الفوائدالمطلوبة من الدرس الرابع عشر:
***ماهو مفهوم مصطلح التأويل عند المتقدمين والمتأخرين من أهل العلم؟ *يقصد بالتأويل عند المتقدمين من أهل العلم التفسير مايؤول إليه حقيقة الكلام وعند المتأخرين هو صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى آخر بقرينة تدل على ذلك ***وضحي المرحلة الأولى لطالب فهم القرآن ؟ المرحلة الأولى هي إدراك المعنى اللغوي للكلمة وتحديد المعنى المراد للكلمة في الآية والكلمات في كتاب الله تعالى على نوعين: 1- كلمات ظاهرة وواضحة المعنى مثل الشمس والقمر والنور والسماء والأرض 2- كلمات ظاهرة المعنى ولكن عند البحث في دواوين اللغة وكتب التفسير نجد أنها تنطوي على معاني أخرى لا تخطر بالبال وهذه المعاني يحتملها السياق بل إن كثيرا منها جاء التصريح والتلويح بها من السلف. وبذلك فإن تحديد معنى الكلمة يعتمد على السياق والكلمة قد يكون لها معنى في أصل اللغة ولكن عند ورودها في نصوص الكتاب والسنة يكون لها معنى مختلف ولكن لا بد أن لا يغيب المعنى الأصلي للكلمة في أصل اللغة. مثال كلمة زكاة في الشرع تعني إخراج المال بنسبة معينة إلى أناس مخصوصين إذا حال على الأموال الحول أما في معنى اللغة فهي التطهير والنماء وهذا هو لب عبادة الزكاة. ***ما المقصود بكلمة أز في الآية الكريمة:﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً﴾؟ كلمة أز لها معان مختلفة منها الدفع الشديد ومنها الإمتلاء ومنها الإختلاط ومنها الإضطراب والحركة وكل هذه المعاني يحتملها السياق. فالشياطين تختلط بهؤلاء الكفار وعندما تخالطهم بشدة تملأ أجسادهم امتلاء شديدا وكأنهم جسد واحدا فتملأهم رغبة في الشر وجرأة على مجاوزة حدود الله وارتكاب نواهيه ثم يحدث الإظطراب والحركة الموجهة للشر ثم تدفعهم دفعا شديد إلى المعاصي والذنوب. ***لماذا يقصر الفهم عند بعض الناس لكل المقصود من تفسير السلف؟ 1- أن هؤلاء السلف هم الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم أفضل القرون وأعلم الناس بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقد دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنه فقال صلى الله عليه وسلم اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل وقد استجيبت الدعوة و شهد له الصحابة رضوان الله عليهم بدقة فهمه لكتاب الله تعالى. 2- أن من لم يفهم كلام السلف فالعيب والنقص والعقبة به هو لجهله بأساليب العرب فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا على دراية كاملة تامة بأساليب اللغة العربية لأنهم تربوا عليها بالسليقة ومن فهم شيء من كلامهم فقد لا يفهم كل المقصود من هذا الكلام لأن ليس لديه من الملكة والأدوات التي كانت عندهم ولن يستطيع أن يكتسب هذه الأدوات إلا إذا استقر عنده أن النقص والعيب فيه هو. |
اجابة الدرس 16
***اذكري المعني اللغوي لكل من الكلمات التالية : - ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴾ انتبذت: يقول المفسرين فيها :ابتعدت وخرجت للعبادة او لحاجة لكن في لغة العرب تدل على شيء من الالقاء والرمي والترك اي خروج شديد فيه طرح واعتزال ونبذ لقومها كان قومها شيء غير مرغوب به القته بشدة للتخلص منه فهو خروج فيه كراهية لمخالطتهم لانهم كانوا في معاصي واثام -قوله سبحانه وتعالى على لسان زكريا عليه السلام ﴿ وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً﴾ عتيا من العتووهو كل مبالغ فيه مما يذم او يعاب وفي التحرير والتنوير زاد معنى اليبس يعني وقع من زكريا من الكبر ما هو مبالغ فيه حتى يبس عظمه يبسا شديدا يبس فيه ماء الولد وكذلك نحل عظمه جدا -﴿فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ ﴾ تتضمن معنيان :جاءها المخاض وكذلك الجاها اضطرارا الى جذع النخلة كما افادته اضافة همزة التعدية كما نقول ذهب واذهب سمع واسمع ***ما هي المرحلة الثانية لطالب فهم القرآن؟ وأين تكمنُ أهميتها؟ هي معرفة دلالة حروف المعاني التي تربط بين الكلمات لان كلمات القران ان فهمت معانيها ودلالتها بقي معرفة دلالة حروف المعاني بينها ولها سر في معرفة معاني كلمات القران فهما دقيقا واسعا يتبين معه سر بديع عظمة كلام الله ويجد الفرق الشاسع بين فهم كلمات القران قبل وبعد وسيقع في قلبه من فهم وتوقير كلام الله ما لم يخطر بباله والخطا في تحديد معنى الحرف قد يقلب المعنى المراد او يضعفه او يخل ببلاغة وفصاحة القران المعجز |
بالنسبة للدرس الخامس عشر:
خادمة الذكر الحكيم أم الخطاب تستحقان لؤلؤة للتصريح بسماع الشريطhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif و أخرى لتدوين الفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif بارك الله فيكما وزادكما من فضله.... |
بارك الله فيك يا إشراقة
تستحقين لؤلؤة للتصريح بسماع الشريط الرابع عشر http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif و أخرى لتدوين الفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif هلمي بتدوين باقي الفوائد ، كي تلحقي بالركب.... |
فوائد الدرس السادس عشر
تم بحمد الله الإستماع للدرس السادس عشر
الفوائد المطلوبة : ***اذكري المعني اللغوي لكل من الكلمات التالية : -﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴾ كثير من الناس يفهم هذه الآية فهما سريعا وهو أن مريم عليها السلام ابتعدت عن قومها لتتفرغ لعبادة ربها أو لحاجة لها وهذا فهم صحيح , ولكن الأية تدل على أبلغ من ذلك لأننا إذا تأملنا كلمة " انتبذت " نجد أن فيها معنى زائدا يدل على أن خروج مريم ليس خروجا عاديا بل خروج شديدا فيه اعتزال ونبذ لقومها وكأن أهلها وعشيرتها وقومها شيئا منبوذا , عندها ألقت بهذا الشئ بعيدا عنها وكأنها ألقتهم كراهية لهم لبعدهم عن الله عز وجل.... وكلمة انتبذت في اللغة فيها شيئا من الإلقاء والنبذ وهذه الكلمة تستخدم إذا أردنا البعد عن شئ لا نريده. -"قوله سبحانه وتعالى على لسان زكريا عليه السلام ﴿ وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً﴾ قال مجاهد : عتيا : يعني نخور العظم وقال أبو زيد : العتي الذي عتى عن الولد فيما يرى نفسه لا يولد له , وأصل كلمة عتيا : مأخوذه من العتو وهي كل مبالغ فيه مما يذم أو يعاب , وعتيا في تفسير التحرير والتنوير تطلق على الشئ اليابس إذن فقد وقع لزكريا عليه السلام كبر في السن مبالغ فيه حتى انحلت منه عظامه ويبست يبوسا شديدا , فتضرع زكريا لربه لأنه قد كبر ويبست عظامه فأصبح لا رطوبة بدنه يخرج منها ماء الولد. -﴿فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ ﴾ كلمة فأجاءها ليست جاء وليست ألجأ بل هي كلمة دلت على ما تدل عليه هاتين الكلمتين جميعا بأبلغ وأوجز عبارة... وبيان ذلك أن أصل كلمة "أجاء" هو جاء ولو وردت الكلمة هكذا"جاء" لكان المعنى : أن المخاض جاءها وهذا ليس إلا جزء من المعنى فقط ولما دخلت عليها همزة التعدية أضافت إليها معنى آخر غير المجئ وهو أن المخاض لما جاءها جاء بها إلى جذع النخلة....كالفرق بين لجأ وألجأ...ذهب وأذهب.....وهذا المجئ لم يكن على سبيل الإختيار وإنما على سبيل الإضطرار يعني لما جاءا المخاض الجأها إلى جذع النخلة. ***ما هي المرحلة الثانية لطالب فهم القرآن؟ وأين تكمنُ أهميتها؟ المرحلة الثانية :معرفة دلالة حروف المعاني التي تربط بين الكلمات وأهميتها أنها لها سر عجيب في فهم معاني القرآن فهما دقيقا وواسعا يتبين معه سر بديع عظمة كتاب الله عز وجل فيقع في القلب توقيرا وتعظيما لكتاب الله عز وجل ,والخطا في تحديد معنى الحرف قد يقلب المعنى المراد او يضعفه او يخل ببلاغة القرآن. |
اجابة الدرس 17
***وضحي الدرجة الأولى فيما يتعلق بدرجات حروف المعاني؟ مع ذكر أمثلة ودلالة كل حرف؟
ادراك المعاني المشهورة لكل حرف مثل ال في القران لها معنيان عهدية او جنسية ولكل منهما انواع والفاء لها عدة معاني السببية والفصيحة والعاطفة والجوابية الباء للالصاق والتبعيض والسببية والقسم في للظرفية والتعليل والاستعلاء والمقايضة وعلى للاستعلاء وعن للمجاوزة فقوله تعالى:"ارايت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم" الفاء الفصيحة اي افصحت عن معنى اخر هو ان من هذا وصفه هو الذي يدع اليتيم اما من يؤمن بيوم الدين فلا يفعل ذلك ***ما هي الدرجة الثانية من درجات حروف المعاني؟ اعط أمثلة من كتاب الله عز وجل مع التوضيح. ادراك المعنى المراد تقريبا لكل حرف بحسب موضعه مثل:ال في"الحمد لله رب العالمين" جنسية تفيد الاستغراق وتاتي بمعنى كل والفاء في "قلنا اضرب بعصاك الحجر فانبجست "فصيحة اي تفصح عن شيء محذوف هو فضربه فانبجست الباء في "بسم الله"للاستعانة وفي في :"لاصلبنكم في جذوع النخل "للعلو مع الظرفية وعن في "ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه"للمجاوزة اي كان الحسنات تجاوزته وابتعدت عنه وتعدته *** ما هي الدرجة الثالثة من درجات فهم حروف المعاني؟ التحقيق عند اختلاف اقوال المحققين في المضائق لكي يحمل الكلام على افصح الوجوه بلاغة وحكما واحكاما كدلالة التعاقب بين الواو والفاء في اوائل سورة المرسلات والنازعات ودلالة الفاء في "فانتبذت به مكانا قصيا فاجاءها المخاض" ودلالة في في "ءأمنتم من في السماء" ***كيف وضح أهل العلم الفرق بين العطف بالواو والفاء في قوله تعالى﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ﴾ الاقسام هنا بالملائكة التي تنزع ارواح الكفار فتغرق في ذلك وتشتد ففيه اغراق وشدة وذلك لان النزع لشيء غائر بعيد كانها من اطراف الجسد لان الروح اذا رات ملك الموت خافت فابتعدت الى اطراف الجسد كما ينزع الصوفالمبلول من الشوك اما الناشطات نشطا فهي ملائكة الموت عندما تقبض ارواح المؤمنين بيسر وسهولة فروح المؤمن عند رويتها انعيم الاخرة لا تمانع في الخروج بل تنشط للخروج كنزول القطرة من في السقاء والسابحات سبحا وهي الملائكة اخذت الارواح فسبحت بها الى السماء فترفع ا لاارواح فتفتح ابواب السماء لارواح المؤمنين اما الكفار"لاتفتح لهم ابواب السماء"بل يرمى من اعلى الى مكانه من الارض ينتظر العذاب فالعطف الاول بالواو لان الملائكة هي هي اي هي ملائكة الموت التي تنزع وتنشط وتسبح نفس نوع الملائكة ثم تغير نوع الملائكة فتغير العطف فالجنس لم يزل الملائكة لكن تغير النوع الى ملائكة رحمة بالمؤمنين وملائكة عذاب للكفار فسابقت بها الى مستقرها من الجنة او النار ثم جاء نوع ثالث هو المدبرات فعطف بالفاء لانه مغاير لما سبقه وهي التي تدبر امور الارواح في مستقرها |
:icony6: تم سماع الدرس الخامس عشر بحمد الله :icony6: |
فوائد الدرس الخامس عشر
:icony6: الدرس الخامس عشر :icony6: الفوائدالمطلوبة: ***اذكري كلام المفسرين رحمهم الله في دلالة الكلمات التالية : -﴿ إذا الشمس كُوِّرَتْ *وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ﴾ كورت تدل على جعل الشيء مدوراً ، والتكوير في اللغة هو جعل الشيء مكورا أي مدورا وعندما نقف على كلام السلف رحمهم الله في التكوير يقولون أن المراد هنا أن الشمس والنجوم تكور وتلف كما تلف العمامة, وكورت في كتب اللغة وأهل العلم لها معنيين : 1- يدل على اللف والضم والتدوير 2 - يدل على إضمحلال النور الذي في الشيء المكور أي أن الشمس تلف وتكور مثل العمامة وأن نورها يضمحل ويذهب ضوئه شيئا فشيئا فينطفئ تماماً . والإنكدار في أصل اللغة هو السقوط بشدة وقوة ويدل على الإضمحلال وذهاب الضوء والنور شيئا فشيئا ويدل هذا على أن الكون بعد أمر الله بالنفخة العظيمة نفخة الصعق وموت الخلائق يصبح الكون كله مظلم لذهاب نور الشمس والقمر ولا يوجد نور فيه غير نور الله جل في علاه ولما سأل الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ( أين يكون الناس حين تبدل الأرض غير الأرض ، قال : في الظلمة دون الجسر ) في صحيح مسلم - ( وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ﴾ معنى الكشط جاء تفسيره في قول الله سبحانه وتعالى ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب ) وكانوا في القديم لا يوضع الجلد للكتب بل كانت الكتب توضع في سجل ويطوى فالله سبحانه وتعالى على جهة تليق به سبحان هو على صفة لا نعلمها يطوى سبحانه السموات السبع ومعنى كشطت في لغة العرب أي أزيلت كما يزال الجلد من على لحم البعير وهو يشبه السلخ ، فالله يكشط السماء من على هذا الكون أي يزيلها ويطويها وهذه المرحلة من آواخر ما يقع من السماء لان السماء يوم القيامة تمر بمراحل عظيمة جداً بدأ من الإنفطار ثم الإنشقاق ثم تفتح السماء فتصبح أبواب ثم الكشط -﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ الصمد في لغة العرب الذي لا جوف له كما قال ابن عباس وغيره من المفسرين فالله الصمد الذي لا جوف له أي لا يحتاج إلى غذاء ولا إلى إخراج فلا يحتاج إلى غيره بل يحتاج غيره إليه فالله سبحانه وتعالى مستغن عن كل الخلق من الأنبياء والملائكة والبشر ولذا قال الله الصمد وإنما الخلق كلهم صغيرهم وكبيرهم في كل أمورهم يحتاجون أن يصمدوا لله سبحانه وتعالى ، وإذا استقر هذا المعنى في القلب فسيستغني كل مخلوق وسيتجه الجميع إلى رب الخلق سبحانه وتعالى وهذا هو الواجب عليك لان التعلق بالخلق دليل على ضعف الإيمان فمن كان يقينه قوي فإنه يصمد إلى الله جل في علاه . -﴿ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ﴾ وهو أن يشتري شخص شيئا قيمته زهيدة بثمن باهظ فيحصل في قلبه شيء من الغبن والندم ، لذا سمى الله عز وجل يوم القيامة بيوم التغابن لان الإنسان يوم القيامة يبحث عن إنسان غبنه وظلمه في أي شيء في الدنيا بل ويتمنى أن يكون قد ظلمه الكثير من الناس مثل أن قد سبه أحد أو اعتدى عليه في الدنيا فيأخذ من حسناتهم وصلاتهم وصيامهم حقه فلا يبقى لديه شئ ولذا سمي يوم التغابن فيحصل للناس غبن شديد لأنهم قصروا بحق الله عز وجل. -﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ﴾ عندما ننظر في كلام المفسرين نجد ابن عباس وسعيد بن جبير وغيرهم من الأئمة يقولون أن الرفرف هي البساتين , أو أطراف القصور , أو هي حدائق القصور والرفرف في أصل اللغة هو نوع من التدلي أي شئ يكون طرف لشئ آخر أو الشيء التابع للشيء الأصلي ، والإتكاء على الرفرف أي على أطراف القصور أي البساتين والحدائق ، والسلف لم يحتاج أن يبين لك أن الرفرف هي أطراف القصور أي البساتين لانه معلوم عندهم ولا حاجة إلى توضيح فقال ابن عباس هي البستان وقال سعيد بن جبير هو الحديقة وقال غيره هو أطراف الأشجار أو أطراف البسط في الجنة وذكر الرفرف ليدل على ما هو أعظم فإذا كان هذا هو حال الرفرف فما بالك بالقصر وما داخل الجنان. -﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ ﴾ الزينة في كتاب الله عز وجل تارة تطلق ويراد بها الزينة الظاهرة وتارة تطلق ويراد بها الزينة الباطنة ، فالله سبحانه وتعالى أمر النساء أن لا تبدي زينتها فهذا هو ما جاء في كتاب الله فما هي الزينة التي أمرت المرأة أن تغطيها فابن مسعود رحمه الله لما نظر إلى تفسير هذه الآية اختلف الأمر عنده هل المقصود الزينة الظاهرة أم الزينة الباطنة التي هي الوجه والكفين فنظر إلى لفظ الزينة في الآيات وهو ما يقارب عشرين كلمة فتجدها كلها تدل على الزينة الظاهرة لا الزينة الباطنة فمثلا قوله تعالى ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين " المال والبنون زينة الحياة الدنيا" والمعنى زينه ظاهرة فالزينة المراد بها في كتاب الله عز وجل هي الزينة الظاهرة فالمرأة نهيت عن الزينة الظاهرة . ***كيف يصل طالب العلم إلى فهم دلالة الكلمة؟إن معرفة دلالة الكلمة يكون بعرض الكلمات التي تتدبر آياتها على المراتب الثلاث السابقة ومعرفة درجتها من الوضوح والغموض فعندما نمر بكلمة في كتاب الله وتدرك أن فيها شيئاً من الغموض أو أنها توحي أن البحث فيها يفيد بمعرفة دلالتها بشكل أكبر وأوضح فعندها نرجع الى المصادر التي تساعد في بيان هذه الدلالة إن وجدت وهذه المصادر كثيرة ومتنوعة ونحن نحتاج لفهم المعنى شبه التام فسنحصر هذه المصادر إلى ثلاثة وهي : 1 - جامع البيان في تأويل القرآن لابن جرير وإلا فتفسير ابن كثير 2 - تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور 3 - لسان العرب لابن منظور أو القاموس المحيط للفيروز أبادي وكيفية الاستفادة من هذه المصادر يكون على النحو التالي : عندما نمر على كلمة في كتاب الله على الصفة السابقة فإننا نعود أولا إلى تفسير ابن جرير أو ابن كثير مع تفسير تحرير التنوير وسنجد أن المفسرين بالمأثور يأتون بكلام السلف في بيان المراد من الكلمة فدقق النظر فيه ثم انظر في تفسير تحرير التنوير فقد يذكر من المعاني ما يوضح كلام السلف وينبه إلى ما كان خافيا عليه منه وقد يضيف معان صحيحة لم تأت صريحة فيما سبق , وفهم دلالة الكلمة مهم جداً لفهم كلام الله سبحانه وتعالى وقبل التفسير يجب فهم دلالة الكلمة لفهم الآيات :icony6::icony6::icony6: . |
:icony6:تم بحمد الله وفضله سماع الدرس السادس عشر :icony6: |
فوائد الدرس السادس عشر
:icony6:الدرس السادس عشر :icony6: أمثلة على المرحلة الأولى من المراحل السبعة لطالب فهم القرآن الفوائدالمطلوبة: ***اذكري المعني اللغوي لكل من الكلمات التالية : ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴾ كثير من الناس يفهم هذه الآية فهما سريعا وهو أن مريم عليها السلام ابتعدت وخرجت عن قومها لتتفرغ لعبادة ربها أو لحاجة لها ونحو ذلك وهذا فهم صحيح , لكن الآية تدل على أبلغ من هذا وذلك لأننا إذا تأملنا كلمة " انتبذت " نجد أن فيها معنى زائدا يدل على أن خروج مريم ليس خروجا عاديا بل خروج شديدا فيه طرح اعتزال ونبذ لقومها وكأن أهلها وعشيرتها وقومها شيئا منبوذا غير مرغوبٍ فيه بالنسبة لها أخذته وألقته بشدة بعيدا عنها وتخلصاً منه وهذا يفهم من الكلمة وله أمثلة كثيرة في كتاب الله عز وجل وكلمة انتبذت عندما ترجع إلى لغة العرب الفصحى تجد فيها شيئا من الإلقاء والرمي والترك والنبذ وهذه الكلمة تستخدم إذا أراد الشخص البعد عن شيء لا يريده فمريم عليها السلام عندما أرادت ترك قومها انتبذت لان خروجها فيه كراهية لهؤلاء القوم لانهم كانوا في حالة بعد وشرك لله عز وجل وهذه الكلمة هي التي دلتنا على هذا المعنى النفيس . -قوله سبحانه وتعالى على لسان زكريا عليه السلام ﴿ وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً﴾ فسر السلف هذه الكلمة فقال مجاهد : عتيا : يعني نخور العظم وقال أبو زيد : العتي الذي قد عتى عن الولد فيما يرى نفسه لا يولد له , ثم فلننظر في أصل الكلمة في اللغة عتيا : مأخوذة من العتو وهو كل مبالغ فيه مما يذم أو يعاب , ويتجلى الأمر أكثر عندما نرجع إلى كتاب التحرير والتنوير حيث فيه كلمة عتيا وعتواً تطلق على الشيء اليابس إذن فقد وقع لزكريا عليه السلام كبر في السن مبالغ فيه حتى انحلت منه عظامه ويبست يبوسا شديدا , نخلص من هذا أن زكريا تضرع إلى ربه بضعفه الشديد حيث أنه قد كبر ويبست منه العظام فأصبح لا رطوبة مطلقاً في بدنه يخرج منها ماء الولد فكيف له مع ذلك بالولد ومن أعظم إجابة الدعاء التضرع بالضعف فجاء القبول من الله عز وجل بقبول هذه الدعوة -﴿فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ ﴾ لو تأملنا كلمة فأجاءها لوجدنا أنها ليست جاء وليست ألجأ بل هي كلمة دلت على ما تدل عليه هاتين الكلمتين جميعا بأبلغ وأوجز عبارة ، وفي كتب اللغة لم تأتي كلمة أجاء وبيان ذلك أن أصل "أجاء" هو جاء ولو وردت الكلمة هكذا"جاء" لكان المعنى : أن المخاض جاءها وهذا ليس إلا جزء من المعنى فقط فلما دخلت عليها همزة التعدية أضافت لها معنى آخر غير المجيء وهو أن المخاض لما جاءها جاء بها إلى جذع النخلة كالفرق بين لجأ وألجأ وذهب وأذهب نام وأنام وغيرها كثير وهذا المجيء لم يكن على سبيل الاختيار وإنما على سبيل الاضطرار كما دل عليه السياق والمراد أن لما جاءها المخاض ألجأها إلى جذع النخلة لذا جاء تفسير السلف ليس جاءها بل ألجأها وهذا من عظيم إدراكهم لمعاني ألفاظ القرآن الكريم . ***ما هي المرحلة الثانية لطالب فهم القرآن؟ وأين تكمنُ أهميتها؟ المرحلة الثانية هي معرفة دلالة حروف المعاني التي تربط بين الكلمات هذا الأمر مهم حيث أن كلمات القرآن العظيم إن فهم معناها ودلالتها فيبقي معرفة دلالة حروف المعاني وهو له سر عجيب في فهم معاني القرآن فهما دقيقا وواسعا يتبين معه سر بديع عظمة كتاب الله عز وجل وسنجد من تذوق دلالة هذه الحروف والفرق الشاسع لفهم الآيات قبل وبعد وسيقع في القلب توقيرا وتعظيم كتاب الله عز وجل ما لم يخطر ببال وأكبر من هذا أن الخطأ في تحديد معنى الحرف المعين قد يقلب المعنى المراد أو يضعفه أو يخل ببلاغة هذا الكتاب المعجز والحروف في كلام العرب تنقسم إلى قسمين حروف المباني وحروف المعاني وحروف المعاني هي التي تدل على معناً في غيرها وتأتي رابطاً بين الكلمات لتسمى حروف الربط مثل دلالة حرف الباء على الاستعانة في كلمة بسم الله وغيرها الكثير ومعجم حروف المعاني في القرآن الكريم يجعلك تصل إلى إدراك مجمل معني هذه الحروف دون تحقيق . :icony6: :icony6: :icony6: |
الساعة الآن 08:35 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .