
التنبيه على حكم الانفال وكيية تقسيمها وهذا لما اختلف الصحابة في تقسيمها وهذا سبب تقديم ذكرها

-﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ﴾
التنبيه على ما يستفاد من القصة وهو ان الداعية اذا اقبل اليه من يطلب الهدى ولو كان وضيعا فالاولى ان يقدم على غيره مهما كان شريفا فهو المنهج الذي يرضاه الله ورسوله وهذا سبب تقديم ذكرها

حاجة 24-12-08 10:21 AM

السلام عليكم و رحمة الله
تم بحمد الله الاستماع الى الدرس الـ24 بداية المرحلة الخامسة (مضمون السورة) و سأجيب عن الفوائد الان بإذن الله.

ام الخطاب 24-12-08 10:22 AM

اجابة اسئلة الدرس 24
 
*** وضحي بما فضُل أبو بكر على سائر الصحابة؟
فضل بشيء وقر في قلبه وهو العلم بالله وتعظيمه وتعظيم رسوله


***اذكري شيئا من مناقب أويس القرني و سعيد بن المسيب؟
ولماذا فضل أويس القرني على سعيد بن المسيب؟
مناقب اويس:انه افضل التابعين بشهادة رسول الله وتميزه باعمال القلوب من تعظيم الله وتوقيره وتعظيم رسوله وتوقيره
اما مناقب سعيد فهو اعلم السلف وافقههم وقد اخذ العلم من الصحابة وهو من اجلة التابعين وكان امرا بالمعروف ناهيا عن المنكر وكانت لا تفوته تكبيرة الاحرام اربعين عاما مع الامام وكان يقول:لم أرَ ظهر مصل قط ، يعني انه كان يصلي في الصف الاول دائما وكان يفتي الناس ويقضي بينهم

لكن فضل اويس على سعيد لتميزه في اعمال القلوب فكان في قلبه من تعظيم الله ورسوله وتوقيرهما ما فاق به سعيد مما يدل على ان اعمال القلوب اهم من مجرد العلم بالحلال والحرام


***ما هي المرحلة الخامسة من مراحل فهم القرآن؟وما هو المقصود منها؟وما دليل ذلك؟
المرحلة الخامسة :هي موضوع السورة او مقصودها وهي المعنى العام الذي انزلت السورة من اجله او هو الموضوع الذي تدور عليه ايات سورة ما
ودليله :هو التتبع والاستقراء لطريقة الائمة في تفسير كتاب الله


***ماهي الأسباب في قلة الكلام حول موضوع السورة؟
1-لأن فيه نوع من جرأة على تفسير كلام الله لذا انكره جماعة
2-ولأن كثيرا من كتب التفسير انما تناول تفسير كتاب الله من خلال مدرسة تفسير الاية والكلمات كمدرسة اهل الاثر واهل الراي اما الربط بين الايات فلم يفرد له احد من الائمة كتابا في التفسير ممن تقدم



***وضحي آراء أهل العلم فيما يخص موضوع السورة؟
1-القول الاول :انه لاتناسب بين السورة والايات مطلقا او غالبا ونصره الشوكاني في فتح القدير معرضا بالامام البقاعي
2-القول الثاني:انه ما من اية او سورة الا ولها موضوع خاص بها وما من اية الا ولها مناسبة بينها وبين الاية التي قبلها ونصره البقاعي في كتابه "نظم الدرر في تناسب الايات والسور" واختاره السيوطي
3-القول الثالث:ان ما من سورة في الاغلب الا ولها موضوع تدور عليه وكذلك الايات فالاية في الاعم الاغلب تكون متصلة بما قبلها وما بعدها
لكن لا بد لمن اراد ان يخوض في هذه المسالك من امرين:
1-ان يكتفي بما ظهر له من الموضوع وتناسب الايات من دون تكلف ولا تنطع على خلاف ما جرى من البقاعي
2-ان يكون الخائض في هذه المسالك عالما باقوال السلف في تفسير الايات والسور التي يريد ان يستنبط لها مناسبة او موضوعا معينا وان يكون مطلعا عارفا بعلوم البلاغة بفروعها الثلاثة البيان والبديع والمعاني وهو الاقرب
وهي طريقة ابن العربي والرازي والطاهر ابن عاشور في التحرير والزركشي في البرهان وابن تيمية وابن القيم

