المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طالبات الدورة الكريمات : من تتبرع لتفريغ الدروس؟


أم اليمان
19-02-07, 05:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخواتي طالبات الدورة العلمية الثالثة

نحتاج أربع أخوات لتفريغ الدروس

الدرس الواحد في حدود 40 دقيقة

كل أخت تشاركنا في هذا الأمر نحدد لها عشر دقائق منه لتقوم بتفريغ هذا الجزء فقط

ومن ثم نجمع التفريغ بعد المراجعة ونضعه في هذا القسم

من تتبرع بالقيام بذلك حتى ينزل التفريغ سريعًا مع الدرس المسموع أو بعده بقليل

بشرط أن تلتزم بتفريغ ما حُدد لها ولا تتأخر :) فإن تأخرت مباشرة نطلب من أخت غيرها لذلك فلتسامحنا إن قدمته فيما بعد حيث يكون تنزيل التفريغ قد انتهى

لعل تفريغ عشر دقائق من السهولة بمكان فأستبشر بكن خيرا من تطبيق هذا المشروع بدقة ودون تأخير

من أحبت المشاركة فلتعقب على هذا الموضوع

ولنحتسب الأجر

نسأل الله التوفيق والتيسير

راحله
19-02-07, 05:49 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشارك معكن أختي
وأرحب بأكثر من العشر(:
جزاكِ الله خير

مُحبة العلم
19-02-07, 06:23 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

معكن إن شاء الله
فكرة جميلة يا أم اليمان
بارك الله لنا في عقلك النير فكـــرة

أم مجاهدالإماراتية
19-02-07, 07:43 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بما أنها عشر دقائق فهي مسألة سهلة ..

أود أن أكون معكن في هذا الخير..

لكن أخاااف تواجهني مشكلة الاتصال..لأني أعاني من تقطع الصوت أحياناً...!!

شموع لا تنطفئ
19-02-07, 09:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
http://city.9sky.com/non-cgi/usr/27/27_4200_747.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكن الله خيرا وبارك الله فيكن
اما عن المشاركة فإعذروني
ادعوا لي بالتوفيق في حضور المحاضرة الأولى في وقتها!!!

http://city.9sky.com/non-cgi/usr/27/27_4200_747.gif
أختكم في الله
شموع لا تنطفئ

أم عبيد الله
20-02-07, 02:35 AM
السلام علييكم وفقكم الله وجعله فى ميزان حسناتكن
و الله أعتذر عن المشاركه لأنى بدخل المنتدى و بذاكر بالعافيه

ناديا علي
20-02-07, 08:07 AM
معكن بإذن الله

بارك الله بكن

أم اليمان
20-02-07, 03:47 PM
جزاكن الله كل خير أخواتي في الله وسُعدت جدًا بهذه الهمة


طيب معنا الآن :
راحلة
مُحبة العلم
أم مجاهد الإماراتية
نور العلم

هل نقسم الدرس الأول إن شاء الله فيما بيننا ؟

بالترتيب يعني راحلة ستمسك أول عشر دقائق
ونور العلم أخر عشر دقائق
اتفقنا ؟
إذن لما ينزل الدرس الأول سأعقب هنا بأنه تم تنزيله ونبدأ مباشرة وكل واحدة تفرغ تكتبه هنا حتى نجمعه في موضوع مستقل لوحده

نريد الهمة والسرعة ومن تتأخر آخذ أنا أو احدى المشرفات الحبيبات دورها :)


شموع وأختي أم عبيدة شكرا جزيلا لكما وجزاكما الله كل خير

أم مجاهدالإماراتية
20-02-07, 04:24 PM
إن شاء الله

الآن فهمت:)

ناديا علي
21-02-07, 07:01 AM
مفهوم أختي أم اليمان

بارك الله فيك .. :)

بداية مشرقة
21-02-07, 08:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد طلبت من الأخت أم اليمان في الدورة السابقة تنزيل تفريغ كامل للمحاضرة على المنتدى وليس مجرد نقاط لها وذلك لأهمية هذا الأمر فاعتذرت لعدم وجود متبرعات بذلك ، فقمت أنا بتفريغ محاضرة كاملة بمفردي فأخذت مني وقت كبير لأني لم أقم بهذا العمل من قبل لذلك لم أستطع تكملة هذا الأمر ، فقامت الأخت محبة العلم جزاها الله خيرا بتفريغ المحاضرة التي بعدها ، ولكن يبدو أنها استصعبت الأمر فلم تكمل ، فوجدت الآن مشروع رائع وهو الاشتراك في تفريغ المحاضرة الواحدة فهذه فكرة جميلة لتخفيف الأمر وبارك الله في من أخرج هذه الفكرة ومن ساهم في انجاحها.

ملحوظة
أنا لم أقرأ هذه الفكرة إلا الآن ولذلك لم أشترك معكم فإن أردتم زيادة العدد فأنا معكم لتقليل الكمية المقسمة على الأخوات أو أن أكون بديل لمن تعتذر في محاضرة من المحاضرات لظروف طارئة .
فكـــرة

أم البراء
21-02-07, 09:24 AM
حياك الله يا نهى ..يسعدني تواجدك معنا ..
وابشري خيرا ..

أم اليمان
21-02-07, 12:50 PM
حياك الله يا نهى ومرحبا بك
أنت معنا بحيث إذا اعتذرت إحدى الأخوات أو تأخرت لظرف ما تكوني أنت مستعدة

أم أســامة
21-02-07, 03:22 PM
جميل جداً ...
بوركتن أخواتي ..


طيب ..أنا حاجزه أخر أسم في الاحتياط يا أم اليمان .. :)

بداية مشرقة
22-02-07, 06:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طيب فلنبدأ على بركة الله .

إذا أردتم المساعدة فأرجوا تبليغي في وقت المحاضرة لأني لا أتصفح المنتدى كثيرا وذلك لضمان سرعة استجابتي .
وجزاكم الله خيرا

ورد22

بشـرى
22-02-07, 08:17 AM
ماشاء الله ، اللهم بارك ..
بارك الله في جهود الجميع .ز
نسأل الله أن تكون في ميزان حسناتكم ..

ناديا علي
22-02-07, 11:34 PM
أقترح يا أخواتي أن نمكث في الغرفة الصوتية بعد الدرس ليتم التفريغ سريعا ونتأكد من إكماله ونجمعه ثم نضعه في الملتقى
فما رأيكن
مجرد اقتراح طبعا :)

راحله
23-02-07, 01:16 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي نور العلم بارك الله فيك هل تقصدين نفرغه وقت إلقاء الشيخ؟
اعتقد أنه صعب بالكاد أسمع كلمة مع الشيخ فالصوت يقطع جداً
ربما الخلل من عندي ..ولم استطع اكمل الدرس اليوم
وأنا انتظر أختي أم اليمان تضع الدرس لنفرغه

أم اليمان
23-02-07, 01:44 AM
فكرة جميلة ورائعة جدًا أختي نور العلم
فهناك أخوات سريعات في الكتابة لكن أخشى أن نفوت عليهن التركيز في الاستماع لدرس الشيخ
ممكن اقتراح أن نبقى بعد الدرس بحيث إحدى الأخوات اللواتي سجلت الدرس في الغرفة تُسمعنا الدرس من اللاقط ونقوم بالتفريغ بحيث كل عشر دقائق لها أخت
لعلها طريقة سريعة ورائعة وهناك أخوات سريعات في الكتابة بلوحة المفاتيح مع الصوت مباشرة

ومن ثم لما ينزل الدرس المسجل في موقع الشيخ حفظه الله ونضعه بالملتقى يكون علينا المراجعة فقط للتفريغ ما رأيكن ؟

إن كانت يسيرة عليكن أنا معكن فيها وإن كانت غير يسيرة فننتظر نزول الدرس في موقع الشيخ ونبدأ بالتفريغ ولا نتأخر عن يوم بالكثير

أنتظر رأيكن

أم اليمان
23-02-07, 01:51 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أختي في الله راحلة لعل المشكلة من عندك كان هناك تقطيع لكن الكلام بشكل عام مفهوم
والحمد لله الدرس مسجل
شكر الله لك حرصك وبإذن الله تكوني من المستمعات معنا في الدرس المقبل من أول الدرس إلى نهايته

بارك الله فيك ونور الله قلبك بالإيمان

ناديا علي
23-02-07, 05:49 AM
ممكن اقتراح أن نبقى بعد الدرس بحيث إحدى الأخوات اللواتي سجلت الدرس في الغرفة تُسمعنا الدرس من اللاقط ونقوم بالتفريغ بحيث كل عشر دقائق لها أخت
لعلها طريقة سريعة ورائعة وهناك أخوات سريعات في الكتابة بلوحة المفاتيح مع الصوت مباشرة

باركَ الله فيكِ غاليتي أم اليمان .. هذا تقريبا ما قصدته يا أختي راحلة
يعني بعد الدرس نبقى نحن الأربعة .. ممكن واحدة فينا تشغل الدرس و نفرغه بالدور حتى يكتمل و ننسخه هنا ..

و إن لم يكن واضحا لا بأس ننتظر أن ينزله الشيخ

حفظكن الله جميعاً

أم اليمان
23-02-07, 07:22 AM
نعم أختي نور بارك اله فيكِ
طيب ننتظر رأي الأخوات على هذا الاقتراح

راحله
23-02-07, 07:40 AM
" بارك الله فيك ونور الله قلبك بالإيمان"
وإياك ياغالية

هذا تقريبا ما قصدته يا أختي راحلة
فهمت(: الله يجزاك جنته فكرة رائعة

أم اليمان
23-02-07, 07:53 AM
طيب تم تنزيل الدرس الأول في هذا الرابط (http://www.t-elm.net/moltaqa/forumdisplay.php?f=82)

أم اليمان
23-02-07, 07:55 AM
أختي راحلة لو تبدئي بالتفريغ لمقطع أول عشر دقائق من الدرس وتكتبيه هنا
وفقك الله
ومن ثم الأخت التي بعدك

ناديا علي
23-02-07, 10:12 AM
عندما أضغط على الرابط تأتيني صفحة الملتقى الرئيسية

راحله
23-02-07, 10:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا
( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )
( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما )

أما بعد ..
ضمن دروس العقيدة وضمن دروس شرح القواعد الأربعة فهذا هو الدرس الأول من هذه الدروس
فنسأل الله عز وجل أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وأن يحيينا على التوحيد وأن يميتنا على التوحيد وأن يجعلنا دعاة إلى التوحيد
إن هذا المتن القصير متن القواعد الأربعة للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه متن مهم أراد من تأليفه أراد أن يبين معنى الشرك ومعنى التوحيد
أراد أن يبين معنى الشرك بياناً واضحاً حتى لا يلتبس على أحد
لأن الشرك هو أعظم ذنب وأعظم جريمة بل إن الإنسان إذا مات على الشرك الأكبر كما سيذكر المؤلف فإنه حرام عليه الجنة
فأراد المصنف حتى لا يلتبس على الناس أن يعلموا معنى الشرك معناً حقيقياً حتى يتجنبه الإنسان
وهي قواعد حقيقة قواعد مهمة عظيمة من ضبطها وفهمها وطبقها وعلم معناها فإنه بإذن الله سينجو من شبكة الشرك ويكون من أهل التوحيد

المقدمة قال المصنف رحمه الله

بِسْــــــمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيـــــمِ أَسْأَلُ اللهَ الْكَرِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَتَوَلاكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ

بدأ المصنف رحمه الله رحمة واسعة كتابه بالدعاء للطالب والقارئ وهذا يدل على حرصه وعنايته بالقارئ والتمني له الخير وهكذا ينبغي أن يكون المعلم أن يتمنى لطلابه ومن يدرسهم الخير ويدعو لهم بالتوفيق للعلم النافع والعمل الصالح
ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ حينما أراد أن يعلمه قال له : ( إنـي أحبك في الله فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )
نعم فماذا فعل النبي عليه الصلاة والسلام قبل أن يعلمه هذا الدعاء ذكر له مقدمة فقال (إنـي أحبك في الله) ليكون أبلغ وأوقع للسامع وأدعى للقبول وأيضاً يدل على أن هذا الناصح أن النبي عليه الصلاة والسلام محبٌ له مشفقٌ عليه ناصح له

أسْأَلُ اللهَ الْكَرِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ

دعاء للقارئ متوسلاً إلى الله بأسمائه الحسنى وذكر منها المصنف الكريم والرب
فإن الكريم من أسماء الله تعالى كما قال الله تعالى ( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم )
وهذا من التوسل المشروع أن يتوسل الإنسان بأسماء الله كما قال الله تعالى ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) كأن يقول اللهم يا رحمن يا غفور يا رحيم يا سميع يا عليم يا حي يا قيوم اغفر لي ارزقني أعطني
هذا من التوسل المشروع أن يتوسل الإنسان بأسماء الله الحسنى
ومعنى الكريم من أسماء الله الذي يعطي من غير سبب ولا لعوض ، الذي يعم عطاؤه المحتاجين وغير المحتاجين

أَسْأَلُ اللهَ الْكَرِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
هذا مدح لله تبارك وتعالى بأنه رب العرش العظيم وقد مدح نفسه سبحانه وتعالى بأنه رب العرش العظيم في آيات كثيرة كقوله تعالى ( وهو رب العرش العظيم ) ، وقال تعالى ( فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم )
والعرش أعظم المخلوقات
العرش لغة : هو السرير

قال تعالى عن يوسف : ( ورفع أبويه على العرش ) ، وقال عن ملكة سبأ ( ولها عرش عظيم )
وأما عرش الرحمن الذي استوى عليه فهو عرش عظيم ذو قوائم تحمله الملائكة وهو كالقبة على العالم وهو سقف هذه المخلوقات هذا العرش وصفه الله بأوصاف عظيمة
* وصفه بالعظمة كما في قوله ( وهو رب العرش العظيم )
* ووصفه بأنه كريم كما في قوله ( رب العرش الكريم )
وتمدح سبحانه بأنه ذو العرش كما قال تعالى ( رفيع الدرجات ذو العرش )
وأخبر سبحانه أن للعرش حملة كما في قوله تعالى ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية )
وأخبر سبحانه أن عرشه كان على الماء قبل أن يخلق السماوات والأرض كما قال تعالى ( وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء )

نعم .. وأخبر - صلى الله عليه وسلم- أن للعرش قوائم كما في قوله عليه الصلاة والسلام في الصحيح " لا تخيروا بين الأنبياء فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش "

وأخبر أيضاً النبي -صلى الله عليه وسلم- أن العرش فوق الفردوس
كما قال عليه الصلاة والسلام " إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن " وهذا الحديث في البخاري

كما أخبر -صلى الله عليه وسلم- أن التقدير كان بعد وجود العرش وقبل خلق السماوات والأرض كما في الحديث قال -صلى الله عليه وسلم- : ( إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء ) رواه مسلم .

أيضاً مما يدل على عظمة العرش قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( أُذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة العرش ما بين أذنه وشحمة أذنه ومنكبه مسيرة سبعمائة عام )

فهو أعظم المخلوقات ، وهو أيها الإخوة العرش غير الكرسي
بعض العلماء قال : العرش هو الكرسي ..... وهذا خطأ
العرش غير الكرسي
الكرسي موضع القدمين كما صح ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما

قال المصنف :
أَسْأَلُ اللهَ الْكَرِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَتَوَلاكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ

هذا دعاء المصنف دعا له بعدة أدعية دعا المصنف للقارئ والطالب بعدة أدعية منها .. أَنْ يَتَوَلاكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ .. أي أن يتولاك الله في الدنيا والآخرة ،
أن يتولاك في الدنيا ... أن يكون لك ولياً في الدنيا
ومن تولاه الله سدده الله وحفظه وحماه ووفقه للتوحيد والسنة وحماه من الشرك والبدعة وهداه لكل خير

نعم ، والآخرة أي أن يحفظك في الآخرة بدخول الجنة والنجاة من كرب يوم القيامة وأهواله وشدائده
أن يتولاك في الدنيا والآخرة .. فمن هو ولي الله ؟ولي الله بينه الله ليس بالإدعاءات ولا بالكلمات وإنما بالعمل بين الله عز وجل من هو الولي فمن وُجدت فيه هذه الصفة فهو ولي لله عز وجل قال الله تعالى ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين ءامنوا وكانوا يتقون )
هذا الولي .. ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : من كان مؤمناً تقياً كان لله ولياً

وولاية الله أيها الإخوة تنقسم إلى قسمين :

ولاية عامة : هذه لجميع الناس المؤمن والكافر ومعناها ولايته على الخلق كلهم تدبيراً وقياماً بشؤونهم من رزق وإطعام ونحو ذلك
ودليل هذه الولاية قوله تعالى ( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق )
فالله عز وجل ولي لجميع الناس يطعمهم ويرزقهم ويهديهم لشؤونهم الدنيوية فهذه عامة للكافر والمؤمن

وولاية خاصة : وهي خاصة بالمؤمنين مقتضاها النصر والتأييد والتوفيق والإعانة والسداد لكل خير
كما قال تعالى ( الله ولي الذين ءامنوا ) ، وقال الله تعالى ( ذلك بأن الله مولى الذين ءامنوا وأن الكافرين لا مولى لهم ) ، وقال الله تعالى ( الله ولي الذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور )

إذاً من فضائل ولاية الله عز وجل .. إخراج العبد من الظلمات إلى النور كما قال تعالى ( الله ولي الذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور )
أيضاً الدفاع عنهم كما في الحديث القدسي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : قال النبي -صلى الله عليه وسلم- قال الله تعالى ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ) رواه البخاري
ثالثاً .. لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال الله تعالى ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
لا خوف عليهم .. فيما يستقبلون من أمر الآخرة
ولا هم يحزنون .. على ما مضى

فنسأل الله تبارك وتعالى أن يتولانا في الدنيا والآخرة وأن نكون من أوليائه الصادقين العاملين وأن يرزقنا الثبات على دينه وعلى توحيده وأن يعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن

قال المصنف :
وَأَنْ يَجْعَلَكَ مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنْتَ

يدعو المصنف للقارئ والطالب وأن يجعلك مباركاً أينما كنت
البركة .. كثرة الخير ، والمبارك من جعل الله فيه أسباب البركة
فالعالم مبارك لأنه يعلم ويدعو إلى الله كما جاء في الحديث من قول أسيد ابن حمير ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر
والتاجر المنفق الصالح مبارك لأنه ينفق ماله في طاعة الله

ناديا علي
23-02-07, 10:16 AM
وجدت الرابط .. أعتذر :)

أم مجاهدالإماراتية
23-02-07, 01:15 PM
مادري تأخرت والا أبدأ التفريغ؟؟

أم اليمان
23-02-07, 01:36 PM
ما شاء الله تبارك الله
جزاك الله خير الجزاء أختي راحلة
رائع رائع جزاك الله الجنة

أم مجاهد لو تبدئي بتفريغ بعد العشرين دقيقة الأولى
لعل أختي نور العلم تقوم في تفريغ العشر الثانية فحتى لا يتكرر الجهد

لكن اكتبي قبل التفريغ : تفريغ الدرس من الدقيقة كذا إلى كذا للتوضيح لأنه حدث انقطاع طيب
وفقك الله

بارك الله فيكن أخواتي وإني سعيدة بكن

أم مجاهدالإماراتية
23-02-07, 01:38 PM
طيب إن شاء الله

بدأت

مُحبة العلم
23-02-07, 03:23 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحبيبة أم اليمان
من المفترض أن العشر دقائق الثانية من نصيبي أنا حسب ما وزعتي و ليس لنور العلم
لعله سبق قلم، فقط أردت التوضيح. و قد انتهيت منها و لله الحمد فقط دقائق لأقوم بتنسيقها.

و بالنسبة لاقتراحاتكن:
بخصوص المكوث بالغرفة الصوتية بعد الدرس فهذا صعب جداًَ لأكثر من سبب
فالدرس ينتهي عندنا في منتصف الليل فلا يمكن الزيادة عن ذلك. ثانياً لأنني أم لصغار فبالكاد أستطيع الهروب منهم مدة الدرس (: و الزيادة بعد ذلك تكون صعبة جداً.

مُحبة العلم
23-02-07, 03:36 PM
فالمصنف يدعو للقارئ أن يكون مباركاً في عمره و عمله و في وقته و في علمه و أن يكون نافعاً للعباد حيثما نزل و حيثما حل.و هذا فضل عظيم و كبير و جليل لمن حصل له، لأن من بورك له في وقته شغله بطاعة الله و لم يضيعه، و استغله فيما يعود عليه بالنفع.
و من بورك له في علمه نفعه الله به و نفع به العباد. و لذلك قال عيسى {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} (31) سورة مريم. إن من بورك له في وقته فهو الموفق فنسأل الله عز و جل أن يبارك لنا في أوقاتنا و في أعمالنا.

و المراد بالبركة هنا البركة السببية و ليست ذاتية، لأنه ليس هناك أحد مبارك بركة ذاتية إلا الرسول صلى الله عليه و سلم. فإن الصحابة كانوا يتبركون بأبعاضه كأظفاره أو ثيابه.و إن أعظم من بورك له في وقته الحبيب صلى الله عليه و سلم
ننظر...
يوم الفتح وقت المعركة وقت حرب معركة كبيرة و الرسول عليه الصلاة و السلام قائد أمة و مع ذلك من بركة وقته يصلي الضحى ثمان ركعات. إن هذا لا شك من بركة وقته عليه الصلاة و السلام.
لأن بعض الناس لو يُشغل شغل قليل ترك كثير من العبادات قال "أنا مشغول أن مرتبط"، و بعض الناس يوفق له في عمره و في عمله، فهذا النبي عليه الصلاة و السلام معنا قائد أمة و قائد معركة، و معروف للجميع أن القائد يكون مشغول جداً جداً و مع ذلك يجد وقت ليصلي الضحى ثمان ركعات.

نعم و ممن بورك له في وقته و عمره الإمام النووي رحمه الله. فلم يتجاوز عمره الخمس و الأربعين و مع ذلك ألف مؤلفات عظيمة مع قصر حياته. بل كان عند في اليوم الواحد اثني عشر درساً كما ذُكر ذلك في ترجمته.

فينبغي على الإنسان أو من أراد أن يبارك له في وقته فعليه بالإخلاص فهو أساس الأعمال و أساس القبول و أساس رفعتها عند الله عز و جل و الإخلاص هو أعظم العبادات و أجلها.
ثانياً: دعاء الله بذلك (اللهم اجعلني مباركاً)، كان من دعاء بعض السلف لبعض: (أسأل الله أن يجعلك مباركاً).

قال المصنف: وَأَنْ يَجْعَلَكَ مِمَّنْ إِذَا أُعْطِيَ شَكَرَ، وَإِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ، وَإِذَا أذَنبَ اسْتَغْفَرَ. فَإِنَّ هَؤُلاءِ الثَّلاثُ عُنْوَانُ السَّعَادَةِ.

أيضاً من دعاء المصنف للقارئ و الطالب أن يجعله ممن إذا أعطي شكر و إذا ابتلي صبر و إذا أذنب استغفر فإن هؤلاء عنوان السعادة.

لماذا هذه الثلاث عنوان السعادة؟
الجواب: لأن الإنسان في هذه الدنيا لا ينفك عن حال من هذه الحالات الثلاث. إما أن يعطى و إما أن يبتلى و إما أن يذنب و يقع في الذنب. فإن قام بوظيفة كل حالة فهو السعيد لأنه حقق عبودية الله عز و جل فيها.
لأن الإنسان إما أن يكون في نعمة، فما هي وظيفة هذه النعمة؟ ما هو واجبه تجاه هذه النعمة؟ شكرها و القيام بشكرها.
و إما أن يقع في ذنب و لا يسلم أحد من الذنوب، فما هو الواجب على من وقع في ذنب؟ الواجب عليه أن يستغفر ربه و أن يتوب و أن يعود إلى الله عز و جل.
و إما أن يكون في محنة و بلية و مصيبة، فما هو موقف المسلم إذا أصيب ببلاء أو مصيبة؟ موقفه الصبر و الاحتساب-احتساب الأجر عند الله-.
فلذلك صارت هذه الثلاث من أعظم أسباب السعادة لأنه حقق العبودية لله على كل أحواله و هكذا المؤمن حقاً يسعى في رضى الله و تحقيق عبوديته على أي حالة يمر بها في حياته.
نعم واضح؟ ما السبب في أن هذه الثلاث هي أسباب السعادة؟
طيب نمر عليها سريعاً بشيء من التفصيل.

السبب الأول: إذا أعطي شكر نعم من أسباب السعادة أن يشكر الإنسان ربه على نعمه العظيمة الجليلة.
و الشكر تعريفه له أركان ثلاث من أراد أن يحقق الشكر لازم يحقق هذه الأركان، يكون بالقلب و يكون باللسان و يكون بالجوارح.
بالقلب: ما معنى الشكر بالقلب؟ هو إيمان القلب بأن النعمة من الله تعالى و أن له المنة في ذلك و أنه فقط سبب. أن النعمة و المنة من الله تبارك و تعالى هذا شكر القلب.
باللسان: التحدث بنعمة الله اعترافاً لا افتخاراً.
بالجوارح: الشكر بالجوارح القيام بطاعة المنعم. أن يطيع الله عز و جل بهذه الأعضاء. أعطاك اللسان تطيع الله في اللسان، أعطاك الأرجل تطيع الله في الأرجل، أعطاك الأيدي تطيع الله في الأيدي.

و لذلك جاء في الحديث في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه و سلم (كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه) فقالت له عائشة: (لم تفعل ذلك و قد غفر الله لك ما تقد من ذنبك و ما تأخر؟) قال: (أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً؟)
هذه أركان الشكر و من حققها فقد حقق الشكر. يقول الشاعر:
أفادتي منكم النعماء ثلاثة****** يدي و لساني و الضمير المحجبا
ذكر ثلاث أركان:
يدي: يعني الجوارح، لساني: القول بالثناء على الله بالنعمة، الضمير المحجبَ: الاعتقاد.
و الله عز و جل يُذكِّر عباده بنعمه عليهم و يدعوهم إلى تذكرها كما قال تعالى {وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ} (103) سورة آل عمران، و قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} (9) سورة الأحزاب.

و الشكر له فضائل و ثمرات نمر عليها سريعاً
أولاً: أن الله أمر به قال تعالى: { كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (172) سورة البقرة و قال تعالى: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ} (66) سورة الزمر.
ثانياً: الثناء على الشاكرين و أن الشكر سبيل رسل الله و أنبيائه كما قال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } (120-121) سورة النحل، و قال تعالى: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} (3) سورة الإسراء.
ثالثاً: أن الشكر نفع للشاكر نفسه قال: { وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ} (12) سورة لقمان، و قال تعالى: {سَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} (144) سورة آل عمران. فالمستفيد أولاً و أخيراً من هو؟ الشاكر فإن الله يثيبه و يزيد نعمه فالمستفيد هو الشاكر. فالله عز و جل ليس بحاجة إلى طاعاتنا، فلا تنفعه طاعة الطائعين و لا تضره معصية العاصين.
رابعاً: أن الشكر مانع من العذاب كما قال تعالى: {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ} (147) سورة النساء.
خامساً: أن الشكر سبباً لزيادة النعم و بقائها كما قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمٌْ} (7) سورة إبراهيم.
سادساً: و أيضاً الصفوة المختارة و عباد الله الصالحين يسألون الله أن يوزعهم أن يوفقهم لشكر النعم كما قال تعالى عن سليمان: {وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ} (19) سورة النمل.
سابعاً: أن الشاكرين قليل و هذا دليل على أن من شكر فهو من هؤلاء القلة و غالباً القلة هم الأفضل و الأعظم قال تعالى: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (13) سورة سبأ.

كيف نحقق الشكر؟
أولاً: سؤال الله ذلك، نعم، بأن يوفقنا لشكره و نتضرع بذلك، كما قال الله عن سليمان: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ} (19) سورة النمل. و النبي صلى الله عليه و سلم معاذ فقال له -كما مر قبل قليل في الدعاء- أن يقول دبر كل صلاة: (اللهم أعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك)

ثالثاً: أن ينظر إلى من هو دونه في أمور الدنيا، ينظر للفقراء و من هم أقل منه، فإذا فعل ذلك استعظم ما أعطاه الله. و لذلك قال صلى الله عليه و سلم: (انظروا إلى من هو أسفل منكم و لا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم).
نعم أحسن شيء لمن أراد أن يشكر نعمة الله أن يجالس الفقراء أن يجالس المساكين أن يجالس المرضى أن يجالس من هو أقل منه. إن من يجالس الأغنياء فإنه لن يرى نعمة الله عليه، فيقول (فلان سيارته أحسن من سيارتي، بيته أحسن من بيتي، وظيفته أحسن من وظيفتي، ماله أكثر من مالي) نعم فلذلك من أراد أن يحقق الشكر فلينظر من هو أقل منه.

أم اليمان
23-02-07, 04:08 PM
نعم ما انتبهت أختي محبة العلم، اعتذر إليك
واعتذر لك أختي نور العلم
الآن أم مجاهد ماذا حدث معك ؟

أم مجاهدالإماراتية
23-02-07, 04:10 PM
نعم انتهيت ، والآن أضعه.. (( من الدقيقة 20:28 إلى 31:03))..

ثواني فقط ..

أم مجاهدالإماراتية
23-02-07, 04:30 PM
فيا ترى هل حققنا الشكر؟؟
هل حقق الشكر من يتعامل بالربا..؟؟
هل شكر الله من يشرب الخمور بالليل والنهار؟؟
هل شكر الله من أدخل الدشوش على بناته وأولاده والقنوات االفضائية الساقطة؟
هل شكر الله من ينامون عن الصلوات وخاصة صلاة الفجر ولا يصلونها إلا بعد طلوع الشمس؟
يقومون للدوام ولا يقومون للصلاة..
هل شكر الله من أحب ووالى أعداء الله من اليهود والنصارى ومن المشركين والكافرين ، يحبهم ويقربهم ؟؟

نعم الله عزوجل علينا نعيش في أمن وأمان نعيش في صحة في توفيق وقليل منا الشاكر ، تضييع للأوقات ، وغيبة ونميمة ، وربا ورشوة وزنا وخمور وتضييع للأمانة في العمل ومع الذرية...إلى غير ذلك...نعم إنه يخشى علينا أن تذهب هذه النعم.

ثانياً :من أسباب السعادة : ((وإذا ابتلي صبر))

معروف أن الإنسان يجب عليه إذا أصيب بمصيبة أو محنة وغيرها من الابتلاءات كالأمراض والأسقام والديون وغيرها الواجب عليه الصبر ، فإن صبر فقد حقق ما يجب عليه من الأمر بالصبر عند حدوث المصائب.

قال تعالى : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص ٍ من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين).

وقال تعالى : ( واستعينوا بالصبر والصلاة ).

ويقول –صلى الله عليه وسلم- : ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد ٍ إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).
ويقول صلى الله عليه وسلم : ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) رواه الترمذي .

وفي الحديث أيضاً يقول صلى الله عليه وسلم : ( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة ) رواه الترمذي.


والبلاء والبلايا والمصائب التي تصيب العبد لها فوائد:

أولاً : لينال أجر وفضل الصابرين ، فإنه كما سبق لنا في الأصول الثلاثة أن للصبر فضائل والصابر له فضل،

فمن فضائل الصبر:

1- معية الله قال تعالى : ( إن الله مع الصابرين).
2- وأن الله يحبهم كما قال تعالى : ( إن الله يحب الصابرين) .
3- ولهم أجر عظيم كما قال الله تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
4- وأيضاً دخول الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم - : ( ما لعبدٍ مؤمن إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة ) ، وصفيه : أي حبيبه من أب أم أزوجة أوغيرها، وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبرعوضته منهما الجنة ) يعني : عينيه.

ثانياً : المصائب تكفير للسيئات ورفع للدرجات كما قال صلى الله عليه وسلم : ( ما يصيب المسلم من نصبٍ ولا وصب ٍ ولا هم ٍ ولا غم ٍ حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ) ، وسبق قبل قليل الحديث : (ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة).


ثالثاً: البلاء يقطع قلب المؤمن من الالتفات إلى المخلوق ، فيتجه القلب إلى الله لا إلى المخلوق ، فيتضرع.

رابعاً : تذكير العبد بذنوبه وربما تاب ورجع.

خامساً: زوال قسوة القلب، وانكساره لله ، فإن ذلك أحب إلى الله من كثير من طاعات الطائعين.

فمن لم يصبر على البلاء فليس بسعيد لأنه لم يحقق عبودية الله في بلائه التي هي الصبر.

قال : ( وإذا أذنب استغفر)

هذه سبب من أسباب السعادة كما ذكرها المؤلف ، وهي من علامات التوفيق أن الإنسان كلما وقع في ذنب ٍ استغفر وتاب من ذلك الذنب، وهذا هو الواجب على المسلم ، الذي وقع في ذنب ٍ أن يتوب وأن يستغفر ربه من ذلك الذنب.

قال الله تعالى : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله).

وقال الله تعالى : (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) .

وها هو الخليل يقول : ( والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين).

وفي الحديث القدسي : ( يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب ، فاستغفروني أغفر لكم).

فالإنسان يقع في الذنوب، وكل ابن آدم خطاء لكن خيرهم من يستغفر ويتوب ويرجع، فمن لم يستغفر ويتب من ذنبه، فهو خاسر شقي ظالم لنفسه، الدليل قول الله تعالى: ( ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون).


والاستغفار له فوائد:

أولاً: تكفير السيئات ورفع الدرجات، كما قال الله تعالى: ( ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً )

وفي الحديث : ( فاستغفروني أغفر لكم).

ثانيا ً: سبب لسعة الرزق ، كما قال نوح ٌ لقومه : ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ً ، يرسل السماء عليكم مدراراً ، ويمددكم بأموال ٍ وبنين ، ويجعل لكم جنات ٍ ويجعل لكم أنهاراً ).

ثالثاً : سبب لدفع المصائب ، قال تعالى : ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) .

رابعاً : سبب لبياض القلب ، كما قال صلى الله عليه وسلم : (إن المؤمن إذا أذنب ذنباً كانت نكتة سوداء في قلبه ، فإن تاب واستغفر صقل قلبه ) رواه أحمد.

خامساً: سبب لمحبة الله ، قال تعالى : ( إن الله يحب التوابين).


قال المصنف رحمه الله : ( اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم ، أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين كما قال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).

اعلم أرشدك الله:

اعلم : كلمة يؤتى بها للتنبيه والاستعداد لما يلقى بعدها من الكلام .
أرشدك الله : دعاء له أن يرشده الله، وأن يهديه وأن يسدده.
لطاعته: الطاعة فعل الأمر وترك النهي.

والدعاء من المصنف، وهذه عادة المصنف في مؤلفاته يدعو للقارئ، وهذا من حرصه ورفقه بالقارئ وهكذا المتعلم ، دعا له أن يرشده ويوفقه للطاعة، فعل الأمر وترك النهي .

(أن الحنيفية ملة إبراهيم ، أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين)

أن الحنيفية ( وهي الملة المائلة عن الشرك، المبنية على الإخلاص ، والحنيف مشتق من الحنف وهو الميل فالحنيف المائل عن الشرك قاصداً التوحيد) هي ملة إبراهيم ، نعم ، كما قال الله تعالى : ( قل أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً) ، والملة : هي الدين.

(أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين )

عبادة الله : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة .

الأقوال : سبحان الله و الحمد لله ولا إله إلا الله و الله أكبر
الأعمال : الصلاة ، الصيام ، الزكاة وغيرها.

(أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين )

أي أن الحنيفية وشريعة الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام وجميع الأنبياء هذه التي ذكرها المصنف ( أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين ) ، وهذه هي حقيقة ملة إبراهيم ، عبادة بالإخلاص ، والإخلاص أن يقصد الإنسان بعمله رضا الله لا أمراً دنيوياً من مال ٍ أو جاه ٍ أو شهرة أو منصب أو مدحكما قال الله تعالى : ( أن اتبع ملة إبراهيم ) ، وقال تعالى : ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين).فتبرأ أولاً من المعبودات الباطلة وأثبت العبودبة للذي فطره وهو الله ، وهذه هو معنى لا إله إلا الله

فالعبادة لا تسمى عبادة ولا تنفع صاحبها عند الله، إلا إذا كانت خالصة لله ليس فيها شرك ٌ ولا سمعة.

قال تعالى : ( فاعبد الله مخلصاً له الدين ألا لله الدين الخالص ) .
وقال تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة).
وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه ).

وقد ذكرنا ثمرات الإخلاص، ومن أعظم ثمراته:

1- أنه سبب للنجاة من الذنوب والسيئات، (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين).

2- سبب للنجاة من الشيطان، قال تعالى: (إلا عبادك منهم المخلصين).


( وما خلقت الجن الإنس إلا ليعبدون )

أي ما خلقت الجن وأوجدت الجن والإنس إلا لعبادة الله و عدم الشرك وهذه معنى ( إياك نعبد وإياك نستعين)إياك نعبد: أي نعبدك يارب لانعبد غيرك، ولا نتوجه إلى غيرك، ولا نتضرع إلى غيرك ولا نخضع لغيرك، ولا تخضع إلا لك يارب.

(إياك نعبد وإياك نستعين) ، ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً) ، وقال تعالى : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا ً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )

ولم يخلق الله الجن عبثاً أبداً ،قال تعالى : ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون)،

(أيحسب الإنسان أن يترك سدى) ، لا يؤمر ولا ينهى ولا يبعث.

فلم يخلقنا الله لحاجته لنا أو لمساعدته أو لإعانته ، لا ، إنما للعبادة ، قال تعالى : ( ما أريد منهم من رزق ٍ وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين).



قال المصنف : ( فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة، فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت كالحدث إذا دخل في الطهارة).

أي إذا عرفت أيها المكلف أنك مخلوق في هذا الكون لهذه الحكمة العظيمة وهي عبادة الله تعالى ولم تخلق عبثاً ولا سدى ، فيجب أن تعلم أن العبادة لا تسمى عبادة ولا تصح ولا تقبل إلا بشرطين :

الشرط الأول: أن تكون خالصة ً لله عزوجل ، ليس فيها رياء ولا شرك فإن خالطها شرك ُ ورياء بطلت.

مثال : كالحدث يبطل الطهارة، فلو أن إنسان تطهر وأكمل طهارته وأسبغ الوضوء وأتى بالواجبات وكل ما يحتاجه الوضوء الكامل وأحدث فإنه يبطل وضوؤه ، لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ) ، كذلك العبادة إذا دخلها الشرك فإنه يفسدها ويبطلها .

قال تعالى : (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) ، هذا دين الإخلاص ، وقال تعالى : ( فاعبد الله مخلصاً له الدين).

والشرط الثاني : المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم- كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) ، وهذا الحديث أصل في رد كل البدع والمحدثات.

أم اليمان
23-02-07, 05:44 PM
شكر الله لكما يا محبة العلم ويا أم مجاهد الجهد الطيب هذا والرائع جدًا ما شاء الله
جزاكن الله خير أخواتي
أختي نور العلم بقي دورك لا تتأخرى علينا
ننتظرك

الكلمة الطيبة
23-02-07, 07:59 PM
ما شاء الله جهد طيب

جعله الله فى ميزان حسناتكم

للاسف لا اعرف ظروف دخولى النت .. كنت شاركت معكم

فسامحونى
........

المحبة في الله
23-02-07, 08:53 PM
السلام عليكم و رحمة الله
ما شاء الله بارك الله في جهودكن اخواتي
و إن شاء الله معكن في الدرس الثاني ...
و جزاكن الله كل خيرو السلام عليكم و رحمة الله

سليمان اللهيميد
23-02-07, 11:07 PM
ما شاء الله تبارك الرحمن

ما شاء الله جهد مبارك للطالبات وفقكهن الله

اسأل الله ان يزيدهن من فضله حرصا وعلما وثباتا وتوفيقا .

شكر الله لهن حرصهن في نشر تسهيل العلم للطالبات ونشره

الشيخ سليمان محمد

المؤمنه
24-02-07, 12:24 AM
أحسن الله اليكن جميعا أخواتى الحبيبات
جعل الله ماتفعلونه فى ميزان حسناتكن جميعا

أمة الخبير
24-02-07, 12:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بارك الله فيكم جميعا

أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاكم في الدنيا والآخرة

جزاكم الله الجنة

ناديا علي
24-02-07, 01:15 AM
معكم .. بدأت و إن شاء الله أنزله في أقرب فرصة

ناديا علي
24-02-07, 06:32 AM
سأنزله بعد قليلا

ناديا علي
24-02-07, 08:00 AM
أعتذر عن التأخير

(من 31.04 إلى النهاية)

قال المصنف (فَإِذَا عَرَفْتَ أَنَّ الشِّرْكَ إِذَا خَالَطَ الْعِبَادَةِ أَفْسَدَهَا، وَأَحْبَطَ الْعَمَلَ، وَصَاَر صَاحِبُهُ، مِنَ الْخَالِدِينَ فِي النَّارِ)

الأدلة على هذا الكلام أن الشرك يفسد العبادة سبقت قول الله عز و جل {ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون} و قال تعالى {لئن أشركت ليحبطن عملك} وقال تعالى {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار}

قال المصنف : (عَرَفْتَ أَنَّ أَهَمَّ مَا عَلَيْكَ مَعْرِفَةُ ذَلِكَ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يُخَلِّصَكَ مِنْ هَذِهِ الشَّبَكَةِ، وَهِيَ الشِّرْكُ بِاللهِ الَّذِي قَالَ الله تَعَالَى فِيهِ: ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ ﴾ [النساء: 116]. وَذَلِكَ بِمَعْرِفَةِ أَرْبَعِ قَوَاعِدَ ذَكَرَهَا اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ)..

أي ما دمت عرفت خطر الشرك و عظيم خطره فإنه يجب عليك أن تعرف هذا الشيء الذي هو بهذه المنزلة يحبط العمل.. يفسده .. صاحبه مخلد في النار ..

من أجل ماذا؟ أن تنجو منه و تسلم .. والشرك تعريفه : تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله.. و مراده المؤلف الشرك الأكبر .. الذي إذا مات من غير توبة فصاحبه مخلد في نار جهنم .. الشرك الأكبر كالسجود لغير الله .. كأن يعبد غير الله .. أو يذبح لغير الله .. الشرك الأكبر منه أيضا اتخاذ العبد من دون الله ندا يسويه برب العالمين يحبه كحب الله ويخشاه كخشية الله ويلتجئ إليه و يدعوه ويخافه و يرجوه ويرغب إليه و يتوكل عليه أو يطيعه في معصية الله أو يتبعه على غير مرضاة الله فهذا هو الشرك الأكبر

قال (لَعَلَّ اللهَ أَنْ يُخَلِّصَكَ مِنْ هَذِهِ الشَّبَكَةِ،)

والشرك الأصغر صاحبه إن لقي الله فهو تحت المشيئة إن شاء عفا عنه و أدخله الجنة و إن شاء عذبه ولكن مآله عن الجنة لـأن الشرك (الأصغر) لا يخلد صاحبه في النار و سمي أصغر ليس لأنه صغير ولكن بالنسبة للأكبر والنبي عليه الصلاة و السلام قال للصحابة " أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر أن يقوم الرجل فيزين صلاته" و هو النبي يحدث من؟ يحدث الصحابة .. الذين قاموا بالتوحيد ونصروا التوحيد ونصروا الإسلام ونشروا الإسلام .. أخلص الناس قلوبا و أبرهم قلوبا ومع ذلك خاف عليهم من الشرك الأصغر .. الله المستعان ..

مثل الحلف لغير الله إن لم يقصد تعظيم المحلوف به وإلا صار شركا أكبر كـمن يتولى النبي و الحسين "من حلف لغير الله فقد كفر أو أشرك" .. فعلى المسلم الموحد أن يعرف الشرك و أنواعه ليتجنبه حتى لا يقع فيه .. فإن الإنسان الذي لا يعرف خطر الشيء ربما يقع فيه ولذلك جاء في الحديث عن حذيفة قال: "كان الناس يسألون رسول الله عن الخير و كنت أسأله عن الشر مخفاة أن يدركني فأقع فيه" ومنه أخذ الشاعر قولته المشهورة :

عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه
ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه

ويمكن معرفة الشرك و خطره بقواعد ذكرها المصنف رحمه الله.. هذه القواعد – قال المصنف أنه أخذها من القرآن فيزد من عنده فالقرآن بين الشرك بيانا شافيا واضحا ليحذره الناس ويتجنبوه

القاعد الأولى قال : (أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ الْكُفَّارَ الَّذِينَ قَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مُقِرُّونَ بِأَنَّ اللهَ ـ تَعَالَى ـ هُوُ الْخَالِقُ، الْمُدَبِّرُ، وَأَنَّ ذَلِكَ لَمْ يُدْخِلَهُمْ فِي الإِسْلامِ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 31].)

شرحها : أراد المصنف أن يبين أن الكفار يقرون و يعترفون أن الخالق هو الله لكن ذلك لم يجعلهم مسلمين لأن هذا هو توحيد الربوبية .. و توحيد الربوبية قد أقر به الكفار .. توحيد الربوبية هو إفراد الله بأفعاله كالخلق و الرزق و الإماتة فليس هناك أحد أشرك في توحيد الربوبية إلا شوائب من الخلق .. فكل الأمم تقر بتوحيد الربوبية

هذا لا يكفي في دخول الإسلام فالهدف من القاعد – أراد المصنف أن يبين أن الإقرار بتوحيد الربوبية فقط لا يكفي للتوحيد وإبعاد صفة الشرك عن الشخص والرسل إنما جاءت في توحيد الألوهية وهو التوحيد الذي وقع فيه النزاع بين الأمم

إذا .. الإقرار بتوحيد الربوبية بدون توحيد الألوهية لا يدخل في الإسلام فالكفار الذين قاتلهم رسول الله كانوا يقرون بتوحيد الربوبية ويؤمنون بأن الله هو الخالق الرازق المحي المميت لكن لم يدخلهم ذلك في الإسلام .. حاربهم رسول الله صلى الله عليه و سلم..

وقد ذكر المصنف الدليل على أن إقرار المشركين بتوحيد الربوبية لا ينفع ذكر الآية { قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْض} "قل" أي قل يا محمد لهؤلاء الذين أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا محتج بما أقروا به من توحيد الربوبية على ما أنكروه من توحيد الألوهية {مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} بإنزال الأرزاق من السماء وإخراج أنواعها من الأرض وتيسير أسبابها فيها { وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ } أي من هو الذي خلقها وهو ملكها { وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ } كإخراج أنواع الأشجار و النبات من الحبوب و النوى و إخراج المؤمن من الكافر و الطائر من البيض و نحو ذلك .. فإبراهيم والده كافر : حي من ميت { وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ } ونوح ابنه كافر .. أخرج ميت من هذا الحي وهو حي بالإيمان وابنه كافر فهو ميت وإن كان يعيش {وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْر} في العالم العلوي و السفلي وهذا شامل لجميع أنواع التدابير { فَسَيَقُولُونَ اللّهُ } لأنهم يعترفون بجميع ذلك و أن الله لا شريك له في شيء من هذه المذكورات { فَقُلْ }لهم لزاما و حجة { أَفَلاَ تَتَّقُونَ } أي أفلا تتقون الله فتخلصون له العبادة وحده لا شريك له وتخلعون من تعبدونه من دونه من الأنداد و الأوثان – وجه الشاهد : {فسيقولون الله} فهم اعترفوا أن الله هو الخالق الرازق الذي ينزل الغيث و يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي .. أقروا بذلك .. ومع ذلك فهم يشركون غيره .. العقل يقتضي ماذا ؟ يقتضي أن الذي يخلق ويرزق ويحي و يميت و يتصرف في الكون هو الذي يستحق أن يفرد بالعبادة وحده دون سواه ..

والمؤلف ما ذكر إلا دلبلا واحد و الأدلة كثيرة { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله } وقال {ولئن سألتهم من خلق السماوات و الأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم}

إذا ملخص القاعدة الأولى أراد المؤلف أن يبين لك أن الإقرار بتوحيد الربوبية وحده لا يكفي بالإسلام ولا يكفي بإبعاد الإسلام من الشرك حتى يؤمن بتوحيد الألوهية وهي القاعدة الثانية من القواعد التي سيذكرها المصنف رحمه الله.

مُحبة العلم
24-02-07, 09:13 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخواتي في الله
جزاكن الله جميعاً خيراً
و جعل هذا العمل في ميزان حسناتكن
و على دروب الخير نلتقي

الحبيبة أم اليمان
إذا سمحتي هناك خطأ في تفريغي
عند مسألة فضائل الشكر
ثانياً: هو سبيل رسل الله....
ناقص كلمة (رسل)

و كذلك بالنسبة لتفريغ الأخت الحبيبة نور العلم
فهناك كلمة يبدو أنها لم تستطع تمييزها
عند تعريف الشرك الأصغر مكتوب
ولكن () عن الجنة
و الصواب و( لكن مآله إلى الجنة)

كذلك قبل القاعدة الأولى مباشرة مكتوب
قال المصنف أنه أخذها من القرآن فيزد من عنده
و الصواب: أخذها من القرآن فليست من عنده

و جزاك الله خيراً
و0ر0د

أم أســامة
24-02-07, 04:20 PM
بوركتن أخواتي الغاليات وجزاكن الله كل خير ..,

أقترح على أختي الحبيبة أم اليمان أن يجمع التفريغ لدرس في موضوع مستقل تسهيل للقراءة المتواصله ..,

ناديا علي
24-02-07, 05:30 PM
رائعة أختي مُحبة العلم
بارك الله فيك
وسدد خطاك

مُحبة العلم
25-02-07, 01:08 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أرجو التوضيح
هل نفس الفريق سيقوم بتفريغ درس الغد
حتى أرتب نفسي
أم أنه سيكون هناك توزيع جديد لمن يريد المشاركة؟

أم مجاهدالإماراتية
25-02-07, 02:38 PM
سعدت ُ كثيرا بالتفريغ..واستفدت كثيراً..
سبحان الله ..
شعرت أن الثواني التي نقضيها أثناء الدرس في القاعة مع الشيخ ثمينة جداً..
وأن الثانية في القاعة مع شيخنا تساوي الكثير الكثير ،، بارك الله في علم الشيخ وعمره وعمله..آمين

وبالنسبة لتفريغ درس الغد..
أعتذر عن مشاركتكن لانشغالي..

أم اليمان
25-02-07, 03:03 PM
جزاكن الله خيرا أخواتي : راحلة ، محبة العلم ، أم مجاهد الإماراتية ، نور العلم

شكرا على التنبيه أختي محبة العلم وجزاك الله خيرا أختي ام أسامة على الاقتراح

أسعدكن الله أخواتي كما أسعدتموني


طيب الآن من تتبرع للدرس الثاني
نفس الطريقة نحتاج أربع أخوات
من الذي سيسبق الفريق الثاني أم الفريق الأول في السرعة :)

المحبة في الله
25-02-07, 03:54 PM
السلام عليكم و رحمة الله
حياكن الله أخواتي الحبيبات
إن شاء الله معكن في التفريغ ...
فنسأل الله لنا و لكم الإخلاص و القبول
و السلام عليكم و رحمة الله

بداية مشرقة
26-02-07, 09:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا يا أخوات على تفريغ الدرس الأول

أنا معكم إن شاء الله في الدرس الثاني

أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يبارك لنا في أوقاتنا

ورد22

أم اليمان
26-02-07, 01:56 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أرجو التوضيح
هل نفس الفريق سيقوم بتفريغ درس الغد
حتى أرتب نفسي
أم أنه سيكون هناك توزيع جديد لمن يريد المشاركة؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
طيب أختي محبة العلم هل ستكوني معنا في تفريغ الدرس الثاني؟


الآن معنا لتفريغ الدرس الثاني:
المحبة في الله
نهى أحمد فاضل

حياكما الله ومرحبا بكما

بداية مشرقة
26-02-07, 05:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وحياكِ أختي أم اليمان

ولكن اسمي نهى فاضل أحمد

ورد22

راحله
26-02-07, 10:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معكن بإذن الله

أم اليمان
27-02-07, 12:33 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله يا نهى وعذرا على الخطأ في الكتابة

ومرحبا أختي راحلة وحياك الله وبياك

طيب الفريق الثاني :
المحبة في الله
نهى أحمد فاضل
راحلة

بقيت واحدة أخواتي في الله

أم اليمان
27-02-07, 02:30 AM
أخواتي في الله :
تم تنزيل الدرس الثاني في هذا الرابط (http://www.t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=2391)

أم اليمان
27-02-07, 03:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )


أما بعد،

ضمن دروس العقيدة وضمن دروس شرح القواعد الأربع فهذا هو الدرس الثاني والأخير من هذه الدروس
نسأل الله عز وجل أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح والرزق الطيب


وانتهى بنا الحديث في الدرس الأول عن المقدمة والقاعدة الأولى واليوم نبدأ بالقاعدة الثانية فقال المصنف رحمه الله :
أُنَّهُمْ يَقُولُونَ: مَا دَعَوْنَاهُمْ وَتَوَجَّهْنَا إِلَيْهِمْ إِلا لِطَلَبِ الْقُرْبَةِ وَالشَّفَاعَةِ، فَدَلِيلُ الْقُرْبَةِ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَآء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾ . وَدَلِيلُ الشَّفَاعَةِ، قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ ﴾.


هذه القاعدة الثانية أراد المصنف رحمة الله تعالى عليه فيها أن يبين ما يحتج به أهل الشرك على شركهم وهذه الحجة متكررة وليست جديدة فكل الذي صرفوا شيئًا من العبادة التي لا تجوز إلا لله عز وجل احتجوا بقولهم هؤلاء أولياء الله هؤلاء نرجو أن يقربونا إلى الله هؤلاء نرجو شفاعتهم يوم القيامة فأراد المصنف رحمه الله أن هذه حجتهم وأنها باطلة وذكر الأدلة على بطلانها وأن هذا هو عين الشرك فقال رحمه الله في القاعدة : ( أنهم يقولون ) أي المشركين الذين سماهم الله مشركين وحكم بخلودهم في جهنم أنهم يقولون حينما يُنصحون ويًحذرون يقولون ما دعوناهم أي ما استغثنا بهم وتوجهنا إليهم إلا لطلب القربة والشفاعة أي أن يشفعوا لنا عند الله لا أنهم أربابًا ينفعون أو يضرون فكأنهم يقولون نحن نعلم أن هؤلاء الأولياء نعلم أنهم لا يخلقون ونعلم أنهم لا يرزقون ونعلم لا يحيون ولا يميتون لكن نتقرب إليهم لطلب القربة والشفاعة هذه حجتهم وقعوا بالشرك عن طريق أو اعتقادهم بأذيال الشفاعة الباطلة المنتفية لطلب القربة والشفاعة ، القربة : كأن يريدوا أن يتوسطوا لهم في الأمور الأخروية حتى يكونوا قريبين من الله في الآخرة كان يأتوا لصالحين ويقولون لهم اشفعوا لنا عند الله أن يغفر لنا أوأن يدخلنا الجنة أو شفاعة كأن يأتوا إلى الأولياء ويقولون لهم اشفعوا لنا عند الله أن يرزقنا في الدنيا أو أن يهب لنا أولادًا أو يكشف ما بنا من ضر فهذا عين الشرك فهذا شرك وهذه حجة أهل الشرك ولذلك لو تسأل قبوري من القبوريين يقول نفس الكلام يقول أعلم أنه لا يخلق وأعلم أنه لا يميت وأعلم أن ربي الله وأن إلهي الله لكن هذا أتقرب إليه أو أتوسل إليه ليقربني إلى الله قربة وشفاعة وهذا كما قلنا شرك وعين الشرك وهذا عدم إخلاص العبادة لله عز وجل يقول المصنف في الدليل : فدليل القربة قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَآء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾
يقول الله عز وجل : ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَآء ) أي يتولونهم بعبادتهم ودعائهم هؤلاء اعتذروا عن عبادتهم بقولهم : ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) يعني خطوة ومنزلة عند الله أي لترفع حوائجنا لله وتشفع لنا عنده وإلا فنحن نعلم أنها لا تخلق ولا ترزق ولا تملك من الأمر شيئًا ، قال الله عز وجل : ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ) فكفرهم الله عز وجل بهذا الطلب .

أم اليمان
27-02-07, 03:20 AM
أخواتي في الله

الدرس الثاني عبارة عن 31 دقيقة تقريبا
فأخذت في تفريغ الخمس دقائق منه ظنًا مني أنه في قرابة 40 دقيقة
وأختي راحلة أخذت الجزء من 20 - 30

بقيت أنت أختي المحبة وأختي نهى

فلنشد الهمة ولا نتأخر عن يوم حتى نراجع قبل الاختبار بفترة كافية

راحله
27-02-07, 04:21 AM
يقول الشيخ السِعدي في تفسيرها :

(هذا توبيخ للنصارى الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة فيقول الله عز وجل هذا الكلام لعيسى فيتبرأ منه عيسى ويقول " سبحانك " عن هذا الكلام القبيح وعما لا يليق بك )
لأن التسبيح هو تنزيه الله

( سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق )

أي ما ينبغي لي ولا يليق أن أقول شيئاً ليس من أوصافي ولا من حقوقي ، فإنه ليس أحد من المخلوقين ، لا الملائكة المقربون ولا الأنبياء المرسلون ولا غيرهم له حق ولا استحقاق في مقام الإلهية وإنما الجميع عباد مدبرون وخلق مسخرون وفقراء عاجزون .

( إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك )

فأنت أعلم بما صدر مني .

( إنك أنت علام الغيوب )

وهذا من كمال أدب المسيح عليه الصلاة والسلام ، في خطابه لربه .

هذا دليل على أن هناك أناس عبدوا الأنبياء.

وَدَلِيلُ الصَّالِحِينَ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ... ﴾ الآية [الإسراء: 57].

هذه الآية ينبغي أن نعلم أو أن نعرف معناها يخبر تعالى أن هؤلاء الذين يعبدهم المشركون مع الله من الملائكة والصالحين هم أنفسهم يطلبون التقرب إلى الله بالطاعة والعبادة ويمتثلون أوامره رجاء رحمته ويجتنبون نواهيه خوفاً من عذابه .

ففي الآية بطلان عبادة المشركين لغير الله ، لكون المعبودين أنفسهم يطلبون القربه من الله ويرجون رحمته ويخافون عذابه .

( أولئك الذين يدعون ) أي الذين يعبدهم المشركون هم أنفسهم يطلبون رحمة الله عز وجل ويخافون عذابه .

وَدَلِيلُ الأَشْجَارِ وَالأَحْجَارِ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى ﴾ [النجم: 91، 20].

أفرأيتم ... أخبروني
اللات .... اسم لرجل صالح كان ينت السويق للحاج فلما مات عكفوا على قبره وبنوا عليه أستارا
العزة .... شجرة بين مكة والطائف عليها بناء يعبدها قريش
ومناة ... بناء بين مكة والمدينة

معنى الآية ينكر تعالى على المشركين عبادة الأوثان عامة وفي مقدمتها تلك الأوثان الثلاثة وهي اللات في الطائف والعزة ومناة فيتحداهم في هذه الأصنام هل تنفع شيئاً فتدفع الضر وتجلب النفع ؟ أم أنها مجرد أسماء سموها ما أنزل الله بها من سلطان
بل هي مجرد أسماء سموها ما أنزل الله بها من سلطان

ومن الأدلة أيضاً على أن هناك أناس عبدوا الأشجار

َحَدِيُث أَبِي وَاقٍِد اللَّيْثِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إِلَى حُنَيْنٍ وَنَحْنُ حُدَثَاءُ عَهْدٍ بِكُفْرٍ، وَلِلِمُشْرِكِينَ سِدْرَةٌ، يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا وَيُنَوِّطُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ، يُقَالَ لَهَا ذَاتُ أَنْوَاطٍ، فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ. الحَدِيثَ.

والحديث صحيح .
أبو واقد الليثي اسمه الحارث ابن عوف صحابي مشهور مات عام ثمان وستين
حُنين ... غزوة حُنين كانت بعد الفتح
ونحن حدثاء عهد بكفر ... أي قريبون عهد بكفر
وهذا فيه دليل على أن غيرهم ممن تقدم فيه اسلامه من الصحابة لا يجهل ذلك
يعكفون عندها ... أي يقيمون عندها للتبرك ، والعكوف هو الإقامة على الشيء في المكان
ومنه قول الخليل ( ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون )
ومنه سُمي المعتكف أو الإعتكاف هو الجلوس في المسجد .
وينطون بها أسلحتهم ... أي يعلقونها عليها للبركة
اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ... أي سدرة نعلق أسلحتنا عليها تبركاً بها ونعكف حواليها
ظنوا أن هذا أمراً محبوباً عند الله فقصدوا التقرب إلى الله بذلك وإلا فهم أجل قدراً من أن يقصدوا مخالفة النبي عليه الصلاة والسلام .

( فقال : الله أكبر)

قال النبي الله أكبر استعظاماً ، لا فرحاً ، استعظاماً وتعجباً لا فرحاً بذلك

( إنها السُنن )

أي الطرق

( لتركبن سنن من كان قبلكم )

أي لتفعلن مثل فعلهم ولتقلن مثل قولهم ، وهذه الجملة المراد منها التحذير لا الإقرار

فالحديث دل على أن اتخاذ الأشجار للتبرك والعكوف عندها شرك ، فيدخل فيه كل ما يتبرك فيه من شجر أو حجر أو قبر أو غير ذلك ، وأن هذا وجد من يعبد الأشجار

وهذا الحديث فيه فوائد ،، من فوائده :

أن التبرك بالأشجار شرك ومثله الأحجار وغيرها .
وفيه أن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يأمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادات الباطله .
وفيه تكبير الله وتنزيهه عند التعجب أو ذكر الشرك .
وفيه علم من أعلام النبوة من حيث أنه وقع كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام .
وفيه النهي عن التشبه بأهل الجاهلية وأهل الكتاب فيما كانوا يفعلونه إلا ما دل الدليل على أنه من شريعة محمد صلى الله عليه وسلم .
ومن فوائد الحديث .. أن نفي التبرك بالأحجار ونحوها من معنى لا إله إلا الله ، فإن لا إله إلا الله تنفي كل إله سوى الله .
ومن فوائده .. أن الاعتبار في الأحكام بالمعاني لا بالأسماء ولهذا جعل طلبهم كطلب بني إسرائيل ، ولم يلتفت إلى كونهم سموها ذات أنواط .
وفيه .. أن الشرك لابد أن يقع في هذه الأمة خلافاً لمن ادعى خلاف ذلك .
وفيه .. الغضب عند التعظيم .
وفيه .. استحباب إظهار ما يدفع الغيبة حيث قال " ونحن حدثاء عهد بكفر " .
ومن فوائد الحديث .. صعوبة انتزاع العادات من نفوس البشر .
ومن فوائده .. يُعذر الجاهل بجهله إذا ارتدع بعد العلم .
وفيه .. وجوب سد الذرائع .
وفيه .. جواز الحلف على الفُتيه .
وفيه .. جواز الحلف بدون استحلاف لمصلحة .


القاعدة الرابعة من القواعد التي ذكرها المصنف قال :

أَنَّ مُشْرِكِي زَمَانَنَا أَغْلَظُ شِرْكًا مِنَ الأَوَّلِينَ، لأَنَّ الأَوَّلِينَ يُشْرِكُونَ فِي الرَّخَاءِ، وَيُخْلِصُونَ فِي الشِّدَّةِ، وَمُشْرِكُو زَمَانَنَا شِرْكُهُمْ دَائِمٌ فِي الرَّخَاءِ وَالشِّدَِّة؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ? فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ? [العنكبوت: 65].
هذه القاعده أراد المصنف أن يبين أن مشركي هذا الزمان في زمان المصنف وفي زمننا هذا أعظم شركاً من الأولين .
وجه ذلك بينه المصنف / أن الله أخبر في القرآن عن المشركين المتقدمين أنهم يشركون في الرخاء وإذا أصابتهم الضراء والشدة فإنهم يوحدون

كما قال تعالى (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ )
وكما قال تعالى عنهم ( وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون )
وقال تعالى ( وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور )

فهؤلاء المتقدمين يشركون في الرخاء وإذا أصابتهم الضراء والشدة وحدوا الله فهذا ما حكاه الله عز وجل في القرآن .

أما مشركوا هذه الأزمنة فإنهم إذا مسهم الضر فزعوا إلى الحسين أو إلى البدوي أو إلى الموتى ... وهذا لا شك أنه أعظم من شرك الأولين .
فالأولون يشركون في الرخاء ويرجعون في الضراء
يقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : فالأولون يشركون في الرخاء يدعون الأصنام والأحجار والأشجار ، أما إذا وقعوا في شدة وأشرفوا على الهلاك فإنهم لا يدعون صنماً ولا شجراً ولا حجراً ولا أي مخلوق وإنما يدعون الله وحده سبحانه وتعالى ، فإذا كان لا يخلص من الشداد إلا الله عز وجل فكيف يدعى غيره في الرخاء ، أما مشركوا هذا الزمان يعني المتأخرين الذين حدث فيهم الشرك من هذه الأمة المحمدية فإن شركهم دائم في الرخاء والشدة لا يخلصون لله ولا في حال الشدة بل كلما اشتد بهم الأمر اشتد شركهم وندائهم للحسن والحسين وعبد القادر والرفاعي وغير ذلك وهذا شيء معروف ويذكر عنهم العجائب في البحار أنهم إذا اشتد بهم الأمر ساروا يهتفون بأسماء الأولياء والصالحين ويستغيثون بهم من دون الله عز وجل .
انتهى كلامه حفظه الله .

وهذه القاعدة فيها فائدة أخرى وهي : أن الشرك بعضه أعظم من بعض .. بعضه أكبر من بعض ..
هذا معلوم كالذنوب والمعاصي
هل الذنوب على درجة واحدة ؟ كلا
وقد سئل النبي عليه الصلاة والسلام : ما أكبر الكبائر ؟
أي الذنب أعظم ؟

وهنا نقطة أخيرة قبل أن ننتهي وهي قد يقول قائل كيف يقول المصنف الإمام محمد أن مشركي هذا الزمان أغلظ من الأولين مع أن المشركين في هذا الزمان يصلون ويصومون ويفعلون العبادات بينما المتقدمين واضح حاربوا الرسول وقاتلوا الرسول فكيف يجعل المشركين المتأخرين أغلظ ؟

فالجواب / إن الشيخ رحمه الله لم يجعل الموازنة بين أهل الشرك في الزمن المتأخر وأهل الشرك في الزمن المتقدم من كل وجه إنما الموازنة في مسألة الدعاء ولذلك قال : إن مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأولين ، فالموازنة إنما هي في الشرك وليست في كل ما هو عليه ، لأن أهل الشرك الأولين كانوا يأدون البنات ويزنون ولا يحرمون الحرام ولا يحللون الحلال ويفعلون ما يفعلون من جاهلية جهلاء وهي ليست في المشركين المعاصرين .. فنقول الكلام والبحث ليس من كل وجه إنما من جهة الشرك .

ننتهي من هذا المتن القصير الذي نسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه وأن يحيينا على التوحيد وأن يميتنا على التوحيد وأن يكون هذا العلم حجة لنا لا حجة علينا وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يرزقنا الإخلاص في العلم والعمل والله تبارك وتعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

راحله
27-02-07, 04:24 AM
أعتذر إني وضعته بدون الترتيب ولكن تحسباً من الظروف
جزاكم الله خيرا ونفع بكم

مُحبة العلم
27-02-07, 05:58 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أختي أم اليمان
أنا آسفة يبدو أنني تأخرت عليكم
نعم معكن إن شاء الله
إن بقي لي مكان

و لكن الشيخ بدرس الأمس
قال أن الدرس سيقوم بتفريغه متطوعين من عنده
و أنه سينزله بموقعه و هنا
فدخلت على موقعه الآن
يقول الشيخ أن الدرس سينزل 6 صباحاً
فلننتظر قليلاً
أرجو أن يكون فهمي صحيحاً

بداية مشرقة
27-02-07, 07:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي أم اليمان جزاكِ الله خيرا على ما قمت به من تفريغ ولكن أنا لم أقم بالتفريغ لأن الشيخ بالأمس
قال أنه لا داعي لتفريغ الطالبات لأن الدرس سيقوم بتفريغه متطوعين من السعودية - جزاهم الله خيرا - وأنه ستنزل بعد ساعتين من إلقاء المحاضرة مذكرة كاملة من 18 صفحة منظمة ومرتبة ومحققة لنتفرغ نحن للاستماع والمراجعة وذلك للاستعداد للاختبار .

ورد22 ورد22 ورد22

أم اليمان
27-02-07, 07:50 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لا كلام بعد كلام الشيخ في هذا،شكر لله لكن أخواتي على تنبيهي
ننتظر نزول التفريغ قريبًا من موقع الشيخ حفظه الله تعالى
حيث التفريغ للدرس الثاني قد تم لكن ننتظر نزوله
اللهم يسر

بداية مشرقة
27-02-07, 07:58 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ولكن هل نزلت هذه المذكرة ؟ فأنا بحثت عنها كثيرا فلم أجدها ، لأن الشيخ قال ستنزل بعد ساعتين من إلقاء المحاضرة ، فهذا ما فهمته !

ناديا علي
27-02-07, 08:12 AM
أحييكم أخواتي الغاليات على همتكم العالية أدامها الله
وجزاكن و جزى الله الشيخ خير الجزاء

المحبة في الله
27-02-07, 01:07 PM
السلام عليكم و رحمة الله
حياكن الله أخوتني و معذرة أختي الفاضلة أم اليمان لعدم المشاركة لأنني كما سمعت الشيخ يقول بأن التفريغ سيوضع في المنتدى و لا داعي للتفريغ لهذا لم أنتبه ...
و جزاكن الله خيرا أخواتي الحبيبات على مجهوداتكن و أنا حزينة لأنه فاتني الخير الكثير و هوالاشتراك معكن في التفريغ...و جزى الله عنا كل خير شيخنا ...
و السلام عليكم و رحمة الله

أنين الفجر
27-02-07, 02:16 PM
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يبارك لكن وينفع بكن

قد وضعت المذكرة بموقع فضيلة الشيخ

http://www.almotaqeen.net/mktba/books.php?action=play&&id=138&&cat=35

ناديا علي
27-02-07, 06:29 PM
أختي المحبة في الله لا تحزني :)
فالأعمال بالنيات
وفقكِ الله و سددك

ناديا علي
27-02-07, 06:32 PM
جزاكِ الله خيراً أختي أنين الفجر
ونفع بكِ

المحبة في الله
27-02-07, 08:55 PM
جزاك الله خيرا أختي نور العلم
اللهم آمين أجمعين ....