ولاؤها لأهلها وليس لي !

الحمد لله رب العالمين.
  
  أخي الكريم: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وبعد:
  
  إن الله جعل الزواج آية من آياته لما يحصل فيه من الألفة والمحبة والرحمة، بل إن الله خلق الإنسان فجعله نسبًا وصهرًا، فبالزواج تنشأ علاقة بين أسرتين، وتنتشر به المحرمية بين الزوج وأم الزوجة وبنات الزوجة إن كان لها أولاد، وبين الزوجة وأب الزوج وأولاد الزوج إن كان له أولاد.
  
  ولهذا أخي الكريم: فليس الحب بين الزوجين هو كل شيء، ولا شك أنه أحد الركائز المهمة، ولكن هناك أمور كثيرة لا بد أن تكون معه.
  
  وأعتقد أن المشاكل التي نشأت في حياتك مع زوجتك هي من إهمالك النظر إلى هذه الأمور التي لا بد من مراعاتها في اختيار الزوجة.
  
  وإذا كان الأب، وغيره من أقارب زوجتك يتدخلون في حياتك وتصغي لهم امرأتك؛ فهذا دليل أن بيتك غير مستقر.
  
  وإذا كان أبو زوجتك بهذه العقلية والهمجية التي تحمله على الاعتداء على الغير، بل وعلى أقرب الناس إليك وهي أمك، فهدا دليل على أنه لا ينظر إليك نظرة احترام وتقدير ومعزة.
  
  وكل هذا يدل على أن هذه الحياة الزوجية لا يمكن أن تستمر بهذه الطريقة، ولا بهذه الصورة.
  لكن وجود هذه البنت في حياتكما هو الذي ربما يجعلك تصبر من أجلها. ومن أجلها قد تفضل استمرار العلاقة وعدم انقطاعها، لتظل هذه البنت تعيش تحت سقف أمها وأبيها.
  
  ولكني أعتقد جازمًا بأن زوجتك إذا كانت ستظل بهذه العقلية، وكذلك أهلها فإنك ستزيد من معاناتك، وبدل أن تكون المشكلة مع هذه البنت فقط فستكون مع بقية أولادك.
  
  أنا أعلم أن الطلاق مر، وفيه أذى وقطع لعشرة بين اثنين، ولكنه في مثل حالتك هو الحل الأمثل.
  كيف يمكن أن تستقر في حياتك وكل هذه المشاكل فيها؟ كيف تذهب إلى عملك وأنت مطمئن ومرتاح؟! بل كيف تهنأ في حياتك وأنت من عملك المضني لتجد كل هذه المشاكل في استقبالك؟
  ثم أين حق أمك؟ وأين كرامتها، وأين مكانتها؟ أهكذا يتعامل معها بدون حياء ولا خجل؟ وهل هذا قدرها عندك؟ أن تهان وأنت تنظر؟
  
  إن الذي أشير به من خلال ما قرأته من حياتك هو أن تفارق هذه المرأة، وتطلقها طلقة واحدة.
  
  ثم بعد ذلك إذا كان لها رغبة في الرجوع فلا بد أن تملي عليها شروطك، وأن تطلب منها أن تكون مطيعة لك مراعية لحقك، وأن ترفض بقوة تدخل أحد في حياتك، إلا أن يكون تدخله بقصد الإصلاح فقط.
  
  وأما البنت فإن أمكن أن تعيش معك فهو الأولى والأفضل، وإن أبت أمها إلا أن تعيش معها فتعاهدها بالزيارة، وتفقد أحوالها، وعسى الله أن يكتب لك ولها من الخير ما يكون فيه صلاح ذريتك، واستقرار أسرتك.
  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

: 17/12/2008
طباعة