" والنصيحة لكتابه تتضمن أموراً منها: الأول: الذبّ عنه، بأن يذب الإنسان عنه تحريف المبطلين، ويبيّن بطلان تحريف من حرّف. الثاني: تصديق خبره تصديقاً جازماً لا مرية فيه، فلو كذب خبراً من أخبار الكتاب لم يكن ناصحاً، ومن شك فيه وتردد لم يكن ناصحاً. الثالث: امتثال أوامره فما ورد في كتاب الله من أمر فامتثله، فإن لم تمتثل لم تكن ناصحاً له. الرابع: اجتناب ما نهى عنه، فإن لم تفعل لم تكن ناصحاً. الخامس: أن تؤمن بأن ما تضمنه من الأحكام هو خير الأحكام، وأنه لا حكم أحسن من أحكام القرآن الكريم. السادس: أن تؤمن بأن هذا القرآن كلام الله عزّ وجل حروفه ومعناه، تكلم به حقيقة، وتلقاه جبريل من الله عزّ وجل ونزل به على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين." ص136-137 |
" والنصيحة لرسوله تكون بأمور منها: الأول: تجريد المتابعة له، وأن لا تتبع غيره،لقول الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب:21) الثاني: الإيمان بأنه رسول الله حقاً، لم يَكذِب، ولم يُكذَب، فهو رسول صادق مصدوق. الثالث: أن تؤمن بكل ما أخبر به من الأخبار الماضية والحاضرة والمستقبلة. الرابع: أن تمتثل أمره. الخامس: أن تجتنب نهيه. السادس: أن تذبّ عن شريعته. السابع: أن تعتقد أن ما جاء عن رسول الله فهو كما جاء عن الله تعالى في لزوم العمل به، لأن ما ثبت في السنة فهو كالذي جاء في القرآن . قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ )(النساء: الآية59) وقال تعالى (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ)(النساء: الآية80) وقال تعالى: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) (الحشر: الآية7). الثامن: نصرة النبي صلى الله عليه وسلم إن كان حياً فمعه وإلى جانبه، وإن كان ميتاً فنصرة سنته صلى الله عليه وسلم. ص137-138 |
" وأئمة المسلمين صنفان من الناس: الأول: العلماء، والمراد بهم العلماء الربانيون الذين ورثوا النبي صلى الله عليه وسلم علماً وعبادة وأخلاقاً ودعوة، وهؤلاء هم أولو الأمر حقيقة، لأن هؤلاء يباشرون العامة، ويباشرون الأمراء، ويبينون دين الله ويدعون إليه الصنف الثاني: من أئمة المسلمين: الأمراء المنفذون لشريعة الله، ولهذا نقول: العلماء مبينون، والأمراء منفذون يجب عليهم أن ينفذوا شريعة الله عزّ وجل في أنفسهم وفي عباد الله." ص138 |
" والنصيحة للعلماء تكون بأمورٍ منها: الأول: محبتهم، لأنك إذا لم تحب أحداً فإنك لن تتأسّى به. الثاني: معونتهم ومساعدتهم في بيان الحق، فتنشر كتبهم بالوسائل الإعلامية المتنوعة التي تختلف في كل زمان ومكان. الثالث: الذبّ عن أعراضهم، بمعنى أن لا تقرّ أحداً على غيبتهم والوقوع في أعراضهم، وإذا نسب إلى أحدٍ من العلماء الربانيين شيء يُستنكر فعليك أن تتخذ هذه المراحل: المرحلة الأولى: أن تتثبت من نسبتهِ إليه، فكم من أشياء نسبت إلى عالم وهي كذب، فلابد أن تتأكد، فإذا تأكدت من نسبة الكلام إليه فانتقل إلى المرحلة الثانية وهي: أن تتأمل هل هذا محل انتقاد أم لا؟ لأنه قد يبدو للإنسان في أول وهلة أن القول منتقد، وعند التأمل يرى أنه حق، فلابد أن تتأمل حتى تنظر هل هو منتقد أو لا؟ المرحلة الثالثة: إذا تبيّن أنه ليس بمنتقد فالواجب أن تذبّ عنه وتنشر هذا بين الناس، وتبين أن ما قاله هذا العالم فهو حق وإن خالف ما عليه الناس. المرحلة الرابعة: إذا تبين لك حسب رأيك أن ما نسب إلى العالم وصحت نسبته إليه ليس بحق،فالواجب أن تتصل بهذا العالم بأدب ووقار،وتقول: سمعت عنك كذا وكذا،وأحب أن تبين لي وجه ذلك، لأنك أعلم مني،فإذا بيّن لك هذا فلك حق المناقشة،لكن بأدب واحترام وتعظيم له بحسب مكانته وبحسب ما يليق به. أما مايفعله بعض الجهلة الذين يأتون إلى العالم الذي رأى بخلاف مايرون، يأتون إليه بعنف وشدة،وربما نفضوا أيديهم في وجه العالم،وقالوا له:ما هذا القول الذي أحدثته؟ ما هذا القول المنكر؟ وأنت لا تخاف الله ، وبعد التأمل تجد العالم موافقاً للحديث وهم المخالفون له، وغالب ما يؤتى هؤلاء من إعجابهم بأنفسهم، وظنهم أنهم هم أهل السنة وأنهم هم الذين على طريق السلف، وهم أبعد ما يكون عن طريق السلف وعن السنة. فالإنسان إذا أعجب بنفسه - نسأل الله السلامة - رأى غيره كالذر، فاحذر هذا. الأمر الرابع من النصيحة للعلماء: أنك إذا رأيت منهم خطأ فلا تسكت وتقول: هذا أعلم مني، بل تناقش بأدب واحترام، لأنه أحياناً يخفى على الإنسان الحكم فينبهه من هو دونه في العلم فيتنبه وهذا من النصيحة للعلماء. الخامس : أن تدلهم على خير ما يكون في دعوة الناس، فإذا رأيت هذا العالم محباً لنشر العلم ويتكلم في كل مكان وترى الناس يتثاقلونه ويقولون هذا أثقل علينا، كلما جلسنا قام يحدّث،فمن النصيحة لهذا العالم أن تشير عليه أن لا يتكلم إلا فيما يناسب المقام، لاتقل:إني إذا قلت ذلك منعته من نشر العلم، بل هذا في الواقع من حفظ العلم، لأن الناس إذا ملّوا سئموا من العالم ومن حديثه. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه بالموعظة، يعني لا يكثر الوعظ عليهم مع أن كلامه صلى الله عليه وسلم محبوب إلى النفوس لكن خشية السآمة، والإنسان يجب أن يكون مع الناس كالراعي يختار ما هو أنفع وأجدى." ص138-139 |
" والنصيحة للأمراء تكون بأمور منها: أولاً: اعتقاد إمامتهم وإمرتهم، فمن لم يعتقد أنهم أمراء فإنه لم ينصح لهم، لأنه إذا لم يعتقد أنهم أمراء فلن يمتثل أمرهم ولن ينتهي عما نهوا عنه، فلا بد أن تعتقد أنه إمام أو أنه أمير، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية، ومن تولى أمر المسلمين ولو بالغلبة فهو إمام،سواء كان من قريش أومن غير قريش. ثانياً: نشر محاسنهم في الرعية، لأن ذلك يؤدي إلى محبة الناس لهم، وإذا أحبهم الناس سهل انقيادهم لأوامرهم . وهذا عكس ما يفعله بعض الناس حيث ينشر المعايب ويخفي الحسنات، فإن هذا جورٌ وظلم. فمثلاً يذكر خصلة واحدة مما يُعيب به على الأمراء وينسى خصالاً كثيرة مما قاموا به من الخير، وهذا هو الجور بعينه. ثالثاً: امتثال ما أمروا به وما نهوا عنه، إلا إذا كان في معصية الله عزّ وجل لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وامتثال طاعتهم عبادة وليست مجرد سياسة، بدليل أن الله تعالى أمر بها فقال عزّ وجل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأولي الأمر منكم) [النساء:59] فجعل ذلك من مأموراته عزّ وجل، وما أمر الله تعالى به فهو عبادة. ولا يشترط في طاعتهم ألاّ يعصوا الله،فأطعهم فيما أمروا به وإن عصوا الله، لأنك مأمور بطاعتهم وإن عصوا الله في أنفسهم. رابعاً: ستر معايبهم مهما أمكن، وجه هذا: أنه ليس من النصيحة أن تقوم بنشر معايبهم، لما في ذلك من ملئ القلوب غيظاً وحقداً وحنقاً على ولاة الأمور، وإذا امتلأت القلوب من ذلك حصل التمرّد وربما يحصل الخروج على الأمراء فيحصل بذلك من الشر والفساد ما الله به عليم. وليس معنى قولنا: ستر المعايب أن نسكت عن المعايب، بل ننصح الأمير مباشرة إن تمكنا،وإلا فبواسطة من يتصل به من العلماء وأهل الفضل. ولهذا أنكر أسامة بن زيد رضي الله عنه على قوم يقولون: أنت لم تفعل ولم تقل لفلان ولفلان يعنون الخليفة، فقال كلاماً معناه: (أتريدون أن أحدثكم بكل ما أحدث به الخليفة) فهذا لا يمكن. فلا يمكن للإنسان أن يحدث بكل ما قال للأمير، لأنه إذا حدث بهذا فإما أن يكون الأمير نفذ ما قال، فيقول الناس: الأمير خضع وذل، وإما أن لا ينفذ فيقول الناس: عصى وتمرّد. ولذلك من الحكمة إذا نصحت ولاة الأمور أن لا تبين ذلك للناس،لأن في ذلك ضرراً عظيماً. خامساً: عدم الخروج عليهم، وعدم المنابذة لهم، ولم يرخص النبي صلى الله عليه وسلم في منابذتهم إلا كما قال: "أَنْ تَرَوا" أي رؤية عين، أو رؤية علم متيقنة. "كُفْرَاً بَوَاحَاً" أي واضحاً بيّناً. "عِنْدَكُمْ فِيْهِ مِنَ اللهِ بُرْهَانٌ "أي دليل قاطع. "ص141-142 |
"ثم إذا جاز الخروج -أي الأمراء-عليهم بهذه الشروط فهل يعني ذلك أن يخرج عليهم ؟ لأن هناك فرقاً بين جواز الخروج، وبين وجوب الخروج. والجواب: لا نخرج حتى ولو رأينا كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان،إلا حيث يكون الخروج مصلحة،وليس من المصلحة أن تقوم فئة قليلة سلاحها قليل في وجه دولة بقوتها وسلاحها، لأن هذا يترتب عليه إراقة الدماء واستحلال الحرام دون ارتفاع المحذور الذي انتقدوا به الأمراء،كما هو مشاهد من عهد خروج الخوارج في زمن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم إلى يومنا هذا،حيث يحصل من الشر والمفاسد ما لا يعلمه إلاربُّ العباد. لكن بعض الناس تتوقد نار الغيرة في قلوبهم ثم يحدثون ما لا يحمد عقباه، وهذا غلط عظيم." ص142-143 |
"والنصح لعامة المسلمين بأن تبدي لهم المحبة، وبشاشة الوجه، وإلقاء السلام، والنصيحة، والمساعدة ، وغير ذلك مما هو جالب للمصالح دافعٌ للمفاسد." ص143 |
"واعلم أن خطابك للواحد من العامة ليس كخطابك للواحد من الأمراء، وأن خطابك للمعاند ليس كخطابك للجاهل، فلكل مقام مقال، فانصح لعامة المسلمين ما استطعت."ص143 |
فوائد الحديث الثامن عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قـال: { أُمرت أن أقاتل الناس حتى يـشـهــدوا أن لا إلــه إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويـقـيـمـوا الصلاة، ويؤتوا الزكاة؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله تعالى }. [رواه البخاري:25، ومسلم:22]. " و الأمر : طلب الفعل على وجه الاستعلاء , أي أن الآمر أو طالب الفعل يرى أنه في منزلة فوق منزلة المأمور , لأنه لو أمر من يساويه سمي التماسا , و لو طلب ممن فوقه سمي دعاء و سؤالا" صـ 147 |
"و المقاتلة غير القتل . - فالمقاتلة : أن يسعى في جهاد الأعداء حتى تكون كلمة الله هي العليا . - و القتل :أن يقتل شخصاً بعينه،و لهذه نقول:ليس كل من جازت مقاتلته جاز قتله ، فالقتل أضيق ولا يجوز إلا بشروط معروفة ، والمقاتلة أوسع ، قال الله تبارك و تعالى :( و إن طآئفتان من المؤمنينَ اقتتلُو فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأُخرى فقاتلوا التىِ تبغِى حتى تَفِىء إلى أمر الله ) [الحجرات:9] فالأمر بقتالها وهي مؤمنة لا يُحِلُ قتلها ولا يبيح دمها لكن من أجل الإصلاح." صـ147 |
" أنه لا بد أن يعتقد الإنسان أنه لا معبود بحق إلا الله , فلا يكفي أن يعتقد أن الله معبود بحق , لأنه إذا شهد أن الله تعالى معبود بحق لم يمنع أن غيره يعبد بحق أيضا . فلا يكون التوحيد إلا بنفي و إثبات : لا إله إلا الله , نفي الألوهية عما سوى الله و إثباتها لله عز وجل ." صـ 150-151 |
" كذلك قال الفقهاء : يقاتل أهل بلد تركوا صلاة العيد و إن لم تكن فرضا على الأعيان كفريضة الصلوات الخمس . قالوا : لأن صلاة العيد من شعائر الإسلام الظاهرة , فيقاتل أهل البلد إذا تركوا صلاتي العيدين " صـ151 |
" إطلاق الفعل على القول , لقوله :" إذا فعلوا ذلك" مع أن في جملة هذه الأشياء الشهادتين , وهما قول , و وجه ذلك : أن القول حركة اللسان , و حركة اللسان فعل , و يصح إطلاق الفعل على القول بأن يكون القول في جملة أفعال , كما في الحديث , فإقامة الصلاة و إيتاء الزكاة من الأفعال بلا شك . كما يطلق القول على الفعل , وهذا كثير في حديث عمار بن ياسر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- حين تيمم قال بيديه هكذا , و ضرب بهما الأرض , و هذا فعل. " صـ152 |
" و الغنائم هي أموال الكفار التي أخذناها بالقتال . أما الأمم السابقة فلا تحل لهم الغنائم و قد ورد أنهم يجمعونها ثم تنزل نار من السماء فتحرقها ." صـ153 |
" أن حساب الخلق على الله عز وجل , و أنه ليس على الرسول صلى الله عليه وسلم إلا البلاغ و كذلك ليس على من ورث الرسول إلا البلاغ , والحساب على الله عز وجل . فلا تحزن أيها الداعي إلى الله إذا لم تقبل دعوتك , فإذا أديت ما يجب عليك فقد برئت الذمة و الحساب على الله تعالى , كما قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : { لست عليهم بمسيطر * إلا من تولى و كفر * فيعذبه الله العذاب الأكبر *إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم .[ الغاشية : 22-26] .... فلا تحزن أيها الداعي إلى الله إذا رد قولك , أو إذا لم يقبل لأول مرة, لأنك أديت ما يجب عليك . ولكن اعلم أنك إذا قلت حقا تريد به وجه الله فلا بد أن يؤثر حتى لو رد أمامك فلابد أن يؤثر " صـ 153-154 |
" فلا بد لكلمة الحق أن تؤثر , لكن قد تؤثر فورا أو تتأخر " صـ 154 بفضل الله تمت فوائد الحديث الثامن |
فوائد الحديث التاسع عن أبي هريرة عبدالرحمن بن صخر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يقول: { ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم }. [رواه البخاري:7288، ومسلم:1337]. " أكثر الناس لا يعرفون اسم أبي هريرة رضي الله عنه , و لهذا وقع الخلاف في اسم راوي الحديث , و أصح الأقوال و أقربها للصواب ما ذكره المؤلف رحمه الله أن اسمه : عبدالرحمن بن صخر . و كني بأبي هريرة لأنه كان معه هرة قد ألفها و ألفته , فلمصاحبتها إياه كني بها " صـ155 |
الحمد لله غاليتي صحبة بورك فيك ونفع بك، واصلي وصلك الله بطاعته :icony6::):icony6: |
" و لكن الضرورة إلى شرب الخمر تصدق في صورة واحدة و هي : إذ غص بلقمة و ليس عنده إلا خمر فإنه يشربه لدفع اللقمة , و أما شرب الخمر للعطش فلا يجوز , قال أهل العلم : لأن الخمر لا يزيد العطشان إلا عطشا فلا تندفع به الضرورة " . صــ158 |
" و ما هي الضرورة إلى المحرّم ؟. الضرورة إلى المحرّم هي : أن لا يجد سوى هذا المحرّم , و أن تندفع به الضرورة , و على هذا فإذا كان يجد غير المحرّم فلا ضرورة و لا يحل , و إذا كانت لا تندفع به الضرورة فلا يحل ." صـ159 |
" و الدواء بالمحرّم لا يمكن أن يكون ضرورة لسببين : أولا : لأنه قد يبرأ المريض بدون دواء , و حينئذ لا ضرورة . ثانيا : قد يتداوى به المريض و لا يبرأ و حينئذ لا تندفع الضرورة به , و لهذا قول العوام : إنه يجوز التداوي بالمحرّم للضرورة قول لا صحة له , وقد نصّ العلماء - رحمهم الله - أنه يحرّم التداوي بالمحرّم " صـ159 |
" أنه لا يجب من فعل المأمور إلا ما كان مستطاعاً , لقوله (وما أمرتكم به فأتوا منه ا استطعتم ).
فإن قال قائل : هل هذه جملة تفيد التسهيل , أو التشديد , ونظيرها قوله تعالى :{ فاتقوا الله ما استطعتم} [ التغابن:16] ؟ فالجواب : لها وجهان : فقد يكون المعنى : لا بد أن تقوموا بالواجب بقدر الإستطاعة وأن لا تتهاونوا ما دمتم مستطيعين . ولهذا لو أمرت إنسانا بأمر وقال : لا أستطيع , وهو يستطيع لم يسقط عنه الأمر . ويحتمل أن المعنى : لا وجوب إلا مع الإستطاعة , وهذا يؤيده قوله تعالى : { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها }. ص159-160 |
جزاكِ الله خيراً ورزقكِ علماً نافعا ً وقلباً خاشعاً
وعملاً صالحاً متقبلاً |
فوائد الحديث العاشر عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [المؤمنون:51]، وقال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:172]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء: يا رب ! يا رب ! ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنّى يستجاب له؟ }. [رواه مسلم:1015]. " إن الله تعالى طيّب " كلمة طيب بمعنى طاهر منزّه عن النقائص , لا يعتريه الخبث بأي حال من الأحوال, لأنّ ضد الطيب هو الخبيث , كما قال تعالى : { قل لا يستوي الخبيث و الطيّب }..... ومعنى هذا أنه لا يلحقه جل و علا شيء من العيب و النقص . فهو عز وجل طيب في ذاته , و في أسمائه , و في صفاته , وفي أحكامه , و في أفعاله , وفي كل ما يصدر منه , و ليس فيه رديء بأي وجه ." صـ163 |
" فالطيب من الأعمال : ما كان خالصا لله موافقا للشريعة . و الطيب من الأموال : ما اكتسب من طريق حلال , و أما ما اكتسب من طريق محرّم فإنه خبيث ." صـ164 |
" " واعملوا صالحا " و صالح العمل هو ما جمع بين الإخلاص و المتابعة. " صـ165
|
"و السفر من أسباب إجابة الدعاء , و لا سيما إذا أطالة ."صـ165
|
جزاكِ الله خير الجزاء على هذه الفوائد القيمة
رحم الله الشيخ ابن عثيمين وغفر له : } واصلي وصلك الله بالطاعة .,. |
" و مد اليدين إلى السماء من أسباب إجابة الدعاء , كما جاء في الحديث : "إن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرا ." صـ165
|
" و أما الخيانة فلا يوصف الله بها , لأنها نقص بكل حال , فلا يوصف الله تعالى بالخيانة , و يدل لهذا قول الله تعالى : { و إن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم } و لم يقل : فقد خانوا الله من قبل فخانهم , لأن الخيانة خِدعة في مقام الأمان , و هي صفة ذم مطلقا , و بهذا عرف أن قول ( خان الله من يخون) قول منكر فاحش يجب النهي عنه و هو وصف ذم لا يوصف الله به ."صـ167
|
بارك الله فيكِ صحبة
|
اقتباس:
|
" و كلما كان الإنسان أقوى إيمانا كان أكثر امتثالا لأمر الله عز وجل ,و إذا رأيت من نفسك هبوطا في امتثال الأوامر فاتّهمها بنقص الإيمان و صحح الوضع قبل أن يستشري هذا المرض فتعجز عن الاستقامة فيما بعد ". صـ 169+170
|
" فليس كل من قال : الشكر لله , و الحمد لله , يكون شاكرا حتى يعمل صالحا , و لهذا قال بعض الفقهاء : الشكر طاعة المنعم , أي القيام بطاعته , و هذا معنى قوله : { و اعملوا صالحا } . " صـ 171 |
" .... { يا أيها النبي اتق الله } ......ففي هذه أمر الله رسوله صلى الله عليه و سلَّم بالتقوى , مع أنه صلى الله عليه و سلم أتقى الناس لله عز وجل , و الواحد منا- و نحن مفرطون - إذا قيل له : اتق الله . انتفخ غاضبا , و لو قيل له : الله يهديك , لقال : و ما الذي أنا واقع فيه ؟! , و رسول الله يخاطبه ربه بقوله : { يا أيها النبي اتق الله } [الأحزاب : 1 ]. فالرسل عليهم الصلاة والسلام مأمورون بالعمل الصالح و إن كانوا يعملونه تثبيتا لهم على ما هم عليه ليستمرّوا عليه ." صـ171 |
" أن الشعث و الغبرة من أسباب إجابة الدعاء .
لكن هذا يرد عليه أن التورع عن المباحات بدون سبب شرعي مذموم , فيقال : المراد بالحديث : أن هذا الرجل يهتم بأمور الآخرة أكثر من اهتمامه بأمور الدنيا ." صـ173 |
" أن رفع اليدين في الدعاء من أسباب الإجابة .
و يكون الرفع بأن ترفع يديك , تضم بعضهما إلى بعض على حذاء الثُّندؤتين أي أعلى الصدر , ودعاء الابتهال ترفع أكثر من هذا , حتى إن النبي صلّى الله عليه و سلم في دعاء الاستسقاء رفع يديه كثيرا حتى ظنّ الظان أن ظهورهما نحو السماء من شدّة الرفع , و كلما بالغت في الابتهال فبالغ في الرفع ." صـ173 |
بارك الله فيكِ
|
موضوعٌ قيم جدًا!! أحسن الله إليك ِيا فاضلة ونفع بكِ حيثما كنتِ يُرفع .. ليُرفع عنه الغبار وينتفع به لي عودة لمواصلة القراءة إن شاء الله |
الساعة الآن 06:16 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .