المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفريغ الدرس الخامس من كتاب الصيام


همسات..
04-09-07, 04:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه وعلي أله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد أيها الاخوه ضمن دروس كتاب الصيام فهذا هو الدرس الخامس من هذه الدروس
اللهم انا نسأله الهدي والتقي والعفاف والغني

وانتهي الحديث بنا الي باب صيام التطوع :-

وقبل أن نبدأ بأنواع صيام التطوع , التطوع كل عبادة غير واجبه
وكما يعلم الجميع ان الشريعه الاسلاميه جعلت في كل عباده فرض وتطوع

فمثلا الصلاه فيها فرض وفيها تطوع الفرض الصلوات الخمس والتطوع قيام الليل
وصلاة الضحي والوتر وغيرها وكذلك الصيام فرض ونفل وكذلك الحج هناك
فرض وهناك نفل وكذلك الزكاه فرض وهي الزكاة المفروضه والصدقه تطوع

والسؤال ما الحكمه من التطوع ؟

ذكر العلماء رحمهم الله عدة حكم للتطوع . أولا:- جبر ما يكون للمفروضة بالنقص كما قال صلي الله عليه وسلم" إن أول ما يحاسب به الناس يوم القيامه الصلاه" قال يقول ربنا لملائكته وهو أعلم انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت له تامه وإن كان انتقص منها شئ قال انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع قال اتموا له فريضته بتطوعه " راووه أبو داوود هذا الفضل الأول أو الفائده الأولي من التطوع
ثانيا
أن التطوع والنوافل من أسباب محبة الله كما في الحديث القدسي عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلي الله عليه وسلم قال "قال الله عز وجل
لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتي أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع
به و بصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ولإن سألني لأعطينه ولأن
استعاذني لأعيذنه " وفي قوله لا يزال دليل علي ماذا الاستمرار والمداومه
نعم لابد أن يداوم حتي ينال هذا الأجر يداوم مثلا علي صلاة الضحي يدوام مثلا في
تطوع الصلاة علي قيام الليل علي الوتر كذلك في الصيام يحافظ علي صيام التطوع
كما سيأتي .
ثالثا من أسباب دخول الجنه كما في حديث ربيعه بن كعب الاسلمي قال" قال لي النبي صلي الله عليه وسلم سل قلت أسألك مرافقتك في الجنه قال
أو غير ذلك قلت هو ذلك قال فأعني علي نفسك بكثرة السجود "
المراد هنا بالسجود صلاة التطوع المراد بالسجود ماذا؟
صلاة التطوع لماذا قلنا صلاة التطوع لأن السجود بغير صلاه لم يرغب فيه بانفراده بدون سبب
وعلم أن المراد بقوله بكثرة السجود ماذا ؟ صلاة التطوع نعم

رابعا الحصول علي الأجر المترتب عليها :-
خامسا ترويض النفس علي الطاعه وتهيئتها للفرائض.
سادسا شغل الوقت بأفضل الطاعات .
سابعا الأقتداء بالرسول صلي الله عليه وسلم .
هذه سبع أمور في حكم التطوعات

والتطوع كما تعلمون ينقسم الي قسمين:
مطلق وهو لم يأتي به الشارع محدد مثل صدقة التطوع لك أن تتبرع في سبيل الله بماشئت ولك أن تتطوع بالصلاة في الليل والنهار مثني مثني والتطوع المقيد هو ما حد له في الشرع مثل سنة الفجر
وحقيقة أيها الأخوه فإن التطوع يدل علي علو الهمه فإن المسلم المحافظ علي الطاعات هذا يكفي إذا حافظ علي الطاعات والواجبات إذا حافظ علي الواجبات هذا يكفي معروف في الحديث الذي جاء في الصحيحين قال يارسول الله"دلني علي عمل يدخلني الجنةويباعدني عن النار ماذال قال له النبي
تعبد الله ولا تشرك به شئ وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاه وتصوم رمضان قال والله
لا أزيد علي ذلك قال أفلح إن صدق" وفي روايه أنه قال "من سره أن ينظر الي
رجل من أهل الجنه فلينظر الي هذا"
فالمحافظه علي الفرائض كافيه إذا حافظ عليها وأتي بها فيها النجاة من النار
ودخول الجنه لكن التطوع والنوافي ينبغي علي المسلم أن يتزود منها للحكم التي
ذكرناها قبل قليل وأيضا هذا يدل علي علو الهمه وكما تعلمون أن علو الهمه مطلب أساسي
وقد حث عليه القرأن والسنه علي علو الهمه قال الله عز وجل " سابقوا الي مغفرة
من ربكم " وقال تعالي " وسارعوا الي مغفرة من ربكم وجنة عرضها
السماوات والأرض أعدت للمتقين" وقال تعالي" لمثل هذا فليعمل العاملون"
وقال تعالي"وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" وقال صلي الله عليه وسلم
"لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا الا أن يستهموا
عليه لاستهموا" والاستهام هو الاقتراع , وقال صلي الله عليه وسلم " لو
يعلمون ما في التهجير لاستبقوا اليه" وقال صلي الله عليه وسلم"لأعطين الراية
رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله علي يديه فبات الناس
يدوقون أيهم يعطاها حتي قال عمر ما أحببت الأمارة الا يومئذ "

وعن عطاء بن أبي رباح قال قال ابن عباس ألا أريك امرأه من الجنه قلت بلي
"قال هذه المرأه السوداء أتت النبي صلي الله عليه وسلم قالت أني اصرع واني أتكشف
فادعو الله لي قال ان شئت صبرت ولك الجنه وان شئت دعوت الله أن يعافي
قالت أصبر:قالت اني اتكشف فادعو الله أن لا أتكشف فدعا لها الله " الله أكبر
حديث عظيم امرأه سوداءلكن همتها عاليه.

هذه مقدمه قبل أن نبدا في صيام التطوع وصيام التطوع كثير:

فمنه يوم عرفه ويوم عرفه هو اليوم التاسع من ذي الحجه يسن صيامه لغير
الحاج كما جاء في حديث أبي قتاده عند مسلم أن رسول الله صلي ال
له عليه وسلم سأل عن صوم يوم عرفه فقال يكفر السنة الماضيه والباقيه"
أما الحاج فالفضل الفطر له ألا يصوم ففي حديث ميمونه أن الناس شكوا في صيام النبي
صلي الله عليه وسلم يوم عرفه فأرسلت اليه بحلاب وهو واقف في الموقف
فشرب منه والناس ينظرون . والحديث في الصحيحين
وعن أم الفضل بنت الحارث أن ناسا تماروا عندها يوم عرفه في صيام
رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال بعضهم هو صائم وقال بعضهم ليس بصائم
فأرسلت اليه بقدح لبن وهو واقف علي بعيره بعرفه فشربه . وقد اختلف العلماء
رحمهم الله في الحكمة في فطره للحاج القول الأول : ليتقوي علي الدعاء.
وقال بعضهم أنه عيد لأهل عرفه فلا يستحب صومه لهم والدليل قول النبي عليه
الصلاة والسلام أنه قال" يوم عرفه ويوم النحر وأيام منه عيدنا أهل الأسلام".
وأيا كان فالمستحب هو فطره قال ابن القيم رحمه الله " ان قيل كيف كان يوم
عاشوراء يكفر سنه ويوم عرفه يكفر سنتين قيل فيه وجهان أحدهما أن يوم عرفه
في شهر حرام وقبله شهر حرام وبعده شهر حرام بخلاف عاشوراء ثانيا أن
صوم يوم عرفه من خصائص شرعنا بخلاف عاشوراء فضوعف ببركات
المصطفي صلي الله عليه وسلم "
وفي الحديث قوله يوم عرفه يكفر السنة الماضيه والباقيه , سبق معنا أننا قلنا
ما المراد الصغائر أم الكبائر المراد الصغائر وأما الكبائر فلابد من التوبه
وهذا منهج الأئمه الأربعه والدليل لقول النبي صلي الله عليه وسلم "الصلوات
الخمس والجمعة الي الجمعه مكفرات بينهن إذا اجتنبت الكبائر" فإذا كانت الصلاه
لا تكفر الا الصغائر فغيرها من باب أولي وقد سبقت المسأله في الدرس التاني
عند حديث" من صام يوما في سبيل الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر "
ومن صيام التطوع عاشوراء وهو اليوم العاشر من المحرم وفضله كما جاء
في حيث أبي قتاده"سأل النبي عن صوم يوم عاشوراء فقال يكفر السنة
الماضيه" وهنا نقطة مهمه لابد أن نعرفها وهي حالات صيام عاشوراء.
أولا افراده:-
وهذا يحذو به التكفير يعني لو صام الانسان عاشوراء لوحده حصل علي الأجر
فلا يشترط أن يصوم التاسع معه ولا يكره افراده .
-ما يكره افراده خلافا لمن يتكلم ويقولون للناس الأفضل أن تصوموا يوما قبله أو بعده ولايبينون أنه يجوز أن يصام لوحده فالنبي صلي الله عليه وسلم صام العاشر وأمر به ويحصل بصيامه الأجر المترتب عليه.
الحاله الثانيه أن يصوم يوما قبله وهذا أفضل وهذا أكثر ما جاءت عليه الأحاديث لو قال رجل سأصوم يومين فهل أصوم العاشر والحادي عشر أم العاشر والتاسع ماذا نقول له نقول العاشر والتاسع ,هذا ما جائت به الأحاديث يعني التاسع أفضل من الحادي عشر فقد جاء في صحيح مسلم عن ابن عباس ان النبي صلي الله عليه وسلم"لأن بقيت الي قابل لأصومن التاسع" وقد روي عبد الرزاق عن سند صحيح عن بن عباس أنه قال صلي الله عليه وسلم "صوموا التاسع مع العاشر" هذا هو المحفوظ أما حديث صوموا يوما قبله ويوما بعده فحديث لا يصح ومن حب أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر هذا أمر يرجع اليه لكن لابد أن يعلم الناس أن صيامه لوحده جائز ويحصل به الأجر وإن أراد أن يصوم
يومين يصوم يوما قبله

أيضا صيام الاتنين والخميس:- أما الأثنين فلا اشكال فيه فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي قتادهن النبي صلي الله عليه وسلم سأل عن صيام يوم الأثنين قال ذاك يوم ولدت فيه وأنزل فيه علي وبعثت فيه , والخميس جاء في حديث مختلف فيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال "تعرض الأعمال كل اتنين وخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم " وأيام الأسبوع يعني السبت الي الجمعه الجمعه صيامه مكروه والثنين والخميس يستحب صيامهما وبقية الأيام يباح
ست من شوال قد جاء في حديث أبي أيوب رضي الله عنه قال قال النبي صلي الله عليه وسلم"من صام رمضان ثم أتبعه ست من شوال كان كصيام الدهر" رواه مسلم,وصيلم الست من شوال فيه مباحث المبحث الأول اختلف العلماء هل يجوز للأنسان صيامها وعليه قضاء من رمضان ام لا ؟ قولان للعلماء القول الأول أنه لا يصح صيامها الا بعد قضاء رمضان ,هؤلاء ما دليلهم قالوا ان النبي صلي الله عليه وسلم قال""من صام رمضان ثم أتبعه والذي عليه بقيةمن رمضان لم يصدق عليه انه صام رمضان .
والقول الثاني انه يجوز للأنسان أن يصوم الست وعليه قضاء من رمضان وقد ثبت عن عائشه أنها كانت تقضي في شعبان كانت تقضي ما عليها في شعبان قالوا وبالتأكيد أن عائشه كانت تصوم ست من شوال ولا تقضي قضاءها الافي شعبان والذي يرجحه مشائخنا كالشيخ بن العثيميين أنه لا يجزوز الا بعد القضاء والحقيقه انا لم تتحرر عندي المسأله والله أعلم بالراجح والمسأله تحتاج بحث أكثر لأن من قال ان الذي عليه ايام من رمضان لم يصدق عليه صيام رمضان وانه في ردود بعض أهل العلم علي هذا الجواب في ردود فالله اعلم وان احتاط الأنسان كما قلنا وبدأبالفرض فهو أفضل

المسأله الثانيه يجوز صيامها متفرقه ومتتابعه ولا بأس في ذلك يعني بدأ بعد العيد يصوم يوم بعد يوم أو
كل يومين يصوم يوم أو كل ثلاثة أيام يوم أو كل أسبوع يوم فلا بأس أن يصومها متتابعة أو متفرقه لعموم قوله من صام ثم اتبعه بست من شوال فمن صام اول يوم وأخر يوم ومنتصف يوم يعتبر صام ماذا يعتبر صام ةمن شوال

المبحث الثالث ما المراد بالدهر ؟
المراد به العام يعني أن الصيام يعدل عشرة أشهر وصيام ست من شوال يعدل شهرين تلك سنة كامله وقد جاء عند النسائي جعل الله الحسنة بعشر أمثالها فشهربعشرة أشهر وصيام ست من شوال يعدل تمام السنه

المبحث الرابع اذا خرج شهر شوال ولم يصمها فهل يقضيها أم لا
نقول هذه المسأله تنقسم الي قسمين أولا خرج شهر شوال ولم يصمها متعمدا فلا يقضيها. الحاله الثانيه ان كان بعذر ؟ كيف يكون فيه عذر كان يكون مريض , أو امرأه جاءها الحيض
أو النفاس فانتهي شهر شوال هل تقضيها ام لا ؟ هنا قولان للعلماء القول الأول تقضي الست من شوال القول الثاني لا تقضيها وهذا الراجح اذا مضي شهر شوال فإنها لا تقضي الست من شوال لماذا لانها سنة فات محلها لأن هذه السنه مشروعه في شوال وهذا مثال يوضح صلاة الضحي صلاة الضحي يسن أن تكون في الضحي اسمها الضحي فإن انسان فاتته عذرا من غير عذر فلا يصليها بعذر لو انسان نام حتي صلاة الظهر او امرأه تطهرت بعد الظهر وهي متعوده علي صلاة الضحي نقول لا لأن صلاة الضحي
سنة في محلها في مكانها وهو الضحي والذي يظهر الله أعلم أن صيام ست من شوال ان تركها الأنسان بعذر بمرض أو غيره فإنه لا يشرع أن يقضيها وله أجر النيه إن كان متعودا علي صيامها
ومن صيام التطوع ثلاث أيام من كل شهر كما جاء في الصحيحين عند عبدالله بن عمرو أن النبي صلي الله عليه وسلم قال "صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر" متفق عليه وهذا ثبت أن النبي أوصي به ماذا قال في هريره "أوصاني خليلي بثلاث ذكر منها صيام ثلاثة أيام من كل شهر" وأيضا أو الدرداء "أوصاني حبيبي بثلاث لاأدعهن ذكر منها صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحي" وكذلك أبو ذر أوصاه النبي عليه الصلاة والسلام وكما في الترمزي فيستحب أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر
ومن أي الشهر صامها فإن ذلك جائز من أوله من وسطه من أخر كل أسبوع يوم لا بأس المقصود ثلاث أيام من كل شهر لم يحدد وقد قالت عائشه كما في صحيح مسلم "لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم" لكن كثير من العلماء استحبو أن تكون من أيام البيض استحبابا لأن ورد فيها حديث حثنا بعض العلماء وضعفها بعضهم أن النبي صلي الله عليه وسلم "إذا صمت من الشهر ثلاثة فصم ثلاثة عشره
وأربعة عشره وخمسة عشره" وعن جليل عن النبي صلي الله عليه وسلم قال "صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر الأيام البيض صبيحة ثلاثة عشره وأربعة عشره وخمسة عشره" رواه النسائي وكما قلت قبل قليل أن الأحاديث التي في الصحيحين ليس فيها
تحديد أيام معينه وإنما فيها فضل صيام ثلاثة أيام من كل شهر كما في حديث عبدالله بن عمرو وأبو هريره في الصحيحين وحديث أبو الدرداء في مسلم فإذا صام الإنسان في العشر الأول أو العشر الأوسط أو العشر الأخيره حصل بذلك وان وافقق أيام البيض فذلك أفضل أن تكون في الأيام البيض وإلا في أي أيام الشهر وسميت بيضا لأن لا يتبعها بيضا لوضوح القمر

ومن صيام التطوع صيام شعبان كما في حديث عائشه قالت "ما رأيت رسول الله استكمل صيام شهرا الا رمضان وما رأيته أكثر صيام منه في شعبان " فيسن للأنسان أن يصوم أو يكثر الصيام من شعبان ولا يصوم كله لأن عائشه قالت أنه أكثر صيامه في شعبان كان يصوم أكثر أما صيام كامل فهذا خاص برمضان واختلف العلماء رحمهم الله في الحكم من إكثار النبي صلي الله عليه وسلم في صوم شعبان علي حكم مختلفه فقيل كان يصنع ذلك لتعظيم رمضان وهذا جاء في حديث عن الترمزي ضعيف"كان يصنع ذلك لتعظيم رمضان" وهذا حديث ضعيف وقيل كان ينشغل عن صيام الثلاثة أيام من كل شهر لسفر أو غيره فتجتمع عليه فيقضيها في شعبان وقيل وأنه الأصح أنه جاء في حديث عن النسائي وأبو الدرداء في سنته عن أسامه بن زيد قال قلت يارسول الله
"لم أرك تصوم في شهر من الشهور ما تصوم في شعبان" قال"ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلي رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم" فيستحب للأنسان أن يصوم أو يكثر في شعبان

ومن صيام التطوع شهر الله المحرم كما جاء في حديث أبو هريره قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم"وسمي المحرم لكونه شهرا محرما تصريحا لفضله وتأكيدا لتحريمه وقد اختلف العلماء رحمهم الله أيهما أفضل
صيام المحرم أم صيام شهر شعبان علي قولين القول الأول أن المحرم أفضل لماذا؟! لتصريح النبي صلي الله عليه وسلم بذلك فإنه قال أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وهذا قول قوي جدا . القول الثاني شهر شعبان أفضل قالوا لأن النبي صلي الله عليه وسلم كان يصوم أكثره وأرجح القول الأول أن شهر محرم أفضل لتصريح النبي صلي الله عليه وسلم بذلك حديث صريح بذلك أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم أما صيام شعبان فكما قلت قبل ذلك أن النبي كان يصوم شعبان
تكون عليه الأيام فيه وشغل عن بعض الأيام التطوعات والواجبات بسبب غزو أو جهاد أو صفر فيصومها في شعبان والله أعلم لكن الذي يظهر أن الحديث نص أن أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم .

ومن صيام التطوع تسعه من ذي الحجه يعني من التاريخ الأول من ذي الحجه الي يوم 9 وهو يوم عرفه فقد جاء في حديث ابن العباس عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "من أيام العمل الصالح أحب الي الله من هذه الأيام " قالوا يارسول الله "ولا الجهاد في سبيل الله" قال "ولا الجهاد في سبيل الله الا برجل خرجه بنفسه وماله في سبيل الله فلم يرجع بذلك بشئ"رواه البخاري فالصيام من العمل الصالح نعم من العمل الصالح
جاء في حديث وعن هنيده "كان الرسول صلي الله عليه وسلم يصوم تسعه ذي الحجه "والصحيح أن هذا الحديث فيه ضعف وأيضا هو مخالف لما ثبت في صحيح مسلم عن عائشه قالت "ما رأيت رسول الله صلي الله عليه صائما في العشر قط" يعني عشره ذي الحجه وهذه عائشه تذكر ما علمته وأن الصيام من الأعمال الصالحه يسن للأنسان أن يصوم ان كان قادرا علي ذلك

الصيام المنهي عنه:-

أولا يومي العيد فلا يجوز صوم عيد الفطر وعيد الأضحي الحديث أن سعيد رضي الله عنه أنا النبي صلي الله عليه وسلم "نهي عن صيام يومين يوم الفطر ويوم النحر " متفق عليه وقد أجمع العلماء علي ذلك فلا يجوزصيامها لا في فرض ولافي نفل ولا في نذر ولا في قضاء ولا في كفاره ولا يجوز . ولو نذر صومهما فلا يصح نذره فإن قال لله تعالي إن نجحت أن أصوم عيد الفطر ولا يجوز أن يفي بنذره النذر عن معصيه قال الرسول صلي الله عليه وسلم "من نذر ان يعصي الله
فلا يعصيه " فلا يجوز صوم ايام العيد مطلقا من غير تفسير .

أيام التشريق وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجه هذه اختلف العلماء في صيامها سمي بذلك لأن الناس كانوا يقطعون أعضاء الهدي ويشرقونها في الشمس لتجف فسميت أيام التشريق بذلك إذا سميت بذلك لهذا السبب وقد اختلف العلماء رحمهم الله في صيام أيام التشريق القول الأول المنع مطلقا وهذا مذهب الشافعي لا تصام مطلقا من غير تفسير فبحديث لضيشه الهذري
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله" وجاء في الحديث كعب بن مالك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "أيام مني أيام أكل وشرب" القول الثاني لا يصح صوم أيام التشريق الا للمتمتع والقارن اذا لم يجد الهدي والحاج أن يكون متمتعا او قارن من المعلوم أن عليه هدي إذ لم يجد الهدي أي فقير أو لم يجد الهدي فمن المعلوم أن عليه صيام ثلاثة أيام
في الحج وسبعه إذا رجعفالثلاثة أيام هذه في أيام التشريق يجوز.
ففي حديث عائش بن عمر قالها "لم يرخص في أيام التشريق أن يصام منها الا لمن لم يجد الهدي "رواه البخاري واخرجه الدارقطني رخص رسول الله صلي الله عليه وسلم للمتمتع اذا لم يجد الهدي أن يصوم ايام التشريق هذا نص فيجوز صيام أيام التشريق للمتمتع الذي لم يجد الهدي وقبل أن ننتقل للتي بعدها فيما يتعلق بيوم العيد ذكر الشوكاني أن الحكمه من النهي عن صوم يوم العيد قال
الحكمه في النهي عن صوم العيدين أن فيه إعراضا عن ضيافة الله تعالي لعباده كما صرح بذلك أهل الأصول.

ومن الصيام المنهي عنه إفراد الجمعه التعبير الصحيح أن نقول إفراد الجمعه. خطأ أن يقول الأنسان صوم الجمعه , يوم الجمعه لم ينهي عنه المنهي عنه الأفراد إفراد الجمعه الدليل عن أبي هريره رضي الله تعالي عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لا يصومن أحدكم يوم الجمعه إلا أن يصوم يوما قبله أو يوما بعده" رواه مسلم , وفي روايه "لا تخص يوم الجمعه بالصيام من بين الأيام"
هذا دليل علي أن صيام يوم الجمعه مكروه طيب لماذا لم نقل بالتحريم؟ لأنه يجوز صومه إذا صيم معه يوم أخر فهذه قرينه عند العلماء من التحريم الي الكراهه لأن الجمعه إذا صيم يوما قبله أو يوما بعده يجوز فليس كيوم العيد لا يجوز مطلقا .
طيب متي تزول الكراهه؟ أن يوافق يوم الجمعه صيام معتاد كأن يصوم يوم ويفطر يوم فإذا صادف الصيام صيام الجمعه فلا بأس أو إذا لم يفرده بأن يجمع معه غيره بأن يصوم معه يوما قبله أو يوما بعده إذا يوم عرفه المنهي عنه افراده أما إذا كان لسبب فلا بأس فلو جاء يوم عرفه يوم الجمعه ,,
هل يجوز للأنسان أن يصوم الجمعه لوحده؟ نقول نعم لأن لم يتقصد الجمعه وإنما صام الجمعه لسبب لأنها يوم عرفه فإذا المنهي عنه إفراد الجمعه
أما إن كان لسبب بأن يسبقه يوم أو يصوم يوم معتاد فلا بأس بذلك والمنهي عنه للكراهه أم للتحريم؟ للكراهه وقولنا الصارخ أنه يجوز لو صيم يوما قبله أو يوما بعده .

واختلف العلماء من كراهية افراده غير أنه يوم عيد , يوم الجمعه عيدكم وقيل سدا للذريعه بأن قيل نسب الي الدين ما ليس منه ويوجب التشبه في أهل الكتاب في تخصيص بعض الأيام بالتجرد من الأعمال الدنيويه وهذا ما رجحه بن القيم رحمه الله

ومن الصيام المنهي عنه افراد رجب :- أن يفرد الأنسان رجب لماذا يكره؟
لأنه فيه إحياء لشعار الجاهليه بتعظيمه واتخاذ شرعا لم يأذن به الله نعم فقولنا افراد رجب يكره فلو صام معه غيره زالت الكراهه يعني انسان متعود أن يصوم ثلاثة أسام من كل شهر فلا بأس أو يصوم قبل رجب أو بعد رجب متعودا فلا بأس أما أن يفرد رجب فهذا مكروه ولذلك للأسف حتي بعض العوام الأن نجدهم يوصمون بعض رجب لما نسألهم هل هذا كنت تصومه متعودا ؟ يقول لا لأنه في رجب ويعتمدون علي أحاديث لا تصح قال الحاظ بن حجر "لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شهر منه شيئا ولا في قيام ليلة مخصوصه فيه"حديث صحيح يصلح للحجه فكل حديث ورد في فضل الصلاة والصيام في شهر رجب فكلها كذب كما نبه لذلك بن تيميه وبن حجر وبن رجب رحمه الله .

ومن الصيام المكروه افراد السبت ففي الحديث "لا تصوم يوم السبت الا فيما افترض عليكم" وكما قلت في ما مضي إن هذا مختلف فيه وحديث ضعيف كما قال مالك كذب وعله النسائي بالأفتراء وقال ابو داوود منسوق وقال ابو داوود شابهه غيره وضعيف.
وقد جاء في صحيح البخاري أن رسول الله صلي الله عليه وسلم دخل علي امرأه علي أحد زوجاته صائمه يوم الجمعه فقال صمت أمس ؟ قالت لا قال أتصومين غدا طبعا غدا ما هو هو السبت قالت ل قال أفطري" ومن صحح الحديث حمله علي الكراهه علي الأفراد قال يكره افراده والذي يظهر والله أعلم أنه لا بأس بصيامه وعن الحديث الوارد في ذلك أنه ضعيف لا بأس به

ثم ننتقل الي ليلة القدر وليلة القدر ليلة عظيمه شريفه وأولا سبب تسميتها بذلك سميت بذلك أولا قيل لأن الله يقدر فيها الأرزاق والأجال وحواج العوام حتي أنه رحمه الله في شرحه علي مسلم عزاه للعلماء وبه قدر كلامه فقال العلماء سميت ليلة القدر لما تكتب فيها الملائكه من الأقدار وقيل سميت بذلك لأنها تكسب من أحياها قدرا عظيما لم يكن له قبل ذلك وتزيده شرفا عند الله كما قال النبي صلي الله عليه وسلم "من قام ليلة القدر إيمان واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" وقيل سميت بذلك ليلة القدر ليلة العظمه والشرف من قولهم لفلان او لفلان قدر عند فلان اي منزله وشرف ويدل علي أن ليلة القدر خير من الف شهر ولها فضائل عظيمه أولا أنزل فيها القرءان "إنا أنزلناه في ليلة القدر" وفي قوله انا انزلناه ان القرأن منزل غير مخلوق لقوله أنزلناه والنزول يكون من علو الي أسفل وصفها بأنها مباركه "إنا أنزلناه في ليلة مباركه" "تتنزل فيها الملائكة والروح" أي تكثر فيها تنزل الملائكه في هذه الليله لكثرة بركتها ووصف بأنها سلام اي لا يستطيع الشيطان أن يضع فيها سوءا ويكثر فيها السلام من العقاب والعذاب . خامسا يغفر فيها الله لمن قام فيها إيمانا واحتسابا قال النبي عليه الصلاة والسلام "من قام ليلة القدر إيمان واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" فالحقيقه ينبغي للأنسان أن يجتهد في قيامها واختلف العلماء في تعيينها حتي ذكر بعض العلماء أكثر من أربعين قول فقيل أنها ليلة سبع وعشرين وكان أبي بن كعب يحلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين وذهب أكثر العلماء أنها منحصره في العشر الأواخر من رمضان وإنما وقع الخلاف بينهم في أي ليلة هي والأقوال كما قلت كثيره وأرجحها أنها في وتر العشر الأواخر وأنها تنتقل وأن أرجاها أوتار العشر وأرجي أوتار العشر عند الجمهور ليلة سبع وعشرين وقيل أقوال كثيره قيل أنها ممكنه في جميع أيام العام وقيل أنها أول ليله في العشر الأخيره والصحيح كما قلت أنها في العشر الأواخروأنها تنتقل وأنها في أوتارها وأكد هذه الأوتار ليلة سبع وعشرين ولها علامات لكن من أشهر ما ثبت من علاماتها أن الشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها كما قال في صحيح مسلم وجاء عند بن خزيمه قال قال صلي الله عليه وسلم"ليلة القدر ليلة طلقه لا حاره ولا بارده تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفه" أما بقية العلامات التي يذكرها العوام لا يصح منها شيئا كأن الأشياء تسقط الي الأرض ثم لا تعود أو أن المياه المالحه تصبح في ليلة القدر حلوه أو أن الكلاب لا تنبح أو أن الأنوار تكون في كل مكان حتي في الأماكن المظلمه هذا لا يصح منها شئ لابد من دليل . كمن قال ان محدا عليه الصلاه والسلام خلق من نور هذا باطل هذا بطل ليس عليه دليل وان ذكره بعض العلماء لكن هذا لا يصح لأن لابد من دليل ويسن الأكثار من الدعاء في ليلة القدر خاصة بالدعاء الوارد ففي حديث عائشه قالت قلت يارسول الله "أرءيت إن وافقت ليلة القدر ما اقول قال قولي اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعفو عني" قال بن كثير في تفسيره ويستحب الاكثار من الدعاء في كل الأوقات في شهر رمضان أكثره في العشر الأخير منه ثم في أوتاره أكثر والمستحب أن يكثر من هذا الدعاء "اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعفو عني" تفسير بن كثير ذكر ذلك في تفسيره .

والحكمه من اخفاء ليلة القدر أمر معلوم رحمه من الله كما ذكر بن الحاظ بن حجر الحكمه من اخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها بخلاف ما لو عينت لها ليله لاقتصر عليها وهذا في الواقع رحمه من الله بنا رحمه من الله مثله لما شرع صلاة الجماعه في المسجد لو صلينا في بيوتنا لنقرناها نقر الغراب ومعلوم أن الأنسان إذا صلي في بيته صلي مستعجلا ولا يقول الأذكار ربما لا يصلي النافله ما يتسنن فهي رحمه من الله عز وجل حكمه نعمه من الله يريد بنا الخير يريد أن نقوم هذه الليله أن نحصل الأجر مائه بالمائه لكن الناس لا يعرفون ذلك لا بد ان نعلم ان كل ما امر الله به او شرعه فانه خير وانقل لكم هذه القصه لتعلموا ان قضاء الله كله خير :ان رجلا في احد الاحياء لا يصلي ابدا في المسجد والله أعلم كان يصلي في البيت ام لا لكن يشكون في ذلك هذا ليس موضوعنا المهم انه لا يصلي بالمسجد ابدا نصحوه نصحوه نصحوه لكن لم يصلي لم يصلي بالمسجد ابدا فأصيب بجلطه في رأسه او في رجله فادخل المستشفي كام يوم ثم طلع بعدها بدأ يصلي بالمسجد ولا يتأخر عن أي صلاه " ما رأيكم انا اسألكم ما رأيكم؟
هل كان المرض خير له ام شر بلا شك خير هذا لو مات مات بمعصية عظيمه هذا لو كان ايضا لا يصلي بالبيت لوكان لا يصلي بالبيت أبدا كافر في نار جهنم خالدا مخلدا أو مثلا لا يصلي بالمسجد.
صلاة الجماعه واجبه التخلف عنهل صفات المنافقين فانظر رحمة الله فانظر ظاهره شر لكنه في الواقع خير لنا نعم .

نكتفي بهذا والدرس القادم هو الدرس الأخير بإذن الله
باب الأعتكاف وزكاة الفطر
نسأل الله عز وجل أن يوفقنا واياكم الي ما يحبه ويرضاه والله اعلم

أم أسماء
10-09-07, 02:44 PM
جزاك الله خيرا اختي هبة على هذا المجهود الطيب .و0ر0د
وجعله الله في ميزان حسناتك.
اللهم ءامين.و0ر0د

اختكم فى الله
10-09-07, 02:50 PM
جزاك الله خيرا اختى الغاليه هبه
جعله الله فى ميزان حسناتك
بورك فيك

العائدة الى الله
11-09-07, 11:05 AM
جزاك الله خيرا اختى