الحمدلله مبارك لنا فريق النقاء اختار رقم 30 |
هل الرقم 30 موجود؟
اعتقد اللوحة الى 26 |
|
:icony6::icony6::icony6::icony6::icony6:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نفسى اشترك معكم فى المسابقة وايضا ادخل قاعة السلسبيل لكن النت دائما فاصل عندى ومش عارفة اصلا اشترك معكم فى حل الاسئلة ولا فى دخول القاعة و عايزة لو سمحتو ا اى اخت تشرح لى بالتفصيل كيف اعمل كل هذ وشكرا لكم جميعا ام امير |
|
السلام عليكم
ياترى اليوم فيه سؤال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اذا لم تضعى نخصم على معهد ام المؤمنين درجاااااااااااات |
:: السؤال :: وردت كلمة "دِيْن" بكسر الدال في القرآن على معان متعددة، اذكريها مع ذكر مثال من القرآن الكريم لكل معنى. ( 3 نقاط ) |
وقد جمعتُ مطالعَ هذه الآياتِ في عبارةِ: شَرَعَ لكم شُهُودَ شَهْرِ الشُّكْرِ.
· أما (شرع) فقوله تعالى "شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ" (الشورى13) · وأما (شهود) فقوله تعالى "شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ (آل عمران18) · وأما (شهر) فقوله تعالى "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ" (البقرة185) · وأما (الشكر) فقوله تعالى "شَاكِرًا لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ"(النحل121) وثانيها: كلمة "دِيْن" بكسر الدال في القرآن الكريم، فقد وردت لتدل على معان متعددة، منها: · وهو أشهر معانيها: الملة والديانة كما في قوله تعالى " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله"، وقوله "أفغير دين الله يبغون" وقوله "ومن أحسن دينا ممن أسلم" وقوله "ورضيت لكم الإسلام دينا" وقوله "وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون"، وغيرها. · ومنها كذلك: السلطان والمُلك كما في قوله تعالى "ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله" ولا أعرف لها ثانياً، فمن زادني فله الفضل. · ومنها: القضاء والحساب والفصل واستقصاء الحقوق كما في قوله تعالى "ملك يوم الدين" وقوله تعالى "يومئذٍ يوفيهم الله دينهم الحقَّ" ومنها قوله تعالى "أئنا لمدينون" أي محاسبون ومجزيون بما فعلنا، وحديث: الكيس من دان نفسه، وقد يسمي يوم القيامة بيوم الدينونة اشتقاقاً من الدين. وثالثها: كلمة (أمّة) في القرآن الكريم، وقد وردت على أربعةِ أنحاءَ كما يلي: · تأتي أمة بمعنى جماعة، كما قال تعالى" منهم أمة مقتصدة"، وكما قال جل وعلا "كذلك زينا لكل أمة عملهم"، وقوله "لكل أمة أجل"، وفي قوله "ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق"، وقوله"وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوماً الله مهلكهم"، وقوله "ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون"، وغيرها. · وأمة بمعنى القدوةُ المتبِع أو بمعنى المطيع، كما قال جل وعلا "إن إبراهيم كان أمة"، ولا أعلم لها ثانياً، فمن زادني فله الفضل والشكر. · وأمة بمعنى الأمد أو الفترة من الزمن أو الحين من الدهر، كما قال تعالى "وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة"، وكما في قوله تعالى "ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن الذين كفروا ..." · وتأتي أمة بمعنى ملةٍ ودين أو سنة وطريقة، كما قال تعالى "إنا وجدنا آباءنا على أمة"، وكما قال "وإن هذه أمتكم أمة واحدة" فريق العطاء |
وهو أشهر معانيها: الملة والديانة كما في قوله تعالى " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله"، وقوله "أفغير دين الله يبغون" وقوله "ومن أحسن دينا ممن أسلم" وقوله "ورضيت لكم الإسلام دينا" وقوله "وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون"، وغيرها.
· ومنها كذلك: السلطان والمُلك كما في قوله تعالى "ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله" ولا أعرف لها ثانياً، فمن زادني فله الفضل. · ومنها: القضاء والحساب والفصل واستقصاء الحقوق كما في قوله تعالى "ملك يوم الدين" وقوله تعالى "يومئذٍ يوفيهم الله دينهم الحقَّ" ومنها قوله تعالى "أئنا لمدينون" أي محاسبون ومجزيون بما فعلنا، وحديث: الكيس من دان نفسه، وقد يسمي يوم القيامة بيوم الدينونة اشتقاقاً من الدين. فريق النقااااااء |
فريق العطااااء
: كلمة "دِيْن" بكسر الدال في القرآن الكريم، فقد وردت لتدل على معان متعددة، منها: · وهو أشهر معانيها: الملة والديانة كما في قوله تعالى " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله"، وقوله "أفغير دين الله يبغون" وقوله "ومن أحسن دينا ممن أسلم" وقوله "ورضيت لكم الإسلام دينا" وقوله "وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون"، وغيرها. · ومنها كذلك: السلطان والمُلك كما في قوله تعالى "ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله" ولا أعرف لها ثانياً، فمن زادني فله الفضل. · ومنها: القضاء والحساب والفصل واستقصاء الحقوق كما في قوله تعالى "ملك يوم الدين" وقوله تعالى "يومئذٍ يوفيهم الله دينهم الحقَّ" ومنها قوله تعالى "أئنا لمدينون" أي محاسبون ومجزيون بما فعلنا، وحديث: الكيس من دان نفسه، وقد يسمي يوم القيامة بيوم الدينونة اشتقاقاً من الدين. وثالثها: كلمة (أمّة) في القرآن الكريم، وقد وردت على أربعةِ أنحاءَ كما يلي: · تأتي أمة بمعنى جماعة، كما قال تعالى" منهم أمة مقتصدة"، وكما قال جل وعلا "كذلك زينا لكل أمة عملهم"، وقوله "لكل أمة أجل"، وفي قوله "ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق"، وقوله"وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوماً الله مهلكهم"، وقوله "ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون"، وغيرها. · وأمة بمعنى القدوةُ المتبِع أو بمعنى المطيع، كما قال جل وعلا "إن إبراهيم كان أمة"، ولا أعلم لها ثانياً، فمن زادني فله الفضل والشكر. · وأمة بمعنى الأمد أو الفترة من الزمن أو الحين من الدهر، كما قال تعالى "وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة"، وكما في قوله تعالى "ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن الذين كفروا ..." · وتأتي أمة بمعنى ملةٍ ودين أو سنة وطريقة، كما قال تعالى "إنا وجدنا آباءنا على أمة"، وكما قال "وإن هذه أمتكم أمة واحدة" |
وردت كلمة "دِيْن" بكسر الدال في القرآن على معان متعددة، اذكريها مع ذكر مثال من القرآن الكريم لكل معنى. ( 3 نقاط ) |
· وهو أشهر معانيها: الملة والديانة كما في قوله تعالى " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله"، وقوله "أفغير دين الله يبغون" وقوله "ومن أحسن دينا ممن أسلم" وقوله "ورضيت لكم الإسلام دينا" وقوله "وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون"، وغيرها.
· ومنها كذلك: السلطان والمُلك كما في قوله تعالى "ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله" ولا أعرف لها ثانياً، فمن زادني فله الفضل. · ومنها: القضاء والحساب والفصل واستقصاء الحقوق كما في قوله تعالى "ملك يوم الدين" وقوله تعالى "يومئذٍ يوفيهم الله دينهم الحقَّ" ومنها قوله تعالى "أئنا لمدينون" أي محاسبون ومجزيون بما فعلنا، وحديث: الكيس من دان نفسه، وقد يسمي يوم القيامة بيوم الدينونة اشتقاقاً من الدين. فريق النقاء |
المعاني
هو الطريق الألهيه العامة تشمل جميع أبناء البشر في كل مكان وزمان ولاتقبل أي تغير الطاعة في القرآن بمثل العلم دين يدان به أي طاعة يطاع الله به ودان الرجل بالإسلام دين أي تعبد بالإسلام بمعنى الجزاء مثل مالك يوم الدين سورة الفاتحة آية 1 أن الدين لواقع سورة الذاريات آية 15 الزبدة تأتي بمعنين الطاعة والجزاء مالك يوم الدين سورة الفاتحة آية 1 بمعنى الجزاء أي يوم الجزاء ( قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولاباليوم الآخر ولا يحرمون ماحرم الله ورسوله ولايدينون دين الحق من الذين آوتو الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون )سورة التوبة آية 29 بمعنى الطاعة ( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولاتأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ) سورة النور آية 2 الدين هنا بمعنى الإيمان ( قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولاباليوم الآخر ولا يحرمون ماحرم الله ورسوله ولايدينون دين الحق من الذين آوتو الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون )سورة التوبة آية 29 الدين ... الدين الصحيح وهو الشريعة محمد صلى الله عليه وسلم بمعنى الطاعة في القرآن ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذالك دين القيمة ) سورة البينة آية 5 الدين ...أي الدين المستقيم الموصل إلى جنات نعيم وهو التوحيد فريق الصفاء |
اقتباس:
كلمة "دِيْن" بكسر الدال في القرآن الكريم، فقد وردت لتدل على معان متعددة، منها: · وهو أشهر معانيها: الملة والديانة كما في قوله تعالى " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله"، وقوله "أفغير دين الله يبغون" وقوله "ومن أحسن دينا ممن أسلم" وقوله "ورضيت لكم الإسلام دينا" وقوله "وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون"، وغيرها. · ومنها كذلك: السلطان والمُلك كما في قوله تعالى "ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله" ولا أعرف لها ثانياً، فمن زادني فله الفضل. · ومنها: القضاء والحساب والفصل واستقصاء الحقوق كما في قوله تعالى "ملك يوم الدين" وقوله تعالى "يومئذٍ يوفيهم الله دينهم الحقَّ" ومنها قوله تعالى "أئنا لمدينون" أي محاسبون ومجزيون بما فعلنا، وحديث: الكيس من دان نفسه، وقد يسمي يوم القيامة بيوم الدينونة اشتقاقاً من الدين. فريق العطاء |
( إن الدين عند الله الإسلام ومااختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ماجاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب ) سورة آل عمران آية 19
الدين هنا بمعنى الطاعه والإنقياد لله أو الملة ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعه حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين ) سورة التوبة آية 36 الدين هنا بمعنى الدين المستقيم دين إبراهيم عليه السلام ( مالك يوم الدين ) سورة الفاتحة آية 4 الدين هنا بمعنى يوم الجزاء ( وماأمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) سورة البينه آية 5 الدين هنا بمعنى العبادة من كتاب أسباب النزول للنيسابوري فريق الصفاء |
يُراد بها الجزاء، مثل: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}[الفاتحة:4].
يُراد بها: الطاعة، كما في قوله تعالى: {وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ}[النساء:164]. يُراد به: أصول الدِّين وعقائده، كما في قوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ}[الشورى:13]. فريق الصفاء بتوضيح أكثر والله اعلم |
وهذا بحث متكامل اعجبني للفائدة فريق الصفاء
الدين في القرآن أحمد قعلول المصدر: مجلة أقلام أونلاين العدد الثاني والعشرون السنة السادسة / جوان - جويلية 2008 يتناول هذا المقال استعمال القران لكلمة الدين وذلك من اجل الوصول الى تحرير القول في دلالة هذه الكلمة المحورية والى حصر مجالات استعمالها. خاصة وان لها علاقة محورية بعدد من المحاور الفكرية والسياسية منها علاقة الدين بالدولة وموضوع حرية المعتقد وحرية التعبير. وينطلق هذا المقال من فرضية مفادها ان هذه الكلمة تعاني في استعمال من عملية احلال لاستعمالات ودلالات الكلمة الاتينية الاصل " Religion". ويعتبر هذا المقال انه اذا صح القول بفرضية الفصل بين المجال العقدي والمقدس ومجال المعاملات الاجتماعية اعتبارا لكون الاول مرتبطا بالضمير الفردي وان الثاني مرتبطا بنظام العلاقات الاجتماعية والسياسية للمجتمع، فان هذا الفصل لا يصدق على دلالات واستعمالات كلمة الدين. وسيسعى هذا المبحث القصير الى الاقتراب من الموضوع اقترابا لغويا وذلك من اجل رفع بعض الالتباس عن الاستعمالات القرءانية لهذا اللفظ. وسيقوم هذا البحث بذلك بالرجوع الى المعاجم العربية الاساسية من اجل احصاء الاستعمالات الممكنة للفظ وكذلك بالعودة الى السياقات التي استعمل فيها اللفظ داخل النص القراني من اجل تمييز الاستعمالات القرانية عن الاستعاملات اللغوية وكذلك من اجل حصرها وتصنيفها بحسب الاستعمالات الاساسية والاستعمالات الثانوية او التابعية بحسب التعبير الشاطبي. مقدمات منهجية: ليس غرض هذه العجالة التفصيل في كيفية التعامل مع النص القراني ولا شرح الاليات والادوات المستعملة من اجل استخراج دلالاته واستعمالاته اللغوية. ولكن يكفينا في هذا السياق الاشارة الى بعض النقاط التاطيرية والتي يستوجبها الحديث كمقدمات منهجية تؤطر المقاربة المستعملة في هذه الخلاصة. تقترب هذه العجالة من النص القراني بصفته خطابا صيغ باللغة العربية مراعيا عادات العرب واستعمالاتهم ولذلك فان اساليب فهمه واستخراج دلالته تحتاج الى مراعاة استعمالات العرب في الحديث والتخاطب والفهم. تبعا لذلك فان استعمال ادوات الفهم والدلالة تخالف تلك العادات يعتبر تحميلا للنص القراني معاني لا يحتملها. على ان استعمال القران لعادات العرب في الحديث لا يلغي وجود عادات خاصة بالنص القراني في التخاطب مع متلقي خطابه الا ان هذه العادات لا تخرج لا محالة ولا تناقض عاداة العرب. تبعا لهذين المقدمتين فان المنهج الذي سيقع استعماله في هذه العجالة التي ستسعى لاستخراج دلالات واستعمالات كلمة الدين في القران ستعتمد على تلك الاستعمالات المشروحة في امهات معاجم اللغة العربية ومن ثم نمر الى الاستعمالات القرانية للكلمة. وتجدر الاشارة هنا الى ما وضحه الامام العلامة الشيخ الطاهر بن عاشور في مقدماته التي صدر بها تفسيره القيم التحرير والتنوير حيث نبه الى كون الخطاب القراني خلافا للخطاب العادي متعدد الاغراض وهو بسبب ذلك يحمل الكلام معاني ودلالات متعددة حري بالباحث ان ياخذ بها كلها ضعيفها وقويها راجحها ومرجوها ما كانت تلك الدلالات معهودة عند العرب ومن ضمن عاداتهم الخطابية[1]. الدين السياسة والحرب: استعمل النص القراني كلمة الدين تسعين مرة وذلك في سياقات متعددة ومختلفة وفي السور المكية والمدنية. وان معرفة دلالت هذه الاستعمالات القرانية ضروري من اجل حسن التعامل مع عدد من الاسئلة والاشكالات المرتبطة بالمنظومة التشريعية والفكرية والسياسية الاسلامية. ومن اهم هذه المحاور والاشكالات التي يرتبط فهم هذه الكلمة بها ما تعلق بالفكر السياسي المرتبط بالاسلام وموضوع علاقة الدين بالدولة والدين بالسياسة. وكذلك في ما يتعلق بمسائل العقيدة او ما تعارف على التعبير عنه بحرية المعتقد وعلاقة المسلم او المسلمين بغير المسلم والمسلمين والوضع القانوني والتشريعي لغير المسلم في السياق الاسلامي، ومن هنا مدى مشروعية القول بالقتال ضد الكفار بسبب كفرهم مثلا. عادة ما تترجمة الكلمة العربية الاصل "الدين" الى الكلمة ذات الاصل اللتيني روليجيون/ Religion كما تترجم الاخير الى الاولى ولذلك فان هذا المبحث سيسعى الى مقارنة الدلالة اللغوية للفظ اللاتيني الاصل روليجيون/ Religion واللفظ العربي "الدين" وذلك من اجل حصر التشابه او التماثل الدلالي للكلمة وكذلك الاختلاف ومن ثم تبيان مجالات الاستعمال الدلالي للكلمتين وذلك ان الاشكاليات المذكورة نشات وتطورت ابتداءا ضمن السياق الحضاري والتاريخي المستعمل للكلمة اللاتينية ولذلك فان جزء من الاشكالية مرتبط باستعمال كلمة رليجيون ومن هنا فان البحث عن مدى التطابق والاختلاف مهم بما انه سيشرح حدود الاشكال ويكشف خصوصيته العربية او الاوربية الغربية. اولا في استعمالات كلمة روليجيون/ Religion: يوصف لفظ روليجيون/ Religion بكونه تعبيرا عن "تركيب من المعتقدات والممارسات الطقوسية، والمطالب الاخلاقية وذلك ضمن نسق\نظام مرتبط بالله او آلهة"[1] وترى صوفي لوس[2] ان استعمال لفظ رولجيون قليل في الانجيل ولذلك فانها تستنتج ان الاستعمال المناسب لهذه الكلمة يجب ان يحيل على معنى العقيدة بما هي الاستجابة الداخلية للنداء الالهي[3]. هذا ويعرف معجم اكسفورد لاصول الكلمات‘The Concise Oxford Dictionary of English Etymology’ كلمة روليجيون/ Religion بطريقة حياة الرهبان المبنية على النذور والقوانين (ق11) و بانها نظام او قانون ويعني نظام عقيدة في، وعبادة لـ قوة الاهية (ق 12) اعتراف بقوة الاهية مستحقة للعبادة (ق 14) كما يقدم المعجم الكلمة على اساس انها تعبير عن التزام (بقسم اونذر مثلا) يربط انسان باله[4] واخيرا يمكن ان نجد في المرادفات التالية لكلمة روليجيون/ Religion فايث/عقيدة وارشب/عبادة، مذهب، كنيسة، مجتمع عقيدة، قيم[5]. يمكننا من خلال الاستعمالات اوالدلالات المشروحة لكلمة رولجيون ان نخلص الى النتيجة التالية وهي كون هذه الكلمة تحيل في اغلب استعمالاتها الى المجال الخاص من حياة الافراد او المجموعات وهو مجال المقدس ومجال الممارسة الروحية والعقائدية ولذلك فان كلمة سكلار\secular عادة ما تستعمل للدلالة على المعنى المقابل للمعنى الذي تدل عليه كلمة روليجيون/ Religion. ثانيا الدلالة المعجمية للفظ الدين: يعتبر المعجميون العرب[6] ان كلمة الدين تستعمل للدلالة على كل ما هو غائب وذو اجل. كما ان لفظ الدين من الالفاظ الدالة على المعاني المتقابلة ومن الممكن عند التمحيص واحصاء الاستعمالات المشروحة في المعاجم العربية ان نجمعها في الدلالات العشر التالية: 1- الدين: الجزاء 2- الدين: الحساب 3- الدِّيْنُ: الذُّلُّ والانْقِيادُ ودانه دينا أي أذله واستعبده دان نفسه أي أذلها واستعبدها وقيل حاسبها ودان إذا ذل 4- الدين: السلطان والملك والحكم السيرة والتدبير 5- الدين: القهر والاكراه 6- الدين: القضاء والشريعة 7- الدين: الطاعة والتعبد 8- الدين: العادة والشأن ودان إذا اعتاد خيرا أو شرا 9- دان: الرجل إذا عز 10- الدين: المعصية عند تفحص الاستعمالات المذكورة اعلاه للفظ الدين في اللغة العربية يمكن ان نلاحظ بسهولة ان جل هذه الاستعمالات مرتبط بمجال ممارسة السلطة والقهر والسيطرة وكذلك بمجال العادات او نظام الحياة والدولة. وقد بين المعجميون العرب ان لكلمة دين دلالات اصلية ودلالات تابعة او ثانوية، وهم يخلصون الى كون الدلالات التي تحيل على معاني الحساب والجزاء هي الدلالات الاصلية التي تشير اليها كلمة دين والتي تستعمل للاحالة على معانيها. دين ورلجيون: تبعا للشرح السابق يمكن للملاحظ ان ينتبه بسهولة الى النتائج التالية: بينما تدل كلمة رولجيون على معاني العقيدة والاعتقاد وعلى مجال المقدس فان المجال التداولي لكلمة الدين يبدو خارجا كليا عن المجال التداولي لكلمة رولجيون. على ان هذه الملاحظة الاولية لا تنفي وجود استعمالات مرتبطة بمجال الاعتقاد لكلمة الدين في اللغة العربية وان لم تكن استعمالات اصلية. وهذا لا ينفي صحة النتيجة الاولية التالية وهو انه بينما تنتمي كلمة رولجيون الى مجال المقدس والروحي اساسا فان كلمة الدين تنتمي الى مجال الدنيوي او اذا استعمالنا الاصطلاح الغربي الى مجال السوكلار. كلمة الدين في القران: احتاج هذا البحث القصير الى العودة الى عدد واسع من كتب التفسير من اجل استخراج الدلالات الممكنة لكلمة الدين بحسب الاستعمال القراني ولكن تجدر الاشارة هنا وتاييدا للخلاصة التي انتهى اليها الامام العلامة الطاهر بن عاشور في التحرير الى ان الكثير من هذه التفاسير عالة على غيره[7] معول الاحق منها على الذي سبقه في اكثر الحلالات. وستحيل هذه العجالة الى التفاسير التالية: مفاتيح الغيب المعروف بالتفسير الكبير للفخر الرازي[8] المحرر الوجيز لابن عطية[9] وتفسير التحرير والتنوير للامام الطاهر بن عاشور[10] اذا استثنينا الاية فان المفسرين لم يعتنوا بشرح كلمة الدين او البحث عن دلالاتها وهم في ذلك يعتبرون ان الكلمة تدل اساسا على معنى الحساب والجزاء ويمكن تفسير هذه المقاربة بطبيعة اهتمام المفسرين ونوعية التحديات الفكرية والاسئلة التي تعترضهم في المراحل التاريخية التي كتبوا فيها تفاسيرهم، زد على ذلك نوعية الجمهور الموجه اليه النص التفسيري ومدى حاجته الى الكشف عن دلالاة الالفاظ بعينها دون غيرها او التعمق في تعداد دلالات تلك الالفاظ او المقاطع النصية هذا بالاظافة الى نوعية اهتمام المفسرين وعنايته بمواضيع دون غيرها ما يدفعه الى الايجاز في مجال والتوسع في غيره. ويبدو ان الاهتمام بشرح كلمة الدين والكشف عن دلالتها بحسب الاستعمال القراني لم تكن مقلقة للمفسرين السابقين او لم تكن المعاني التي تحيل اليها موضوع تساؤل وخصومة او مناظرة وجدل ما يفسر قصر ربطها بدلالتها الاصلية اي الحساب والجزاء، مع اعتبار ان السياقات المتعددة التي وردت فيها هذه الكلمة محيلة على نفس الدلالة. على ان التمعن في الاستعمال القراني لهذه الكلمة يمكن ان يحيلنا على عدد من الاستعمالات الاخرى غير الاستعمالين الاصليين ويمكن حصرها في الاستعمالات المعروضة في الجدول ادناه وقد شرحنا هذه الاستعمالات بحسب السياق الذي وردت فيه الكلمة مع التاكيد على ان المعاني المشار اليها هي المعاني الغالبة وليست كل المعاني التي يمكن ان تشير اليها كلمة الدين في السياقات المذكورة بحيث لا يجوز ان نلغي دلالات ثانوية لهذا الاستعمال وان كانت ضعيفة: الدين الحساب والجزاء: يتفق كل المفسرين على كون دلالة كلمة الدين في الاية الرابعة من سورة الفاتحة "مالك يوم الدين" تدل على معنى الحساب والجزاء. الدين الاعتقاد: من الاستعمالات التي استخدمت للدلالة على الاعتقاد والتي يختص بها النص القراني هي استعمال كلمة الدين للدلالة على الاعتقاد ويعتبر الفخر الرازي ان الاية33 من سورة التوبة: "هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون" وقد شرح الرازي كلمة الدين في هذا السياق بمعنى الاعتقاد اذ قيل بان الرجل يدين بكذا وكذا أي انه يعتقده[11] الدين الطاعة: يقول الرازي في شرحه للاية 19 من سورة آل عمران: "ان الدين عند الله الاسلام" "أصل الدين في اللغة الجزاء، ثم الطاعة تسمى ديناً لأنها سبب الجزاء،"[12] الدين التشريع: يقول الرازي في تفسيرخ للاية 83 من سورة آل عمران: اعلم أنه تعالى لما بيّن في الآية الأولى أن الإيمان بمحمد عليه الصلاة والسلام شرع شرعه الله وأوجبه على جميع من مضى من الأنبياء والأمم لزم أن كل من كره ذلك فإنه يكون طالباً ديناً غير دين الله فلهذا قال بعده "أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ"[13] ويمكن ان نفهم من كلام الرازي ان دلالة الدين على الاعتقاد في هذا السياق جاءت تبعا لكونها من التكليفات الشرعية وقد وقع الحاق معنى الاعتقاد بلكمة الدين ضمن السياق القراني لكثرة تشديد النص القراني على هذا الامر بحيث اصبح الدين بما هو تشريع وتكليف ونظام وحساب وجزاء مرتبط بشكل حيوي بهذا الامر الاعتقادي. على ان المرء لا يجب ان يغفل عن كون الدين بما هو اعتقاد ليس تكليف تشريعي بمعنى انه من امور العبادات التي تتعلق بها محاسبة اخروية وليس متعلق به حساب او حد دنيوي مثلما هو الشان للاوامر المتعلقة بمسائل الكعاملات واذا ما استعمالنا لفظ ابن عاشور فانه امر متعلق بامور الديانة غير مرتط باحكام الشريعة. ويفسر ابن عاشور هذا الامر بقوله "والدين: حقيقته في الاصل الجزاء، ثم صار حقيقة عرفية يطلق على مجموع عقائد وأعمال يلقنها رسول من عند الله ويعد العاملين بها بالنعم والمعرضين بالعقاب. ثم اطلق على ما يشبه ذلك مما يضعه زعماء الناس من تلقاء عقله فتلتزمه طائفة من الناس. وسمي الدين لانه يترقب منه متبعه الجزاء عاجلا او آجلا. فما من اهل دين الا وهم يترقبون جزاء من رب ذلك الدين... وقد عرف العلماء الدين الصحيح بانه "وضع الهي سائق لذوي العقول باختيارهم المحمود الى الخير باطنا وظاهرا"[14] الدين الملة: بينما يتفق ابن عطية مع بقية المفسرين في كون لفظ الدين يدل على الجزاء الا انه يظيف ان الدين كما يدل على الجزاء فانه كذلك ييتعمل ليدل على الملة. ولفظ الملة له استعمالات مترادفة مع استعمالات لفظ الشريعة[15] والدين على ان الفرق بين الملة والدين يكمن في كون الملة هي الاسم الذي يستعمل لوصف الشريعة بينما يستعمل الدين لوصف حال الافراد المتبعين لتلك الملة والشريعة. يقول صاحب تاج العروس: المِلَّةُ بالكسْرِ الشريعَةُ أَو الدِّينُ كمِلَّةِ الإسلامِ والنَّصرانِيَّةِ واليَهودِيَّةِ وقيل هي مُعظَمُ الدِّينِ وجُملَةُ ما يجيءُ به الرُّسُلُ...والفرقُ بينَها وبينَ الدِّينِ إنَّ المِلَّةَ لا تُضافُ إلاّ للنَّبِيِّ الذي تستنِدُ إليه ولا تكادُ توجَدُ مُضافَةً إلاّ إلى الله تعالى ولا إلى آحادِ الأُمَّةِ ولا تَستعمَلُ إلاّ في جُملَةِ الشَّرائعِ دونَ آحادِها."[16] يجلب التفريق بين كلمة الدين والملة احد السمات المهمة في دلالة لفظ الدين وهي الطابع الفردي للفظ الدين مقابل الطابع الجماعي للفظ الملة ومهم التنبيه هنا الاشتراك بين لفظ رولجيون ولفظ ملة في هذه السمة اذ تطلق كلمة رولجيون على المجموعة العقائدية بشكل يشابه استعمال لفظ الملة بينما لا ينطبق هذا على لفظ الدين الذي يغلب عليه الطابع الفردي ولعل هذا راجع الى السمة التشريعية لهذا اللفظ وهي سمة تسند الاعمال الى الفاعلين المتسببن بها لا الى المجموعات على اختلاف اعمالهم. الدين كدين: هناك العديد من السياقات الواردة في القران يصعب فيها ترجمة كلمة الدين الى كلمة بديلة او تعويضها بكلمة تحمل دلالة مشتركة. ولذلك فان فهمها وادراك استعمالها يكون من خلال مجموع الدلالات المذكورة اعلاه لا واحدة منها عادات القران في استعماله لكلمة الدين: يعتبر الامار الفخر الرازي من اول علماء المسلمين الذين انتبهوا او نبهوا الى وجود عادات للقران والقصد بهذه العادات هي عاداته في الخطاب وقد نبه الامام الطاهر بن عاشور في مقدماته للتحرير والتنوير على وجود هذه العادات. ويمكن من خلال العرض السابق الانتباه الى الاستعمالات الجديدة الخاصة بالنص القراني في استعماله لكلمة الدين. ومهم الاشارة الى الحاجة الى معرفة عادات المتحدث في الحديث من اجل ادراك افضل لمعانيه التي ريد التدليل عليها ومقاصده من الكلام. وذلك انه كما ان لكل مجموعة بشرية عادات في استعمال الاصوات والاشكال للتعبير عن معاني ومقاصد فان للافراد داخل تلك المجموعات عادات لا تخالف الاطار العام ولكنها خاصة بالمتحدث او بالفئة او حتى بالمهنة والصنعة التي ينتمي اليها المتحدث ومعرفة عادات المتحدث مهمة للتواصل معه ولفهم خطابه كما ان مراعات المخاطب عادات الجمهور المستمع مهمة كي يكون قادرا على التبليغ. ولا يخرج النص القراني عموما عن هذه الالية وهو في استعماله لكلمة الدين له عادات يمكن استخراجها استنباطا. وقد سبق ان بين الامام بن عاشور ان الانسب في فهم النص القراني هو استخراج كل المعاني الممكنة التي يمكن ان عليها عليها النص ما احتملتها قواعد اللغة العربية واساليبها ويبدو ان كلمة الدين بما تتمز به من قدرة على الاشارة الى عدد واسع من المعاني لفظ مناسب ومستجيب لحاجة النص القراني في الاشارة الى المعاني التي يقصدها من خطابه. بالاظافة الى ذلك فان لفظ الدين مكن النص القراني من ادخال استعمالات جديدة لم تنكرها اللغة العربية ولم تعجدم على مستعمليها. ومن امثلة تلك العادات في القران انه كلما استعمل النص القراني كلمة الدين دالة على الطاعة والولاء استعمل معها وصفا لازما وهو الاخلاص فيقول "مخلصين له الدين" اسئلة اولية: الدين\رلجيون و السياسة: تبين من العرض الذي بسط في هذا البحث السريع ان هناك فرق كبير في المجال الدلالي الذي يستعمل فيه كل من لفظ الدين ولفظ رولجيون وقد بينا ان اقرب لفظ عربي لكلمة رولجيون هو لفظ الملة ويمكن في هذا السياق اظافة لفظ ىخر مثل النحلة ولكن وفي اغلب الحالات فانه من الظلم للكلمتين دين ورلجيون ان يتم ترجمة الواحد منهما بالاخر وهذا يعود الى الاختلافات العديدة في الاستعمال والدلالة الموجودة بين اللفظين ومن ذلك مثلا: ان لفظ رلجيون يدل على تقسيم للوجود بين وجود زمني ومادي او بحسب التعبير الاتيني سكلار secularوبين وجود روحي مطلق ومقدس وهو الوجود الذي يعبر عن المجال الدلالي لكلمة رولجيون. مقابل هذا فان لفظ الدين يكسي طابعا دنيويا تشريعا على ما هو روحي ومقدس كما يكسي الدنيوي والتشريعي طابعا روحيا. وهو في نفس الوقت الذي يقدس فيه الدنيوي يكسي به الروحي والمقدس طابعا دنيويان يحتفظ على نوع من الاستقلالية القانونية لكل منهما. وذلك من خلال ما استببطه الفقاء المسلمين عندما يتحدثون عن حقوق الله وحقوق العباد. فحقوق العباد مرتبط بافراد المجتمع بينما حقوق الله مرتبطة بحقوق المجموعة وان امكن للافراد التخلي عن حقهم القانوني في حال اللاعتداء فانه ليس لاحد سلطة ولا مشروعية للتخلي عن حق المجموعة بما انها من حقوق الله وليس لاحد الحق بالتكلم عن الله سوى الله في ما اعلنه في نصه القراني. وهذا المعنى يشرح الميزة الاساسية لكلمة الدين بما هو منظومة قانونية متسمة بسلطة اخلاقية قائمة على الاعتقاد. وتفسر قدسية الدنيوي والزمني مفهوم الحساب والعقاب في اليوم الاخر فالمسلم يدرك ان لكل اعماله واحواله قيمة جزائية وانه بالتالي مسؤول ومحاسب على تلك الاحوال والاعمال ولهذا فان كل مكلف ينتمي الى ملة الاسلام مسؤول كفرد ومحاسب على حال دينه. ولذلك فانه ان امكن الحديث عن فصل بين الزمني والمقدس عندما يتعلق الامر بالحديث عن المجال الدلالي لكلمة رولجيون فان هذا الامر لا يصح عندما يكون الامر متعلقا بالمجال الدلاللي لكلمة الدين. وذلك ان الاساس اللغوي لدلالة هذه الكلمة مرتبطة بالسلطة والقدرة على الحساب والمحاسبة. في علاقة المسلم بغير المسلم: من الافهام الشائعة بين فئة من المسلمين فهم للقران مفاده ان من اسباب وتعليللات جواز القتل والقتال عقيدة الطرف المقاتل والمقتول وذلك ان هذه الفئة ترى ان عدم اسلام المرء سبب كاف لجواز قتله واباحة دمه. ويثير هذا الفهم الكثير من الجدل بين المسلمين وبين المسلمين وغير المسلمين. وانه وان اتفق انه النص القراني قد خاطب الانسان وكلفته بالايمان بالله وعدم الشرك به فان مجال الاختلاف يكمن في القيمة الجزائية المرتبطة بالالتزام بهذا الامر او بمخالفته. وذلك انه لو فهم المسلمون طوال القرون التي حكموا فيها العالم او كانوا اهم قوة دولية فيه بان القران يامرهم بقتل ومقاتل الناس لانهم غير مسلمين لما استقر في ديار المسلمين اليهود والنصارى وعبدة الاوثان ولما توقف قتال المسلمين مع غير المسلمين الا لعجزهم المسلمين عن القتال وهذا لم يقع. زد على ذلك فان التفسير الذي شرحناه لكلمة الدين بين ان الكلمة غير مرتبطة بالعقيدة الا بما هي جزء من التكليفات الشرعية ومعلوم ان جزاء الكفر بالله او الشرك به لا حد شرعي له في القران بل عقابه وجزاؤه اخروي كما انه من حقوق الله وليس من حقوق العباد. على ان من المصاعب في الفهم او مما يشوش عليه بعض السياقات الدلاللية التي وردت فيها كلمة الدين من مثل قوله تعالى في سورة البقرة الاية 193: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله، فان انتهوا فلا عدوان الا على الظالمين" وذلك ان الكثير من المفسرين فسروا الفتنة بالشرك ومن ذلك الفخر الرازي فجعلوا الشرك سببا للقتال بينما ذهبوا أخرون الى تفسير الفتنة المعللة والمجيزة للقتال بالاستبداد والاكراخ الذي كان يتعرض له مسلموا قريش على يد مشركي وجعلوا الانتهاء انتهاء عن الفتنة. والحقيقة انه وان ذعي المفسرون الى الخيار الاول فان الممارسة الفقهية على ارض الواقع لم تبرر ذلك الفهم اذ لم يقاتل المسلمون المشركين في ديارهم وهذا ما يرحج الفهم الثاني للنص القراني والذي يبرر القتال من رفع القيود على حرية الاعتقاد ومن اجل توفير اجواء يتحرر فيها الانسان من اسباب الفتنة فيكون الدين لله بمعنى انه لا توجد سلطة بشرية بكره اي مخلوق لا في مجال العقيدة فقط بل في كل المجالات وذلك ان القتال شرع في هذه الاية من اجل نفي جنس الفتنة لا نوع من انواعها فقال فتنة بالمفرد ونفي الجزء يعني نفي الجنس. وفي هذا الاطار يمكن فهم ذهاب الاصوليين المسلمين الى وضع حفظ الدين المقصد الاول من الضروريات الخمس التي يسعى الاسلام للحفاظ عليها وتحسين حاله ومنع ما يفسدها. يقول الامام الشاطبي ان من حفظ الشيء منع ما يؤدي الى فساده والفتنة بما هي اكراه وظلم تمنع حسن الاعتقاد والى الشرك وذلك ان الذي يكره الناس يطلب لنفسه سلطة يختص بها الله اي سلطانه على قلوب الناس. وذلك ان الله قد اختص نفسه بسلطة الرزق بما هو الماكل والمشرب والصحة وسلطته على قلوب الناس بما هي تالفهم او تنافرهم اهتداؤهم وظلالتهم. ولذلك فقد خاطب رسوله معاتبا ومنبها اذ قال له "افانت تكره الناس ان يكونوا مؤنين" الى غير ذلك من الايات المؤكدة على انفراد سلطة الله على موضوع الايمان والكفر وفي هذا الاطار يصبح الضن بالتكليف بالقتال من اجل حمل الناس على الايمان او بسبب عدم ايمانهم تكليف بما لا يطاق وتناقض مع ما صرح به المشرع في هذا المجال. ولذلك فان القول ويكون الدين لله تعني ان لا يكون هناك سلطة قاهرة للناس مكرخة لهم تفتنهم وان تتوفر لهماجواء من الحريوة والاختيار تجعلهم في مستوى التكليف وتمكن الله من محاسبتهم على اساس تلك الحرية مع ان القران اكد ان موضع القلوب لا سلطان عليه سوى صاحبه ولذلك لم يعذر الكافر بكفر بسبب الفتنة وعذر الناس في اعمالهم الاخرى بسبب الاكراه. يقول الامام الطاهر بن عاشور في سياق تفسيره للاية 256 من سورة البقرة: "لا اكراه في الدين" ان الاكراه المنفي هنا عن الدين ليس فقط الاكراه في مجال العقيدة بل القصد نفي الاكراه في الشريعة اذ يقول: "والدين تقدم بيانه عند قولنا ملك يوم الدين، وهو هنا مراد به الشرع... والمراد نفي الاكراه في حكم الاسلام، اي ان تكرهوا احدا على اتباع الاسلام قسرا، وجيء بنفي الجنس لقصد العموم نصا. وهي دليل على ابطال الاكراه على الدين بسائر انواعه، لان امر الايمان يجري على الاستدلال، والتمكين من النظر، وبالاختيار...لما تم ذلك كله أبطل الله القتال على الدين وأبقى القتال على توسيع سلطانه، ولذلك قال (سورة التوبة 29) "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرومون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" وعلى هذا تكون الاية ناسخة لما تقدم من ايات القتال مثل قوله "يا ايها النبيء جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم"[17] الخاتمة: حاولت هذه العجالة ان تشرح السياق الادلاي الذي يقع ضمنه استعمال كلمة الدين بحسب الاستعمال القراني وقد تم ذلك من خلال عرض المجال الدلالي للكلمة بحسب الاستعمال المعجمي ثم من خلال احصاء وتصنيف الاستعمالات القرانية للكلمة. كما تم مقارنة المجال الدلالي لكلمة الدين مع المجال الدلالي لكلمة رولجيون من اجل كشف المشترك بينهما وما يفرقهما. وخلص البحث الى ان هناك فرقا شاسعا في الاستعمال بين كلمة الدين وكلمة رولجيون بحيث لا يصح ترجمة الواحدة منهما الى الاخرى ولا استعمال الواحدة منهما بحسب مفهوم الاخر. وبين البحث ان اقرب كلمة لكلمة رولجيون في اللغة العربية هي كلمة ملة. بينما تختص كلمة الدين بمجالها الدلالي الواسع والمرتبط اسا بمعنى الحساب والمحاسبة والطاعة والمعصية اي مجالات السلطة والتشريع بينما تختص كلمة رولجيون بالمجال الروحي والتعبدي والمقدس. وتبعا لذلك فانه يمكن لنا نقول مطمئنين ان استعمال المجال الدلالي لكلمة رولجيون وكل ما يتعلق بها من اشكاليات فكرية وسياسية يرهق كلمة دين ويشكل فهمها ويدخل عليها وعلى سياقها الدلالي والنص الذي يستعملها مجموعة من الاشكاليات الخاطئة والمبنية على سوء الفهم وخلل في التواصل مع النص. ومن ذلك الاشكاليات المتعلقة بعلاقة الدين بالدولة او الدين بالسياسة بينما المنقصود علاقة المجال العقائدي والروحي مثلا بالسياسة او علاقة المقدس بالسياسية بما هي المعاني التي تشير اليها كلمة رلجيون ولا تقصدها كلمة الدين بالدلالة ابتداءا. وكذلك موضوع حرية المعتقد ومداها في سياق سياسي محكوم بدين الاسلام. لقد حاول هذا البحث القصير الاقتراب من هذا الموضوع الشائك من خلال بعده اللساني وقد تبين ان جانبا كبير من الاشكال راجع لنزوح المجال الدلالي لكلمة رولجيون واحتلاله المجال الدلالي لكلمة دين بحيث اصبح الواحد يستعمل كلمة دين قاصدا بها رولجيون وهذا عندما نوسعه على النص القراني نقع في كثير من الاشكاليات يعاني منها من يتبنى الاسلام ومنظوره ومن يختلف مع الاسلام بحيث اصبح الامر اشبه بعملية تمسيح للدين الاسلامي من كلا الطرفين المتجادلين. هوامش البحث [1] "Religion" A Dictionary of the Bible. W. R. F. Browning. Oxford University Press, 1997. Oxford Reference Online. Oxford University Press. School of Oriental and African Studies. 24 December 2006 <http://www.oxfordreference.com/views/ENTRY.html?subview=Main&entry=t94.e1606> [2] Sophie Laws "Religion" The Oxford Companion to the Bible. Bruce M. Metzger and Michael D. Coogan, eds. Oxford University Press Inc. 1993. Oxford Reference Online. Oxford University Press. School of Oriental and African Studies. 24 December 2006 <http://www.oxfordreference.com/views/ENTRY.html?subview=Main&entry=t120.e0621> [3] ibid [4] "religion" The Concise Oxford Dictionary of English Etymology. Ed. T. F. Hoad. Oxford University Press, 1996. Oxford Reference Online. Oxford University Press. School of Oriental and African Studies. 24 December 2006 <http://www.oxfordreference.com/views/ENTRY.html?subview=Main&entry=t27.e12672> [5] "religion noun" The Oxford Paperback Thesaurus. Ed. Maurice Waite. Oxford University Press, 2006. Oxford Reference Online. Oxford University Press. School of Oriental and African Studies. 24 December 2006 <http://www.oxfordreference.com/views/ENTRY.html?subview=Main&entry=t24.e10656> [6] لسان العرب، تأليف: محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، دار النشر: دار صادر - بيروت، الطبعة: الأولى المعجم الوسيط (1+2)، تأليف: إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار، دار النشر: دار الدعوة، تحقيق: مجمع اللغة العربية تاج العروس من جواهر القاموس، تأليف: محمد مرتضى الحسيني الزبيدي، دار النشر: دار الهداية، تحقيق: مجموعة من المحققين أساس البلاغة، تأليف: أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي الزمخشري، دار النشر: دار الفكر - 1399هـ 1979م تاج العروس من جواهر القاموس، تأليف: محمد مرتضى الحسيني الزبيدي، دار النشر: دار الهداية، تحقيق: مجموعة من المحققين [7] تفسير التحرير والتنوير، الامام محمد الطاهر بن عاشور، دار سحنون ج1 ص [8] التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، تأليف: فخر الدين محمد بن عمر التميمي الرازي الشافعي، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1421هـ - 2000م، الطبعة: الأولى [9] المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، تأليف: أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي، دار النشر: دار الكتب العلمية - لبنان - 1413هـ- 1993م، الطبعة: الاولى، تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد [10] تفسير التحرير والتنوير، الامام محمد الطاهر بن عاشور، دار سحنون [11] التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، تأليف: فخر الدين محمد بن عمر التميمي الرازي الشافعي، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1421هـ - 2000م، الطبعة: الأولى [12] نفس المصدر ج 7 ص181 [13] نفس المصدر [14] ابن عاشور ج 3 ص 133 [15] تاج العروس ج ص 421, المفردات في غريب القران, دستور العلماء ج3 ص 228,الفرق ج 1 ص242 [16]تاج العروس ص421 [17] بن عاشور التحرير والتنوير ج3 ص 25-26 |
http://uaedeserts.com/upload//upload...e83c2e5577.gif السلام عليكم.. حياكن الله عزيزاتي.. بالنسبة لسؤال البارحة كان: اقتباس:
شروط الاجابة الصحيحة لهذا السؤال: 1- ذكر المعاني 2- مثال من القرآن على كل معنى مع ذكر الاية ورقم السورة 3- ذكر اسم الفريق فكانت أول إجابة لـ سمية أم عمر إلا أنها لم تضع اسماء السور وارقام الآيات في الأمثلة.. ومن ثم فراشة مسلمة.. كان عندها نفس الخطأ.. ومن ثم فتاة التوحيد وايضاُ نفس الخطأ.. وتعددت مشاركات أم بثينة بعدها .. وقبل أن أتكلم عن مشاركات أم بثينة فالأخت حور الجنان جاوبت أيضا لكن خطأها نفس خطأ باقي الأخوات.. نعود لأم بثينة.. ما شاء الله تنوعت في المعاني كثيراً لكن كان هناك معنى في الردود الأولى وهو السلطان والملك لم أجده بين المعاني عندها والمعنى هذا في آية " ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله " في سورة يوسف.. والحمدلله وضعت اسم السورة ورقم الآية عند الأمثلة.. وأيضاً رجعت لكتاب ومن ثم أتت لنا ببحث مفصل في معنى كلمة دين تبارك الرحمن وجدنا فيه جميع المعاني.. فالجواب كامل مستوفي لشروطه إذن نقاط اليوم لفريق الصفاء 3 نقاط للجواب ونقطتين للرجوع إلى كتاب :) http://fareeq.t.elm.googlepages.com/10-16.gif ~~ مبـ ـ ـ ـارك ~~ http://fareeq.t.elm.googlepages.com/10-16.gif أم بثينة أعجبني ردك والبحث جميل تبارك الرحمن.. فابقي معنا.. وبالنسبة لباقي الأفرقة لا.. ت س ت ع ج ل ن .. خذوا راحتكم بالبحث فالفائدة الكبرى ستكون لكن صدقوني.. :) فريق الصفاء اخترن رقماً وموعدنا مساء بإذن الله.. http://uaedeserts.com/upload//upload...e83c2e5577.gif |
http://uaedeserts.com/upload//upload...e83c2e5577.gif أخواتي.. كان لي سؤال.. هل تفضلن أن أغير موعد دخولي مساء لموعد آخر قبل التاسعة؟؟ إن كان نعم فجاوبوني هنا.. http://www.t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=27096 واقترحن الموعد الأفضل لكن..؛ http://uaedeserts.com/upload//upload...e83c2e5577.gif |
نختار الرقم 10
|
http://uaedeserts.com/upload//upload...e83c2e5577.gif http://uaedeserts.com/upload//upload...d5cd126570.gif :: السؤال :: اذكري لنا مثال من الاعجاز البياني في القرآن الكريم ( مع الشرح ). [ 4 نقاط ] |
...
:) |
زيادة ( لا ) عند قوله تعالى في قصة خلق سيدنا آدم عليه السلام في سورة
" الأعراف " " قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ(12) " ولكنه لم يُثبتها في سورة ( ص ) : " قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ(75) ". إن السؤال في سورة ( ص ) عن المانع لإبليس من السجود .. أي: لماذا لم تسجد ؟ هل كنت متكبراً أم متعالياً ؟ ( ذكرت الآية الكريمة سببان قد يكونان مانعين للسجود : الإستكبار والإستعلاء ) أما السؤال في سورة الأعراف فإنه عن شيء آخر.. ويكون معنى السؤال: ما الذي دعاك إلى ألاّ تسجد ؟ والدليل على ذلك وجود ( لا ) النافية في الآية التي تدل على وجود فعل محذوف تقديره : أَلجأك ، أحوَجَك.. فالسؤال هنا عن الدافع له لعدم السجود ، وليس عن المانع له من السجود. والجمع بينهما أن السؤال جاء على مرحليتين: الأولى: السبب المانع من السجود .. وإمتناع إبليس عن السجود قاده إلى عدم السجود. الثانية: السؤال عن السبب الحامل له على عدم السجود بعد أن أمره بذلك. والحكمة من السؤال الثاني هو أنه من الممكن عقلاً أن يكون هنالك سببان: سبب يمنع عن فعل شيء، وسبب يحمل على ترك شيء. فقولك لأحدهم: لماذا لم تفعل كذا ؟ يختلف عن سؤالك للآخر: ما الذي حملك على ترك كذا ؟ فريق النقاء |
أولاً- يقول الله عز وجل في توبيخ الكفار وتقريعهم :﴿ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِيخَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّالْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَاوَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ *ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِاِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَسَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّاالسَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِالْعَلِيمِ ﴾(فصّلت: 9- 12) .
فيخبر سبحانه أنه خلق الأرض في يومين . وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام . ثم استوى إلى السماء فقضاهن سبع سموات في يومين . ويقول جل وعلا : ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾(السجدة: 4) . ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ ﴾(ق: 38) . فيخبر سبحانه في هاتين الآيتين أنه خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام . ويخيَّل لبعض الملحدة أن بين هاتين الآيتين ، وآيات فصِّلت تناقضًا ، حيث نصت آيات فصِّلت – حسب فهمهم - على أن خلق السموات والأرض وما بينهما قد كان في ثمانية أيام ، في حين تصرح الآيتين الأخيرتين بأن خلق ذلك كان في ستة أيام . ثانيًا- ويجمع علماء التفسير – قديمًا وحديثًا – في الإجابة عن هذه الشبهة بشبهة أخرى ، فيقولون : إن ما أجمل في الآيات الأخيرة جاء مفصلاً في الآيات الأولى ؛ لأنهم فهموا منها أنخلق الأرض تمَّ فى يومين . وخلق الرواسي والمباركة وتقدير الأقوات استغرق ما تمم اليومين أربعة أيام . أي : استغرق هو الآخر يومين ، ومثلوا لذلك بقول القائل : من الكوفة إلى المدينة عشرون يومًا ، وإلى مكة ثلاثون يومًا . يريد : أن جميع ذلك هو هذا القدر ، ثم استغرق خلق السموات السبع يومين ، فكان المجموع ستة أيام ، وهي الأيام الستة التي نصَّت عليها صراحة بقية الآيات ، وعليه فلا تناقض بين هذه الآيات . قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى من سورة فصِّلت :﴿ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِيخَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ﴾(فصّلت: 9- 12) الآيات ، قال :« وهذا المكان فيه تفصيل لقوله تعالى:﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ﴾(الأعراف: 54)، ففصَّل هاهنا ما يختصُّ بالأرض ، ممَّا اختصَّ بالسماء ، فذكر أنه خلق الأرض أولاً ؛ لأنها كالأساس ، والأصل أن يُبْدَأَ بالأساس ، ثم بعده بالسقف » .ثم قال :« وخلق الأرض في يومين ، ثم خلق السماء ، ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ ﴾ ، فسواهن في يومين آخرين ، ثم دَحَى الأرض ، ودَحْيُها : أن أخرج منها الماء والمرعى ، وخلق الجبال والجماد والآكام وما بينهما في يومين آخرين ، فذلك قوله :﴿دَحَاهَا﴾ . وقوله :﴿ خَلَقَ الأرْضَ فِي يَوْمَيْنِ﴾ ، فَخُلِقت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام ، وخلقت السموات في يومين » .. هذا ما قاله ابن كثير بنصِّه . وزعم الزمخشريأن قوله تعالى:﴿ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ﴾ فذْلكة لمدة خلق الله تعالى لما في الأرض ، فقال :« فإن قلت : هلا قيل : في يومين ؟ وأي : فائدة في هذه الفذلكة ؟ قلت : إذا قال : في أربعة أيام ، وقد ذكر أن الأرض خلقت في يومين ، علم أن ما فيها خلق في يومين ، فبقيت المخايرة بين أن تقول : في يومين ، وأن تقول : في أربعة أيام سواء، فكانتفي ( أربعة أيامٍ ) فائدة ليست في ( يومين ) ؛ وهي الدلالة على أنها كانت أيامًا كاملة بغير زيادة ولا نقصان . ولو قال : في يومين - وقد يطلق اليومان على أكثرهما - لكان يجوز أن يريد باليومين الأولين والآخرين أكثرهما » . وأورد الرازي على قوله تعالى :﴿فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ﴾ سؤالين جمع في الجواب عنهما بين قول ابن كثير ، وقول الزمخشري : السؤال الأول : أنه تعالى ذكر أنه خلق الأرض في يومين ، وذكر أنه أصلح هذه الأنواع الثلاثة في أربعة أيام أُخر ، وذكر أنه خلق السموات في يومين ، فيكون المجموع ثمانية أيام ؛ لكنه ذكر في سائر الآيات أنه خلق السموات والأرض في ستة أيام ، فلزم التناقض . واعلم أن العلماء أجابوا عنه بأن قالوا : المراد من قوله :﴿وَقَدَّرَ فِيهَا أقواتها في أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ﴾ مع اليومين الأولين ، وهذا كقول القائل : سرت من البصرة إلى بغداد في عشرة أيام ، وسرت إلى الكوفة في خمسة عشر يومًا . يريد كلا المسافتين . ويقول الرجل للرجل أعطيتك ألفًا في شهر وألوفًا في شهرين ، فيدخل الألف في الألوف ، والشهر في الشهرين . فريق النقاء |
سر رفع السموات بغير عمد ترونها والعَمَد هي الدعائم ؛ وهو اسم جمع عند الأكثرين ، ويدل على الكثرة . والمفرد : عِماد . أو : عَمود . وقرأ أبو حيوة ، ويحيى بن وثاب :﴿عُمُدٍ ﴾ ، بضمتين ، جمع : عِماد ؛ كشهاب وشهب . أو جمع : عَمود ؛ كرسول ورسل . ويجمعان في القلة على : أعمدة .. واختلف المفسرون في تأويل قوله تعالى:﴿ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾ على قولين: أحدهما:أنها مرفوعة بغيرعمد مرئية . قاله قتادة ، ومجاهد ، وإياس بن معاوية ، وغيرهم . قالوا : وذلك دليل على وجود الصانع الحكيم ، تعالى شأنه . والثاني : أنها مرفوعة بعمد ؛ ولكنها لا تُرَى . قال ابن عباس رضي الله عنهما :« يقول : ترونها بغير عمد . ويقال : بعمد لا ترونها ». وجمهور المفسرين على أن السموات لا عمد لها ألبتة . ولو كان لها عمد ، لاحتاجت تلك العمد إلى عمد ، ويتسلسل الأمر . قالوا : فالظاهر أنها ممسكة بالقدرة الإلهية ، بدليل قوله تعالى :﴿وََيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾(الحج: 65) ، ونحو هذا من الآيات . وقد انبنى على هذا الخلاف بينهم خلاف آخر في موضع جملة ﴿ تَرَوْنَهَا ﴾ من الإعراب، فذكروافيها ثلاثة أقوال : الأول : أنها استئنافية ، جيء بها للاستشهاد على كون السموات مرفوعة بغير عمد ؛ كأنه قيل : ما الدليل على ذلك ؟ فقيل : رؤيتكم لها بغير عمد . قالوا : فهو كقولك : أنا بلا سيف ، ولا رمح تراني . فالضمير في﴿ تَرَوْنَهَا ﴾ للعمد . والثاني : أنها حالية من السموات . أي : رفعها مرئيَّةً لكم بغير عمد . فالضمير في﴿ تَرَوْنَهَا ﴾ للسموات . والثالث : أنها صفة للعمد . أي : بغير عمد مرئية . فالضمير للعمد ،واستدل لذلك بقراءة أبي بن كعب :﴿ تَرَوْنَهُ ﴾، بعوْد الضمير مذكرًا على لفظ :عمد . فعلى تقدير الاستئنافية والحالية تكون السموات مرفوعة بغير عمد . وأما على تقدير الوصفية فيحتمل توجُّه النفي إلى الصفة والموصوف ، فيكون حكم السموات كحكمها في التقدير الأول والثاني ؛ لأنها لو كان لها عمد ، لكانت مرئية . ويحتمل توجه النفي إلى الصفة دون الموصوف ، فيفيد أن للسموات عَمَدًا ؛ لكنها غير مرئية . وهذا القول هو الصواب ، وبيانه : أولاً- أن نفي الذات الموصوفة بأداة من أدوات النفيقد يكون نفيًا للصفة دون الذات، وقد يكون نفيًا للذات والصفة معًا ؛ فمن الأول قوله تعالى:﴿وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ ﴾(الأنبياء:8). أي : بل هم جسد يأكلونه. فالنفي هنا هو للصفة دون الذات. ومن الثاني قوله تعالى :﴿لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً ﴾(البقرة:273). أي: لا سؤال لهم أصلاً، فلا يحصل منهم إلحاف ؛ وهو نفي للذات والصفة معًا . ويسمَّى هذا النوع عند أهل البديع :« نَفْيُ الشيء بإيجابه ». وعبارة ابن رشيق في تفسيره:« أن يكون الكلام ظاهره إيجاب الشيء ، وباطنه نفيه بأن ينفى ما هو من سببه؛ كوصفه، وهو المنفي في الباطن ». وقال غيره :« أن ينفى الشيءُ مقيدًا، والمراد نفيه مطلقًا مبالغة في النفي، وتأكيدًا له ». ثانيًا-لفظ ﴿غَيْر ﴾موضوع- في الأصل- للمغايرة ، وهو مستلزم للنفي ، ومعناه عند الجمهور ؛ كمعنى ﴿لَا ﴾ النافية ؛ إلا أن بينهما فرقًا من وجهين : أحدهما : أن ﴿غَيْر ﴾ اسم . و﴿لَا ﴾ أداة ( حرف ) . والثاني : أن ﴿غَيْر ﴾ معناها : المغايرة بين الشيئين . و﴿لَا ﴾ معناها : النفي المجرد . ويتضح لك هذا الفرق بينهما أنك إذا قلت :«أخذت فلانًا بذنبٍ » ، فـ﴿ذنب ﴾ هو الذي أخذته به . وإذا قلت :«أخذته بلا ذنب» ، فـ﴿ لا ذنب ﴾ هو الذي أخذته به ، وهو بمنزلة ﴿ ذنب ﴾ في الإثبات . فإذا قلت :«أخذته بغير ذنب» ، فـ﴿غَيْر ﴾ هو الذي أخذته به ، و﴿ ذَنْب ﴾ لم تأخذه به ؛ لأنلفظ ﴿غَيْر ﴾ مسلوب منه ما أضيف إليه . وما أضيف إليه هنا هو ﴿ ذَنْبٌ ﴾ ، فهو المسلوب منه . ومثل ذلك قوله تعالى :﴿وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾(آل عمران: 112) . فـ﴿غَيْر ﴾ هو الذي قتلوا به . وأما ﴿ حَق ﴾ فلم يقتلوا به ؛ وإنما أضيفلفظ﴿غَيْر ﴾إليه ؛ لأنه اسم مبهم ، لا يفهم معناه إلا بالإضافة . ولما كان مدلول ﴿غَيْر ﴾ المغايرة ، كان معنى ﴿بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾ : بباطل . ثالثًا-النفي بـ﴿غَيْرٍ ﴾ يرد في اللغة على أوجه ؛ منها: أن يكون متناولاً للذات ، إذا كان غير موصوف ؛ كقوله تعالى :﴿وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾(آل عمران: 112) . وقوله تعالى :﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾(الحج: 40) .فإذا كانت الذات موصوفة ، كان النفي بـ﴿غَيْر ﴾ واقعًا على الصفة دون الذات ؛ كما في قوله تعالى :﴿ رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا﴾(الرعد:2). فالمنفي بـ﴿غَيْر ﴾ هنا هو الرؤية ، لا العمد . وعليه تكون السموات مرفوعة بعمد لا تُرَى . وهذا ما أثبته العلم الحديث .. فتأمل ذلك ، فإنه من الأسرار الدقيقة في البيان القرآني المعجز !!! فريق النقاء |
من أسرار الإعجاز البياني في القرآن تشير هذه الآيةالكريمة إلى حقيقتين من حقائق هذا الكون ، تدلان على إلهية الله تعالى ووحدانيته ، وأنه لا مبدع ولا خالق سواه : الأولى منهما تتعلق بوحدة هذا الكون العجيب الصنع . والثانية تتعلق بسرِّ الحياة في هذا الكون الفسيح . والخطاب في الآية الكريمة يراد به عموم الذين كفروا ، وإن كان في حقيقته موجهًا لليهود ؛ لأنهم المعنيون به ، فهم الذين كفروا بوجوده سبحانه وبقدرته وسرِّ صُنعه ؛ ولهذا أنكر الله عز وجل عليهمكفرهم بآياته ، في أول الآية بقوله تعالى :﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ ، ثم وبَّخَهم على كفرهم في آخرها بقوله تعالى :﴿أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾، فجاء آخر الآية مُطابقًا لأولها. أي: أفلا يكفِهم ذلكدليلاً على الإيمان!! أما الحقيقة الأولى فيشير إليها الشِّقُّ الأول من الآية الكريمة ؛ وهو قوله تعالى :﴿ أََوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا ﴾. أي: أولم يرَ هؤلاء أن السموات والأرض ، كانتا منضمتين إلى بعضهما . أي : ملتحمتين ، لا فضاء بينهما ، ففصلناهما عن بعضهما . أي : كانتا كرة واحدة ، ثم انفصلتا بإرادة الله وقدرته ! أخرج الطبري عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أنه قال :«كانتا ملتصقتين» . وعن عبيد بن سليمان ، قال :« سمعت الضَّحَّاك يقول في قوله تعالى :﴿ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا ﴾ ، كان ابن عباس يقول :كانتا ملتزقتين ، ففتقهما الله » . وقالالبَغَوِيُّ :« قال ابن عباس- رضي الله عنهما- وعطاء وقتادة : كانتا شيئًا واحدًا ملتزقتين ، ففصلنا بينهما بالهواء » . والرَّتْقُ في اللغة : السَّدُّ . والفَتْقُ : الشَّقُّ . يقال منه : رَتَقَ فلان الفَتْقَ : إذا سَدَّه ، فهو يرتقه رَتْقًا ورُتًوقًا . ومن ذلك قيل للمرأة التي فرجُها ملتحمٌ : رَتْقَاءُ . وقوله تعالى :﴿ أََوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾استفهام إنكاري ، الغرض منه : التنبيه ، أو التذكير . وكوْنُه كذلك يقتضي أن ما بعده قد وقع ، وعلم به الناس إما عن طريق المشاهدة ، أو عن طريق السماع ؛ كما في قوله تعالى :﴿ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ ﴾( يس : 77 ) . فهذا تنبيه وتذكير للإنسان ، ممسوق لبيان بطلان إنكارهم البعث بعدما شاهدوا في أنفسهم ما يوجب التصديق به . وقيل في تفسير قوله تعالى :﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بٍأًصْحَابِ الْفِيلِ ﴾( الفيل : 1 ) : الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو وإن لم يشهد تلك الوقعة ؛ لكن شاهد آثارها ، وسمع بالتواتر أخبارها ؛ فكأنه رآها . وكذلك قوله تعالى :﴿ أََوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا ﴾ يقتضي أن الذين كفروا رَأَوْا هذه الظاهرة العجيبة ؛ إما عن طريق المشاهدة . أو عن طريق السماع . ولو لم يكونوا شاهدوها حقًّا ، أو سمعوا بها ، لما جاز خطابهم بهذا الخطاب الذي يقتضي أن ما بعده قد وقع، وأنهم شاهدوه ، أو شاهدوا آثاره وسمعوا به . ويدلك على ذلك ما ذكره الفخر الرازي عند تفسير هذه الآية الكريمة من قوله :« اليهود، والنصارى كانوا عالمين بذلك ؛ فإنه جاء في التوراة : إن الله تعالىخلق جوهرة ، ثم نظر إليها بعين الهيبة ، فصارت ماء ، ثم خلق السموات والأرض منها ، وفتق بينهما . وكان بين عَبَدَةِ الأوثان ، وبين اليهود نوع صداقة بسبب الاشتراك في عداوةمحمد صلى الله عليه وسلم ، فاحتج الله تعالى عليهم بهذه الحجة بناء على أنهم يقبلونقول اليهود في ذلك » . والخطاب في الآية الكريمة لم يكن مقتصرًا على الكفار في عصر النبوة من اليهود والنصارى ، وغيرهما ؛ لأن المراد به العموم ، فيشمل الكفار في كل زمان ومكان . فإن لم تكن الرؤية قد تحققت للكفار في العصور القديمة ، فقد تحققت لهم في عصرنا هذا ، فرأوا بأعينهم هذه الظاهرة العجيبة التي أخبر الله تعالى عنها منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة مضت . ومذهب المفسرين أن الاستفهام في الآية الكريمة للتقرير ؛ ولهذا قال الزمخشري :« فإن قلت : متى رأوْهما رَتقًا ، حتى جاء تقريرهم بذلك ؟ قلت : فيه وجهان : أحدهما : أنه واردٌ في القرآن الذي هو معجزة في نفسه ، فقام مَقام المَرْئِيِّ المُشاهَد . والثاني : أن تلاصق الأرض والسماءوتباينهما ، كلاهما جائزٌ في العقل ؛ فلا بدَّ للتباين دون التلاصق من مخصِّص ، وهو القديم سبحانه » . وحَمْلُ هذا الاستفهام على التقرير لا يستقيم مع المعنى المراد من الآية الكريمة ؛ لأن التقرير هو حَمْلُ المخاطب على أمر قد استقرَّ عنده ، وعلم به ثم جَحَدَه . وهؤلاء لم يَجْحَدوا ما علموا به ، ولم ينكروا ما رأوه ؛ ولكنهم بدلاً من أن يؤمنوا كفروا عنادًا واستكبارًا . وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى :﴿وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ﴾( البقرة : 89 ) . وهذا ما أنكره الله تعالى عليهم بقوله :﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا.. ﴾ ؟ لأن المتوقع ممن شاهد آثار هذه الظاهرة الكونية ، و سمع بها أن يعترف بوحدانية الخالق جل وعلا وقدرته ، وأن يؤمن به ولا يشرك به أحدًا من خلقه ؛ ولهذا أنكر سبحانه وتعالى عليهم كفرهم به ، ثم وبخهم عليه في نهاية الآية بقوله :﴿أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾ ؟ ولهذا لا يجوز حمل هذا الاستفهام على استفهام التقرير ؛ لما ذكرنا من أن التقرير هو حمْل المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر قد علمه واستقرَّ عنده ، ثم جحد به عنادًا واستكبارًا ، يبين ذلك قوله تعالى :﴿فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ *وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً﴾( النمل : 14 ) . ويؤكِّد العلماء المعاصرون من الكفار خاصة في أبحاثهم على أن الكون كله كان شيئًا واحدًا متصلاً من غاز ، ثم انقسم إلى سَدائمَ ، وأن عالمَنا الشمسي كان نتيجة لتلك الانقسامات . والسَّدائمُ جمع سَديمٍ ، يراد به السحب ،ويطلق فَلَكِيًّا على مجموعة هائلة من النجوم . ويؤيدون أقوالهم بأنهم استدلوا على أن الشمس تتألف من سبعة وستين عنصرًا من عناصر الأرض ، وأن عناصر الأرضتبلغ اثنين وتسعين عنصرًا ، وسيزيد المستدل عليه من العناصر في الشمس ، إذا ما ذللت الصعوبات التي تقوم في هذا الشأن . ومن هذه العناصر : الهيدروجين ، والهليوم، والكربون ، والآزوت ، والأوكسجين ، والفسفور ، والحديد .. الخ . وقد استدلوا على ذلك كله بالتحليل الطيفي ؛ وهو الذي يستدل به الكيمّاويون اليوم في معاملهم على ماتحتويه المواد الأرضية من عناصر ، يكشفون عن نوعها ومقدارها . فالعناصر التي فيالشمس هي عينها في الأرض ، والشمس نجم يتمثل فيه سائر النجوم . والنجوم هي الكون . وهذا يعني : أن العناصر التي بُنِيَ فيها الكون على اختلافها هي عناصر واحدة . هذامن جهة .ومن جهة أخرى ، فإن النيازك هي الأشياء الملموسة الوحيدة التي حصل عليهاالعلم من الفضاء الخارجي ، فقد لاحظ العلماء أن أكثر العناصر شيوعًا في الأرض هيالعناصر الشائعة في النيازك الحجرية . وأما الحقيقة الثانية- وهي سِرُّ الحياة- فقد أشار إليها الشق الثاني من الآية الكريمة ؛ وهو قوله تعالى :﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ . أي : أوجدنا من الماء كل شيء حيٍّ ، وكوَّناه بقدرتنا . وقال تعالى :﴿وَجَعَلْنَا ﴾ ، ولم يقل :﴿خَلَقْنَا ﴾ ؛ لأن جعل لفظ عام في الأفعال كلها . ولمَّا كان قوله تعالى:﴿ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ مرادًا به عموم المخلوقات ، ناسب التعبير عنهبفعل يدلُّ على العموم . وقال تعالى هنا :﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ ، وقال في سورة النور :﴿وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء ﴾( النور : 45 ) ، فأتى بلفظ الماء في الأول معرفة ، وفي الثاني نكرة . أما تعريفه في الأول فلأن المعنى : أن أجناس الحيوان كلها مخلوقة من هذا الجنس الذي هو الماء ، فجاء ذِكْرُ الماءِ- هنا- معرَّفًا بأل الجنسية ؛ ليشمل أجناس المخلوقات المختلفةالأنواع . وأما تنكيره في الثاني فلأن المعنى : أن الله سبحانه خلق كل دابة من نوع مخصوص من الماء ؛ وهو النطفة ، ثم خالف بين المخلوقات بحسب اختلاف نطفها : فمنهاهوامٌ ، ومنها ناسٌ ، ومنها بهائمٌ ؛ كما قال تعالى :﴿ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ ﴾( النور : 45 ) . وتحرير الفرق بين القولين : أن الغرض من الأولإظهار الآية بأن أشياء متفقة في جنس الحياة ، قد تكونت بالقدرة من جنس الماء المختلف الأنواع . أما الغرض من الثاني فهو إظهار الآية بأن شيئًا واحدًا ، قد تكونت منه بالقدرةأشياء مختلفة .. فتأمل أسرار الله تعالى في خلقه ، وفي كلامه الذي سجد لبلاغته وفصاحته البلغاء والفصحاء . فريق النــــــــــــــــقاء محمد إسماعيل عتوك |
هناك بعض الآيات في القرآن الكريم تثير التأمل العميق من هذه الآيات قوله تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِّلشَّارِبِينَ) النحل 66 ،،، لماذا قال تعالى بطونه بصيغة المذكر وليس بصيغة المؤنث رغم أن اللبن يخرج من الإناث وليس الذكور كما إن الشائع هو تأنيث جمع المذكر. والمثير للدهشة أن نفس الكلمة وردت في سورة المؤمنون بصيغة المؤنث (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) المؤمنون 21،،،. وإذا رجعنا إلى سورة النحل نجد الآيات رقم 68 ، 69 من السورة تذكر خروج العسل من النحل بصيغة المؤنث (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) النحل 69 ،،، هذا رغم أن الشائع هو تذكير كلمة النحل. وحيث أني متخصص في الإنتاج الحيواني وأعد أحد هواة النحل وأربي النحل منذ 14 عام فقد شغلت بالي هذه الصيغ غير المألوفة.
التفسير اللغوي وقد حاول المفسرون تعليل هذه الصيغ فقال القرطبي في تفسيره عن آية الأنعام "اختلف الناس في الضمير من قوله : مما في بطونه على ماذا يعود فقيل : هو عائد إلى ما قبله وهو جمع المؤنث ، وقال سيبويه : العرب تخبر عن الأنعام بخبر الواحد . قال ابن العربي : وما أراه عوّل عليه إلا من هذه الآية وهذا لا يشبه منصبه ولا يليق بإدراكه . وقيل : لما كان لفظ الجمع وهو اسم الجنس يذكر ويؤنث فيقال هو الأنعام وهي الأنعام جاز عود الضمير بالتذكير ؛ وقاله الزجاج . " انتهى كلام القرطبي. وفي تفسير ابن كثير يقول : " أفرده ههنا عودا على معنى النعم أو الضمير عائد على الحيوان فإن الأنعام حيوانات أي نسقيكم مما في بطن هذا الحيوان ، وفي الآية الأخرى مما في بطونها ويجوز هذا وهذا " انتهى كلام ابن كثير. ؛ ولم يعلق ابن كثير على تأنيث كلمة النحل أما القرطبي فعلق قائلا : " والنحل يؤنث في لغة أهل الحجاز" ولكنى شعرت أن الأمر أعمق من مجرد جواز لغوي ، أنظرإلى ختام الآية الكريمة (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) النحل 69 ،،، لابد إذن أن في الأمر سرا من أسرار الإعجاز العلمي. وبفضل الله توصلت إلى تعليل لعله أقرب شئ إلى الصحة. خروج اللبن عملية بيولوجية فمن المعروف أن الأبقار مثلا أو أي من الأنعام هي حيوانات ثديية تتكاثر بالتزاوج بين الذكر والأنثى وتنعدم فيها تماما ظاهرة التكاثر البكري (التكاثر دون الحاجة إلى ذكر) التي تعد غير نادرة في الكائنات الأقل رقيا. إذن لابد من وجود الذكر حتي تحمل الإناث وتضع ولن يحدث إدرار للبن دون حمل وولادة أي لن يحدث دون ذكر والآية هنا تؤكد هذا المعني وتشير إلى أهمية الذكر في إدرار اللبن لأن دور الأنثى لا يحتاج إلى بيان. فإن وضعنا ألوف الأبقار على إحدى الجزر دون ذكر فلن نحصل منها على قطرة لبن. والمصطلحات الفقهية تؤكد هذا المعنى ففي قضايا الرضاع نقرأ كلمة (لبن الرجل) والمقصود لبن زوجته، بل نقول أحيانا أن فلان قد ولد فلانا وفي القرآن الكريم (وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ) البلد 3،،،. ثم أنظر الإعجاز الذي تخضع له الرقاب لقد ذكرت كلمة بطونها مرة وبطونه مرة فيما يخص الأنعام فخروج اللبن لا يستغني بأحد الجنسين عن الأخر. والخلاصة أن إنتاج اللبن عملية بيولوجية لا تستغني عن وجود الذكر بحال من الأحوال وليس الأمر كذلك فيما يخص إنتاج العسل في عالم النحل. مملكة النحل فبادئ ذي بدء يعد النحل مجتمع أنثوي بدرجة كبيرة فتتكون طائفة النحل من الملكة (أو أم النحل) وهي الأنثى الوحيدة الخصبة في طائفة النحل ، والشغالات تعد إناثا عقيمة ضامرة الجهاز التناسلي وهي تقوم بكل الأعمال اللازمة فهي ترعى الملكة وتلعقها وتنظفها وتحميها وتغذيها بالغذاء الملكي من غدد تفرزها من رؤوسها كما تعمل على حراسة الطائفة وقتال أعداء النحل وتعمل على جمع الماء والرحيق وحبوب اللقاح وتقوم ببناء الأقراص الشمعية التي تربي فيها الحضنة وتخزن فيها العسل وحبوب اللقاح كما ترعى الحضنة وتغذيها وتلطف جو الخلية يالتهوية بالأجنحة ... ألخ ، أما الذكور فلا مهمة لها على الإطلاق سوى تلقيح العذراء لتصبح ملكة شابة ولا تتزاوج الملكة بعد ذلك مطلقا وتظل طوال حياتها (حوالي 4 سنوات) تضع بيضا مخصبا حيث تخزن الحيونات المنوية في حويصلة خاصة وتخرج حيوان منوي واحد لكل بيضة تضعها ، وقد تضع ألف بيضة في اليوم الواحد. ولا توجد في الخلية سوى ملكة واحدة وعند فقد هذه الملكة تقوم الشغالات بتغذية بعض اليرقات الصغيرة بالغذاء الملكي فتتحول إلى عذراء خصبة بدلا من شغالة عقيمة. بعد خروج العذراء من الشرنقة تتغذى لبضعة أيام على العسل وتعاملها الشغالات بقسوة لتدفعها إلى الخروج للتزاوج ، تقف العذراء على مدخل الخلية وتصدر أزيزا لا يكاد يسمعه النحال على بعد خطوات بينما تسمعه الذكور على بعد عدة كيلومترات وتأتي سريعا وعندما يجتمع عدد كاف تطير العذراء في رحلة تسمى الزفاف الملكي وتندفع الذكور ورائها ويتم التلقيح في الجو وتعود العذراء إلى الخلية وقد أصبحت ملكة وتتلقاها الشغالات بالترحاب والعناية الفائقة ، أما الذكور فمصيرها هو القتل عند باب الخلية فقد انتهت مهمتها وليس لها أي عمل مفيد ولا تملك حتى أداة لسع لتدافع عن الخلية أو عن نفسها. وقد استطردت في وصف حياة النحل لأن كثير من الناس لا يعرف هذه التفاصيل. إن دور الذكر يعد إذن ثانويا في عالم النحل ليس لما ذكرناه فحسب بل هناك المزيد. الفرق بين ذكر النحل والشغالات الفرق بين الذكر والشغالة العقيمة هو أن الذكر ينتج من بيضة غير مخصبة بينما تنتج الشغالات والعذارى من بيض مخصب. فعندما ترغب الشغالات في تغيير الملكة (لكبر عمرها وقلة وضع البيض) أو عند الرغبة في الهجرة من المنطقة (التطريد) تقوم ببناء عيون سداسية شمعية واسعة وعندما تدخل الملكة مؤخرتها في هذه العيون الواسعة لتضع بها البيضة لا تضطر إلى ضغط بطنها فلا يخرج حيوان منوى من حويصلة التخزين لتلقيح تلك البيضة. والبيض غير المخصب ينتج ذكورا. ومن البدهي أن تركيب كروموسوم الجنس سيكون xx أو بالأحرى ss والسبب في ذلك كما يعرف دارسو علم الأحياء أن الحشرات وكذلك الطيور (على عكس الثدييات) يكون الفرد ذو التركيبss ذكر وليس أنثى بينما الفرد(s-) يكون أنثى لذلك فإن البيض غير المخصب في النحل ينتج ذكورا (ss). هذه الذكور الناتجة بكريا يمكنها أن تلقح العذارى لتستمر الحياة. خروج العسل عملية ميكانيكية فضلا عن ذلك تعد عملية جمع الرحيق وخروج العسل من النحل عملية غير بيولوجية بل هي عملية ميكانيكية تقوم بها إناث عقيمة ناتجة من أنثى خصبة لا تحتاج إلى ذكر يلقحها بل تستطيع هي انتاج الذكور اللازمة بكريا. ولو وضعنا طائفة من النحل ليس فيها ذكور ولا ملكة على جزيرة منعزلة تخلو من أي نحل فإن الشغالات ستواصل جمع الرحيق وإنتاج العسل وستتولد الذكور بكريا وتستمر الحياة ، فما أحرى أن تؤنث كلمة بطونها في تلك الآية الكريمة (ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) النحل 69 ،،، ومن الجدير بالذكر أن الشغالات تمتص الرحيق من الزهور وتضعه في حوصلة خاصة في صدرها هذه الحوصلة غير متصلة بالجهاز الهضمي وتفرز عليه بعض الخمائر ثم تضعه عن طريق الفم في العيون السداسية فليس العسل هو براز النحل كما يظن بعض الناس ولا يخرج من شرج النحل بل من فمه وقد أدرك الناس هذه الحقيقة البسيطة منذ القدم فيقول الإمام الشافعي عن العسل الذي هو خير شراب الدنيا (بزقة ذبابة) تقليلا من شأن الدنيا ، والغريب أن كثير من الناس لا تدرك هذه الحقيقة القديمة. وتقسيم جوف النحلة إلى صدر وبطن هو أمر مستحدث وكلمة بطن تطلق في العربية على تجويف أو قاع أي شئ فنقول بطن الضريح أو بطن البئر. فهذا كتاب ربنا معجزة الإسلام لا يخلق من كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه. اللهم انفعنا به واستخدمنا في خدمته |
هناك بعض الآيات في القرآن الكريم تثير التأمل العميق من هذه الآيات قوله تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِّلشَّارِبِينَ) النحل 66 ،،، لماذا قال تعالى بطونه بصيغة المذكر وليس بصيغة المؤنث رغم أن اللبن يخرج من الإناث وليس الذكور كما إن الشائع هو تأنيث جمع المذكر. والمثير للدهشة أن نفس الكلمة وردت في سورة المؤمنون بصيغة المؤنث (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) المؤمنون 21،،،. وإذا رجعنا إلى سورة النحل نجد الآيات رقم 68 ، 69 من السورة تذكر خروج العسل من النحل بصيغة المؤنث (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) النحل 69 ،،، هذا رغم أن الشائع هو تذكير كلمة النحل. وحيث أني متخصص في الإنتاج الحيواني وأعد أحد هواة النحل وأربي النحل منذ 14 عام فقد شغلت بالي هذه الصيغ غير المألوفة.
التفسير اللغوي وقد حاول المفسرون تعليل هذه الصيغ فقال القرطبي في تفسيره عن آية الأنعام "اختلف الناس في الضمير من قوله : مما في بطونه على ماذا يعود فقيل : هو عائد إلى ما قبله وهو جمع المؤنث ، وقال سيبويه : العرب تخبر عن الأنعام بخبر الواحد . قال ابن العربي : وما أراه عوّل عليه إلا من هذه الآية وهذا لا يشبه منصبه ولا يليق بإدراكه . وقيل : لما كان لفظ الجمع وهو اسم الجنس يذكر ويؤنث فيقال هو الأنعام وهي الأنعام جاز عود الضمير بالتذكير ؛ وقاله الزجاج . " انتهى كلام القرطبي. وفي تفسير ابن كثير يقول : " أفرده ههنا عودا على معنى النعم أو الضمير عائد على الحيوان فإن الأنعام حيوانات أي نسقيكم مما في بطن هذا الحيوان ، وفي الآية الأخرى مما في بطونها ويجوز هذا وهذا " انتهى كلام ابن كثير. ؛ ولم يعلق ابن كثير على تأنيث كلمة النحل أما القرطبي فعلق قائلا : " والنحل يؤنث في لغة أهل الحجاز" ولكنى شعرت أن الأمر أعمق من مجرد جواز لغوي ، أنظرإلى ختام الآية الكريمة (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) النحل 69 ،،، لابد إذن أن في الأمر سرا من أسرار الإعجاز العلمي. وبفضل الله توصلت إلى تعليل لعله أقرب شئ إلى الصحة. خروج اللبن عملية بيولوجية فمن المعروف أن الأبقار مثلا أو أي من الأنعام هي حيوانات ثديية تتكاثر بالتزاوج بين الذكر والأنثى وتنعدم فيها تماما ظاهرة التكاثر البكري (التكاثر دون الحاجة إلى ذكر) التي تعد غير نادرة في الكائنات الأقل رقيا. إذن لابد من وجود الذكر حتي تحمل الإناث وتضع ولن يحدث إدرار للبن دون حمل وولادة أي لن يحدث دون ذكر والآية هنا تؤكد هذا المعني وتشير إلى أهمية الذكر في إدرار اللبن لأن دور الأنثى لا يحتاج إلى بيان. فإن وضعنا ألوف الأبقار على إحدى الجزر دون ذكر فلن نحصل منها على قطرة لبن. والمصطلحات الفقهية تؤكد هذا المعنى ففي قضايا الرضاع نقرأ كلمة (لبن الرجل) والمقصود لبن زوجته، بل نقول أحيانا أن فلان قد ولد فلانا وفي القرآن الكريم (وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ) البلد 3،،،. ثم أنظر الإعجاز الذي تخضع له الرقاب لقد ذكرت كلمة بطونها مرة وبطونه مرة فيما يخص الأنعام فخروج اللبن لا يستغني بأحد الجنسين عن الأخر. والخلاصة أن إنتاج اللبن عملية بيولوجية لا تستغني عن وجود الذكر بحال من الأحوال وليس الأمر كذلك فيما يخص إنتاج العسل في عالم النحل. مملكة النحل فبادئ ذي بدء يعد النحل مجتمع أنثوي بدرجة كبيرة فتتكون طائفة النحل من الملكة (أو أم النحل) وهي الأنثى الوحيدة الخصبة في طائفة النحل ، والشغالات تعد إناثا عقيمة ضامرة الجهاز التناسلي وهي تقوم بكل الأعمال اللازمة فهي ترعى الملكة وتلعقها وتنظفها وتحميها وتغذيها بالغذاء الملكي من غدد تفرزها من رؤوسها كما تعمل على حراسة الطائفة وقتال أعداء النحل وتعمل على جمع الماء والرحيق وحبوب اللقاح وتقوم ببناء الأقراص الشمعية التي تربي فيها الحضنة وتخزن فيها العسل وحبوب اللقاح كما ترعى الحضنة وتغذيها وتلطف جو الخلية يالتهوية بالأجنحة ... ألخ ، أما الذكور فلا مهمة لها على الإطلاق سوى تلقيح العذراء لتصبح ملكة شابة ولا تتزاوج الملكة بعد ذلك مطلقا وتظل طوال حياتها (حوالي 4 سنوات) تضع بيضا مخصبا حيث تخزن الحيونات المنوية في حويصلة خاصة وتخرج حيوان منوي واحد لكل بيضة تضعها ، وقد تضع ألف بيضة في اليوم الواحد. ولا توجد في الخلية سوى ملكة واحدة وعند فقد هذه الملكة تقوم الشغالات بتغذية بعض اليرقات الصغيرة بالغذاء الملكي فتتحول إلى عذراء خصبة بدلا من شغالة عقيمة. بعد خروج العذراء من الشرنقة تتغذى لبضعة أيام على العسل وتعاملها الشغالات بقسوة لتدفعها إلى الخروج للتزاوج ، تقف العذراء على مدخل الخلية وتصدر أزيزا لا يكاد يسمعه النحال على بعد خطوات بينما تسمعه الذكور على بعد عدة كيلومترات وتأتي سريعا وعندما يجتمع عدد كاف تطير العذراء في رحلة تسمى الزفاف الملكي وتندفع الذكور ورائها ويتم التلقيح في الجو وتعود العذراء إلى الخلية وقد أصبحت ملكة وتتلقاها الشغالات بالترحاب والعناية الفائقة ، أما الذكور فمصيرها هو القتل عند باب الخلية فقد انتهت مهمتها وليس لها أي عمل مفيد ولا تملك حتى أداة لسع لتدافع عن الخلية أو عن نفسها. وقد استطردت في وصف حياة النحل لأن كثير من الناس لا يعرف هذه التفاصيل. إن دور الذكر يعد إذن ثانويا في عالم النحل ليس لما ذكرناه فحسب بل هناك المزيد. الفرق بين ذكر النحل والشغالات الفرق بين الذكر والشغالة العقيمة هو أن الذكر ينتج من بيضة غير مخصبة بينما تنتج الشغالات والعذارى من بيض مخصب. فعندما ترغب الشغالات في تغيير الملكة (لكبر عمرها وقلة وضع البيض) أو عند الرغبة في الهجرة من المنطقة (التطريد) تقوم ببناء عيون سداسية شمعية واسعة وعندما تدخل الملكة مؤخرتها في هذه العيون الواسعة لتضع بها البيضة لا تضطر إلى ضغط بطنها فلا يخرج حيوان منوى من حويصلة التخزين لتلقيح تلك البيضة. والبيض غير المخصب ينتج ذكورا. ومن البدهي أن تركيب كروموسوم الجنس سيكون xx أو بالأحرى ss والسبب في ذلك كما يعرف دارسو علم الأحياء أن الحشرات وكذلك الطيور (على عكس الثدييات) يكون الفرد ذو التركيبss ذكر وليس أنثى بينما الفرد(s-) يكون أنثى لذلك فإن البيض غير المخصب في النحل ينتج ذكورا (ss). هذه الذكور الناتجة بكريا يمكنها أن تلقح العذارى لتستمر الحياة. خروج العسل عملية ميكانيكية فضلا عن ذلك تعد عملية جمع الرحيق وخروج العسل من النحل عملية غير بيولوجية بل هي عملية ميكانيكية تقوم بها إناث عقيمة ناتجة من أنثى خصبة لا تحتاج إلى ذكر يلقحها بل تستطيع هي انتاج الذكور اللازمة بكريا. ولو وضعنا طائفة من النحل ليس فيها ذكور ولا ملكة على جزيرة منعزلة تخلو من أي نحل فإن الشغالات ستواصل جمع الرحيق وإنتاج العسل وستتولد الذكور بكريا وتستمر الحياة ، فما أحرى أن تؤنث كلمة بطونها في تلك الآية الكريمة (ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) النحل 69 ،،، ومن الجدير بالذكر أن الشغالات تمتص الرحيق من الزهور وتضعه في حوصلة خاصة في صدرها هذه الحوصلة غير متصلة بالجهاز الهضمي وتفرز عليه بعض الخمائر ثم تضعه عن طريق الفم في العيون السداسية فليس العسل هو براز النحل كما يظن بعض الناس ولا يخرج من شرج النحل بل من فمه وقد أدرك الناس هذه الحقيقة البسيطة منذ القدم فيقول الإمام الشافعي عن العسل الذي هو خير شراب الدنيا (بزقة ذبابة) تقليلا من شأن الدنيا ، والغريب أن كثير من الناس لا تدرك هذه الحقيقة القديمة. وتقسيم جوف النحلة إلى صدر وبطن هو أمر مستحدث وكلمة بطن تطلق في العربية على تجويف أو قاع أي شئ فنقول بطن الضريح أو بطن البئر. فهذا كتاب ربنا معجزة الإسلام لا يخلق من كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه. اللهم انفعنا به واستخدمنا في خدمته فريق النقاء |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في سورة البقرة ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) البقرة / 87 انظر كيف عطف جملة الماضي ( تقتلون ) على جملة الماضي ( كذبتم وعدل عن الفعل الماضي وأتى بالمضارع لحكمة بيانية وبلاغية رائعة ، وفي سورة آل عمران آية 47 ( فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) ، ، فلم لم يقل كن فكان ولكي نجيب عن هذا الإعجازفي استخدام الألفاظ في الموضع اللائق بها لابد أن نعلم أن القرآن كتاب الله ، نزل على عرب أقحاح ، فاقوا الأمم في ميدان الفصاحة والبلاغة ، واعتنوا بذلك أتم العناية ، وبلغوا المنزلة العظمى في التفنن في البيان ، فأقاموا الأسواق في الشعر والخطابة ، وعلقوا معلقاتهم على الكعبة رفعا لشأن البلاغة والبيان ، وتنافسوا في جميل القصائد ، وروائع الخطب ، وكانت قصائدهم تجري في عروقهم ، فلا تنفك عنهم في فرح ولا حزن ، ولا موت ولا حياة ، ولا سعادة و شقاء ، ولا نصر ولا هزيمة ، وشهد لهم به القاصي والداني ، ولم يعرف مثل هذا لأمة سواهم . لهذا كان من حكمة الله سبحانه وتعالى أن أنزل لهم هذا القرآن بهذه اللغة التي يفتخرون بها ، وتعالوا بها على الأمم ، فبهرهم القرآن ببديع ألفاظه ، وجميل معانيه ، وعظيم مقاصده ومبانيه ، فخضعوا وخنعوا له هيبةً أن يتكلموا فيه طعنا في لفظ ، أو إعراب ، أو بيان .!! وتحداهم الله سبحانه في كتابه أن يأتوا بمثل هذا القرآن ، فلم يستطيعوا أن يأتوا بمثله ، فضلا أن يأتوا بما يخل به من إعراب أو فصيح في الكمال ، فقال تعالى : ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) الاسراء / 88 . ثم تحداهم الله أن يأتوا بعشر سور مثله ، فقال تعالى : ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) هود / 13 فلما عجزوا عن ذلك انتقل التحدي إلى أن تحداهم الله بأن يأتوا بسورة مثله ، قال تعالى : ( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) البقرة / 23 فما كان لمن جاء بعد فساد اللغة ، واختلاط لغته بلغة العجم أن يأتي بمثل هذه الترهات التي لا تدل إلا على عمق الجهل ، وضحالة الفكر والمنطق ، وعجمة اللغة ، وكما قيل : وكم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم أما الموضوعنا الرئيس فهو توضيح وجه الإعجاز في البلاغة والفصاحة في الآيتين : فنقول أما قوله تعالى : فريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون قال العلامة الطاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير 1/598) : " وجاء ( تقتلون ) بالمضارع عوضا عن الماضي لاستحضار الحالة الفظيعة ، وهي حال قتلهم رسلهم ، كقوله تعالى : ( وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ ) فاطر / 9 ، مع ما في صيغة ( تقتلون ) من مراعاة الفواصل ، فاكتمل بذلك بلاغة المعنى وحسن النظم ." انتهى كلامه . ونقل الشيخ ابن عثيمين في تفسيره ( 1 / 283 ) عن بعض العلماء فائدة أخرى من التعبير بالفعل المضارع ( تقتلون ) الذي يفيد الاستمرار وهي ( أن هؤلاء اليهود استمر قتلهم الرسل حتى آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم فإنهم قتلوا الرسول صلى الله عليه وسلم بالسم الذي وضعوه له في خيبر ، فإنه صلى الله عليه وسلم ما زال يتأثر منه حتى إنه صلى الله عليه وسلم في مرض موته قال : ( ما زالت أكلت خيبر تعاودني ، وهذا أوان انقطاع الأبهر مني ) أبو داود ( 4512 ) والبخاري معلقاً ، وقال الألباني في صحيح أبي داود حسن صحيح ( 3784 ) . وأما قوله تعالى ( وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ) آل عمران / 47 ، فهذه أدل وأدل على جهل هذا المعترض لأن الآية إنما تتحدث عن إرادة الله للشيء في المستقبل لا في الماضي بدليل ظرف الزمان ( إذا ) وهو ظرف لما يستقبل من الزمان ، ولذلك أتى الفعل ( يقول ) بالمضارع الدال على الاستقبال ، وتلاه الفعل ( يكون ) بالمضارع الدال على الاستقبال أيضاً . والله اعلم . فريق زينب رضي الله عنها (الصفاء) |
اعتذر على الغياب كنت مريضة شوي والحمد لله
خسارة لحسن حظكم يافريق النقاء والعطاء دخلت ام حمزة متأخرة . لو دخلت من الاول ماكنتم اخذتوا ولا نقطططة :D تحياتي اختكم ام حمزة بطلة المسابقات :rolleyes1: |
http://uaedeserts.com/upload//upload...e83c2e5577.gif حياكن الله أخواتي الكريمات .. :) سؤال البارحة كان: اقتباس:
وما شاء الله حصلنا على أجوبة جميلة ورائعة.. وأول إجابة صحيحة كانت لـ فراشة مسلمة من فريق النقاء الفريق الأزرق.. وهذه 4 نقاط لهن.. اللهم زد وبارك :laugh: http://fareeq.t.elm.googlepages.com/10-16.gif ~~ مبـ ـ ـ ـارك ~~ ومن ثم توالت مشاركات نفس الفريق.. وتشرفنا أيضاً بمشاركة لأول مرة من أم حمزة الجزائرية فأهـ ـ ـلا بها في فريق الصفاء.. وأفتقدت بشدة فريقنا العطاء في هذا السؤال :( أخواتي شدوا الهمة فما زالت أمامنا مجموعة من الأسئلة.. فريق النقاء اخترن رقما.. وكما ذكرت سابقا لو هناك أي أخت تفضّل أن نغيّر وقت وضع السؤال فلتذكر ذلك في صفحة كيفية المسابقة مشكورة :) انتظروني مسـ ـ ـاء بإذن الله كان الفريق الأزرق في بداية الأمر يقول عن نفسه نائم.. لكني اراه استيقظ ويتقدم بقوة :) فاحذرن يا فريق الصفاء والعطاء..! http://uaedeserts.com/upload//upload...e83c2e5577.gif |
22
|
مــا شـــاء الله مبارك للفريق الأزرق
|
http://uaedeserts.com/upload//upload...e83c2e5577.gif http://uaedeserts.com/upload//upload...d086c1cde6.gif :: السؤال :: كم مرة وردت "ولا باليوم الآخر " في القرءان الكريم.. ؟؟ كم مرة وردت " والله خبير بما تعملون " في القرءان الكريم.. ؟؟ (مع ذكر الآيات وفي أي سورة ) |
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
نجد هذا الاسم في الآية 8 من سورة البقرة: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ}. وفي الآية 114 من سورة آل عمران: {يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ}. وفي الآية 29 من سورة التوبة: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}. ال عمران (آية:153):اذ تصعدون ولا تلوون على احد والرسول يدعوكم في اخراكم فاثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما اصابكم والله خبير بما تعملون التوبة (آية:16):ام حسبتم ان تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجه والله خبير بما تعملون المجادلة (آية:13):ااشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فاذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فاقيموا الصلاه واتوا الزكاه واطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون المنافقون (آية:11):ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء اجلها والله خبير بما تعملون فريق النقاء |
فريق الصفاء
كلمة ولا باليوم الآخر عثر عليها مرتين النساء (آية:38): والذين ينفقون اموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا التوبة (آية:29): قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزيه عن يد وهم صاغرون عبارة 'والله خبير بما تعملون ' عثر عليها في(4)آيات ال عمران (آية:153): اذ تصعدون ولا تلوون على احد والرسول يدعوكم في اخراكم فاثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما اصابكم والله خبير بما تعملون التوبة (آية:16): ام حسبتم ان تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجه والله خبير بما تعملون المجادلة (آية:13): ااشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فاذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فاقيموا الصلاه واتوا الزكاه واطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون المنافقون (آية:11): ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء اجلها والله خبير بما تعملون |
وردت (( ولا يؤمن باليوم الآخر )) مرتان
النساء (آية:38): والذين ينفقون اموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا التوبة (آية:29): قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزيه عن يد وهم صاغرون وردت " والله خبير بما تعملون " 4مرات ال عمران (آية:153): اذ تصعدون ولا تلوون على احد والرسول يدعوكم في اخراكم فاثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما اصابكم والله خبير بما تعملون التوبة (آية:16): ام حسبتم ان تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجه والله خبير بما تعملون المجادلة (آية:13): ااشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فاذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فاقيموا الصلاه واتوا الزكاه واطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون المنافقون (آية:11): ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء اجلها والله خبير بما تعملون المصدر : المعجم المفهرس لألفاظ القرآن فريق الصفاء |
فريق الصفاء
شموس وزهرة الفردوس خليكم متابعين لان النت عندي لايشتغل إلا على مزاجه :) من الساعة عشره وانا أحاول أحطه باليوم الآخر 3 آيات هي (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين) سورة البقرة آية 8 (والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولايؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا )سورة النساء آية 38 (قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولايحرمون ماحرم الله ورسوله ولايدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطو الجزية عن يد وهم صاغرون) سورة التوبة آية 29 وهذا البيت يجمعها والباء في باليوم الآخر ياإخواني .... في التوبة والنساء والعون العون إشارة لما ورد في سورة البقرة ( عوان بين ذالك ) من الإيقاظ لتذكرة الحفاظ بالآيات المتشابهة الالفاظ لجمال عبدالرحمن إسماعيل والله خبير بماتعملون أربع مرات (اذ تصعدون ولا تلوون على احد والرسول يدعوكم في اخراكم فاثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما اصابكم والله خبير بما تعملون) سورة ال عمران آية 153 (ام حسبتم ان تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجه والله خبير بما تعملون )سورة التوبه آيه 16 |
فريق الصفاء
شموس وزهرة الفردوس خليكم متابعين لان النت عندي لايشتغل إلا على مزاجه :) باليوم الآخر 3 آيات هي (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين) سورة البقرة آية 8 (والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولايؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا )سورة النساء آية 38 (قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولايحرمون ماحرم الله ورسوله ولايدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطو الجزية عن يد وهم صاغرون) سورة التوبة آية 29 وهذا البيت يجمعها والباء في باليوم الآخر ياإخواني .... في التوبة والنساء والعون العون إشارة لما ورد في سورة البقرة ( عوان بين ذالك ) من الإيقاظ لتذكرة الحفاظ بالآيات المتشابهة الالفاظ لجمال عبدالرحمن إسماعيل والله خبير بماتعملون أربع مرات (اذ تصعدون ولا تلوون على احد والرسول يدعوكم في اخراكم فاثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما اصابكم والله خبير بما تعملون) سورة ال عمران آية 153 (ام حسبتم ان تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجه والله خبير بما تعملون )سورة التوبه آيه 16 (ءأشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فاذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فاقيموا الصلاه وءاتوا الزكاه واطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون) سورة المجادلة آيه 13 (ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء اجلها والله خبير بما تعملون) سورة المنافقون آية 11 |
http://uaedeserts.com/upload//upload...e83c2e5577.gif أهلا بكن أخواتي الكريمات.. لنرى لمن ستكون نقاط اليوم :) اقتباس:
أول إجابة كانت لفراشة مسلمة إلا أنها لم تذكر المواضع الصحيحة لـ " ولا باليوم الآخر " ذكرت واحدة فقط.. ومن ثم جابت شمس الايمان بالمواضع الصحيحة تبارك الرحمن.. إذن النقاط اليوم لفريق الصفاء الفريق الأخضر.. 6 نقاط + نقطتين لرجوع زهر الفردوس لكتاب المعجم المفهرس :) http://fareeq.t.elm.googlepages.com/10-16.gif ~~ مبـ ـ ـ ـارك ~~ http://fareeq.t.elm.googlepages.com/10-16.gif فريق الصفاء اخترن رقماً :) فريق العطاء أفتقدكن :( http://uaedeserts.com/upload//upload...e83c2e5577.gif |
الساعة الآن 01:02 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .