الآن فقط عرفت أمي !!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

في الحقيقة لقد انتابني شعور عميق بالحزن، وذرفت عيناي حين قرأت قصتك؛ لأن الإحساس بحنان الأم والرغبة في رؤيتها شيء مفطور في النفوس، ولكننا قد لا نحس به لأننا نلامسه كل يوم، ولكن من فقده فإنه يشعر بشيء غريب يسري في جسده حين يتصوره في نفسه، ويحس بقرب وقوعه.

ولكن بعيدًا عن هذه العواطف والمشاعر المتأججة في النفس لا بد أن نفكر بهدوء لكي نصل إلى حل سليم لمشكلتك هذه.

هناك مجموعة من الأسئلة لا بد من طرحها قبل اتخاذ قرار سليم،وهي:

1- هل عرفت سبب تطليق أبيك لأمك؟
2- لماذا حاول أبوك حرمانك كل هذه السنين من أمك؟
3- لماذا لم تبادر أمك بطلبك والبحث عنك وتربيتك؟
4-ماهي ردة الفعل المتوقعة من أبيك وزوجة أبيك حين تفاتحينهم بهذا الموضوع؟
5-حينما يعرف الجميع أمك الحقيقية هل سيحدث ما توقعت من أن تعيشي بينهم كالغريبة؟

في الحقيقة نحتاج إلى إجابة واقعية عن جميع الأسئلة السابقة.
وبما أني لا أملك الإجابة عن هذه الأسئلة، فسأحاول افتراض مجموعة من الحلول تناسب الصورة الموجودة في استشارتك، ذلك اني فهمت من استشارتك أن معرفة أمك الحقيقية ستهدم ما بناه أبوك، وأن هناك مشكلة ستقع حين معرفة ذلك.

ولا شك أن قطيعة الرحم المحرم حرام فكيف إذا كانت هذه الرحم هي الأم، وكيف إذا كانت وحيدة ليس معها أحد؟

لكن الإنسان مكلف بما يطيق، وقد يترتب على معرفتك بأمك والوصول إليها أمور مكروهة بالنسبة لك، وربما ترتبط حياتك بالبر بأمك فيتعذر عليك الزواج، وتنتهي حياتك عند خدمة أمك.

ربما يكون هذا..

هل يوجدشخص ثقة من اقاربك يمكن أن تفاتحيه في الموضوع وتعرفين الأسباب الحقيقية لكل ما حصل؟

ألا يمكن أن تصلي أمك بدون علم أبيك وزوجته وإخوانك؟

حاولي بقدر ما تستطيعين أن تصلي أمك دون أن تقعي في مشكلة معهم.
وإذا لم يتيسر ذلك، فرأيي أن تبقي على حالك الذي أنت فيه حتى تتزوجي، ثم بعد ذلك تصلين أمك دون خوف من أحد،ودون أن تفقدي مكانتك عند أحد؛ لأنك ستكونين منفردة مع زوجك في حياتك.

أسأل الله أن يكتب لك الخير، وأن يعينك على البر بوالديك جميعًا.
: 03-03-2011 04:50
طباعة