حاجة 24-12-08 11:18 AM

فوائد الدرس الـ24 - بداية المرحلة الخامسة مضمون السورة
 
*** وضحي بما فضُل أبو بكر على سائر الصحابة؟
قال ابن علية في قول بكر المزني : ما فاق أبو بكر رضي الله عنه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بصوم ولا صلاة ولكن بشيء كان في قلبه . قال الذي كان في قلبه الحب لله عز وجل والنصيحة في خلقه . ورفعه بعضهم بلفظ { ما فضل أبو بكر بفضل صوم ولا صلاة ولكن بشيء وقر في قلبه } ذكره الغزالي في الإحياء . قال العراقي : لم أجده مرفوعا ، وهو عند الحكيم الترمذي في النوادر من كلام بكر بن عبد الله المزني .

وفي لفظ : ما فاتكم أو فضلكم أبو بكر بكثير صوم ولا صلاة ولكن بشيء وقر في صدره . وكل ذلك لم يصح مرفوعا والله الموفق .

وقال الفضيل بن عياض : ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصلاة والصيام وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنصح للأمة .

***اذكري شيئا من مناقب أويس القرني و سعيد بن المسيب؟
أهم مناقبه هو بره بوالدته كما جاء في الحديث الصحيح:
هو الذي أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث مسلم عن عمر رضي الله عنه قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم.

وفي رواية لمسلم عن أسير بن عمرو قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس رضي الله عنه، فقال له: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم. قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم. قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم. قال: لك والدة؟ قال: نعم.قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل، فاستغفر لي، فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة. قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي، فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس، فقال: تركته رث البيت قليل المتاع. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد من أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل، فأتى أويسا فقال: استغفر لي. قال: أنت أحدث عهداً بسفر صالح فاستغفر لي قال لي: لقيت عمر؟ قال: نعم، فاستغفر له، ففطن له الناس فانطلق على وجهه. رواه مسلم. ( استدلال رائع ..بارك الله فيك..)

ولماذا فضل أويس القرني على سعيد بن المسيب؟
لان جاء فيه حديث صحيح انه خير التابعين. مع انه المسيب كان فقيها و قد طلب العلم و الحديث و يفتي الناس و لم تفته تكبيرة الاحرام لمدة 40 عام و كان يصلي دائما في الصف الاول حيث قال (لم ار ظهر مصلي قط). لكن تفضيل أويس جاء لانه اهتم بعمل من اعمال القلوب و هو بر الوالدين.(البر بالوالدين من أعمال الجوارح كصلة الرحم وأعمال القلوب ما اختص القلب بها ولا يطلع عليها إلا الله تعالى ، يمكن أن يكون حب الوالدين من برهما وهو من أعمال القلوب ولكن غالبا بر الوالدين يدخل في أعمال الجوارح)

***ما هي المرحلة الخامسة من مراحل فهم القرآن؟وما هو المقصود منها؟وما دليل ذلك؟
هي مرحلة فهم السورة و ما يتعلق بها أي موضوع السورة العام أو مقصود السورة و الذي من أجله تنزلت السورة أو الموضوع الذي تدور عليه آيات السورة.
هذا العلم اي علم موضوع السورة لم يكن موجود بهذا الاسم سابقا شأنه كشأن كثير من العلوم مثل علم النحو و الصرف و البلاغة علم مصطلح الحديث فهذه العلوم كانت موجودة و لكن لم يكن لها مسمياتها الحالية.
و دليل ذلك هو الاستقراء والتتبع لطريقة الأئمة في تفسير كتاب الله.

***ماهي الأسباب في قلة الكلام حول موضوع السورة؟
- فيه نوع من التجرأ على نفسير كتاب الله تعالى. و قد أنكره طائفة من اهل العلم المتأخرين كرد فعل على تكلف بعض أهل العلم في تحديد مقاصد السورة.
- أغلب المفسرين يفسرون على أساس الكلمة و الآية و هذا حال مدرسة أهل ألاثر. أما الربط بين الآيات فلم يبحثوا فيه..

***وضحي آراء أهل العلم فيما يخص موضوع السورة؟
1- لا تناسب بين السورة و الايات مطلقا أو غالبا. و من قال هذا هو الشوكاني في كتابه (فتح القدير) و مجموعة من المتأخرين. و حجتهم ان السورة مكونة من آيات في الاغلب انها تنزلت في أوقات مختلفة حسب الوقائع التي كانت تحدث في ذلك الوقت. فكل مجموعة من الايات في السورة تنزلت لغرض معين فلا يكون هناك ترابط بينها.
2- ان كل سورة لها موضوع معين و كل الايات التي تحتويها هذه السورة تصب في هذا الموضوع و كل آية لها علاقة بالاية التي قلبها و التي بعدها. و قال هذا الامام عمر البقاعي في كتابه (نظم الدرر في تناسب الايات و السور) و أيده السيوطي. و لكن الكثير من التكلف في كتاب البقاعي رحمه الله. فقوة الذهن واضحة في كتابه حيث نرى جهد و اجتهاد واسع في محاولة منه لاستنباط اسباب الربط بين آية و أخرى
3- هو الرأي الوسط بين الرأين المتطرفين و هو انه ما من سورة إلا و لها موضوع تدور حوله الآيات التي تحتويها, فكل آية مرتبطة بما قبلها و ما بعدها (لا شك) و لكن من أراد ان يخوض في هذا الامر لابد ان ان يلاحظ هذه الامور:
- ان يضع ما بدا له من مناسبة الترابط بين الآيات من غير تكلف و لا تنطع. فإذا أحس انه يحتاج الى الكثير من المقدمات و الممهدات لاقناع الناس بكلامه فهذا يسمى تكلف و لا حاجة لنا به.
- ان يكون عالما بأقوال السلف في تفسير الآيات. و ان يكون لديه علم في البلاغة (البيان, البديع, المعاني)

الرأي الثالث هو الاقرب الى الصواب و قد ألف الشيخ العربي تفسير اتبع فيه هذا الاسلوب. تبعه في هذا الرازي و الطاهر بن عاشور في كتابه (التحرير و التنوير).

حاجة 24-12-08 11:20 AM

أختي عفاف شفاك الله و عفاك و نفعك بما علمك

خادمة الذكر الحكيم 24-12-08 04:35 PM

فوائد الدرس الثاني والعشرون
 
***أين تكمن أهمية دلالة السياق في فهم الآيات ؟ ومن نص عليها من أهل العلم؟

دلالة السياق من الدلالات المهمة التي يكاد يطبق أهل التفسير على اعتبارها وقد نص على أهمية دلالة السياق وعلى اعتباره من أهم الدلالات التي ينبغي للمفسر أن يعتبرها جماعة من أهل العلم منهم مسلم بن يسار وسليمان بن يسار وصالح بن كيسان وابن جرير والعز بن عبد السلام وبن عطية والقرطبي رحمه الله في تفسيره وشيخ الإسلام بن تيمية وأيضاً ابن القيم رحمه الله وغيرهم من أهل العلم , فإذا نظرت في آية من الآيات لابد وأن تنظر فيما قبلها وما بعدها حتى تتبين المعنى الكامل لهذه الآية في ضمن الآيات جميعاً فإن الآية هذه لم تأتي منفردة هكذا مقطوعة مبتورة ليس لها علاقة بما قبلها وما بعدها وإنما جاءت في ضمن سياق محدد معين .

