أمي تجرني إلى الحرام !

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من دواعي سرورنا وشكرنا لله أن نرى نتاج هذا الموقع المبارك، وأن نكون محل ثقة المستشيرين، فهذا بحمد الله نعمة عظيمة تستحق الشكر
وأحمد الله أيضا على أن وفقك وبارك فيك فجعلك من الإماء الصالحات، الحافظات لفروجهن، المعرضات عن الحرام ووسائله
ليس شيء أعظم من هداية الله للعبد؛ إذ بذلك تحصل سعادة الدارين، ويتذوق المؤمن طعم الحياة على حقيقتها، ويرى نعم الله جل وعلا عليه، فيزداد شكرا وطاعة وإخباتا وإنابة
أما المعرض عن طاعة الله، الغارق في بحر الشهوات والشبهات فهو لا يرى إلا ما يوافق هواه، فالنعمة في حقه هي التي يتحقق بها مقصوده الفاسد، والنقمة هي عدم تحقق مقصوده الفاسد، ولهذا فهو إن أعطي لم يشكر، وإن ابتلي لم يصبر، وأما المؤمن فهو على خلاف ذلك، إن أعطي شكر، وإن منع صبر
أختي الكريمة : ألاحظ رغبتك القوية في الزواج، وأن عدم وجود الزواج أوقعك في عدد من المشكلات والمحاذير المحرمة، وليس عيبًا طلب ذلك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج..)) قال بعض أهل العلم: هذا خطاب للرجال والنساء؛ لأن الشهوة أمر مشترك بين الجنسين
والظاهر من رسالتك أن أكبر العوائق هي أمك، ثم هاجس الفشل والخوف من المجهول واعتقاد أنك مازلت صغيرة، ثم الدراسة
ولا أظن أني مخطئ إذا قلت: إن العائق الوحيد هو الأم
حسنًا لنفترض هذا الآن، فلنفكر في أمر تقتنع به أمك لكي تزوجك من يكون صالحًا للزواج بك أولا: زوج أمك: هل يمكن أن يتدخل في الموضوع؟ فتذكري له رغبتك في الزواج، وتلمحي أن عدم الزواج يوقع في عدد من المشاكل والمحاذير الشرعية، وتطرحي عليه فكرة محادثة أمك بالموضوع

ثانيًا: خالاتك: هل يمكن أن يكون لهما رأي عند أمك؟ إذا كان الجواب بنعم، فحاولي أن تشرح لمن تثقين بها الموضوع، وأن تصارح أمك بذلك
ثالثًا: أبوك: هل لك علاقة به، ويمكنه أن يتدخل في الموضوع؟
رابعًا: إخوانك، أو أخواتك الكبار إن كان يوجد أحد أكبر منك يكون له أثر على قرار أمك
خامسًا: في حالة عدم وجود أحد يمكن أن يتدخل في الموضوع؛ فأرى أنه لا بد من المصارحة، وأن تجلسي مع أمك جلسة تخبرينها بصراحة أنك لا تستطيعين الصبر، وأنك لست ترغبين في الزواج لذات الزوج أيًا كان، وإنما تريدين الرجل الصالح، وتطلبين منها إذا تقدم رجل صالح أن تعرض الموضوع عليك، فالرجال ليسو سواء، وقولي لها: أنا أمانة في عنقك، وأنت مسئولة عني أمام الله، ومنعك لي من الزواج قد يوقعني في المحذور، فاتقي الله فيني، ثم اطرحي عليها فكرة أن تتصل بأحد المشايخ الثقات لتطرح عليها هذه المشكلة، وتطلب منه الحل لها
سادسًا: الخوف من الفشل لا يجب أن يكون عائقًا، ولكنه يحمل على الاحتياط في القبول، وعدم الاستعجال في ذلك، والتحقق من شخصية زوج المستقبل، ومدى تحقق الشروط المطلوبة فيه من الديانة والأمانة وحسن الخلق
سابعًا: إكمال الدراسة لا يتعارض مع الزواج إلا في حالات خاصة، ولكن من الممكن مواصلة الدراسة مع الزواج، وفي حالة التعارض فالزواج أولى من إكمال الدراسة؛ لما في الزواج من المصالح العظيمة التي تزيد على مصالح إكمال الدراسة
ثامنًا: ما يتعلق بالشهوة وشدتها، والخوف من الوقوع في الحرام بسببها، فإني أحيلك على استشارة أرسلتُها لإحدى الأخوات تتعلق بنفس الموضوع عنوانها : شهوتي تجرني إلى الحرام 

وأخيرًا أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يحفظك من كل سوء ومكروه


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
: 07/01/2008
طباعة