***ما دلالة السياق في قوله تعالى :

-في سورة النازعات: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾ مع باقي آيات السورة؟

السورة كلها من أولها لآخرها في النزع والموت ثم ما بعد الموت ثم الراجفة ثم الرادفة والحافرة ثم في قيام الطامة الكبرى وعن تكذيب الكفار ليوم البعث , ثم أخبر الله تعالى عن قصة موسى عليه السلام, فالرابط بينهما هنا أن هؤلاء المكذبين إن أصروا على تكذيبهم وعلى استبعادهم لقيام الأرواح بعد الموت وأنكروا البعث وأنكروا الحياة الآخرة فاتركهم ودعهم وذكرهم إن أرادوا أن يتذكروا بشيء قد سبق من أحوال الأمم السابقة وهو ما جرى لموسى مع قومه , ولأن قصة موسى واسعة طويلة مكررة في كتاب الله عز وجل لم يذكر منها الله سبحانه وتعالى في هذا الموطن إلا ما يناسب هذه السورة فقط وهو ذكر جزاء هؤلاء الكافرين المعاندين الذين أبوا دعوة موسى عليه السلام ذكر الله تكذيبهم ثم ذكر جزاءهم وكأنه يشير إلى هؤلاء القوم أنكم إذا كذبتهم وأنكرتم الحافرة وزعمتم أنه ليس هناك زجرة وليس هناك ساهرة فإن جزاءكم سيكون كجزاء قوم موسى حين كذبوا موسى عليه السلام


-في سورة الصف ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ مع باقي آيات السورة؟

الكلام هنا عن الجهاد في أول السورة وفي آخرها , وذكر قصة موسى هنا إشارة إلى قصة موسى عليه السلام في سورة المائدة قوله تعالى: ﴿ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ﴾ فأشارت الآيات إلى نوع من أذى قوم موسى له وهو التخلي عنه في موضع الجهاد حيث خذلوه في اشد المواقف الذي هو في أشد حاجة إليهم فلما ذكرت الآية هذه القصة من موسى وقومه أرادت أن تذكر امة محمد أن لا يقولوا له كما قال قوم موسى له ﴿ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ ﴾.

***ماالمراد بالخنس في قول الله تعالى : ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾؟
ما هو القول المرجح مع توضيح سبب ترجيحه؟


اختلف السلف رحمهم الله تعالى في المراد بقول الله تعالى : ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾ في سورة التكوير:
- فمنهم من قال هي الكواكب والنجوم جاء ذلك عن علي وابن عباس رضي الله عنهما واختاره جماعة من السلف .
ومنهم من قال المراد بالخنس والجواري الكنس البقر الوحشي والضباع التي تكون في الصحاري والبراري فإنها تخنس إذا رأت الانسان والخنوس هو الاختباء والاختفاء مع تأخر .
والكنس أي أنها تكنس وتعود أي أنها ترجع إلى أماكنها التي تسمى الكناسة
ومن المرجحات التي ترجح القول الأول دلالة السياق فإن السورة من أولها جاءت بذكر الكواكب والنجوم والصبح والليل فكان أولى بالذكر بعد هذه الكواكب هو ما يناسبها من أحوال بقية الكواكب الأخرى لذلك كان أظهر في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾ هي الكواكب التي تخنس وتختفي وتتأخر حيناً وتجري في حين آخر في وقت الليل ثم تكنس فتبيت قليلاً في مكان لا يعلمه إلا الله عز وجل ثم تعود إلى شريانها وخلوصها

خادمة الذكر الحكيم 25-12-08 08:34 PM

فوائد الدرس الثالث والعشرون
 
*** وضحي المعنى الذي دل عليه السياق في الآيات التالية مع ذكر نوع دلالة السياق في كل منها:

-﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾

دلالة السياق أن هذه الصفات ليست من صفات أهل الإيمان بل هي من صفات الكافرين المكذبين، فلا يمكن أن يكون مؤمناً كامل الإيمان وهو يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين، فدلالة السياق هي التي تظهر المعني الكلي وكذلك أن منع الماعون ليس من صفات المؤمنين بل هو من صفات الكافرين فسورة الماعون تحث على الأخلاق والصفات التي يجب أن يتحلى بها المؤمنون؛ لأن الله جعل البراءة منها من صفات المؤمنين والذي يقع فيها فيه صفة من صفات الذي يكذب بيوم الدين وهذا المعنى المترابط لا تفهمه إلا بالربط بين معاني الآيات من أولها إلى آخرها.



-﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾

الرابط بين هاتين الجملتين هي الواو والواو في لغة العرب لا تأتي للشرط أبداً وكثير من الناس يستنبط أن تقوى الله شرط في التعليم وليس في الآية ما يدل على ذلك أبداً ولكن هناك في لغة العرب ما يسمى بدلالة الاقتران والالتزام وهي من أنواع دلالة السياق فهذه الواو دلت على وجود اقتران والتزام , وهذه الواو هي وإن كانت عاطفة لكن هذا العطف ليس عطفاً مجرداً وإنما عطف قرن بين تقوى الله وبين العلم فدل هذا السياق بهذا الاقتران على أنه لمن أراد أن يطلب العلم لابد له من تقوى الله سبحانه وتعالى , فدلت الآية على أن هذا العلم يحتاج إلى تقوى فهذه الواو لا تدل على ذلك بل التي دلت على معنى الشرط هي دلالة السياق.


*** ما الحكمة من التقديم والتأخير في السياق في الآيات التالية:

-﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ إلى قوله تعالى ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ﴾؟

السر في ذلك أن المقصود من ذكر هذه القصة هو ذكر إعراض اليهود قبحهم الله عن تنفيذ أوامر الله عزّ وجلّ وليس المقصود من إيرادها ذكر حادثة القتل ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ﴾ وهذا تلحظه بيناً في قصة أصحاب الكهف وفى سورة الأنفال في موقعة بدر.

-﴿ يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾

جاء الكلام في يسألونك عن الأنفال لأنها هي المقصود الأعظم من تنزل هذه السورة العظيمة في الكلام عن ما يتعلق بحقوق الخلق وبحق الرب سبحانه وتعالى وفى تقسيم الرب سبحانه وتعالى للحقوق بين الخلائق , ولأن هذا هو المقصود من تنزل السورة بدءاً الكلام عن الأنفال وما حكم الله عزّ وجلّ فيه وكيف يكون حال الناس فيه ولأن بعض الصحابة تكلموا في هذه المسألة يريدون الغنائم كما كانت توزع عليهم الغنائم وكما كانوا يريدون أن توزع الغنائم فطلبوا أمراً ليس لهم فأنزل الله عزّ وجلّ ﴿ يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾

-﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ﴾

إن هذه السورة حين تنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم لم تتنزل من أجل أن تحكي لنا حكاية وتروي لنا قصة أبداً لم يكن هذا مطلقاً وإنما تنزلت لتبين أمراً عظيماً جليلاً مأخوذًا ومستفادًا من هذه القصة أن الداعية إذا أقبل إليه من أراد أن يتعلم دين الله عزّ وجلّ شريفاً كان أو وضيعاً أميراً كان أو مأموراً وزيراًَ كان أم صغيراً أيا كان حاله غنياً أم فقيراً امرأة كانت أم رجلا كبيراً كان أم صغيراً أياً كان حاله من أقبل على دعوة الله عزّ وجلّ فإنه الأولى بأن يعلم كائناً من كان غيره لأنه إذا أقبل فحقه عليك أيها الداعية أن تقبل عليه ولا تنشغل بغيره فإذا انشغلت بغيره مهما كان هذا الغير فإنك قد خالفت المنهج الذي ارتضاه الله عزّ وجلّ وأمر به محمد صلى الله عليه وسلم.

:icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6:


الساعة الآن 10:31 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .